أم الجمال.. نبطية سمراء (1-3)
سلالم حجرية، وقناطر معمارية، وجدران سوداء.. وأيضا.. قلوب بيضاء، ونقوش كنائس، وبرك ماء.
هناك قبور رومانية، وقصور عتيقة، ودروب تتهيأ للبوح بما لديها، حيث أول كلامها بأن جذور كل الأمكنة التي تفضي إليها، هي الحضارة النبطية، والباقيات هي قصص وحكايات من مروا على تلك الدروب، ماضيا، وحاضرا.. والباقيات نبض حراك ما زال يتفاعل هناك، بالأهل الطيبين الذين يشكلون فسيفساء الحياة في قرية أم الجمال.
هناك قبور رومانية، وقصور عتيقة، ودروب تتهيأ للبوح بما لديها، حيث أول كلامها بأن جذور كل الأمكنة التي تفضي إليها، هي الحضارة النبطية، والباقيات هي قصص وحكايات من مروا على تلك الدروب، ماضيا، وحاضرا.. والباقيات نبض حراك ما زال يتفاعل هناك، بالأهل الطيبين الذين يشكلون فسيفساء الحياة في قرية أم الجمال.
ها أنذا هناك، فهبي يا رياح الذاكرة، وانثري عباءة التاريخ بكل أزمنته، ليكون البوح، شهادة حق تهمس بها رمال الصحراء، فيعاد نقشها مسلة تشير سطورها إلى أن اسم أم الجمال، يؤكد أهمية القرية كمحطة استراتيجية وتجارية على حد البادية، حيث تعانق معها الاسم لكثرة قوافل الجمال التي تستريح بها، أو تمر منها، وهناك قول آخر يقرن اسمها بالجمال، والروعة، المتمثلة في نقوش أبنيتها، وتفاصيل معمارها.
ويؤكد هذا الباحث محمود سالم رحال الذي يشير في كتابه ''المشترك السامي في أسماء ومعاني المدن والقرى الأردنية'' بأن أم الجمال بالمشترك السامي تأتي بمعنى مكان قوافل الجمال، وبالآرامية أيضا جمال، وكلها تشير إلى تعلق المكان بقوافل الجمال.
العصر الذهبي
أما المطران سليم الصائغ في كتابه ''الآثار المسيحية في الأردن''، فيعود إلى جذور التسمية من أكثر من جانب، ويعود إلى عصر الأنباط، حيث يقول: ''كانت قوافل الأنباط تجوب الصحراء محملة بالسلع التجارية من بلادهم، ومن الجزيرة العربية، وربما من الهند أيضا، وكانت تصل إلى مصر، وسوريا وبلاد فارس، فكان لا بد من إقامة المحطات على الطرق، وبخاصة في الصحراء الشاسعة. في هذا العصر الذهبي، أنشأ الأنباط (أم الجمال)، ولعل اسمها الأساسي ثانتيا التي يذكر عدد من الجغرافيين القدامى أنها في هذه المنطقة الصحراوية ويجهل مكانها لتكون محطة استراحة للقوافل التجارية بين البتراء عاصمة المملكة وبلاد الشام. وكانت في بادئ الأمر مركزا صغيرا ازداد أهمية بازدهار التجارة على خط البتراء/ الشام''.
طريق بغداد
ها أنذا أبدأ البوح، وأنا على موعد في القرية هناك مع الدكتور ممدوح هايل السرور، ليكون صديقا، ورفيقا، في سبيل تقديم أم الجمال بما يليق بها، من كافة جوانبها التي لا يمكن الإحاطة بها لكثرة تفاصيلها، وتشعباتها، لكنها محاولة لكتابة ما تيسر من ذاكرة، وتاريخ، وواقع المكان، وأهله.
وكنت جئت أم الجمال وأمامي مدخلين من طريق بغداد الدولي لأعبر منهما القرية، واحد هو المدخل القديم عبر طريق مخفر أم الجمال، والثاني يبعد عن الأول 10كم باتجاه الغرب، حيث استقبلتي القرية بكل تاريخها، وآثرت في البدء أن أكحل عيني برؤية الآثار القديمة لأم الجمال التي رافقني نحو كل معالمها واحد من أبنائها، هو رائد عرمان السرور، وبعد ذلك تتبعت مسار القرية الحديثة التي بنيت حول تلك الآثار، وكانت جلستي بعد ذلك بكل ود مع الدكتور ممدوح هايل السرور الذي أعطى تحديدا لأم الجمال بأن هذه القرية التي تتلون بالحجارة السوداء والآثار، يحيط بها حزاما أخضرا من المزارع التي تعتمد على المياه الجوفية، فتضفي لونا مباركا يكسر التداخل بين سمرة القرية، وجفاف الصحراء، ثم كان تحديد موقع أم الجمال بالنسبة للمناطق والمعالم المجاورة لها، بأنه يحدها من الجنوب طريق بغداد، ومن الشمال بلدة الكوم الأحمر، ومن جهة شمال الغرب قرية الباعج، ومن جنوب الغرب كل من الزعتري ومنشية السلطة، بينما يحدها من الشرق عمره وعميرة، وروضة الأميرة بسمة.
وكنت جئت أم الجمال وأمامي مدخلين من طريق بغداد الدولي لأعبر منهما القرية، واحد هو المدخل القديم عبر طريق مخفر أم الجمال، والثاني يبعد عن الأول 10كم باتجاه الغرب، حيث استقبلتي القرية بكل تاريخها، وآثرت في البدء أن أكحل عيني برؤية الآثار القديمة لأم الجمال التي رافقني نحو كل معالمها واحد من أبنائها، هو رائد عرمان السرور، وبعد ذلك تتبعت مسار القرية الحديثة التي بنيت حول تلك الآثار، وكانت جلستي بعد ذلك بكل ود مع الدكتور ممدوح هايل السرور الذي أعطى تحديدا لأم الجمال بأن هذه القرية التي تتلون بالحجارة السوداء والآثار، يحيط بها حزاما أخضرا من المزارع التي تعتمد على المياه الجوفية، فتضفي لونا مباركا يكسر التداخل بين سمرة القرية، وجفاف الصحراء، ثم كان تحديد موقع أم الجمال بالنسبة للمناطق والمعالم المجاورة لها، بأنه يحدها من الجنوب طريق بغداد، ومن الشمال بلدة الكوم الأحمر، ومن جهة شمال الغرب قرية الباعج، ومن جنوب الغرب كل من الزعتري ومنشية السلطة، بينما يحدها من الشرق عمره وعميرة، وروضة الأميرة بسمة.
المراحل التاريخية
ولكن قبل تفصيل الحراك الاجتماعي، والاستقرار في القرية، لا بد من تصفح الكتب التي وثقت للمكان، وأعطت تحديدا للعمق التاريخي لأم الجمال، على مدار الأزمنة الماضية، وهنا يكون المعين في هذا المضمار كل من الشيخ حمزة العربي فيما كتبه في كتاب ''جولة بين الآثار''، والدكتور عبد القادر محمود الحصان في كتابه ''محافظة المفرق ومحيطها عبر رحلة العصور''، ومنى أحمد الطائي وكتابها ''المعالم الأثرية في المملكة الأردنية الهاشمية''، والمطران سليم الصائغ، وكتابه ''الآثار المسيحية في الأردن''، ولانكستر هاردنج الذي عرب له المرحوم المؤرخ سليمان الموسى كتابه ''آثار الأردن''.
كل تلك المراجع تعطي الكثير من أسار أم الجمال، وهنا سنبوح بما تيسر منها، ولمن أراد الاستزادة فتلك الكتب بين يديه.
تشير تلك الكتب والمراجع إلى أن المراحل التاريخية التي مرت بها أم الجمال هي على النحو التالي: الفترة النبطية، والفترة الرومانية المبكرة (64ق.م-135م)، والفترة الرومانية المتأخرة (135م-324م)، والفترة البيزنطية المبكرة (324م-491م)، والفترة البيزنطية المتأخرة (491م-636م)، والفترة الأموية (363م-750م)، والفترة الأيوبية-المملوكية (1171م-1516م)، والفترة العثمانية (1516م-1916م)، وفترة الانتداب البريطاني-الفرنسي (1916م-1946م)، والفترة الحديثة من عام 1946م.
نعود في المفتتح الى الفترات الموغلة في التاريخ، ونترك الفترات الأقرب من الزمن الحديث ليكون منها بعد التقديم التاريخي، فتتح للحديث عن الاستقرار الاجتماعي لأهل القرية فيها خلال بدايات القرن الماضي.
كل تلك المراجع تعطي الكثير من أسار أم الجمال، وهنا سنبوح بما تيسر منها، ولمن أراد الاستزادة فتلك الكتب بين يديه.
تشير تلك الكتب والمراجع إلى أن المراحل التاريخية التي مرت بها أم الجمال هي على النحو التالي: الفترة النبطية، والفترة الرومانية المبكرة (64ق.م-135م)، والفترة الرومانية المتأخرة (135م-324م)، والفترة البيزنطية المبكرة (324م-491م)، والفترة البيزنطية المتأخرة (491م-636م)، والفترة الأموية (363م-750م)، والفترة الأيوبية-المملوكية (1171م-1516م)، والفترة العثمانية (1516م-1916م)، وفترة الانتداب البريطاني-الفرنسي (1916م-1946م)، والفترة الحديثة من عام 1946م.
نعود في المفتتح الى الفترات الموغلة في التاريخ، ونترك الفترات الأقرب من الزمن الحديث ليكون منها بعد التقديم التاريخي، فتتح للحديث عن الاستقرار الاجتماعي لأهل القرية فيها خلال بدايات القرن الماضي.
«الهري».. المدينة الأصلية
تخبرنا كتب التاريخ بأن أم الجمال، يعود بناؤها إلى زمن الملك النبطي الحارث الثالث (87-62 ق . م )، حيث كانت تمر بها القوافل التجارية المتجهة إلى بصرى ودمشق، ويحيط بها سور يبلغ سمكه ما بين متر إلى مترين، وأقيمت على بواباته الشرقية والجنوبية أبراج للدفاع عن المدينة آنذاك، وأقام الأنباط داخل هذا السور مساكنهم، ومعابدهم، وحفروا الآبار، وبرك الماء، وتكثر في المدينة الساحات التي كان يتم فيها استقبال القوافل.
وينبه الدكتور عبد القادر الحصان في كتاب ''محافظة المفرق ومحيطها'' إلى نقطة مهمة حول الجذور الأولى لتأسيس أم الجمال، حيث يقول ''إن المدينة الأصلية للأنباط في المنطقة تقع إلى الجنوب الشرقي من المدينة الأثرية الحالية، على بعد كيلو متر ونصف تقريبا، على ربوة مطلة على سهل واسع، وتسمى المنطقة الآن بـ''الهري''، أي المنطقة الخراب، وهذه القرية هي النواة الأساسية للمدينة، ويعود تأسيسها إلى القرن الأول قبل الميلاد على الأرجح، وعلى ما أعتقد كان السبب الرئيس قربها من الطريق السهل المؤدي لبصرى الشام، وكذلك قربها من مصادر المياه الغزيرة في الصحراء البازلتية. زد على ذلك قربها من الطريق التجاري القديم الموصل بين الشمال والجنوب. علاوة على التربة الخصبة المنقولة من جبال حوران بجانب الوادي الغربي الممتد عبر سهل خصب.. هذا وقد استمرت الفترة النبطية في أم الجمال من القرن الأول قبل الميلاد حتى العقد الأول من القرن الثاني الميلادي بعد سقوط مملكة الأنباط على يد الإمبراطور الروماني تراجانوس في العام 106م.. ومن أهم تلك المعالم الأثرية السياحية المذبح النبطي المكتوب باللغتين النبطية والإغريقية، وكذلك نصيبة قبر فهر بن سلي مؤدب جذيمة ملك تنوخ، وأيضا باللغة الإغريقية والنبطية''.
ويضيف الشيخ حمزة العربي في كتابه جولة بين الآثار بأن ''تذكار النبطيين الرئيسي هو ذلك المعبد الصغير الذي يرجع تاريخه إلى القرن الأول ق.م، ويقع في الجهة الغربية من البوابة الجنوبية، ويشمل صومعة تواجه الشمال لها عمودان أماميان.''.
وينبه الدكتور عبد القادر الحصان في كتاب ''محافظة المفرق ومحيطها'' إلى نقطة مهمة حول الجذور الأولى لتأسيس أم الجمال، حيث يقول ''إن المدينة الأصلية للأنباط في المنطقة تقع إلى الجنوب الشرقي من المدينة الأثرية الحالية، على بعد كيلو متر ونصف تقريبا، على ربوة مطلة على سهل واسع، وتسمى المنطقة الآن بـ''الهري''، أي المنطقة الخراب، وهذه القرية هي النواة الأساسية للمدينة، ويعود تأسيسها إلى القرن الأول قبل الميلاد على الأرجح، وعلى ما أعتقد كان السبب الرئيس قربها من الطريق السهل المؤدي لبصرى الشام، وكذلك قربها من مصادر المياه الغزيرة في الصحراء البازلتية. زد على ذلك قربها من الطريق التجاري القديم الموصل بين الشمال والجنوب. علاوة على التربة الخصبة المنقولة من جبال حوران بجانب الوادي الغربي الممتد عبر سهل خصب.. هذا وقد استمرت الفترة النبطية في أم الجمال من القرن الأول قبل الميلاد حتى العقد الأول من القرن الثاني الميلادي بعد سقوط مملكة الأنباط على يد الإمبراطور الروماني تراجانوس في العام 106م.. ومن أهم تلك المعالم الأثرية السياحية المذبح النبطي المكتوب باللغتين النبطية والإغريقية، وكذلك نصيبة قبر فهر بن سلي مؤدب جذيمة ملك تنوخ، وأيضا باللغة الإغريقية والنبطية''.
ويضيف الشيخ حمزة العربي في كتابه جولة بين الآثار بأن ''تذكار النبطيين الرئيسي هو ذلك المعبد الصغير الذي يرجع تاريخه إلى القرن الأول ق.م، ويقع في الجهة الغربية من البوابة الجنوبية، ويشمل صومعة تواجه الشمال لها عمودان أماميان.''.
حماية القوافل
يستمر حضور التاريخ في أم الجمال، حيث أنه في الفترة الرومانية المبكرة، بداية القرن الثاني الميلادي في أم الجمال، حيث أخذت في تلك المرحلة بعدا عسكريا لحماية الطرق الرئيسية للإمبراطورية، والتي من أهمها طريق تراجانوس الذي يصل بصرى الشام وميناء العقبة. ثم تتوسع أم الجمال في الفترة الرومانية المتأخرة، ويتم تحصينها بالأسوار المحيطة، لكن هذا لا يمنع تدميرها على أيدي التنوخيين، ومملكة تدمر في العام 270-273م.
لكن في الفترة البيزنطية يتزايد عدد سكان أم الجمال، وتستقر فيها القبائل العربية، وتأخذ دورا في حماية القوافل، وفي الخدمة العسكرية المحلية تحت مظلة الدولة البيزنطية، خاصة الغساسنة، وبعد ذلك وفي الفترة البيزنطية المتأخرة يصل عدد سكان أم الجمال إلى ثمانية آلاف نسمة تقريبا، وتنتشر الديانة المسيحية فيها، وتتزايد فيها الكنائس، غير أن زلزالا ضرب المنطقة في عام 551م أدى إلى هجران أهل أم الجمال لها، إضافة إلى تأثير الغزو الفارسي للمنطقة، الذي جعل من الحضور السكاني في أم الجمال أقل، وصار يسكنها بنسبة أكبر الزهاد ورجال الدين.
لكن في الفترة البيزنطية يتزايد عدد سكان أم الجمال، وتستقر فيها القبائل العربية، وتأخذ دورا في حماية القوافل، وفي الخدمة العسكرية المحلية تحت مظلة الدولة البيزنطية، خاصة الغساسنة، وبعد ذلك وفي الفترة البيزنطية المتأخرة يصل عدد سكان أم الجمال إلى ثمانية آلاف نسمة تقريبا، وتنتشر الديانة المسيحية فيها، وتتزايد فيها الكنائس، غير أن زلزالا ضرب المنطقة في عام 551م أدى إلى هجران أهل أم الجمال لها، إضافة إلى تأثير الغزو الفارسي للمنطقة، الذي جعل من الحضور السكاني في أم الجمال أقل، وصار يسكنها بنسبة أكبر الزهاد ورجال الدين.
كاتدرائية المدينة
هنا لا بد من العودة إلى المطران سليم الصائغ وكتابه ''الآثار المسيحية في الأردن''، حيث يضع فيه عنوانين لأم الجمال؛ الأول: ''أم الجمال.. أنا سوداء ولكني جميلة''، والثاني: ''أم الجمال.. جمالها في مسيحيتها''. وهو يوثق في صفحات عناوينه تلك بأنه ''سنة 557م جرى حدث تاريخي في مدينة أم الجمال، ألا وهو تدشين كاتدرائية المدينة، فجاءت الوفود المشاركة من مختلف الأبرشيات المجاورة في الأردن وسوريا وفلسطين. وكانت أم الجمال آنذاك في أوج عزها ومجدها''.
وبعد ذلك يضيف بأنه ''عثر في مدينة أم الجمال على خمس عشرة كنيسة.. أما أقدم كنيسة فهي كنيسة يوليانوس التي تعود إلى سنة 345م.. وفي العصر البيزنطي، تحولت الثكنة العسكرية إلى دير، وهي تسمى اليوم (الدير)، وتشير إلى ذلك الكتابة التي عثر عليها على دائرة البرج في الزاوية الجنوبية الشرقية، وهو برج من ستة أدوار، يبلغ ارتفاعه ستة عشر مترا، وتبرز منه شرفة فوق كل جهة من جهاته الأربع كتب عليها اسم أحد رؤسائه الملائكة: جبرائيل، وميخائيل، وروفائيل. وعلى الجهة الرابعة كتب اسم اوريئيل، وهو ملاك أسطوري. والثكنة بناء مستطيل فيه كنيسة من ثلاثة أروقة، وحول الكنيسة باحة مفتوحة ومحاطة بصف أو صفين من الغرف. ومن أبرز كنائسها، الكنيسة الغربية الواقعة على مقربة من بوابة كومودس، ويبلغ طول مدخلها الرئيسي حوالي أربعة وعشرين مترا، ويبلغ صحنها حوالي اثنين وعشرين مترا، وعرضه ستة عشر مترا، وبجوار الهيكل قوسان نقش عليهما صليبان، ويحيط بالكنيسة رواقان من الشمال ومن الجنوب وبين صحن الكنيسة والأروقة صفان من الأقواس. وأما بقية الكنائس فبعضها يتخذ شكل قاعة كبيرة، وبعضها يحوي صحنا في الوسط تفصله عن الأروقة الجانبية أقواس قائمة على قواعد''.
وبعد ذلك يضيف بأنه ''عثر في مدينة أم الجمال على خمس عشرة كنيسة.. أما أقدم كنيسة فهي كنيسة يوليانوس التي تعود إلى سنة 345م.. وفي العصر البيزنطي، تحولت الثكنة العسكرية إلى دير، وهي تسمى اليوم (الدير)، وتشير إلى ذلك الكتابة التي عثر عليها على دائرة البرج في الزاوية الجنوبية الشرقية، وهو برج من ستة أدوار، يبلغ ارتفاعه ستة عشر مترا، وتبرز منه شرفة فوق كل جهة من جهاته الأربع كتب عليها اسم أحد رؤسائه الملائكة: جبرائيل، وميخائيل، وروفائيل. وعلى الجهة الرابعة كتب اسم اوريئيل، وهو ملاك أسطوري. والثكنة بناء مستطيل فيه كنيسة من ثلاثة أروقة، وحول الكنيسة باحة مفتوحة ومحاطة بصف أو صفين من الغرف. ومن أبرز كنائسها، الكنيسة الغربية الواقعة على مقربة من بوابة كومودس، ويبلغ طول مدخلها الرئيسي حوالي أربعة وعشرين مترا، ويبلغ صحنها حوالي اثنين وعشرين مترا، وعرضه ستة عشر مترا، وبجوار الهيكل قوسان نقش عليهما صليبان، ويحيط بالكنيسة رواقان من الشمال ومن الجنوب وبين صحن الكنيسة والأروقة صفان من الأقواس. وأما بقية الكنائس فبعضها يتخذ شكل قاعة كبيرة، وبعضها يحوي صحنا في الوسط تفصله عن الأروقة الجانبية أقواس قائمة على قواعد''.
أم الجمال
تقع أم الجمال في البادية الشمالية الشرقية، على مسافة 15 كيلومترا إلى الشرق من مدينة المفرق، على الطريق الواصل لبغداد، وتبعد عن عمان 75 كيلو مترا. وهي مركز بلدية أم الجمال الكبرى، وتتبع إلى قضاء أم الجمال، ضمن لواء البادية الشمالية الشرقية في محافظة المفرق.
الديموغرافيا
يبلغ عدد سكان أم الجمال حوالي 5000 نسمة، ويعملون في الزراعة، والوظائف الحكومية، ومعظم أهل القرية من عشيرة المساعيد من أهل الجبل.
التربية والتعليم
توجد في قرية أم الجمال المدارس التالية: مدرسة أم الجمال الثانوية للبنين، ومدرسة بنات أم الجمال، ومدرسة حي المداحلة المختلطة، ومدرسة الحي الشرقي الأساسية.
الصحة
يوجد في القرية مركز صحي شامل.
المجتمع المدني: يوجد في القرية مكتب للتنمية الاجتماعية، وجمعية أم الجمال الخيرية، ومكتبة للأطفال تابعة لبلدية أم الجمال.
* توجد في أم الجمال مكاتب المؤسسات الحكومية التالية: مبنى القضاء، ومكتب الأوقاف، مكتب الآثار والسياحة، مبنى البلدية، مركز الدفاع المدني، مخفر أم الجمال.
* ويوجد في القرية 6 مساجد، و4 مقابر، وتحيط بأم الجمال المزارع الخضراء التي تعتمد في ريها على الآبار الجوفية.
الديموغرافيا
يبلغ عدد سكان أم الجمال حوالي 5000 نسمة، ويعملون في الزراعة، والوظائف الحكومية، ومعظم أهل القرية من عشيرة المساعيد من أهل الجبل.
التربية والتعليم
توجد في قرية أم الجمال المدارس التالية: مدرسة أم الجمال الثانوية للبنين، ومدرسة بنات أم الجمال، ومدرسة حي المداحلة المختلطة، ومدرسة الحي الشرقي الأساسية.
الصحة
يوجد في القرية مركز صحي شامل.
المجتمع المدني: يوجد في القرية مكتب للتنمية الاجتماعية، وجمعية أم الجمال الخيرية، ومكتبة للأطفال تابعة لبلدية أم الجمال.
* توجد في أم الجمال مكاتب المؤسسات الحكومية التالية: مبنى القضاء، ومكتب الأوقاف، مكتب الآثار والسياحة، مبنى البلدية، مركز الدفاع المدني، مخفر أم الجمال.
* ويوجد في القرية 6 مساجد، و4 مقابر، وتحيط بأم الجمال المزارع الخضراء التي تعتمد في ريها على الآبار الجوفية.
جريدة الرأي الثلاثاء 27 / 10 / 2009http://www.alrai.com/article/359604.html
أم الجمال.. نبطية سمراء (2-3)
كتابة وتصوير مفلح العدوان
تستمر مسيرة الزمن في أم الجمال..
تدور عجلة التاريخ، حيث تتضح معالمه على هيئة نقوش، وأبنية، وفخار، وقطع عملة، وأدلة متناثرة على زخم الماضي الذي يسكن القرية.
ولعل تسليط الضوء على الفترة الإسلامية في جزء من مساحة البوح يكمل الصورة حول أم الجمال، التي مررنا على مراحلها النبطية والرومانية والبيزنطية، ووثقنا ما تيسر من تاريخها المسيحي الذي يتجلى في مبانيها وكنائسها.
تدور عجلة التاريخ، حيث تتضح معالمه على هيئة نقوش، وأبنية، وفخار، وقطع عملة، وأدلة متناثرة على زخم الماضي الذي يسكن القرية.
ولعل تسليط الضوء على الفترة الإسلامية في جزء من مساحة البوح يكمل الصورة حول أم الجمال، التي مررنا على مراحلها النبطية والرومانية والبيزنطية، ووثقنا ما تيسر من تاريخها المسيحي الذي يتجلى في مبانيها وكنائسها.
الفترة الأموية
هنا المبتدأ بالقول أنه بسبب من أهميتها عبر كل تلك المراحل الزمنية، سنلاحظ أن أم الجمال بموقعها هذا زادت أهميتها في الفترة الأموية (363م-750م)، وفي هذا المضمار يوضح كثيرا من جوانب ميزاتها في تلك الفترة الدكتور عبد القادر محمود الحصان في كتابه محافظة المفرق ومحيطها ، حيث أنه يشير إلى أن أم الجمال، وبسبب من قربها، في تلك الفترة، من العاصمة دمشق، ووقوعها على طريق الحج الشامي، وكذلك قربها من القصور الصحراوية الخاصة بالخلفاء الأمويين، أدى كل هذا إلى ازدهارها وتطورها عبر إعادة استخدام المباني البيزنطية، ووضع اللمسات العربية الإسلامية عليها، ويتضح ذلك من خلال الإضافات العديدة، في الأرضيات، وأنواع القصارة المستخدمة، علاوة على العديد من قطع الفخار التي الأموية المبكرة والمتأخرة، وكذلك العثور على العديد من المسكوكات .
ويضيف الدكتور الحصان العديد من الأدلة على استخدامها من قبل الأمويين، واستخدام واحد من الخلفاء لمبنى البروتوريوم، مع تعزيز هذا الافتراض بنقش عربي بالخط الكوفي وجد في الموقع، وكذلك التزيينات الجبصية، والفسيفساء في مصطبة قاعة العرش، وإضافات الحمامات في الجهة الشمالية الشرقية من مقر الحاكم الإداري.
ويضيف الدكتور الحصان العديد من الأدلة على استخدامها من قبل الأمويين، واستخدام واحد من الخلفاء لمبنى البروتوريوم، مع تعزيز هذا الافتراض بنقش عربي بالخط الكوفي وجد في الموقع، وكذلك التزيينات الجبصية، والفسيفساء في مصطبة قاعة العرش، وإضافات الحمامات في الجهة الشمالية الشرقية من مقر الحاكم الإداري.
الزلزال
ويضاف إلى الأسباب التي أدت إلى ازدهار أم الجمال في تلك الفترة هو أن سكانها الأصليين كانوا من العرب المسيحيين، وقد تفاعلوا مع العرب المسلمين، وبقيت معظم كنائسهم على حالها. كما أن كونها تتبع إلى جند دمشق العاصمة فهذا أدى أيضا إلى الأمن والاستقرار والإزدهار فيها.
ولكن الزلزال الذي أثر على المنطقة في عام 749م، وكذلك انتقال العاصمة من دمشق إلى بغداد في العصر العباسي، أدى إلى تراجع دور أم الجمال في تلك الفترة.
ولكن الزلزال الذي أثر على المنطقة في عام 749م، وكذلك انتقال العاصمة من دمشق إلى بغداد في العصر العباسي، أدى إلى تراجع دور أم الجمال في تلك الفترة.
استبدال الطريق
هي لم تغب، بعد ذلك، لكنها احتجبت قليلا، إلى أن عاد حضورها في الفترة الأيوبية المملوكية، حين كانت المواجهات مع الصليبين، والمخاطر والصعوبات على الطرق التي تتواجد فيها القلاع الصليبية. وقد أدت تلك الأحوال إلى استبدال طريق الحجاج، والقوافل التجارية، من الطريق السلطاني إلى الطريق الصحراوي المار بأم الجمال عبر الأزرق وباير، وهذا التحول أدى إلى إعادة الاستيطان التدريجي في موقع أم الجمال، وهناك شواهد على استخدام القرية، وإحيائها في تلك الفترة، حيث تم العثور على العديد من الأدلة المعمارية وخاصة الأفران الصغيرة، والمواقد، واللمسات المعمارية الصغيرة، وخاصة المطابخ، وتصغير عدد من الأبواب الكبيرة، وخاصة في موقعي البروتوريوم، والاستراحة النبطية ومحيطها بشكل كامل، علاوة على تحويل إحدى الكنائس (كنيسة نومريانوس) الموجودة في وسط البلدة إلى مسجد عبر إغلاق الحنية الشرقية وبناء، وبناء محراب كتجويف صغير في جدار القبلة الجنوبية للمبنى، وهناك شواهد أخرى أوضح كثيرا منها الدكتور عبد القادر الحصان في ما كتبه عن أم الجمال.
التدمير
ثم تدور عجلة السنوات بعد ذلك، حتى الفترة العثمانية، حيث يتم استخدام العديد من المباني الرئيسية في أم الجمال من قبل القوات التركية، وخاصة مبنى البركس، والبروتوريوم، والبركة الكبيرة لأغراض عسكرية وتجارية. وبعد ذلك يكون هناك استخدام أيضا من قبل القوات الأجنبية البريطانية والفرنسية، وكان هناك حراك يدور حول مثل هذه المواقع، فقد تعرضت الكثير من المباني فيها للتدمير من قبل الطيران الفرنسي أثناء ثورة جبل حوران، كما أنه في ذات الوقت تم استصلاح العديد من المباني من قبل عشائر أهل الجبل وخاصة عشائر المساعيد، إضافة إلى أنه كان هناك العديد من العائلات الدرزية المهاجرة من جبل الدروز.
هذه الفترة، فيها زخم من الحكايات، والتفاصيل الاجتماعية بالنسبة لقرية أم الجمال، ولهذا سنؤجل الخوض في مسالكها إلى البوح القادم عن أم الجمال، لأنه لا بد من تتبع مسيرة أهل أم الجمال، وطرق ترحالهم، حتى وقت وصولهم إلى القرية، وإعمارها، وتشكيل البنى المؤسسية للمجتمع في أم الجمال.
لكن السؤال هو كيف أن أم الجمال حافظت على معمارها، ونقوشها، كل تلك المدة الطويلة السابقة، ولم تستطع الصمود أمام التعدي عليها في الأزمنة الحديثة؟ لقد عانت أم الجمال في الفترة الأخيرة كان هناك انتقاص من حجارتها، وحفر لأراضيها، ونبش لآثارها، كل هذا يتم تلمسه عند المسير في دروب القرية، وداخل أبنيتها الأثرية.
هذه الفترة، فيها زخم من الحكايات، والتفاصيل الاجتماعية بالنسبة لقرية أم الجمال، ولهذا سنؤجل الخوض في مسالكها إلى البوح القادم عن أم الجمال، لأنه لا بد من تتبع مسيرة أهل أم الجمال، وطرق ترحالهم، حتى وقت وصولهم إلى القرية، وإعمارها، وتشكيل البنى المؤسسية للمجتمع في أم الجمال.
لكن السؤال هو كيف أن أم الجمال حافظت على معمارها، ونقوشها، كل تلك المدة الطويلة السابقة، ولم تستطع الصمود أمام التعدي عليها في الأزمنة الحديثة؟ لقد عانت أم الجمال في الفترة الأخيرة كان هناك انتقاص من حجارتها، وحفر لأراضيها، ونبش لآثارها، كل هذا يتم تلمسه عند المسير في دروب القرية، وداخل أبنيتها الأثرية.
موارد الماء
يقول المطران سليم الصائغ في كتابه الآثار المسيحية في الأردن : ولما كان الماء أمرا جوهريا في كل مكان وزمان، وبخاصة في الصحراء، فقد حفر سكان أم الجمال بئرا لكل بيت، وأنشأت السلطة بركا كبيرة، وأقامت السدود لخزن مياه الشتاء، وتقع أكبر بركة إلى الشمال الشرقي من المدينة، ويبلغ طولها أربعين مترا، وعرضها ثلاثين مترا، وعمقها أربعة أمتار ونصف. وبعض الآبار لا تزال صالحة حتى اليوم. وكذلك أعدت ساحات كبيرة وعديدة داخل المدينة لإقامة القوافل التي كانت تغشاها، وكانت سببا في تسميتها بأم الجمال. فكانت المدينة ترتاح فيها القوافل وتتزود بالماء والطعام، وثم تتابع طريقها .
وحول الجانب المائي في القرية، والبرك الموجودة فيها، يضيف الشيخ حمزة العربي، في كتابه جولة بين الآثار ، تحت عنوان موارد المياه، حيث يقول: من حيث أن أم الجمال تقع في وسط الصحراء العديمة المياه، فقد كان الهدف الرئيسي لسكان أم الجمال هو الجمع والاحتفاظ بكل نقطة من الأمطار الزهيدة التي كانت تسقط في فصل الشتاء القصير وعمل الصهاريج العديدة والخزانات. أما مورد المياه الرئيسي فقد أقيم له خزانان لجمع مياهه من واد يقع إلى الجهة الشمالية من أم الجمال، ويقع الخزان على نقطة تبعد عدة أميال إلى الجهة الشمالية الغربية من المدينة، ويرتبط بمجرى يصب في صهريج كبير في وسط المدينة. وهذا المجرى يمر من فتحة سرية في سور المدينة من الجهة الشرقية، وتبلغ مساحة الصهريج 30*40=1200مترا مربعا، وقد نحت جانب منه في الصخر، أما الجانب الآخر فقد شيد وبني له درج يؤدي إلى داخله في الزاوية الجنوبية الغربية، والخزانات الأخرى الغربية من الجهة الجنوبية الغربية من المدينة، فهي لا تقل أهمية عن الخزان السابق .
وحول الجانب المائي في القرية، والبرك الموجودة فيها، يضيف الشيخ حمزة العربي، في كتابه جولة بين الآثار ، تحت عنوان موارد المياه، حيث يقول: من حيث أن أم الجمال تقع في وسط الصحراء العديمة المياه، فقد كان الهدف الرئيسي لسكان أم الجمال هو الجمع والاحتفاظ بكل نقطة من الأمطار الزهيدة التي كانت تسقط في فصل الشتاء القصير وعمل الصهاريج العديدة والخزانات. أما مورد المياه الرئيسي فقد أقيم له خزانان لجمع مياهه من واد يقع إلى الجهة الشمالية من أم الجمال، ويقع الخزان على نقطة تبعد عدة أميال إلى الجهة الشمالية الغربية من المدينة، ويرتبط بمجرى يصب في صهريج كبير في وسط المدينة. وهذا المجرى يمر من فتحة سرية في سور المدينة من الجهة الشرقية، وتبلغ مساحة الصهريج 30*40=1200مترا مربعا، وقد نحت جانب منه في الصخر، أما الجانب الآخر فقد شيد وبني له درج يؤدي إلى داخله في الزاوية الجنوبية الغربية، والخزانات الأخرى الغربية من الجهة الجنوبية الغربية من المدينة، فهي لا تقل أهمية عن الخزان السابق .
آثاريون ومكتشفون
واستكمالا لكتابة تاريخ أم الجمال، وآثارها، وتفاصيل معالمها، لا بد من تسليط الضوء على بعض الذين زاروا أم الجمال، من المكتشفين والرحالة والجغرافيين، حيث أنه كان هناك اهتمام ملحوظ بأم الجمال، وبشكل مركز، وواضح منذ أواخر القرن التاسع عشر، عندما زارها عدد من المستشرقين وخبراء الآثار الغربيين، ووضعوا ملاحظاتهم حول ما شاهدوه من آثار، ومعمار، مما أدى إلى إرسال بعثات أخرى فيما بعد لدراسة الموقع.
نورد هناك بعض الأسماء والبعثات التي زارت أم الجمال، ومنها في بداية القرن العشرين بعثة جامعة برنستون الأثرية بإشراف بنتلر، وفي نهاية الثلاثينيات من القرن الماضي قام نلسون جلوك بزيارات عديدة لأم الجمال بهدف دراسة الاستيطان النبطي فيها، ولتأكيد فكرته بأن أم الجمال هي حلقة وصل مهمة بين الجزيرة العربية وسوريا عبر الطريق الصحراوي الممتد عن طريق وادي السرحان.كما أن جورج هورسفلير قام بدراسة أم الجمال حيث قام بالتصوير الجوي لها، ووثق معالم آثارها. وفي عام 1956م قام كوربت بعمل دراسة لكنيسة جوليانوس، وتوصل إلى أن الكنيسة بنيت في القرن الخامس الميلادي، ثم في عام 1972م قام برت ديفريز بعمل مسح معماري للجزء الجنوبي الشرقي من المدينة، وصار متخصصا في أم الجمال، ويزورها بشكل دائم، حيث أنجز العديد من المسوحات الخاصة بالموقع بالتعاون مع وزارة الشؤون البلدية والقروية، ودائرة الآثار. أم في سنة 1985م فقد قامت تينانيمي بعمل دراسة جيولوجية لمنطقة أم الجمال، وهناك الكثير غير هؤلاء من باحثين وطلاب جامعة، قاموا بدراسة جوانب عديدة من أم الجمال ليكتمل البحث حولها، وهي رغم كل ما قدم بحاجة الى المزيد، وكذلك هي بحاجة أكثر الى حمايتها من أيدي السارقين لآثارها، وحجارتها.
نورد هناك بعض الأسماء والبعثات التي زارت أم الجمال، ومنها في بداية القرن العشرين بعثة جامعة برنستون الأثرية بإشراف بنتلر، وفي نهاية الثلاثينيات من القرن الماضي قام نلسون جلوك بزيارات عديدة لأم الجمال بهدف دراسة الاستيطان النبطي فيها، ولتأكيد فكرته بأن أم الجمال هي حلقة وصل مهمة بين الجزيرة العربية وسوريا عبر الطريق الصحراوي الممتد عن طريق وادي السرحان.كما أن جورج هورسفلير قام بدراسة أم الجمال حيث قام بالتصوير الجوي لها، ووثق معالم آثارها. وفي عام 1956م قام كوربت بعمل دراسة لكنيسة جوليانوس، وتوصل إلى أن الكنيسة بنيت في القرن الخامس الميلادي، ثم في عام 1972م قام برت ديفريز بعمل مسح معماري للجزء الجنوبي الشرقي من المدينة، وصار متخصصا في أم الجمال، ويزورها بشكل دائم، حيث أنجز العديد من المسوحات الخاصة بالموقع بالتعاون مع وزارة الشؤون البلدية والقروية، ودائرة الآثار. أم في سنة 1985م فقد قامت تينانيمي بعمل دراسة جيولوجية لمنطقة أم الجمال، وهناك الكثير غير هؤلاء من باحثين وطلاب جامعة، قاموا بدراسة جوانب عديدة من أم الجمال ليكتمل البحث حولها، وهي رغم كل ما قدم بحاجة الى المزيد، وكذلك هي بحاجة أكثر الى حمايتها من أيدي السارقين لآثارها، وحجارتها.
أم الجمال
تقع أم الجمال في البادية الشمالية الشرقية، على مسافة 15 كيلومترا إلى الشرق من مدينة المفرق، على الطريق الواصل لبغداد، وتبعد عن عمان 75 كيلو مترا. وهي مركز بلدية أم الجمال الكبرى، وتتبع إلى قضاء أم الجمال، ضمن لواء البادية الشمالية الشرقية في محافظة المفرق.
الديموغرافيا:.
يبلغ عدد سكان أم الجمال حوالي 5000 نسمة، بينما كان التعداد السكاني لعام 2004م رصد عدد سكان القرية ليكون 2566 نسمة (1326 ذكور و 1240 إناث)، يشكلون 385 أسرة، تقيم في 480 مسكنا. ويعمل أهل أم الجمال في الزراعة، والوظائف الحكومية، ومعظم القاطنين في القرية من عشيرة المساعيد من أهل الجبل.
التربية والتعليم:.
توجد في قرية أم الجمال المدارس التالية: مدرسة أم الجمال الثانوية للبنين، ومدرسة بنات أم الجمال، ومدرسة حي المداحلة المختلطة، ومدرسة الحي الشرقي الأساسية.
الصحة:.
يوجد في القرية مركز صحي شامل.
المجتمع المدني: يوجد في القرية مكتب للتنمية الاجتماعية، وجمعية أم الجمال الخيرية، ومكتبة للأطفال تابعة لبلدية أم الجمال.
* توجد في أم الجمال مكاتب المؤسسات الحكومية التالية: مبنى القضاء، ومكتب الأوقاف، مكتب الآثار والسياحة، مبنى البلدية، مركز الدفاع المدني، مخفر أم الجمال.
* ويوجد في القرية 6 مساجد، و4 مقابر، وتحيط بأم الجمال المزارع الخضراء التي تعتمد في ريها على الآبار الجوفية.
الديموغرافيا:.
يبلغ عدد سكان أم الجمال حوالي 5000 نسمة، بينما كان التعداد السكاني لعام 2004م رصد عدد سكان القرية ليكون 2566 نسمة (1326 ذكور و 1240 إناث)، يشكلون 385 أسرة، تقيم في 480 مسكنا. ويعمل أهل أم الجمال في الزراعة، والوظائف الحكومية، ومعظم القاطنين في القرية من عشيرة المساعيد من أهل الجبل.
التربية والتعليم:.
توجد في قرية أم الجمال المدارس التالية: مدرسة أم الجمال الثانوية للبنين، ومدرسة بنات أم الجمال، ومدرسة حي المداحلة المختلطة، ومدرسة الحي الشرقي الأساسية.
الصحة:.
يوجد في القرية مركز صحي شامل.
المجتمع المدني: يوجد في القرية مكتب للتنمية الاجتماعية، وجمعية أم الجمال الخيرية، ومكتبة للأطفال تابعة لبلدية أم الجمال.
* توجد في أم الجمال مكاتب المؤسسات الحكومية التالية: مبنى القضاء، ومكتب الأوقاف، مكتب الآثار والسياحة، مبنى البلدية، مركز الدفاع المدني، مخفر أم الجمال.
* ويوجد في القرية 6 مساجد، و4 مقابر، وتحيط بأم الجمال المزارع الخضراء التي تعتمد في ريها على الآبار الجوفية.
هذه الصفحة تؤسس لكتابة متكاملة حول القرى الأردنية، وتطمح لتأسيس موسوعة جادة شاملة. ولن يتأتى هذا بجهد من طرف واحد، فما يكتب قد يحتاج إلى معلومات للإكتمال، أو قصص أخرى لم يلتقطها الكاتب في زيارة واحدة، وهي مفتوحة للإضافة والتعديل قبل أن ترتسم بشكلها النهائي لتكون وثيقة لكل قرية، والأمل بأن تأتي أية إضافات أو تصويبات أو معلومات أخرى من أهل القرى والمهتمين مع اقتراحاتهم، وعلى هذا العنوان:
بوح القرى
ص. ب - 6710 - عمان -11118 - فاكس- 5600814
بوح القرى
ص. ب - 6710 - عمان -11118 - فاكس- 5600814
جريدة الرأي الثلاثاء 3 / 11 / 2009http://www.alrai.com/article/362228.html
أم الجمال.. نبطية سمراء (3-3)
كتابة وتصوير مفلح العدوان - عذبة هي سمرتها، وفيها عبق بدوي أخاذ، يمسك المشتاق إليها من يده، ويسير به نحو دروبها، فيكون العشق المتبادل بين المريد، وبين أم الجمال.
طيبة، ودفء، يتماهى مع المكان، فيكون للحديث عن مجتمع القرية في أم الجمال دلالات ومعان، وذاكرة مشربة بالقصص والحكايات، نسمع بعضها من كبار القرية، ونقرأ جانبا منها في عيون الجدات هناك، ثم ان الشباب أيضا يحفظون كثيرا من التفاصيل التي سمعوها من الآباء والسلف الصالح في القرية، فيكون المخطوط الاجتماعي شاملا للقديم والحديث في سطور تدوينه.
نستمع لهم، ونجلس مع الدكتور ممدوح هايل السرور، ومجموعة من الشباب، وأهل القرية، ونكتب ما تيسر من السيرة الاجتماعية لأم الجمال، لكنها بحاجة الى زيادة، وإضافة، ننتظرها تفاعلا قادما مع بوح القرى.
طيبة، ودفء، يتماهى مع المكان، فيكون للحديث عن مجتمع القرية في أم الجمال دلالات ومعان، وذاكرة مشربة بالقصص والحكايات، نسمع بعضها من كبار القرية، ونقرأ جانبا منها في عيون الجدات هناك، ثم ان الشباب أيضا يحفظون كثيرا من التفاصيل التي سمعوها من الآباء والسلف الصالح في القرية، فيكون المخطوط الاجتماعي شاملا للقديم والحديث في سطور تدوينه.
نستمع لهم، ونجلس مع الدكتور ممدوح هايل السرور، ومجموعة من الشباب، وأهل القرية، ونكتب ما تيسر من السيرة الاجتماعية لأم الجمال، لكنها بحاجة الى زيادة، وإضافة، ننتظرها تفاعلا قادما مع بوح القرى.
البدايات
واقع حال أم الجمال الآن يشير إلى أنه تقطنها مجموعة أسر معظمها من عشائر أهل الجبل (المساعيد، الشرفات، الزبيد)، وعشائر أخرى.
لكن بالعودة إلى حفريات ذاكرة المكان، سنلاحظ بأن أول ما بدأ البناء في القرية كان ملاصقا للآثار في أم الجمال، ولهذا جاء البناء على شكل دائري محيط بالآثار القديمة.
ويشير أهل القرية بأن أول من سكن أم الجمال هم عشائر أهل الجبل (المساعيد)، وكان هناك محاولات لإحياء البلدة القديمة من بعض أسر عشائر المساعيد، والدروز، من خلال إحياء القرية القديمة.
وقد كان أبناء العشيرة يستعملون تلك الآثار في فترات الشتاء، لأنها تقع في وسط ديرتهم، حيث كانت الديرة لأهل الجبل تمتد من جبل العرب شمالا إلى الأزرق جنوبا، ومن جهة الشرق من أطراف الحرة إلى الغرب باتجاه سكة الحديد .
وبتتبع المسار الزمني للاستقرار يلاحظ بأنه كان في البداية هناك استقرار جزئي من خلال استعمال المكان كمشات، ومخازن للأمتعة والحطب، كما أنهم كانوا يستعملون في سنوات الخصب الآبار والبرك القديمة .
واقع حال أم الجمال الآن يشير إلى أنه تقطنها مجموعة أسر معظمها من عشائر أهل الجبل (المساعيد، الشرفات، الزبيد)، وعشائر أخرى.
لكن بالعودة إلى حفريات ذاكرة المكان، سنلاحظ بأن أول ما بدأ البناء في القرية كان ملاصقا للآثار في أم الجمال، ولهذا جاء البناء على شكل دائري محيط بالآثار القديمة.
ويشير أهل القرية بأن أول من سكن أم الجمال هم عشائر أهل الجبل (المساعيد)، وكان هناك محاولات لإحياء البلدة القديمة من بعض أسر عشائر المساعيد، والدروز، من خلال إحياء القرية القديمة.
وقد كان أبناء العشيرة يستعملون تلك الآثار في فترات الشتاء، لأنها تقع في وسط ديرتهم، حيث كانت الديرة لأهل الجبل تمتد من جبل العرب شمالا إلى الأزرق جنوبا، ومن جهة الشرق من أطراف الحرة إلى الغرب باتجاه سكة الحديد .
وبتتبع المسار الزمني للاستقرار يلاحظ بأنه كان في البداية هناك استقرار جزئي من خلال استعمال المكان كمشات، ومخازن للأمتعة والحطب، كما أنهم كانوا يستعملون في سنوات الخصب الآبار والبرك القديمة .
النقطة الرابعة
لكن في المرحلة الجديدة، وبعد ما بدأ يدخل بعض أفراد العشائر في الجيش العربي، قامت النقطة الرابعة بترميم البركة السورية في البلدة (كانت البركة عبارة عن خزان مائي ضخم، وهو مقطع حجري روماني)، وبدأت الأسر تباعا بالاستقرار في القرية القديمة، أو في بناء بيوت الطوب، إلى أن تم إطلاق سراح المناضل هايل السرور من المعتقل، واستقر في بدايات الستين في أم الجمال، حيث بنى بيتا من الحجر، وبدأ انتشار البيوت حول بيته، خارج الآثار.
ومن جانب آخر فإنه في البدايات، وقبل الإفراز، تم ترك جدار آثار البلدة، وعلى بعد 2كم على محيطه، وترك التصرف بتلك الأراضي لصلاحيات الشيخ عودة السرور(أبو هايل)، وبعد رحيل الشيخ، ومجيء هايل السرور، بدأ بقسمة الأراضي، ولكن تلك المساحات حول السور تم تركها، واستثنيت من الإفراز للاستقرار، ولأغراض البنية التحتية للقرية.
لكن في المرحلة الجديدة، وبعد ما بدأ يدخل بعض أفراد العشائر في الجيش العربي، قامت النقطة الرابعة بترميم البركة السورية في البلدة (كانت البركة عبارة عن خزان مائي ضخم، وهو مقطع حجري روماني)، وبدأت الأسر تباعا بالاستقرار في القرية القديمة، أو في بناء بيوت الطوب، إلى أن تم إطلاق سراح المناضل هايل السرور من المعتقل، واستقر في بدايات الستين في أم الجمال، حيث بنى بيتا من الحجر، وبدأ انتشار البيوت حول بيته، خارج الآثار.
ومن جانب آخر فإنه في البدايات، وقبل الإفراز، تم ترك جدار آثار البلدة، وعلى بعد 2كم على محيطه، وترك التصرف بتلك الأراضي لصلاحيات الشيخ عودة السرور(أبو هايل)، وبعد رحيل الشيخ، ومجيء هايل السرور، بدأ بقسمة الأراضي، ولكن تلك المساحات حول السور تم تركها، واستثنيت من الإفراز للاستقرار، ولأغراض البنية التحتية للقرية.
«تبابين الشيوخ»
أما الوضع داخل حدود منطقة الآثار فقد كان متعارفا عليه بأنه لكل صاحب بيت شعر، توجد منطقة حجرية، وبيت من الآثار، أو مساحة تعود لعائلة، تعرف بأنها تعود لها، حيث أنه كان هناك في الآثار منطقة دار العويسة ، وهي الآثار المعروفة بالمحكمة، ودار العويسة هم أحد أفخاذ السرور من المساعيد. وكان هناك ما يعرف ب تبابين الشيوخ ، وتعود لشيوخ القرية، حيث كانوا يضعون فيها التبن، وموقعها قريب من الكاتدرائية. كما أنه في الموروث الشعبي، ما زال أهل القرية يتذكرون منطقة دار المعز ، التي كانوا يضعون فيها الماعز في الشتاء، و دار أبو مرجي ، وهو فاعور اللاحم، و بير الحاج مشوح السحيم ، ومنطقة المدرسة، وهناك دائما تبابين في الآثار لمعظم العائلات في القرية، وهناك أيضا دار الجلة (الجلة هي مخلفات فضلات الحيوانات، وتستخدم كوقود في الشتاء)، و دار الغولة أو دار العويسي . وتلك المناطق التي تم استغلالها بهذا الشكل كلها معالم أثرية، وضمن منطقة الآثار، وتم استغلالها للسكن أو الخزين، أو جمع الماء، أو التعليم، وأخذت التسمية نسبة إلى من قطنها، أو الطريقة التي تم استغلالها بها.
أما الوضع داخل حدود منطقة الآثار فقد كان متعارفا عليه بأنه لكل صاحب بيت شعر، توجد منطقة حجرية، وبيت من الآثار، أو مساحة تعود لعائلة، تعرف بأنها تعود لها، حيث أنه كان هناك في الآثار منطقة دار العويسة ، وهي الآثار المعروفة بالمحكمة، ودار العويسة هم أحد أفخاذ السرور من المساعيد. وكان هناك ما يعرف ب تبابين الشيوخ ، وتعود لشيوخ القرية، حيث كانوا يضعون فيها التبن، وموقعها قريب من الكاتدرائية. كما أنه في الموروث الشعبي، ما زال أهل القرية يتذكرون منطقة دار المعز ، التي كانوا يضعون فيها الماعز في الشتاء، و دار أبو مرجي ، وهو فاعور اللاحم، و بير الحاج مشوح السحيم ، ومنطقة المدرسة، وهناك دائما تبابين في الآثار لمعظم العائلات في القرية، وهناك أيضا دار الجلة (الجلة هي مخلفات فضلات الحيوانات، وتستخدم كوقود في الشتاء)، و دار الغولة أو دار العويسي . وتلك المناطق التي تم استغلالها بهذا الشكل كلها معالم أثرية، وضمن منطقة الآثار، وتم استغلالها للسكن أو الخزين، أو جمع الماء، أو التعليم، وأخذت التسمية نسبة إلى من قطنها، أو الطريقة التي تم استغلالها بها.
البركة
وبخصوص بركة الماء في البلدة الأثرية، فقد كانت مشاعا لجميع أبناء العشائر، ولكل المناطق المجاورة، وكانت تستخدم للشرب ولسقاية المواشي، بينما هناك البير الذي يسمى ب بير الشيوخ ، والذي يقع في شرق البركة السورية، فقد كان محددا للشرب فقط.
وفي الفترة اللاحقة، صار هناك زراعة لبعض المناطق خارج دائرة البلدة الأثرية، كان فيها زراعة قمح وشعير وغيرها، كما أن كبار القرية يشيرون إلى أنه في داخل الآثار تم زراعة الدخان، ومن الذين زرعوا الدخان في القرية فاعور اللاحم.
الخطيب فيما يتعلق بذاكرة التعليم في أم الجمال، تشير أحاديث أهل القرية إلى أنه في البدايات، في زمن الشيخ عودة السرور، عندما قرر أن يعلم أبناء عشيرته، أحضر خطيبا من نفس عشيرة المساعيد، صار يعرف بعد ذلك باسم الخطيب، وهذا اللقب طغى على اسمه الأصلي، وكان هذا الخطيب ينصب خيمته بين الخيام ويعلم أبناء العشيرة، وعندما ترتحل العشيرة إلى موقع آخر يرتحل معهم بخيمته، ثم بعد فترة قرر أبناء العشيرة أن يستعملوا غرفة داخل الآثار، يرممونها، وتكون هي مقر التعليم، وفيها يعلم الخطيب أبناء العشيرة، وعندما تنتقل العشيرة إلى مكان آخر في ترحالها، كان يبقى الخطيب ومعه الأطفال في تلك الغرفة التي تم تحديدها، واستصلاحها، وما زال يطلق عليها حتى الآن موقع المدرسة، وهي جزء من آثار البلدة، كما أنه كانت تبقى بعض الأسر مع الخطيب والأطفال، وقد كان الخطيب في البداية له خيمة بجوار المدرسة ينام ويسكن فيها، لكنه في مرحلة لاحقة صار يعلم في المدرسة ويسكن فيها أيضا.
وبخصوص بركة الماء في البلدة الأثرية، فقد كانت مشاعا لجميع أبناء العشائر، ولكل المناطق المجاورة، وكانت تستخدم للشرب ولسقاية المواشي، بينما هناك البير الذي يسمى ب بير الشيوخ ، والذي يقع في شرق البركة السورية، فقد كان محددا للشرب فقط.
وفي الفترة اللاحقة، صار هناك زراعة لبعض المناطق خارج دائرة البلدة الأثرية، كان فيها زراعة قمح وشعير وغيرها، كما أن كبار القرية يشيرون إلى أنه في داخل الآثار تم زراعة الدخان، ومن الذين زرعوا الدخان في القرية فاعور اللاحم.
الخطيب فيما يتعلق بذاكرة التعليم في أم الجمال، تشير أحاديث أهل القرية إلى أنه في البدايات، في زمن الشيخ عودة السرور، عندما قرر أن يعلم أبناء عشيرته، أحضر خطيبا من نفس عشيرة المساعيد، صار يعرف بعد ذلك باسم الخطيب، وهذا اللقب طغى على اسمه الأصلي، وكان هذا الخطيب ينصب خيمته بين الخيام ويعلم أبناء العشيرة، وعندما ترتحل العشيرة إلى موقع آخر يرتحل معهم بخيمته، ثم بعد فترة قرر أبناء العشيرة أن يستعملوا غرفة داخل الآثار، يرممونها، وتكون هي مقر التعليم، وفيها يعلم الخطيب أبناء العشيرة، وعندما تنتقل العشيرة إلى مكان آخر في ترحالها، كان يبقى الخطيب ومعه الأطفال في تلك الغرفة التي تم تحديدها، واستصلاحها، وما زال يطلق عليها حتى الآن موقع المدرسة، وهي جزء من آثار البلدة، كما أنه كانت تبقى بعض الأسر مع الخطيب والأطفال، وقد كان الخطيب في البداية له خيمة بجوار المدرسة ينام ويسكن فيها، لكنه في مرحلة لاحقة صار يعلم في المدرسة ويسكن فيها أيضا.
«مدرسة ناديا» تسير عجلة الزمن..
وبعد تلك المراحل، وفي سنوات الجفاف، هجرت كثير من الأسر منطقة الآثار، والتحقوا ببعض المدن والمناطق الأخرى، وهجرت المدرسة، واختفى الخطيب، وما تبقى من الأطفال الذين يريدون التعلم كانوا يذهبون إلى مدرسة المفرق. وبقي الوضع معلقا على هذا الحال إلى الستينات، حين قرر أهل البلدة إنشاء مدرسة، وتولى أمر تأسيسها الشيخ هايل السرور، بالتعاون مع أهل القرية، حيث تبرعوا بالأرض من منطقة الجدار لبناء المدرسة، وكانت مدرسة أساسية في البداية، ولم تكن بإشراف وزارة التربية والتعليم، حيث تم الاعتذار عن تأمين معلم للمدرسة، ولكن في تلك الفترة تزامن هذا الاعتذار، مع تخرج ابنة الشيخ هايل من التوجيهي، واسمها ناديا (وهي دكتورة معروفة الآن)، فقامت بتدريس أبناء القرية مجانا، ولمدة عام كامل، في غرفة صفية واحدة، ومختلط للذكور والإناث، وكان كرسيها آنذاك تنكة فارغة عليها مخدة، ويشير أهل القرية إلى المدرسة في تلك الفترة باسم مدرسة ناديا . ولكن بعد سنة دعمت التربية المدرسة بمقاعد وبطاولة، ثم صارت المدرسة بعد ذلك، 3 غرف، وللذكور، والمرحلة الإعدادية والثانوية كانوا يكملونها في المفرق، ومن خريجي تلك المرحلة الشهيد العقيد الطيار أحمد مرجي السروجي.
كما أن ذاكرة القرية تشير إلى أنه في مرحلة البدايات تم استئجار غرف المدرسة وهي تحت التأسيس من محمد الحمود المساعيد، ومن المدرسين الذين درسوا في البدايات كل من محمود الشياب، وأحمد الزعبي، ومنصور المخزومي.
وبعد تلك المراحل، وفي سنوات الجفاف، هجرت كثير من الأسر منطقة الآثار، والتحقوا ببعض المدن والمناطق الأخرى، وهجرت المدرسة، واختفى الخطيب، وما تبقى من الأطفال الذين يريدون التعلم كانوا يذهبون إلى مدرسة المفرق. وبقي الوضع معلقا على هذا الحال إلى الستينات، حين قرر أهل البلدة إنشاء مدرسة، وتولى أمر تأسيسها الشيخ هايل السرور، بالتعاون مع أهل القرية، حيث تبرعوا بالأرض من منطقة الجدار لبناء المدرسة، وكانت مدرسة أساسية في البداية، ولم تكن بإشراف وزارة التربية والتعليم، حيث تم الاعتذار عن تأمين معلم للمدرسة، ولكن في تلك الفترة تزامن هذا الاعتذار، مع تخرج ابنة الشيخ هايل من التوجيهي، واسمها ناديا (وهي دكتورة معروفة الآن)، فقامت بتدريس أبناء القرية مجانا، ولمدة عام كامل، في غرفة صفية واحدة، ومختلط للذكور والإناث، وكان كرسيها آنذاك تنكة فارغة عليها مخدة، ويشير أهل القرية إلى المدرسة في تلك الفترة باسم مدرسة ناديا . ولكن بعد سنة دعمت التربية المدرسة بمقاعد وبطاولة، ثم صارت المدرسة بعد ذلك، 3 غرف، وللذكور، والمرحلة الإعدادية والثانوية كانوا يكملونها في المفرق، ومن خريجي تلك المرحلة الشهيد العقيد الطيار أحمد مرجي السروجي.
كما أن ذاكرة القرية تشير إلى أنه في مرحلة البدايات تم استئجار غرف المدرسة وهي تحت التأسيس من محمد الحمود المساعيد، ومن المدرسين الذين درسوا في البدايات كل من محمود الشياب، وأحمد الزعبي، ومنصور المخزومي.
باص واحد
أما بالنسبة للمواصلات في القرية، فقد كان لا بد من الوصول إلى طريق بغداد مشيا، وفي الفترة السابقة كان يوجد هناك باص واحد لمجموعة قرى البادية الشمالية وهو باص أبو عز، كما أنه كان في البدايات هناك سيارة خاصة واحدة، يتم استخدامها لحالات الخطر، وللأعراس فقط. أما السيارة العامة فقد كانت سيارة بيك أب تعود ملكيتها لحمد هلال المسيلم، وبعدها ظهرت سيارة عطا النصار، وكذلك سيارة محمد الحمود، وبعدها سيارة غازي الهديب.
أما بالنسبة للمواصلات في القرية، فقد كان لا بد من الوصول إلى طريق بغداد مشيا، وفي الفترة السابقة كان يوجد هناك باص واحد لمجموعة قرى البادية الشمالية وهو باص أبو عز، كما أنه كان في البدايات هناك سيارة خاصة واحدة، يتم استخدامها لحالات الخطر، وللأعراس فقط. أما السيارة العامة فقد كانت سيارة بيك أب تعود ملكيتها لحمد هلال المسيلم، وبعدها ظهرت سيارة عطا النصار، وكذلك سيارة محمد الحمود، وبعدها سيارة غازي الهديب.
«وسامة الباهل»
إن الخريطة الاجتماعية لأم الجمال تشير إلى أن كل أهل القرية هم من أهل الجبل، وعند الحديث عن أهل الجبل وطبيعة تركيبتهم الاجتماعية يشار إلى أنهم مجموعة من العشائر، حيث أن كل عشيرة تنطوي تحت هذا الاسم لها نظام مشيخة خاص بها.
هذا وتؤكد جميع الدراسات على أن أهل الجبل هم حلف عشائري، ويقال بأن هذا الاسم أطلق عليهم نسبة لديرتهم والتي كانت امتدادا لجبل العرب تحديدا منطقة الحرة . وهذه العشائر هي: المساعيد، العظامات، الشرفات، الزبيد والغيات.
ويطلق على كل من المساعيد والشرفات والعظمات لقب وسامة الباهل ، حيث أن الباهل هي فخذة الناقة، وكانت هذه العشائر هم الوحيدين الذين يقومون بوسم فخذة الناقة بوسمهم الخاص بهم وهو المطرق، ولذا فقد تم إطلاق هذا اللقب عليهم.
هايل السرور وقبل استكمال البوح عن أم الجمال لا بد من الإشارة إلى بعض تفاصيل واحد من أهم شخصياتها المعروفين على المستوى المحلي والعربي، وهو هايل عودة السرور، المولود في عام 1919م، في بادية الشام، تحديدا في ما يسمى بالحرة في البادية الشمالية الشرقية الأردنية، والذي توفي عام 2001، وكان اكبر أخوته وهم سليمان، سعود وفهد رحمهم الله جميعا، و راكان الوحيد الذي ما زال على قيد الحياة.
كان هايل السرور في البداية له معلم خاص فتعلم على يديه مبادئ اللغة العربية والقرآن وكذلك الحساب. ثم ألحقه والده في احدى المدارس في منطقة حوران في حينه، وتعلم هناك مبادئ اللغة الفرنسية. لكن جميع مراحل دراسته لم تكن منتظمة بسبب طبيعة الحياة آنذاك والتي كانت تعتمد على التنقل والترحال.
كانت حياته غنية بالأحداث والعمل الوطني والقومي، والذي تسبب له بالسجن في سوريا عندما كان نائبا عن بدو منطقة جبل العرب بسبب مواقفه الوطنية تحديدا مبادئ الثورة العربية والتي كانت من أهمها وحدة سوريا الكبرى بقيادة الهاشميين.
إن الخريطة الاجتماعية لأم الجمال تشير إلى أن كل أهل القرية هم من أهل الجبل، وعند الحديث عن أهل الجبل وطبيعة تركيبتهم الاجتماعية يشار إلى أنهم مجموعة من العشائر، حيث أن كل عشيرة تنطوي تحت هذا الاسم لها نظام مشيخة خاص بها.
هذا وتؤكد جميع الدراسات على أن أهل الجبل هم حلف عشائري، ويقال بأن هذا الاسم أطلق عليهم نسبة لديرتهم والتي كانت امتدادا لجبل العرب تحديدا منطقة الحرة . وهذه العشائر هي: المساعيد، العظامات، الشرفات، الزبيد والغيات.
ويطلق على كل من المساعيد والشرفات والعظمات لقب وسامة الباهل ، حيث أن الباهل هي فخذة الناقة، وكانت هذه العشائر هم الوحيدين الذين يقومون بوسم فخذة الناقة بوسمهم الخاص بهم وهو المطرق، ولذا فقد تم إطلاق هذا اللقب عليهم.
هايل السرور وقبل استكمال البوح عن أم الجمال لا بد من الإشارة إلى بعض تفاصيل واحد من أهم شخصياتها المعروفين على المستوى المحلي والعربي، وهو هايل عودة السرور، المولود في عام 1919م، في بادية الشام، تحديدا في ما يسمى بالحرة في البادية الشمالية الشرقية الأردنية، والذي توفي عام 2001، وكان اكبر أخوته وهم سليمان، سعود وفهد رحمهم الله جميعا، و راكان الوحيد الذي ما زال على قيد الحياة.
كان هايل السرور في البداية له معلم خاص فتعلم على يديه مبادئ اللغة العربية والقرآن وكذلك الحساب. ثم ألحقه والده في احدى المدارس في منطقة حوران في حينه، وتعلم هناك مبادئ اللغة الفرنسية. لكن جميع مراحل دراسته لم تكن منتظمة بسبب طبيعة الحياة آنذاك والتي كانت تعتمد على التنقل والترحال.
كانت حياته غنية بالأحداث والعمل الوطني والقومي، والذي تسبب له بالسجن في سوريا عندما كان نائبا عن بدو منطقة جبل العرب بسبب مواقفه الوطنية تحديدا مبادئ الثورة العربية والتي كانت من أهمها وحدة سوريا الكبرى بقيادة الهاشميين.
مجموعة متطوعين
تشير الذاكرة بأنه كان قد كلفه رحمه الله والده الشيخ عوده السرور والذي كان أول نائب في مجلس النواب السوري عن بدو جبل العرب، بإدارة شؤون العشيرة، ومن أعماله المشهود له فيها بروحه الوطنية، وغيرته القومية، هو ما كان عندما قام بتشكيل مجموعة من المتطوعين من أبناء عشائر المساعيد وأهل الجبل، وشاركت هذه المجموعة في معارك اللد والرملة واللطرون والقدس مع باقي المناضلين والمجاهدين العرب من قبائل أردنية وعربية في الدفاع عن فلسطين، في حرب 1948. ويشير أهل القرية إلى أنه قد كان دائما يذكر قصته مع المغفور له بإذن الله تعالى جلالة الملك عبد الله الأول بن الحسين حيث قام بتسليح مجموعته والتي كان عددها 300 متطوع تقريبا، عندما نقص عليه وجماعته السلاح.
ومن ثم عين هايل السرور في بداية الثمانينات عضوا في مجلس الأعيان. وله العديد من الجهود في التدخل بعديد من القضايا العشائرية، والأيادي البيضاء في إصلاح ذات البين على مستوى الوطن.
وللمرحوم تاريخ حافل بالعطاء، تمت كتابة بعضها في كتب عديدة تؤرخ للفترة التي عاشها، وله من الأبناء الذكور ستة وهم عبد الله، وسعد، وعبد الرزاق، وممدوح، وسعود وسلطان. وله من الأبناء الإناث شومة ومها رحمة الله عليهما، والدكتورة نادية وفدوى.
تشير الذاكرة بأنه كان قد كلفه رحمه الله والده الشيخ عوده السرور والذي كان أول نائب في مجلس النواب السوري عن بدو جبل العرب، بإدارة شؤون العشيرة، ومن أعماله المشهود له فيها بروحه الوطنية، وغيرته القومية، هو ما كان عندما قام بتشكيل مجموعة من المتطوعين من أبناء عشائر المساعيد وأهل الجبل، وشاركت هذه المجموعة في معارك اللد والرملة واللطرون والقدس مع باقي المناضلين والمجاهدين العرب من قبائل أردنية وعربية في الدفاع عن فلسطين، في حرب 1948. ويشير أهل القرية إلى أنه قد كان دائما يذكر قصته مع المغفور له بإذن الله تعالى جلالة الملك عبد الله الأول بن الحسين حيث قام بتسليح مجموعته والتي كان عددها 300 متطوع تقريبا، عندما نقص عليه وجماعته السلاح.
ومن ثم عين هايل السرور في بداية الثمانينات عضوا في مجلس الأعيان. وله العديد من الجهود في التدخل بعديد من القضايا العشائرية، والأيادي البيضاء في إصلاح ذات البين على مستوى الوطن.
وللمرحوم تاريخ حافل بالعطاء، تمت كتابة بعضها في كتب عديدة تؤرخ للفترة التي عاشها، وله من الأبناء الذكور ستة وهم عبد الله، وسعد، وعبد الرزاق، وممدوح، وسعود وسلطان. وله من الأبناء الإناث شومة ومها رحمة الله عليهما، والدكتورة نادية وفدوى.
أم الجمال
تقع أم الجمال في البادية الشمالية الشرقية، على مسافة 15 كيلومترا إلى الشرق من مدينة المفرق، على الطريق الواصل لبغداد، وتبعد عن عمان 75 كيلو مترا. وهي مركز بلدية أم الجمال الكبرى، وتتبع إلى قضاء أم الجمال، ضمن لواء البادية الشمالية الشرقية في محافظة المفرق.
الديموغرافيا:.
يبلغ عدد سكان أم الجمال حوالي 5000 نسمة، بينما كان التعداد السكاني لعام 2004م رصد عدد سكان القرية ليكون 2566 نسمة (1326 ذكور و 1240 إناث)، يشكلون 385 أسرة، تقيم في 480 مسكنا. ويعمل أهل أم الجمال في الزراعة، والوظائف الحكومية، ومعظم القاطنين في القرية من عشيرة المساعيد من أهل الجبل.
التربية والتعليم:.
توجد في قرية أم الجمال المدارس التالية: مدرسة أم الجمال الثانوية للبنين، ومدرسة بنات أم الجمال، ومدرسة حي المداحلة المختلطة، ومدرسة الحي الشرقي الأساسية.
الصحة:.
يوجد في القرية مركز صحي شامل.
المجتمع المدني: يوجد في القرية مكتب للتنمية الاجتماعية، وجمعية أم الجمال الخيرية، ومكتبة للأطفال تابعة لبلدية أم الجمال.
* توجد في أم الجمال مكاتب المؤسسات الحكومية التالية: مبنى القضاء، ومكتب الأوقاف، مكتب الآثار والسياحة، مبنى البلدية، مركز الدفاع المدني، مخفر أم الجمال.
* ويوجد في القرية 6 مساجد، و4 مقابر، وتحيط بأم الجمال المزارع الخضراء التي تعتمد في ريها على الآبار الجوفية.
الديموغرافيا:.
يبلغ عدد سكان أم الجمال حوالي 5000 نسمة، بينما كان التعداد السكاني لعام 2004م رصد عدد سكان القرية ليكون 2566 نسمة (1326 ذكور و 1240 إناث)، يشكلون 385 أسرة، تقيم في 480 مسكنا. ويعمل أهل أم الجمال في الزراعة، والوظائف الحكومية، ومعظم القاطنين في القرية من عشيرة المساعيد من أهل الجبل.
التربية والتعليم:.
توجد في قرية أم الجمال المدارس التالية: مدرسة أم الجمال الثانوية للبنين، ومدرسة بنات أم الجمال، ومدرسة حي المداحلة المختلطة، ومدرسة الحي الشرقي الأساسية.
الصحة:.
يوجد في القرية مركز صحي شامل.
المجتمع المدني: يوجد في القرية مكتب للتنمية الاجتماعية، وجمعية أم الجمال الخيرية، ومكتبة للأطفال تابعة لبلدية أم الجمال.
* توجد في أم الجمال مكاتب المؤسسات الحكومية التالية: مبنى القضاء، ومكتب الأوقاف، مكتب الآثار والسياحة، مبنى البلدية، مركز الدفاع المدني، مخفر أم الجمال.
* ويوجد في القرية 6 مساجد، و4 مقابر، وتحيط بأم الجمال المزارع الخضراء التي تعتمد في ريها على الآبار الجوفية.
هذه الصفحة تؤسس لكتابة متكاملة حول القرى الأردنية، وتطمح لتأسيس موسوعة جادة شاملة. ولن يتأتى هذا بجهد من طرف واحد، فما يكتب قد يحتاج إلى معلومات للإكتمال، أو قصص أخرى لم يلتقطها الكاتب في زيارة واحدة، وهي مفتوحة للإضافة والتعديل قبل أن ترتسم بشكلها النهائي لتكون وثيقة لكل قرية، والأمل بأن تأتي أية إضافات أو تصويبات أو معلومات أخرى من أهل القرى والمهتمين مع اقتراحاتهم، وعلى هذا العنوان:
بوح القرى
ص. ب - 6710 - عمان -11118 - فاكس- 5600814
بوح القرى
ص. ب - 6710 - عمان -11118 - فاكس- 5600814
جريدة الرأي الثلاثاء 10 / 11 / 2009 http://www.alrai.com/article/363401.html
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق