سقوط كتاب ( دراسة نقدية لكتاب قبيلة المساعيد لتركي القداح )

بسم الله الرحمن الرحيم

سقوط كتاب ( دراسة نقدية لكتاب قبيلة المساعيد ) ( 1 )

اتّصل بي بعض الأحبّة يستفسرني عن الكتاب الذي أصدره تركي بن مطلق القدّاح بعنوان ( دراسة نقدية لكتاب قبيلة المساعيد ) فأقول وبالله تعالى التوفيق :
صدر هذا الكتاب عن الأهلية للنشر والتوزيع في عمّان / الأردن ، ويقع في 135 ص ، ويتألف الكتاب من ثلاثة فصول ، وقد شحنه القدّاح بالأكاذيب والتزوير ، ومن يطالع الكتاب يجده قد امتلأ بالحقد الذي يكنّه القدّاح لراشد بن حمدان الأحيوي ، وكذب القدّاح وتزويره كشف الكثير منه باحثو قبيلة عتيبة وشيوخها ومنهم شيوخ قبيلة المساعيد وهم الدهينات ، والمساعيد هم القبيلة التي يُعزى إليها تركي القدّاح ، وما شحن القدّاح به كتابه لا يقدّم ولا يؤخّر شيئاً ، لكن المعيب والمعيب جدّا أن يدفع حقد القدّاح على راشد بن حمدان الأحيوي إلى التلاعب والغمز والتزوير في أنساب قبائل شماليّ الحجاز والأردن وسيناء ، فما شأن هذه القبائل بحملة القدّاح على الأحيوي ؟؟؟
ولم العبث بأنسابها ؟؟؟
وقد رأى القراء مصير كتاب القدّاح ( تحقيق نسب قبيلة عتيبة ) الذي صدر قرارٌ بإتلافه بناءً على رغبة شيوخ قبيلة عتيبة وإستجابة لطلب أبنائها .
يعاني القدّاح ــ كما يعلمه من طالع ويطالع كتاباته ــ عقدةً جسيمة تجاه الموروث ، فلذلك حاول في كتابه ( دراسة نقدية ) كما حاول في كتابه ( تحقيق نسب قبيلة عتيبة ) ردّ وهدم الموروث القبلي تماماً إلا ما يتوافق مع ما يراه !!! ولكن هيهات !!!
ولله در من قال : ( كاد المريب أن يقول خذوني !!! )
في كتابه دراسة نقدية تلاعب القداح بصورة متعمّدة بالأنساب مستخدما أساليب الكذب والتزوير ، وكأن الأمر هزل لا جدّ فيه ، وكأنّه يعاني شيئاً ما من قبائل الشمال !!!
سنعرض هنا شيئاً من عبث القدّاح بأنساب القبائل العربيّة في شماليّ الحجاز والأردن والديار المصرية ، رغم اطلاعه وعلمه بما كتبه أبناء هذه القبائل وباحثوها عن أنساب قبائلهم ، فنقول وبالله التوفيق :

1ــ قبيلة الأحيوات

نسب القدّاح قبيلة الأحيوات إلى جذام مستشهداً بنص ابن فضل الله العمري عن الأخيوة في الديار المصرية زاعماً أنّ الأخيوة تصحيف للأحيوة وانّ الأحيوة هؤلاء هم الأحيوات ( دراسة نقدية ، ص 16 ــ 20 ) ، وهذا التحريف لا يستحق التوقف عنده ذلك أن الاسم الصحيح هو الأخيوة كما ذكره ابن فضل الله العمري وفقا للنسخة المحققة لدوروتيا كرافولسكي ووفقا لما ذكره القلقشندي وغيره ، كما أنّ الأخيوة هؤلاء يقطنون الديار المصرية قبل عهد الحمداني ( ت 700 هــ ) ولا يزال اسم الأخيوة هذا معروفا إلى يومنا هذا في بلاد الشرقية ، وهذا يكشف عن التزوير القذر الذي قام القدّاح به ليجعل من الأخيوة بالخاء المعجمة الأحيوة بالحاء المهملة وهيهات هيهات !!! فالأحيوات لا يعتور نسبتهم إلى المساعيد أي شائبة كما يعرفه القاصي والداني .

2ــ قبيلة المساعيد

نسب القدّاح قبيلة المساعيد إلى بني عقبة استناداً إلى نص الجزيري ( دراسة نقدية ، ص 87 ــ 95 ) ، رغم أن القداح بالأمس القريب رمى بنصّ الجزيري عرض الحائط حينما أراد انتزاع المراوحة من بني حرب ليجعلهم من عتيبة رغم عدم وجود شبه رواية تشير إلى هذا ؟؟؟!!!

3ــ قبيلة الحويطات

في حديثه عن نسبة المساعيد إلى بني عقبة من جذام ساق القدّاح نصوص بعض الكتّاب التي تدلُّ ــ على حدّ زعمه ــ على أنّ المساعيد من بني عقبة فقال تحت عنوان ( نسب مساعيد شمال الحجاز وأقوال العلماء والمؤرخين المتقدمين والمحدثين ) : " لا يختلف اثنان على نسبة مساعيد شمال الحجاز إلى بني عقبة من جذام من العرب القحطانية ، فقد ذكر هذا غير واحد من العلماء المتقدمين والمحدثين " ، وقال : " وممن نسب المساعيد إلى بني عقبة من جذام " ( دراسة نقدية ، ص 87 ) ثمّ ساق أقوالاً لأحد عشر كاتباً وأوردها تحت عنوان ( أقوال العلماء والمؤرخين المتقدمين والمحدثين ) ( دراسة نقدية ، ص 87 ــ 95 ) ومن بينها أربعة نصوص ذكرت المساعيد من الحويطات وهي نصوص فؤاد حمزة وجواد علي والجاسر والحقيل ، وفيما يلي بيان ذلك :

1ــ قال القداح : " 5ــ قال فؤاد حمزة ( ت 1371 هــ ) عن مساعيد شمال الحجاز أنّهم من الحويطات " ، وقال في الحاشية : " ونقل عنه هذا النسب عمر رضا كحالة في كتابه : معجم قبائل العرب القديمة والحديثة " ( دراسة نقدية ، ص 89 ) .
2ــ وقال : " 7ــ قال جواد علي ( ت 1408 هــ ) : أن مساعيد شمال الحجاز من الحويطات ( دراسة نقدية ، ص 89 ) .
3ــ وقال : " 8ــ قال الشيخ حمد الجاسر ( ت 1423 هــ ) عن البدع بأنّها قرية تابعة لإمارة ظبا ، تقع شرقي خليج العقبة ، في وادي عفال في أعلاه ، وأنّها تبعد عن تبوك نحو 250 كيلا ، وسكان البدع من المساعيد والعميرات ، من حويطات التهم. وقال أيضاً : " المساعيد : واحدهم مسعودي من الحويطات بلادهم شمال ظبا في تهامة في البدع ، عينونا وما حولها . ومن فروعهم : الطرافية والنصيرات ، والبحيرات وذوي رشيد ، واللبايدة " ، وذكر أيضا في ذكره فروع من مساعيد شمال الحجاز ونسبها إلى مساعيد الحويطات مثل : البحيرات ، والسلاّمين ، ذوي سليمان ، وغيرهم " ( دراسة نقدية ، ص 90 ــ 91 )
4ــ وقال : " 10ــ قال الشيخ حمد الحقيل ( ت 1429 هــ ) : أن عشيرة المساعيد والتي تسكن جهات البدع من عشائر الحويطات.
وقال : " أغفل المؤلف نصوصاً كثيرة نسبت الأحيوات إلى جذام مثل نصّ ابن فضل الله العمري ( ت 749 هــ ) المتقدم ذكره ، وكذلك نص القلقشندي ( ت 821 هــ ) ، وغيره بالإضافة إلى النصوص التي نسب المساعيد إلى قبيلة الحويطات ، ومن أبرز هذه النصوص نصوص الشيخ العلامة حمد الجاسر الذي كان عارفاً بأحوال قبائل منطقة الشمال وغيرها ، حيث عمل قاضياً في مدينة ظبا لسنة كاملة تقريباً ، كما أغفل نص فؤاد حمزة والحقيل وغيرهم " ( دراسة نقدية ، ص 27 )
وقال تحت عنوان ( الأحيوات من جذام من واقع المصادر التاريخية ) : " .... نسب الأحيوات على الرغم من وجود نصوصاً دامغة في نسبة الأحيوات إلى جذام ومن ذلك " ( دراسة نقدية ، ص 17 ) وأورد أربعة نصوص كان من بينها نصّ بوركهارت ، قال القدّاح : " د ــ ذكر بوركهارد في رحلته إلى الحجاز سنة 1230 هــ 1814 م أنّ الأحيوات من الحويطات " ( دراسة نقدية ، ص 17 )
ونصّ بوركهارت هذا من الأدلة الدامعة في نسبة الأحيوات إلى جذام فقال : " وإنّني أعجب كيف للمرء أن يتجاهل هذه النصوص الدامغة حول نسب الأحيوات إلى جذام العريقة ، فهل يقول قائل بعد هذا أنّ الأحيوات ليسو من جذام ؟ ! " ( دراسة نقدية ، ص 17 )
قال الأحيوي : ما معنى أن يورد القدّاح من بين أدلته المزعومة حول نسبة المساعيد إلى بني عقبة أربعة نصوص تفيد أن المساعيد من الحويطات ؟؟؟
هذا يعني أنّ الحويطات عنده من بني عقبة ، وطالما أنّ أصحاب النصوص سالفة الذكر عدّوا المساعيد من الحويطات فهذا يعني أنّ المساعيد من بني عقبة !!!
وبما أنّ القدّاح نسب الأحيوات إلى جذام وكان من أدلّته على دعواه هذه نصّ بوركهارت بأنّ الأحيوات من الحويطات فإنّ هذا يعني أنّ الحويطات من جذام !!! وبما أنّه عدّهم آنفاً من بني عقبة فعليه يكونون من بني عقبة من جذام !!!
أرأيتم إلى أين وصل التزوير والتلاعب بالقدّاح ؟؟؟
مع العلم أنّه ليس في النصوص التي أوردها القدّاح أي شيءٍ عن نسبة الحويطات إلى جذام فهذا من كذب القدّاح على أصحاب هذه النصوص !!!

4ــ قبيلة بني عطيّة

كرّر القدّاح القول في كتابه أنّ بني عطيّة من بني عقبة ، فقال : " بنو عطيّة من بني عقبة " ( دراسة نقدية ، ص 18 ) ، وقال : " بنو عطيّة من بني عقبة من جذام " ( دراسة نقدية ، ص 18 و 23 ) ، وقال : " انتساب بني عطيّة على جذام أمر واضح في المصادر " ( دراسة نقدية ، ص 19 ) ، وقال : " ... جاء الجزيري ليعدّهم من فروع بني عطيّة من جذام " ( دراسة نقدية ، ص 20 )
وقال ردّاً على المؤلّف : " حاول المؤلّف ( ص 95 ) التشكيك في نسب قبيلة بني عطيّة المعروف نسبها في جذام وما قصده إلاّ الطعن في نصوص الجزيري ، فقال بعد أن ساق نسبهم في جذام نقلاً عن الجزيري : " وبالطبع فإنّ قبيلة بني عطيّة ليست من بني عقبة كما لا يخفى على أحد .. " .
قلت : نسبة بني عطيّة في جذام ثابتة ولا شكّ فيها فقد نصّ على ذلك الجزيري وهو حجّة على من لم يعلم نسبهم ، فقد قال الجزيري في نسبة بني عطيّة إلى بني عقبة من جذام : " وعقبة والد بني واصل ، وبني عطيّة " .
وهذا ما يؤيده حمد الجاسر كما تقدّم في النصوص السابقة ، كما أنّ احد شيوخ بني عطيّة ألّف كتاباً عن سيرة والده وهو ( الشيخ كريّم بن عطيّة ) ونسب قبيلته كما نسبهم الجزيري في بني عقبة من جذام .
وقد عدّهم قبل هؤلاء كلّهم ابن فضل الله العمري ( ت 749 هــ ) ، فقال وهو يعدّد فروع جذام : " ومنهم العطويّون " .
فهل لدى المؤلّف نصوص علميّة قبل عهد الجزيري وابن فضل الله العمري تنصّ على أنّ بني عطيّة ليسو من جذام ؟!! أمّا أن ينفي بدون دليل فهذا لا حجّة فيه ومردود عليه " ( دراسة نقدية ، ص 31 ــ 32 ) .

قلت : الذي نصّ عليه الكثيرون أنّ بني عطيّة ينتسبون إلى وائل .

اكتفي بهذا القدر اليسير مما ورد في هذا الكتاب والكتاب طافح بالأكاذيب والتزوير الذي ما ظننت يوما أن كاتبا ما سيجعله نهجاً له !!!
وفي الكتاب عبث بأنساب عشائر وقبائل أخرى ، وقد جعلها الكاتب من القبائل القحطانية ، ومن هذه العشائر والقبائل :

1ــ عشائر البحيرات المساعيد
جعلها من المسالمة من بني عقبة !!!
2ــ قبيلة النفيعات
جعلها من ثعلبة طيئ !!!
3ــ قبيلة زبيد
جعلها من جذام !!!
4ــ قبيلة المساعيد في جبل العرب ( جبل بني هلال )
جعلها من زبيد من جذام !!!

هذا ما رأيت بيانه والوقت أثمن لديّ من تفريغه لبيان ما ورد في هذا الكتاب التزوير والأكاذيب التي ، ولكلّ مقام مقال !!!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

( 1 )هكذا ظهر الخبر عن صدور هذا الكتاب في موقع القداح ، وهكذا طرح في بعض المنتديات قبل ان يتم تعديل عنوان الخبر فيما بعد !!!

فيا لمحاسن الصدف ( سقوط كتاب دراسة نقدية لكتاب قبيلة المساعيد ) !!!