كثيراً ما يُطرح هذا السؤال عن نشأة قبيلة الأحيوات ، ومتى وقعت مذبحة غزّة
التي قُتل فيها الأمير سليمان بن معلّى المسعودي المعروف بسليمان المنطار صاحب
المقام المشهور في غزّة .
في موروث قبيلة الأحيوات وغيرهم من المساعيد أنّ
المساعيد حينما نزلوا بلاد غزّة قادمين من شماليّ الحجاز الذي استقرّوا فيه بعد
هجرتهم من بلاد مكّة المكرّمة من وادي الليث ونواحيه ، مكثوا في بلاد غزّة بعض
الزمن ، ثمّ وقعت الحرب بينهم وبين حاكم غزّة الذي غدر بهم فقُتل الأمير سليمان بن
معلّى المسعودي ، وهو سليمان المنطار فيمن قتل من كبار القبيلة ورجالاتها ، وأصيب
أبوه الشيخ معلّى بن سليمان المسعوديّ ، وكان رجلاً كبير السنّ فيمن أصيب من قومه
، فتشتّت القوم وتفرّقوا طلباً للنجاة .
كان الشيخ معلّى بن سليمان المسعوديّ وزوجتا ولديه ضمن
مجموعة من المساعيد سارت نحو بلاد العريش ، واستقرّت الجماعة غرب مدينة العريش في
منطقةٍ أخرجوا الماء فيها قرب ساحل البحر ن فانبعثت الحياة هناك ، وقد عُرفت
المنطقة بالمسعوديّات نسبةً إلى استقرار الشيخ معلّى وجماعته فيها ، وقد انضمّ
إليهم بعض الناجين من أبناء القبيلة فأصبحت المنطقة موطناً لهم إلى حين .
وكانت الواقعة بين المساعيد وحاكم غزّة قد حدثت في جهة
تلّ المنطار ونواحيه على بعد نحو 3 كم شرق غزّة ، وتبعد عن العريش الواقعة إلى
الجنوب الغربيّ نحو 80 كم ، وتبعد المنطقة التي استقرّ فيها معلّى المسعودي ومن
معه عن العريش مسيرة ساعة غرباً ( [1] ) ، ومسيرة الساعة تعادل 6 كم ( [2] ) ، قال نعوم شقير : " حلّة المساعيد ... حلّة صغيرة في وسط حديقة
متّسعة من النخيل وأشجار الفاكهة والخضر على نحو أربعة أميال غربيّ العريش ، وفيها
بئر المساعيد على السكّة السلطانيّة قرب شاطئ البحر " ( [3] ) . وبهذا فإنّ المسافة بين مكان المعركة وبين مكان استقرار المساعيد تزيد عن
80 كم .
قلت : في هذه المرحلة من تاريخ قبيلة المساعيد هناك حادثان بارزان هما :
1ــ مقتل الأمير سليمان المنطار .
بعد مقتل الأمير سليمان بن معلّى بن سليمان المسعودي ، ظهرت له كرامةٌ ،
فتمّ دفنه بإكرام ، قال نعوم شقير : " ...
فدفنوه بإكرامٍ ، وبنو قبّةً فوق قبره لا تزال قائمةً والعرب تزورها إلى اليوم
" ( [4] ) .
2ــ استقرار الشيخ معلّى المسعودي ومن معه غرب العريش .
حينما توجّه الشيخ معلّى بمن معه إلى بلاد العريش استقرَّ في منطقة تبعد
بضعة كيلو مترات غرب العريش وجدوا فيها الماء فأصبحت موطناً لهم هم ومن انضمّ
إليهم من أقاربهم الناجين من مذبحة غزّة .
تأريخ واقعة قبيلة المساعيد ومقتل الأمير سليمان المنطار
ممّا يؤسف له أنَّ هذه الأحداث ككثيرٍ غيرها من تاريخ القبائل العربية في
مختلف أقطارهم لم تُدوّن ، وإنّما ظلّت محفوظة في الصدور ، لذلك فإنّ البحث في
تأريخها وتحديد زمانها من الصعوبة بمكانٍ إن لم يكن من المُحال لعدم وجود أيَّ
خبرٍ يفيد في الكشف عن العهد الذي وقعت فيه .
لكن من حسن الحظِّ أنّنا وجدنا بعض النصوص التي تفيد في بيان العهد الذي
تمّت فيه هذه الأحداث وفيما يلي بيان ذلك :
1ــ جاء في
جردٍ لنسب قبائل العرب كتب أصله محمد بن عبد العظيم بن الحسن في شعبان سنة 692 هــ
في ذكر بعض بني عمر بن الخطّاب رضي الله عنه " فالمُعقّب من أولاد السّيّد
محمد البطاحي بن السّيّد يوسف : عنان وعليل وعزاز فتهيّأوا للنُّزول على أرض
الشّام وكان مُقدّم الأولياء السّيّد عنان " ، قال : " ونزلوا من أرض
الشّام على أرض فلسطين الكبرى فزاروا بيت المقدس وزاروا الخليل إبراهيم عليه
السَّلام فجمعت الأولياء جيشاً وعزموا على الرَّحيل على بلاد مصر المحروسة فدُفن
السّيّد عنان وأخيه السّيّد عُليم ببيت أعلام بجبل المقدس ببني حسن ونزلت الأوليا
بأرض مصر وتخلّف السّيّد علي بن السّيّد عُليل ببيت المقدس .... ودُفن الشَّيخ
القدوة العارف بالله تعالى السّيّد علي بن السّيّد عُليل بشاطئ البحر المالح بساحل
أرسوف بأرض فلسطين الكبرى " ، قال : " ودفن جدّه السّيّد محمد البطاحي
بن يوسف القدوة بغزّة بجبل المِنْطار فاجتمعت الاوليا بها فكانت عِدّتهم ثلاثماية
وستّة عشر وكان مُقدّمهم قطب الغوث السّيّد علي بن السّيّد عنان وأولاده " ،
قال : " وكان مع الاوليا السّيّد عزاز بن السّيّد محمد البطاحي وأولاده معه
" ، قال : " فنزلوا من غزّة .... وحطّوا على العريش وأقاموا بها يوما
فشالوا ووردوا من ديار المساعيد وباتوا في زقاق أمِّ الحسن " ( [5] )
وجاء في مشجّر السادة العنانية بقرية السماعنة في فاقوس
في الشرقيّة في مصر المُحرّر عام 1028 هــ في ذكر الشيخ علي بن عليل : " جدّه
محمد البطاحي ابن يوسف القدوة بغزة بجبل المنطار " ( [6] ) ، وجاء في ذكر خبر القوم : " ... ووردوا من بيار
المساعيد " ( [7] ) ، وجاء في مشجّر خضر بن عنان العمري في بشلا في الدقهليّة المحرّر سنة 1278
هــ : " فشالوا ورووا من أبيار المساعد " ( [8] ) .
قلت : في هذا النصّوص ثلاثة أمورٍ مهمّة جدّاً هي :
1ــ تخلّف السّيّد علي بن
السّيّد عُليل بن محمد البطاحيّ ببيت المقدس .
2ــ وفاة الشيخ محمد البطاحي ودفنه في جبل المنطار .
3ــ أنَّ القوم واصلوا الرحيل إلى مصر فوصلوا العريش ،
ثمّ رحلوا منها ووردوا آبار المساعيد في ديار المساعيد بعد العريش .
ويقول الرواة أنّ المنطار ما عُرف بهذا إلّا بعد مقتل
الأمير سليمان بن معلّى المسعودي ودفنه في ذلك التلّ الذي نُسب إليه فعُرف بتلّ
المنطار ، ويشهد لهذا أنّ قوم الشيخ محمد البطاحي حينما رحلوا من العريش وصلوا إلى
ديار المساعيد غرب العريش ، ووردوا آبار المساعيد هناك . أي أنّ المساعيد كانوا
يقطنون تلك الأنحاء بعد مقتل أميرهم الذي دُفن في التلّ الذي عُرف بالمنطار ، فعُرف
الأمير بالأمير سليمان المنطار ، وكان ذلك قبل هجرة قوم الشيخ محمد البطاحي إلى
فلسطين ، واستقرار بعض ولده في القدس ، ووفاته في غزّة ، ثمّ رحيل البقية إلى مصر
.
قلت : للشيخ علي بن عليل بن محمد البطاحيّ ذكر يفيدنا في
إماطة اللثام عن عهد وجود المساعيد في بلاد غزّة وبلاد العريش ، وفيما يلي بيان
هذه الأخبار :
1ــ الخبر الأوّل : وفاة
علي بن عليل عام 474 هــ .
قال مجير الدين
الحنبلي في ذكر علي بن عليل : " من الأولياء المشهورين بأرض فلسطين السيد
الجليل الكبير ، وسلطان الاولياء ، وقدوة العارفين ، وسيد أهل الطريقة المحققين ،
صاحب المقامات ، والمواهب والكرامات ، والخوارق الباهرات ، المجاهد في سبيل الله ،
الملازم لطاعة الله ، أبو الحسن علي بن عليل ، وهو المشهور عند الناس بابن عليم ــ
بالميم ــ ، وأما نسبه الصحيح الثابت عليل ــ باللام ــ ، صاحب الكرامات المشهورة
، والمناقب الظاهرة ، وشهرته تغني عن الاطناب في ذكره ، والاستقصاء في ترجمته ،
فإن صيته كضوء النهار لا يخفى على أحد ، ونسبه متصل بأمير المؤمنين عمر بن الخطاب
رضي الله عنه " ، وقال : " وكانت وفاته في يوم السبت لاثني عشرة خلت من
ربيع الأول ، سنة أربع وسبعين وأربعمائة ، ولما نزل الملك الظاهر بيبرس يوم فتح
يافا وأرسوف زاره ، ونذر النذور والأوقاف ، ودعا عند قبره ، فيسر الله له فتح
البلاد ، وفي كل سنة له موسم في زمن الصيف ، يقصده الناس من البلاد البعيدة
والقريبة ، ويجتمع هناك خلق لا يحصيهم إلا الله تعالى ، وينفقون الأموال الجزيلة ،
ويقرأ عنده المولد الشريف " ( [9] ) ، وقال النبهاني : " وكانت وفاته سنة 474 " ( [10] ) ، وقال ابن عبد الهادي العمري : " وفاة العارف بالله
الشيخ علي بن عليل باللام في شهر ربيع الأوّل سنة أربع وسبعين وأربعماية " ( [11] ) .
قلت : ابن عبد الهادي هو حسين بن عبد اللطيف بن محمد العمري القادري
الخلوتي الدمشقي ( 1162 هـ ــ 1216 هــ ) ، له تأليف في تراجم أسلافه، سماّه ( المواهب
الاحسانية في ترجمة الفاروق وذريته بني عبد الهادي وأصولهم العربية ) لا زال مخطوطاً .
وجاء في شاهد قبر الشيخ علي بن عليل أنّه
توفّي عام 474 هــ ( [12] ) .
2ــ الخبر الثاني : خبر عن الشيخ علي بن عليل عام 395 هــ .
قال أبو
طاهر السلفيّ ( 450 ــ 576 هــ ) : " سمعت
أَبَا الْقَاسِمِ خَلَفَ بْنَ أَصْبَغَ الْفِلَسْطِينِيَّ ، بِمِصْرَ ، يَقُولُ : سمعت أَبَا إِسْحَاقَ
الْحَذَّاءَ ، يَقُولُ : سمعت أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ عُلَيْلٍ
الْأُرْسُوفِيَّ ، يَقُولُ : لَمَّا أُمِرَ بِكَتْبِ سَبِّ السَّلَفِ عَلَى
الْمَسَاجِدِ فِي أَيَّامِ الْحَاكِمِ بِتُّ وَأَنَا مَهْمُومٌ ، فَرَأَيْتُ
كَأَنَّ فَارِسًا قَدْ خَرَجَ مِنْ مَشْهَدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، الَّذِي هُوَ مَدْفُونٌ بِهِ وَتَوَجَّهَ إِلَيَّ فَلَمَّا قَرُبَ
مِنِّي ، قَالَ : يَا عَلِيُّ ، قَدْ ضَاقَ صَدْرُكَ ، فَقُلْتُ : نَعَمْ ،
فَقَالَ : بَعْدَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ يُزَالُ ، فَقُلْتُ : مَنْ أَنْتَ يَرْحَمُكَ
اللَّهُ ، فَقَالَ : أَنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، فَلَمْ يَمْضِ ثَلَاثَةُ
أَيَّامٍ حَتَّى وَصَلَ الْأَمْرُ بِمَحْوِ مَا كَانُوا قَدْ كَتَبُوهُ
وَإِزَالَتِهِ.
خَلَفٌ
هَذَا كَانَ رَجُلًا خَيِّرًا مَائِلًا إِلَى أَهْلِ الْخَيْرِ ، وَكَانَ
مُمَوِّلًا وَيَفْعَلُ الْمَعْرُوفَ وَيَتَصَدَّقُ ، وَيَحْضُرُ عِنْدِي لِسَمَاعِ
الْحَدِيثِ ، وَقَدْ سَمِعَ بِقَرَاءَتِي عَلَى أَبِي صَادِقٍ وَغَيْرِهِ ،
وَيَتَوَدَّدُ إِلَيَّ كَثِيرًا ، وَيَتَرَدَّدُ رَحِمَهُ اللَّهُ " ( [13] )
قلت : كانت
هذه الفعلة الشنيعة وهي الأمر بسبِّ الصحابة الكرام عام 395 هــ في زمن الحاكم
بأمر الله الفاطمي . قال المقريزي في ذكر حوادث سنة 395 هــ في ذكر أعمال الحاكم (
375 ــ 411 هــ ) : " كتب في صفر على سائر المساجد ، وعلى الجامع العتيق من
ظاهره وباطنه في جميع جوانبه ، وعلى أبواب الحوانيت والحجر والمقابر والصحراء بسبَّ
السلف ولعنهم ، ونقش ذلك ولون بالأصباغ والذهب ؛ وعمل كذلك على أبواب القياسر
وأبواب الدور ، وأكره على عمل ذلك . وأقبل الناس من النواحي والضياع فدخلوا في
الدعوة ، وجعل لهم يوم وللنساء يوم ؛ فكثر الازدحام ومات في الزحمة عدة .
ولمّا دخل
الحاج نالهم من العامة سبٌّ وبطشٌ ؛ فإنّهم طلبوا منهم سبَّ السلف ولعنهم ،
فامتنعوا : ( [14] ) ، وقال :
" وفي تاسع ربيع الآخر أمر الحاكم بمحو ما هو مكتوب على المساجد والأبواب
وغيرها من سبِّ السلف ، فمحي بأسره ، وطاف متولي الشرطة حتى أزال سائر ما كان منه " ( [15] )
قلت : الشيخ علي بن عليل من رجال القرنين الرابع والخامس
الهجريّين ، فقد ورد له خبرٌ عام 395 هــ ، ولا ريب أنّه كان رجلاً بالغاً كيّ
يُروى عنه ويُنقل منه ، فإذا علمنا أنَّ الشيخ عليّ بن عليل توفّي عام 474 هــ ،
وأنّه رُوي عنه عام 395 هــ ، وقد وصف بالأرسوفي نسبةً إلى أرسوف التي دُفن فيها
عند موته ، ولا ريب أنّه كان في سنٍّ تؤهّله للرواية والأخذ عنه ، وكان في بدء
أمره استقرّ في القدس ، ثمّ في أرسوف ، في حين واصل قومه الرحيل إلى مصر ومنهم
جدّه الشيخ محمد البطاحيّ الذي توفّي في غزّة فتمّ دفنه في جبل المنطار ، فإنَّ
هذا يعني تقدّم قصّة المساعيد وأنّها كان قبل هجرة هؤلاء القوم إلى الديار المصرية
، فجدّه محمد بن يوسف البطاحي توفّي في غزّة أثناء رحيل قومه إلى الديار المصرية ،
ثمّ دفن في جبل المنطار ، وقومه وردوا آبار المساعيد بعد رحيلهم من العريش للمسير
إلى مصر .
قلت : استقرّ علي بن عليل في القدس ، في حين واصل جدّه
الشيخ محمد بن يوسف البطاحيّ رحلته مع قومه إلى مصر غير أنّه توفّي في غزّة فدُفن
في جبل المنطار . أي أنّ البطاحيّ لم يطل به الوقت بعد استقرار حفيده في القدس بل
توفّي خلال المسير إلى مصر ، وزمن الرحلة من القدس إلى غزّة فمصر قصيرٌ جدّا .
والخلاصة أنَّ الهجرة العمرية تمّت في القرن الرابع
للهجرة ، وقد نزل بعض العمريين ومنهم الشيخ علي بن عليل في بيت المقدس ، وواصل
البقيّة هجرتهم إلى الديار المصرية ، وحينما وصلوا إلى غزّة توفّي الشيخ محمد بن
يوسف البطاحي جدّ الشيخ علي بن عليل بن محمد بن يوسف البطاحي فدفن في تلّ المنطار
، ثمّ واصل القوم هجرتهم فنزلوا العريش ، ثمّ ارتحلوا منها ، ونزلوا ديار قبيلة
المساعيد ووردا آبار المساعيد ، ثمّ واصلوا رحلتهم نحو مصر . وقد توفّي الشيخ علي
بن عليل عام 474 هــ ، ومن أخباره أنّ كان معاصراً لأمر الحاكم العبيدي بسبّ
الصحابة ، وكان هذا عام 395 هــ ، وليس بين أيدينا نصّ عن عمره حينذاك لكنّه بلا
ريب كان شابّاً مدركاً واعياً لما يقع من أحداث ، فلو قدّرنا أنّه كان في العشرين
من عمره ، فإنّ هذا يعني أنّه ولد نحو عام 375 هــ ممّا يعني أنّه عاش نحواً من
قرن .
وكلّ ما يتعلّق بهجرة العمريّين هؤلاء كان بعد نزول
قبيلة المساعيد في بلاد غزّة ، ثمّ وقوع المعركة مع حاكم غزّة ومقتل الأمير سليمان
بن معلّى المسعودي الذي عُرف بالمنطار ، ثمّ تفرّق المساعيد ، ونزول قسم منهم غرب
مدينة العريش واستقرارهم هناك واستخراجهم لبعض المياه التي عرفت بهم ، حيث مرّ بهم
المهاجرون من بني عمر بن الخطّاب هناك ووردوا آبار المساعيد .
وهذا يعني أنَّ هجرة المساعيد ونزولهم الديار الغزيّة ،
ثمّ تفرّقهم بعد الواقعة التي قتل فيها الأمير سليمان المنطار ، وهو سليمان بن
معلّى بن سليمان المسعودي ، ونزول الشيخ معلّى ومن معه من المساعيد في منطقةٍ تقع
غرب العريش عرفت بالمساعيد نسبةً إليهم ، ثمّ عودتهم نحو بلاد مدين في شماليّ
الحجاز ، حيث تخلّف قسمٌ منهم في وادٍ عُرف بوادي معلّى بجوار الكنتلّة في شرقيّ
وسط سيناء حيث فرغ زادهم فاقتاتوا ببعض النباتات لا سيّما نبتة الحِوِّي ( الحوّاء
) فعُرفوا فيما بعد بالأحيوات .
كلّ هذا وقع قبل الهجرة العمرية يعني خلال القرن الرابع
للهجرة ولعلّه حوالي منتصف القرن الرابع يعني قبيل أو بعيد عام 350 هــ .
وكان الشيخ معلّى رحمه الله تعالى قد أنجب الأمير سليمان
المعروف بسليمان المنطار وهو جدّ الأمارة من مساعيد فلسطين ، وأعقابه في فارعة
المسعودي وكفر الديك ودير بلّوط ونابلس وعمّان وغيرها ، وأنجب علي الذي أنجب سعد
المعروف بسعد صادق الوعد وسعد جيّد الوعد ، وهو جدّ أكبر أقسام قبيلة الأحيوات ،
واسم الأحيوات كان لسعد وأبناء عمومته الذين تخلّفوا في نواحي وادي الجرافي قرب
الكنتلّة ، ومنهم أجداد الصفايحة وغيرهم من فروع المساعيد الأخرى .
ما كتبه نعوم شقير قبل قرنٍ من الزمان عن قبيلة الأحيوات
في كتابه تاريخ سيناء ، ص 118
[1] تاريخ سيناء ، ص 250 و
251 و 255
[2] المصدر السّابق ، ص 249
[3] المصدر السّابق ، ص 166
[4] المصدر السّابق ، ص 118
[5] جرد نسب قبائل العرب
صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين ، ورقة 14 و 15 و16
[6] إزالة الالتباس عن نسب
الشيخ عزّاز ، ص 86
[7] إزالة الالتباس عن نسب
الشيخ عزّاز ، ص 85
[8] المصدر السّابق ، ص 160
[9] الأنس الجليل بتاريخ
القدس والخليل ، ج 1 ، ص 72 ــ 73
[11] إزالة الالتباس عن نسب
الشيخ عزّاز ، ص 103
[12] وثائق مقدسية ، المجلّد
الثالث ، ص 192 ، إزالة الالتباس عن نسب الشيخ عزّاز ، ص 157
[13] معجم السفر ، ص 78 ــ 79
[14] اتعاظ الحنفا بأخبار
الأئمة الفاطميّين الخلفا ، ج 1 ، ص 357
[15] المصدر السّابق ، ج 1 ،
ص 367
موقع مقام المنطار
مقام المنطار
مقام الشيخ معلّى بن سليمان المسعودي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق