تهتم هذه المدونة وتعنى بأنساب وتاريخ وأعراف وتقاليد وأخبار وأعلام وشؤون قبائل المساعيد

الجمعة، يوليو 06، 2012

هل نحن في زمن التمسك بالفرع والتملص من الاصل ؟؟!! بقلم الأستاذ محمد أبو عيسى المسعودي


الاخوة الافاضل
السلام عليكم ورحمة الله
ان من الامور الهامه في اي سياق هو ان نتناول ما يخصنا بالنقاش والحوار قبل ان يلتقطه غيرنا ويشرحه علي هواه وخاصة الحاقدين , وبالتالي يكون علينا لزاما ان نجتهد لتصيح المغالطات ونبذ الافتراءات, ومن هذا المنطلق اعرض عليكم موضوعي هذا , وقد يراه البعض عاديا او او لا مشكلة فيه
ولنعطي مثال حي لموضوعنا , وان كنت اطرحه فلمعايشتي له وتأكدي منه في الحالة موضوع النقاش وليس القصد بعينه بعيدا عن غيره
عشيرة القناونه هي عشيرة عريقه من الفراحين لها تواجد عندنا بمصر وفي منطقة الصف علي وجه الخصوص وقد قام الغالي ابونايف وانا بصحبته بزيارة بعضهم فيما كانت زيارة الاستاذ راشد وانا بصحبته اشمل واعم , والفروع المتواجده بمنطقة الصف هي : الهزاهزة , الوزيغات , العشيبات , البراوي , الخضرة , البدور بالاضافه الي فرع معروف عندنا بغمازة وهم الجراجره واعتقد ان الاسم الصحيح لهم هو الجرايره ( وليصحح لنا ذلك باحثينا ان كان خطأ ) المهم ان ما دفعني لهذا الطرح هو ما لمسته في الزيارتين سواء زيارة ابو نايف او ابوحمدان لهذه الفروع من ان كل منهم يحاول ان يعطي انطباعا انه قسم لوحده وانه لا يعود في الاصل الي غيره من الفروع الاخري وايضا ما وجدته من تضارب حول ارجاع الجراجرة ساكني غمازه الي اصولهم فقد قرأت من يرجعهم الي الاماره , في حين انه بمجالستي بالصدفه لاحد جيرانهم والتعرف عليه ذكرت له ان لي اقارب من قبيلتنا في ديرتهم , وعندما اخبرته اني من المساعيد قال لي اذن بالفعل القناونه الذين بجوارنا هم اقاربكم , ولاحظوا معي ما قاله لي الرجل قال " القناونه " ولم يقل الجراجره اي انهم من القناونه من الفراحين المساعيد
إذا ومن خلال ما سبق يتضح ان كل هذه الفروع تعود الي اصل واحد وهو " القناونه " والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا كل هذه الفروع تحاول التملص من الاصل وتتمسك بالفرع , قد يقول قائل بسبب التكاثر وكثرة العشائر , ولكن انا اقصد لماذا لا يقول مثلا الهزهوزي في نسبه " انا الهزهوزي من القناونه من الفراحين " ويخطي ذلك ويقول مثلا الهزهوزي من الفراحين مباشرة او الهزهوزي من المساعيد مع اغفال الاصل المباشر له
هذا الطرح هو للنقاش المفيد والمثمر الذي يثري البحث ويرسخ الحقائق
بارك الله فيكم جميعا
وقد علق عليه الأستاذ محمد بن سليم السحب المسعودي بما يلي :
أخوي الحبيب ابو عيسى الفاضل
كلامك ومبحثك هذا جميل جداً ، بالنسبة إلى الجراجرة في غمّازة والجبايرة في الشرفاء بالصف فهذين فرعين مستقلين وهم من الأمراء ، وهناك أدلة كثيرة بهذا الخصوص ، والجراجرة الأمراء بغمّازة غير الجرايرة الفراحين .
بالنسبة لفرع القناونة فهذا يشمل عدة فخوذ ومنها : الهزهوزي والبرّاوي والخضري وغيرهم ، والقناونة هنا هم من الفراحين من مساعيد الحجاز وكان لهم تواجد بالطور ، وكتب عنهم من الحمله الفرنسية عدة مخطوطات .
لكن أؤيد ما تقول يا أبو عيسى بأن هناك تضارب في الروايات لكن هذا مسؤولية الباحث في تقصى الحقائق وتعدّد الروايات .
أخوي أبو عيسى هناك للأسف روايات : بعضهم يلغي فخذ كامل أو عشيرة لمجرد عدم معرفته بها أو لكونها بعيدة عنه في المسكن بالإضافه للمبالغة في إعطاء معلومات أكثر من اللازم لفخذ الراوي أو أعطاء قصائد لشعراء غير موجودين أصلاَ في القبيله ، وأرجع وأقول هذا مسؤولية الباحث .
 أخوي الحبيب أبو عيسى يفضل عدم الكتابة عن أي فرع أو فخذ ألا بعد الاجتهاد وتقصي جميع الروايات حتى لا يكون هناك أخطاء أو نقص في المعلومات حتى يتمكن الجميع من معرفة الفروع وأماكن تواجدها .
 وتحياتي لك يا فحل عشيرة العيوس .


وقد علّقت على هذا الموضوع بما يلي :

الأخ الكريم / أبو عيسى المسعودي
الأخوة الكرام / أعضاء وروّاد هذا المنتدى

الموضوع المطروح للنقاش موضوع في غاية الأهميّة والبحث فيه طويل ففي بعض الأحيان تندثر الأسماء القديمة لبروز أسماء جيديدة وتكاثر اعداد أفرادها مما يساهم في زوال الاسم القديم وهو الأسم الأصيل الذي تفرّعت منه هذه الأسماء والأمثلة كثيرة .
وفي أحيانٍ اخرى قد يسهم حادث تاريخي ما بزوال الاسم القديم والنفور منه ومن ذلك على سبيل المثال ما حدث لقبيلة بني نمير وكانوا من جمرات العرب في الجاهليّة ، فقد كان بين الشاعرين الفحلين جرير والفرزدق منافرات وهجاء دام زمناً طويلاً وكلا الشاعرين ينحدران نسباً من قبيلة تميم المعروفة . فجاء الشاعر النميري عبيد بن حصين الراعي وكان من فحول الشعراء وقد سُمِّي الراعي لكثرة ذكره الإبل في شعره ليؤيّد الفرزدق ضدّ جرير وكان بنو نمير كما قلنا من جمرات العرب المستغنين بقوتهم وعددهم عن طلب الحلف مع غيرهم ، وكانوا يفتخرون بهذا الاسم ويمدّون أصواتهم به إذا سئلوا عنه ، وقد جلب تدخل الشاعر عبيد بن حصين الراعي النميري الشؤم والبؤس لهم فجعل جرير يهجوهم ويقلل من شانهم مقارنة بقبيلتي كعب و كلاب وذلك حينما قال :



فغضَّ الطرف إنك من نميـر
فــلا كعـبـاً بلـغـت ولا كـلابـا
ولو وضعت شيوخ بني نمير
على الميزان ما عدلت ذبابا

فسقطوا ولم يرفعوا بعد ذلك رأساً ، حتى كانوا لا يتسمون بهذا الاسم ، فإذا قيل للواحد منهم من أنت ؟ قال: عامريّ .

هذا مثال .

وفيما يتعلّق باسم القناونة فهو اسمٌ قديمٌ جدّاً ولهم ذكر قديم في بعض وثائق دير سانت كاترين وقد ورد ذكرهم في بلاد الطور عام 1827 م فقد أورد الكاتب الفرنسي م . لوتين دي لافال أنّ القناونة من قبائل بلاد الطور وذكر أنّ عددهم 45 وقد انتقلوا من بلاد الطور إلى أنحاء متفرّقة من الديار المصريّة لا سيّما في بلاد الصفّ ، وقد عمّ اسمهم بعض فروع المساعيد التي ساكنتهم ممن لا تنحدر نسباً من القناونة .
وفيما يتعلّق بالجراجرة فلا ينحدرون نسباً من القناونة بل هم فرعٌ قائم بذاته وأصلهم من الدغيمات كما حدّثني به شيخهم في سيناء الشيخ جديد بن حمود بن عامر أبو جرّار المسعودي ، وهم أحفاد حسّان المسعودي الملقّب بابو جرّار وهو من أعقاب دغيم المسعودي ، وما نقله الطيّب عن بعض رواة المساعيد بانّهم من الأمارة لا يصحّ فالقوم فرعٌ من الدغيمات لا ينتسبون إلى غير هذا النسب ثمّ إنّهم من عربان بلاد الطور والأمارة لم يتواجدوا في بلاد الطور كما هو حال الجراجرة والأحيوات والقناونة وأولاد سليمان وأولاد سيف .
هذا ما أحببت بيانه والله وليّ التوفيق .


وقد ختم أبو عيسى هذا الحوار بقوله :
بارك الله فيكما أبناء العمومه أبو نايف وأبو حمدان .
والله لنا الفخر أن القبيلة بها رجال شرواكم يرفعوا الرأس .
وأما الهدف من فتحي للموضوع هو لتوضيح بعض الأمور الملتبسة علي الكثيرين وربما على أصحاب الشأن أنفسهم ، وفرع القناونه هو مجرد مثال . يوجد مثله أمثله كثيره , وبالتالي يتضح أن الأمر يحتاج إلى جهد وعمل عظيمين لتصحيح الأمور وتأريخها التأريخ الصائب بعيدا عن الشوائب وربما المجاملات في بعض الأحيان , وأيضا يتضح أن الأمر كبير ولا يمكن لفرد أو فردين أو ثلاثه أن يقوموا بهذا العمل التاريخي وإنما يحتاجون إلى تضافر كل الجهود والأفراد للقيام بذلك كل في موقعه ومجاله , ولا نريد أن تظهر كلمات تثبط الهمم وتكسر المجداف وإنما نريد سواعد وعقول تشد الأزر وتقوي الظهر وتدفع للأمام .
حياكم الله أبناء العمومه جميعا .

ملتقى قبائل المساعيد والأحيوات :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق