تهتم هذه المدونة وتعنى بأنساب وتاريخ وأعراف وتقاليد وأخبار وأعلام وشؤون قبائل المساعيد

الخميس، يناير 30، 2014

أرادوا إعدام الشيخ هايل السرور فوهبه الله تعالى الحياة


 كان الشيخ هايل السرور ــ رحمه الله تعالى ــ من بين العناصر القومية الوحدوية التي عملت لتوحيد بلاد الشام والحديث عنه يطول ، وقد قام النظام اليساري الحاكم حبنذاك بالقبض عليه مع عددٍ من الوطنيين السوريين وسعى لإعدامهم لكنّ الله تعالى أبطل مكرهم ، وفي ذكر ذلك قال الأستاذ مطيع النونو في حديثه الدكتور منير علي العجلاني القانوني والسياسي العربي السوري ــ رحمه الله تعالى ــ وما تعرّض له من محاكمات : " .... والمرة الأولى التي وقف فيها الدكتور العجلاني بالروب الأسود أمام القضاء السوري - الفرنسي في عهد الانتداب في محاكمة اغتيال الشهبندر مدافعاً عن الحقوق الجزائية والمدنية الخاصة, ولم يسبق له أن دخل قاعات المحاكمات للدفاع عن احد على رغم ان اسمه في سجل نقابة المحامين ويدفع الاشتراك , فالعمل السياسي كان هدفه الأول .

وكانت المرة الثانية التي وقف فيها العجلاني محامياً للدفاع عن نفسه في تشرين الثاني (نوفمبر) 1950 وكان متهماً مع آخرين في محاولة اغتيال العقيد أديب الشيشكلي وأكثرهم من رجال السياسة وبعض القيادات العسكرية , وتولى الدفاع عن نفسه نافياً كل التهم الموجهة إليه أو اشتراكه بالتخطيط لمحاولة اغتيال الشيشكلي. والمرة الثالثة كانت عام 1956 عندما اتهم العجلاني بأنه اشترك في محاولة انقلابية بقيادة اديب الشيشكلي بهدف القضاء على النظام اليساري المتطرف في سورية قبل قيام الوحدة.
حاول في ذاك التاريخ المقدم عبدالحميد السراج المدير العام للمخابرات العسكرية أن يفرض على العجلاني تبديل اتجاهاته السياسية الإسلامية لينخرط باللون الاشتراكي الماركسي . لكن العجلاني رفض وتمسك بمواقفه حاملاً على السراج وأجهزته.
وشكل مجلس عسكري عرفي لمحاكمة كل من اتهم بالتعاون مع الغرب , برئاسة المقدم عفيف البزرة , وهو محسوب على الحزب الشيوعي السوري , ومثل النيابة العامة المقدم محمد الجراح المحسوب على السراج شخصياً . وكان العجلاني المدافع شخصياً عن نفسه أمام المجلس ووظف خبرته القانونية وكتب مرافعته الجريئة خلال جلسات المحاكمة , وقدم البراهين ضد الادعاء العسكري , وقد صودرت املاكه التي ورثها عن والده .
ووقف الرئيس شكري القوتلي معارضاً أحكام الإعدام التي صدرت بحق خمسة من رجال السياسة, هم :
عدنان الاتاسي نجل الرئيس هاشم الاتاسي ,
والدكتور سامي كبارة ,
والعميد صبحي العمري ,
والأمير حسن الأطرش شقيق زعيم الثورة السورية سلطان باشا الاطرش ,
والشيخ هايل سرور من نواب كتلة العشائر ,
وصدرت أحكام بالسجن المؤبد وبالسجن 20 سنة بحق الآخرين وكان من ضمنهم الدكتور العجلاني , إذ كان هدف عبدالحميد السراج تفريغ المجلس النيابي السوري من العناصر الوطنية , وجرت وساطات عربية ومن زعماء لبنان يتقدمهم البطريرك الماروني بولس المعوشي , وحميد فرنجية مع الرئيس القوتلي ومع الرئيس جمال عبدالناصر بعد إعلان الوحدة , بهدف تخفيف الأحكام , في وقت كان عبدالحميد السراج يرفض أي تبديل لأحكام المجلس العرفي .
وأصدر الرئيس عبدالناصر قراراً باستبدال تلك الأحكام , وطلب تسفير جميع المحكومين إلى القاهرة حيث وضعوا في سجن في الإسكندرية عام 1959 وعند الانفصال عن الوحدة عام 1961 أطلق سراحهم
وسافروا إلى تركيا وتمتعوا بالحرية .
ثم انتقل العجلاني إلى بيروت ومنها إلى المملكة العربية السعودية بدعوة من الملك فيصل بن عبدالعزيز , وتمتع بكامل المواطنية في بلده الثاني مع أسرته ...."
جريدة الحياة ، 14 / 7 / 2004 م

قلت : توجّه الشيخ هايل السرور إلى الأردن واستقرّ فيها إلى أن توفّاه الله تعالى
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق