في دير بلوط .. ملكات السهل يصنعن ذهبا أخضر
بقلم ميساء أبو غنام
بقلم ميساء أبو غنام
بكفوف شققها التعب يزرعن ويجنين ذهبا ...« ملكات السهل » . أخضر لوحت وجوههن شمسه ، وحنى ظهورهن حنوهن على أشتاله، وفيه قضين فجر الشباب ومغيبه. لا ين ّ ظر أهالي دير بلوط « تمكين النساء » للنسوية، ولعلهم لا يعرفونها. ومصطلح غريب على الأذن البلوطية. ولكن الثابت أن الزراعة في تلك البلدة عمل نسوي بامتياز. المرأة البلوطية سيدة السهل... هكذا يقولون، ونساء دير بلوط أقوى نساء الضفة بنيانا، وأشدهن مراسا في العمل الزراعي، وحذاقة في البيع والشراء. وقد حبى الله قرية دير بلوط « المرج » بسهل خصب يطلق عليه السكان اسم تبلغ مساحته حوالي ألف دونم، يقع شرق القرية، يقع شمالها. « المريج » وسهل آخر صغير يسمونه ويقع كلا السهلين على قمم تلال واطئة تتخللها وديان من أشهرها وادي صريدا، وهو رافد مهم لنهر العوجا، ثاني أنهار فلسطين التاريخية أهمية. وتقع قرية دير بلوط أقصى غرب الضفة، ويقطع الخط الأخضر مبانيها عن أراض زراعية شاسعة غربا يملكها أهالي القرية والقرى المجاورة مثل رنتيس وكفر الديك واللبن الغربي ورافات ودير غسانة. وتحكي عجائز دير بلوط قصصا عن نشاطهن الزراعي قبل العام 1948 ، وكيف كان المرج قفرا، لانكباب المزارعين على أراضيهم الساحلية على ضفاف نهر العوجا (وقد جففته اسرائيل لاحقا). حينها، كانت الأسر البلوطية تنتقل للعمل في السهل الساحلي طوال فترة الموسم الزراعي، وبعض النسوة كن يقطعن عدة كيلومترات يوميا ذهابا وايابا بين السهل والقرية. وبعد النكبة، لم يجد مزارعو القرية بدا من استصلاح المرج، ومع انفتاح سوق العمل في اسرائيل والخليج العربي والاميركتين، خصوصا بعد العام 1967 ، بدأ التحول التدريجي على النشاط الزراعي في دير بلوط من نشاط ذكوري إلى نسوي بامتياز. اليوم، وبعد أن حرم جدار الفصل العنصري مزارعي القرية مما تبقى من أراضيهم الغربية، صار المرج شريان حياة شبه حصري للعشرات من العائلات القروية. ويقدر تجار ومزارعون العائد الاقتصادي للزراعة البعلية والمروية في المرج بحوالي نصف مليون دولار سنويا. يشار إلى أن أغلب حقول القرية تعتمد الزراعة المروية للغلاء الفاحش للمياه، رغم أن القرية تطفو على نهر من المياه الجوفية التي تسرقها اسرائيل منذ العام 1967 كان الوسيلة الإعلامية الوحيدة « حياة وسوق » التي لبت دعوة أهالي ومؤسسات البلدة لمهرجان التسوق الأول الذي نظموه الجمعة. وافتتح المهرجان محافظ سلفيت عصام أبو بكر الذي اشاد بفكرة المهرجان وأهميته لتسويق المنتج الزراعي المحلي. يشار إلى أن دعوة على أطلقت « فيس بوك » موقع التواصل الاجتماعي فكرة المهرجان، بعد أن نشرها أحد نشطاء حركة الشبيبة الفتحاوية، ثم تلقفت مؤسسات القرية الفكرة وحولتها إلى واقع. وحضر المهرجان كذلك مدير زراعة سلفيت ابراهيم الحمد الذي اكد ان منتجات دير بلوط مختلفة عن منتجات القرى الاخرى. الحضور الأهم في المهرجان كان لمن يزرع الأرض ويحصدها... مزارعات دير بلوط. تفاءلت النسوة بالمهرجان، خاصة وأنه يصادف موسم الفقوس، أشهر منتجات القرية، حيث أتى الزوار من البلدات والقرى المحيطة للتسوق. واقبل المشترون على المنتجات الزراعية العضوية الخالية من الاسمدة الكيماوية من فقوس وثوم وقمح وبصل وبامية. تقول عيشة، وهي مزارعة سلخ المرج خمسين عاما من سنواتها « مخضرمة » السبعين، انها تزرع الفقوس عاما والقمح عاما آخر، وان زوجها قليلا ما يساعدها. وانجبت عيشة من زوجها العامل السابق في اسرائيل اربع بنات وولدين. وفي مطلع كل ربيع، تقلب عيشة ارض المرج لا استطيع العمل كما السابق... » : وتزرعها، ولكنها تشتكي يداي هرمتا، وكبرت في هذا المرج حتى صرت عجوزا. منذ صغري وانا اعمل بالارض، وحين اغيب اشتاق اليها... وآتي « لزيارتها حتى لو بالمرور والنظر اليها والجلوس فيها فبدأت العمل بالارض وعمرها « 56 عاما » اما أم ابراهيم عشرون سنة. ومنذ ذلك الحين، تزرع أم ابراهيم وتبيع اعمل طوال » : البصل والثوم والفقوس والبامية. وهي تقول اليوم على فترتين، اصحو باكرا، اصلي الصبح واخرج للمرج، ثم اعود بعد الظهر، نعمل بالحر والشتاء دون مساعدة من .« احد. انا اتحمل مسؤولية البيت وتعليم الابناء والبنات ولأم ابراهيم ست بنات وثلاثة أبناء. وهم ينتمون لجيل فالجيل الشاب من أبناء وبنات القرية .« مختلف » ترى انه يمتاز باقباله على التعليم، وميله للوظائف والمهن الحرة. ولكن أبناء القرية وبناتها مهما ابتعدوا يشدهم الحنين لمهنة الآباء والأجداد. وفي مواسم الزيتون والقمح والبقوليات والخضر، تصادف زملاء وزميلات ومسؤولين في السلطة الوطنية أو رجال أعمال من أبناء القرية وقد عادوا للعمل في الأرض، وقد خلعوا البدل الرسمية، وحملوا الفأس والمنجل... وانطلقوا للعمل.
جريدة الحياة الجديدة ،الاحد 12 حزيران 2011 - السبت 18 حزيران 2011
السنة الأولى/ العدد ( 8 ) ، ص 7
قلت : قرية دير بلّوط معقل آل موسى المساعيد وهم فرع كبيرٌ جدّاً من فروع قبيلة المساعيد في فلسطين ويشكلون قسماً كبيراً جدّاً من أهل القرية
قلت : قرية دير بلّوط معقل آل موسى المساعيد وهم فرع كبيرٌ جدّاً من فروع قبيلة المساعيد في فلسطين ويشكلون قسماً كبيراً جدّاً من أهل القرية
وتعليقا على هذه المقالة قال الأستاذ سليمان بن صالح المسعودي أبو عبّاد :
أحسنت أخي أبو حمدان وأبدعت
إن السهل الموجود أمام القرية من الشرق هو حوالي ألف وخمسمائة دونم ودخله أكثر من مليون دينار أردني سنويا ، والعمل فيه ليس متعبا كما يتوقع فالاجهزة الحديثة من تراكتورات وحصادات والجواريش لا تترك مجالا للتعب الكبير كما يظن البعض ، كما أن الأدوية الزراعية سواء للتسميد أو قتل الأعشاب الضارة تلغي التعب وتبعده ، والعمل به سهل جدا ، وليس أكثر من ساعتين يوميا لجمع الفقوس أو البامية أو البازيلاء أو الفول ، وهو مصدر دخل كبير للنساء ، وإن البيوت الزراعية بدأت تغزوه بكثرة ، ويقع الشارع المؤدي للبلدة في منتصفه ،وهو شارع مسفلت بعرض 12 متر زفته ورصيف متران ، ومضاء على مسافة كيلومتر ونصف ، والسفلتة والرصيف تمت قريبا بأحدث الطرق وأرقاها .
لقد كنت بجانب الذين قاموا بالتصوير وأرشدتهم إلى كثير من الأمور .
إن السهل الموجود أمام القرية من الشرق هو حوالي ألف وخمسمائة دونم ودخله أكثر من مليون دينار أردني سنويا ، والعمل فيه ليس متعبا كما يتوقع فالاجهزة الحديثة من تراكتورات وحصادات والجواريش لا تترك مجالا للتعب الكبير كما يظن البعض ، كما أن الأدوية الزراعية سواء للتسميد أو قتل الأعشاب الضارة تلغي التعب وتبعده ، والعمل به سهل جدا ، وليس أكثر من ساعتين يوميا لجمع الفقوس أو البامية أو البازيلاء أو الفول ، وهو مصدر دخل كبير للنساء ، وإن البيوت الزراعية بدأت تغزوه بكثرة ، ويقع الشارع المؤدي للبلدة في منتصفه ،وهو شارع مسفلت بعرض 12 متر زفته ورصيف متران ، ومضاء على مسافة كيلومتر ونصف ، والسفلتة والرصيف تمت قريبا بأحدث الطرق وأرقاها .
لقد كنت بجانب الذين قاموا بالتصوير وأرشدتهم إلى كثير من الأمور .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق