تهتم هذه المدونة وتعنى بأنساب وتاريخ وأعراف وتقاليد وأخبار وأعلام وشؤون قبائل المساعيد

الأحد، سبتمبر 06، 2009

مخطوطة الحاج سلاّم أبو غريقانة الأحيوي عن عشيرة الغراقين الأحيوات ( 2 )

من تاريخ الغراقين
1ــ جلوتهم إلى جبل الخليل عند الدوايمة القيسية

كان يوجد في وادي الشلفح في منطقة الحيسي ست عائلات هم جميع الغراقين وسابعهم عبدهم وفي أحد الليالي سمعوا صفرة من الجبل المجاور لهم فتجمعوا من مضاجعهم وحسبوا أن الرجال تتربص بهم ( تحوفهم ) و لذلك قاموا بعد الرقاب عليهم فحسبوا سبع رقاب عليهم وقرروا الرحيل في الصباح الباكر وفي الصباح الباكر رحلوا جميعا وتخلفت عنهم امرأة غنيمية أرملة رجل غريقاني ومعها بنتها وولدها الصغير واتجهت القوم صوب جبال الخليل واستقروا في بلدة الدوايمة وذات يوم سمع الولد أخته تشتكي لامها من رجل من الغنيمات اسمه عيد حاول اغتصابها فنوى الولد على ذبحه واخذ بارودة والده ذات الفتيل وورد على الماء مع أخته انتظارا لقدوم عيد وورد عيد على الماء – ثميلة أبو الثلم- وبينما كان عيد يسقي ابله أشعل الولد فتيل البارودة قاصدا قتل عيد فاطفات أخته الفتيل وأخذت منه البارودة خوفا عليه من أن يذبحه عيد أو أحد أقاربه فراه عيد وتوجه نحوه وقام بضربه ضربا شديدا وكسر بارودة والده على صخرة فتوجه الولد إلى والدته وألح عليها بان تخبره بمكان أقاربه الغراقين الذين تركوا مساكنهم جلوه وبعد إلحاح وإصرار شديدين فأخبرته بالمكان وتنقل الفتى من مكان إلى آخر حتى عثر أخيرا على أقاربه واخبرهم بكامل القصة ومحاولة الغنيمي اغتصاب أخته وضربه له وتكسيره لبارودة والده فشدت القوم رحالها متجهة صوب مساكنهم الأصلية التي جلت عنها لمحاسبة عيد على أفعاله وبعدما وصلوا مساكنهم الأصلية كمنوا له على الطريق التي يرد ويصدر الماء معها وكان مع عيد الغنيمي في ذلك الوقت ابل ومن بينها ناقة أصيلة اسماها ( الغزالة ) فلما رأت ابله القوم توقفت عن السير فعرف أن القوم قريبون منه فركض ونادى على ناقته (غزاله) فوقفت له وركبها وفر هاربا فلما رأت القوم أن الرجل سيفلت من بين أيديهم اسنتخت القوم بابي جغيف واستنهضت عزائمه بقولهم له :عاداتك يا أبو جغيف – واسمه عوض ولكن لقبه هو أبو جغيف – فاندفع أبو جغيف يعدو وراء ( غزاله ) عدوا لا مثيل له كانت الخطوة فيه تعادل ست خطوات عادية وبقيت حذاؤه في مكان اندفاعه ( مفطه ) –وقد وضع فيما بعد رجم على مكان كل خطوة خطاها أبو جغيف – حتى أدرك عيد فضربه بعصاه ضربة اطاحته من ظهر الناقة وورد كل واحد من القوم هواته في عيد بسيفه أو بسكينه حتى تركوه مقطعا وعادوا إلى أهليهم وبعد ذلك جاء الغنيمات ونصبوا بيتا في المكان على عيد وبقى عيد حولا كاملا وهو لا يبرح مكانه حتى أن آثار النار التي كانت توقد في البيت والرماد الذي يتخلف عنها مازال موجودا حتى يومنا الحاضر وبعد شفاؤه سمي عيد بالمقطع و سميت ذريته فيما بعد "بالمقاطعة " وبعد هذه الحادثة بحوالي ثماني سنوات سعى الشيخ علي بن نجم –شيخ الاحيوات – بالصلح بين الغراقين والغنيمات فاصطلحوا وعادت الغراقين من الخليل إلى مضاربهم الأصلية وأثناء جلوتهم في جبل الخليل حدثت حرابة الربيقي الحوات مع الغنيمات وقتل الأعرج الغنيمي الربيقي الحوات وجلت الغنيمات عند التياها على الشريعة في بلاد غزة وسبب هذه الحرابة هو مسلم النجيخ الذي جدع الربيقي أذنيه
2ــ حجرهم وتملكهم لآبار المالح
ذهبت جماعة من الغراقين مؤلفة من ثلاث رجال هم : المسح والأعرج وأخوه ليكتالوا ويقضوا حاجات أهليهم من الكساء وفي طريقهم وبالقرب من السويس مروا بعرب من العيايدة ووجدوا رجلا كبيرا في السن فسألهم : من أين أتيتم ؟ فاخبروه انهم أتوا من بلاد شرقي التيه المطلة على بحر العقبة وكانوا يجهلون بالمنطقة لأنهم سكنوها حديثا بعد مقتل بليطة فاخبرهم الرجل عن وجود آبار ماء .في وادي وصفه لهم بأنه يتفرع من وادي الحيسي شرقا وبه حرة سوداء وشجر من الغرقد فلما عادوا إلى أهلهم وحطوا الرحال عن ابلهم ذهبت الجماعة للبحث عن الماء فسال الأعرج –الذي تخلف عنهم - نسائهم : أين ذهب المسح وأخيه ؟ فاخبرنه بأنهما قد اسندا الوادي فعرف الأعرج انهم ذهبوا للبحث عن الماء فركب ناقته ولحقهم وبينما هم مقبلون صوب الآبار وحين اقترابهم منها رمى الأعرج عصاه فوقعت عند أحد الآبار فاصبح من نصيبه ويروى أن اسم أخو الأعرج هو سليمان
من تاريخ الغراقين : حرب البريكات مع الغراقين الاحيوات



قامت هذه الواقعة بين الغراقين الأحيوات والبريكات التياها وقتل فيها من الغراقين ثلاثة رجال وقطعت رصاصة خشم رابع فسميت ذريته فيما بعد ( الخشمان )وقد ذهبت البريكات إلى شمال القصيمة بعد هزيمتهم على أيدي الغراقين وقام حميد من أولاد سالم أبو غريقانه بإجلائهم من منطقة التيه ، وقد قام الشيخ حمّاد الصوفي شيخ الترابين بعد عدة سنوات من هذه الواقعة بالصلح بين البريكات والغراقين ، فساقت البريكات ديّة (120) جملا للغراقين ، وعادت إلى منطقة التيه ولا يحق لهم سوى الماء الرّهي ، والروض الفلي ؛ وذلك لأنهم دخلوا في بطن الصوفي واصبحوا من عشائر الترابين ، ولقبولهم بمطالب الغراقين .

سبب فراق العبد للغراقين وتركه ديارهم

ذات يوم ، قتل العبد رجلاً من عربان المنطقة وجلا من عند الغراقين إلى قبيلة العلويين الحويطات ، وبعد سنوات من تلك الحادثة طَيَّبَ المسح على أصحاب الدم ودفع لهم الديّة ، فبعث إلى عبده بأنه طَيَّبَ عنه وأخبره بأنه حر .

حسني أبوغريقانه مع شبلي باشا الأطرش

خلال الحرب العالمية العظمى ، توجه الجيش التركي نحو الترعة (قناة السويس) سنة 1916م ، فلما انكسرت تركيا في الحرب أسرت بريطانيا عدداً كبيراً من الجنود الأتراك ، وكان من ضمن الأسرى شبلي باشا الأطرش ، وكان الشيخ عطيه أبن سلامه بن مطير شيخ الصفايحه الأحيوات مسؤولاً من قبل بريطانيا عن معسكرات الأسرى في شرق قناة السويس ، فتعرف شبلي الأطرش على الشيخ عطية ، فعرفه على نفسه وقال له يا شيخ عطية ، خلصني من الأسر ، فقال له الشيخ عطيه : إن شاء الله . فأرسل الشيخ عطية إلى عايد بن راشد أبوغريقانه الأحيوات للقدوم لأنه خبير بتلك المناطق الشرقية من بلاد الشام لكثرة غزواته في تلك البلاد ، وطلب منه – بعد أن قص عليه الخبر – أن يوصل شبلي الأطرش إلى بلاده فقبل عايد المهمة ، ثم اخبر الشيخ عطيه شبلي الأطرش بان يذهب إلى شجرة أراه إياها بعد مغيب الشمس وان ينتظر عندها حتى يأتيه الرجل الذي سيصطحبه إلى بلاده وكان الشيخ عطيه قد اخبر عايد أبوغريقانه واراه تلك الشجرة ، فلما ذهب النهار وحل المساء ، توجه عايد أبوغريقانه إلى الشجرة فوجد شبلي الأطرش ينتظره فاصطحبه عايد إلى بلاد الدروز . ومر عايد بعرب الغراقين الذين كانوا يقيمون في منطقة القرن غربي بئر السبع ، حيث اصطحب معه رجل من الغراقين هو حميد من أولاد سالم الأعرج أبوغريقانه ، وساروا جميعا حتى وصلوا إلى جبل العرب حيث بلاد الدروز ، فاحتفل الدروز بشيخهم لمدة شهر تقريباً وأثناء مكوثهم هناك قام الدروز بغزوة فرافقهم الغراقين وغزوا معهم . فلما عادت القوم من الغزو بغنائمهم ، استأذن الغراقين من شبلي الأطرش بالعودة إلى أهلهم ، فعرض عليهم المكوث عنده وعرض عليهم الأموال ، إلا انهم فضلوا العودة إلى لبلادهم . عند ذلك شدّ شبلي الأطرش الحسني مع الغراقين الأحيوات نظير إنقاذهم له وتوصيلهم إياه إلى بلاده ، فصارت حسني بين الاحيوات والدروز ، وكان كفيل الأحيوات في الحسني هو شبلي الأطرش وكان عايد أبوغريقانه هو صاحب الحسني . وأمر شبلي الأطرش مجموعة من فرسانه بمرافقتهم وتوصيلهم إلى بلادهم ، وبعد مسيرة يومين طلب الغراقين من الفرسان العودة وودعّوهم عائدين إلى بلادهم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق