عُرفت ذرية عتبة بن مسعود بآل عتبة . قال أبو الفرج الأصفهانيّ ( ت 356 هــ ) وابن واصل الحموي ( 697 هــ ) : " عُتْبَة بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شَمْخ بن فأر بن مَخْزُوم بن صَاهِلَة بن كَاهِل
بن الحَارِث بن تَمِيم بن سَعْد بن هُذَيْل بن مُدْرِكَة بن إلْياس بن مُضَر بن
نِزَار ، وهو في حلفاء بني زُهْرَة من قُرَيْش وعداده
فيهم " ( [1] ) ، وقد عدّه ابن حبيب من أشراف العميان ( [2] ) .
وروى عبد الرزّاق
والطبراني كلٌّ بسنده عن إبراهيم قال : " سألنا علقمة كيف كانت قراءة عبد
الله من الليل ، وكان يبيت عنده ، قال : كان يسمع آل عتبة أخيه وهم في حجرة بين
يديه " ( [8] ) .
أنجب محمد بن حمزة من البنين :
أنجب عبيد الله بن عبد الله من البنين :
قال العجلي ( ت 261 هــ ) : " نَاجِية بن عبد الله بن عتبَة بن مَسْعُود ثِقَة " ( [140] ) ، وذكره أبو داود ( ت 275 هــ ) فقال : " عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، وعون بن عبد الله بن عتبة ، وحمزة بن عبد الله بن عتبة وعبد الرحمن ، وعتبة ابني عبد الله بن عتبة روى عنهما محمد بن عجلان ، وناجية بن عبد الله بن عتبة ، وعبد الأعلى بن عبد الله " ( [141] ) ، وقال ابن أبي خيثمة ( ت 279 هــ ) في ذكر ولد عبد الله بن عتبة فقال : " .... وَنَاجِيَةُ بْنُ عَبْد اللَّهِ بْنِ عُتْبَة " ( [142] ) ، وذكره ابن حزم فقال في ذكر عبد الله بن مسعود : " ومن ولد أخيه عُتْبَة : عبيد الله بن عبد الله بن عُتْبَة بن مسعود أحد الفقهاء المدنيّين ، وإخوته عون وحمزة وناجية بنو عبد الله بن عُتْبَة بن مسعود " ( [143] ) ، وقال ابن حبّان : " نَاجِية بْن عَبْد اللَّهِ بْن عتبَة بْن مَسْعُود أَخُو عبيد اللَّه وَعون . يروي عَنْ أَبِيه عَن بن مَسْعُود روى سعيد بْن أبي هِلَال عَنْ مُوسَى بْن سعد عَنْهُ " ( [144] ) .
روى أبو يوسف
بسنده عن علقمة عن ابن مسعود رضى الله عنه أنّه بعث علقمة بهديٍ فقال : "
انحر وكلّ ثلثاً ، وتصدّق بثلثٍ ، وابعث إلى آل عتبة بن
مسعود بثلثٍ " ( [3] ) .
وقال المطرزي :
" عُتْبَةُ ... أَخُو ابْنِ مَسْعُودٍ ( وَمِنْهُ ) حَدِيثُهُ أَنَّهُ بَعَثَ
بِهَدْيٍ مَعَ عَلْقَمَةَ ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَتَصَدَّقَ بِالثُّلُثِ ، وَيَأْكُلَ
الثُّلُثَ ، وَيَبْعَثَ بِالثُّلُثِ إلَى آلِ عُتْبَةَ
بْنِ مَسْعُودٍ " ( [4] ) .
وروى الطبراني
بسنده عن علقمة أنّ عبد الله بعث معه بهدي ، فقال : " كلّ أنت وأصحابك ثلثاً
، وتصدّق بثلثه
والنسبة إلى عُتْبَة عُتْبِيّ ، وهم بنو الصحابيّ عُتْبَة بن مسعود بن
غافل بن حبيب بن شَمْخ بن فار بن مَخْزُوم بن صَاهِلَة بن كَاهِل بن الحَارِث بن
تَمِيم بن سَعْد بن هُذَيْل صاحب رسول الله صلّى الله عليه وَسَلَّم ( [9] ) ، قال ابن ماكولا ( ت 475 هــ )
: " أمّا العتبيّ بعين مهملة وتاء
ساكنة معجمة باثنتين من فوقها وباء معجمة بواحدة ..... وأبو
الحسن أحمد بن إبراهيم بن عبدويه العتبيّ من ولد عُتْبَة بن مسعود نيسابوري ،
حدّث عن أبي بكر بن خزيمة ، روى عنه ابنه أبو حازم ... " ( [10] ) ، وقال ابن القيسراني ( ت 507 هــ ) : " العُتْبي : .... أبو
حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم بن عبدويه العبدويّ ، من ولد عُتْبَة بن مسعود
الهُذَلِيّ ، وأبوه أيضاً رويا الحديث
" ( [11] ) ، وقال السمعاني ( ت 562 هــ ) : " العُتْبِي
: بضم العين المهملة ، وسكون التاء المنقوطة باثنتين من فوقها ، وكسر الباء
المنقوطة بواحدة من تحتها ، هذه النسبة إلى .... وأبو
الحسن أحمد بن إبراهيم بن عبدويه العُتْبِي ، من ولد عُتْبَة بن مسعود ، نيسابوري
، حدث عن أبي بكر بن خزيمة . روى عنه ابنه أبو حازم عمر، وأبو عبد الرحمن إسماعيل
بن أحمد بن عبد الله الحيري " ( [12] ) ، وفات ابن الأثير ( ت 630 هــ ) ذكر هذه النسبة في تلخيصه لأنساب
السمعاني ( [13] ) .
وقال ابن باطيش ( 575 ــ 655 هــ ) : " العتبي ... بضمّ العين وسكون التاء فوقها نقطتان بعدها
باء موحّدة ... والثالث إلى عُتْبة بن مسعود . يُتسب إليه
أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن عبدويه العُتْبي من ولد عتبة بن مسعود نيسابوري
. حدّث عن أبي بكر بن خزيمة . روى عنه ابنه أبو حازم عمرو وأبو عبد الرحمن إسماعيل
بن أحمد بن عبد الله الحيري . وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أحد
الفقهاء السبعة بالمدينة وأحد أعلام التابعين . لقي خلقاً كثيراً من الصحابة . سمع
ابن عبّاس وعائشة وأباهريرة . روى عنه أبو الزناد والزهري . توفّي بالمدينة سنة
ثمان وتسعين " ( [14] ) .
وقال أبو الفرج الأصفهانيّ ( ت 356 هــ ) وابن واصل الحموي ( 697 هــ ) : " عُتْبَة بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شَمْخ بن فأر بن مَخْزُوم بن صَاهِلَة بن كَاهِل
بن الحَارِث بن تَمِيم بن سَعْد بن هُذَيْل بن مُدْرِكَة بن إلْياس بن مُضَر بن
نِزَار ، وهو في حلفاء بني زُهْرَة من قُرَيْش وعداده
فيهم " ( [15] ) ، وقد عدّه ابن حبيب من أشراف العميان ( [16] ) .
وقال ابن قتيبة : " عتبة بن مسعود أخو عبد الله بن مسعود رضى الله
عنه : وكان لعبد الله أخ يقال له : عتبة بن مسعود ،
لأبويه ، وكان قديم الإسلام ، ولم يرو عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم شيئاً .
ومات في خلافة عمر بن الخطاب " ( [17] ) . ذكره ابن حزم فقال : " عبد الله وعون ابنا عتبة بن مسعود " ( [18] ) ، وقال علي ابن المديني ( ت 234 هــ ) : " وَمن ولد عتبَة بن مَسْعُود : عبد
الله بن عتبَة بن مَسْعُود " ( [19] ) .
أنجب عتبة بن مسعود من البنين :
1ــ عبد الله بن عتبة بن مسعود .
من
صحابة النبيّ صلّى الله عليه وَسَلَّم ، أدركه وروى عنه ( [20] ) ، أخذه النبيّ صلّى الله عليه وَسَلَّم فأجلسه في حجره ، ومسح
على رأسه بيده ودعا له ولذريّته من بعده بالبركة ، ( [21] ) . قال ابن سعد : " عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُتْبَةُ بْنُ
مَسْعُودِ بْنِ غَافِلِ بْنِ حَبِيبِ بن شمخ بْن فار بْن مخزوم بْن صاهلة بْن كاهل
بْنِ الْحَارِثِ بْنِ تَمِيمِ بْنِ سَعْدِ بْنِ هُذَيْل حلفاء بني زهرة بْن كلاب ،
ويكني أَبَا عَبْد الرَّحْمَن " ، وروى بسنده عن الزُّهْرِيِّ قال : " أَنَّ
عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ اسْتَعْمَلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُتْبَةَ عَلَى السُّوقِ
وَأَمَرَهُ أَنْ يَأْخُذَ مِنَ الْقِطْنِيَّةِ " ( [22] ) .
وقال
ابن سعد : " عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُتْبَةُ بْنُ مَسْعُودِ الْهُذَلِيُّ
حَلِيفُ بَنِي زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ " ، وقال : " قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ
" وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُتْبَةَ قَاضِيًا لِمُصْعَبِ بْنِ
الزُّبَيْرِ " ( [24] ) ، وكان قاضياً لأهل الكوفة ، وكان يؤم الناس فيها ، واستقضاه
ابن الزبير ، ( [25] ) ، وقد استعمله عمر بن الخطّاب رضي الله عنه على السوق ، وأمره
أن يأخذ من القطنية (
[26] ) ، وقال الواقدي : " تَحَوَّلَ إِلَى
الْكُوفَةِ ، فَنَزَلَهَا وَتُوُفِّيَ بِهَا فِي خِلَافَةِ عَبْدِ
الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ فِي وِلَايَةِ بِشْرِ بْنِ مَرْوَانَ عَلَى الْعِرَاقِ
" ( [27] ) .
كان من أهل الكوفة وسكّانها ، وكان على قضائها ، ومات
فيها . قال العجلي
( ت 261 هــ ) : " عبد الله بن عتبَة بن
مَسْعُود ثِقَة من كبار التَّابِعين مدنِي كُوفِي وَكَانَ على قَضَاء الْكُوفَة
واستقضاه عبد الله بن الزبير وَكَانَ كَاتبه سعيد بن جُبَير " ( [28] )
وقال علي ابن المديني (
ت 234 هــ ) : " وَمن ولد عبد الله بن عتبَة : عبيد الله بن عبد الله بن
عتبَة بن مَسْعُود ، وَعون بن عبد الله بن عتبَة ، وناجيه بن عبد الله بن عتبَة
" ( [29] ) ، وقال في باب تسمية الإخوة : " عبيد الله بن عبد الله بن عتبَة بن
مَسْعُود ، وَعون بن عبد الله بن عتبَة ، وناجيه بن عبد الله بن عتبَة " ( [30] ) ، وقال ابن قتيبة : " عتبة بن مسعود أخو عبد الله بن مسعود رضى الله
عنه .... وكان له ابن يقال له : عبد الله ، ويكنى : أبا
عبد الرحمن ، ينزل الكوفة . وتوفي بها في خلافة عبد الملك بن مروان ، وكان
كثير الحديث والفتيا ، فقيهاً " ( [31] ) ، وقال ابن سعد : " عَبْدُ اللَّهِ
بْنُ عُتْبَةَ بن مسعود الهذلي حليف بني زهرة بن كلاب " ، وروى بسنده عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بن عتبة وكان قاضيا لأهل الكوفة " ، وقال : " وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُتْبَةَ قَاضِيًا لِمُصْعَبِ بْنِ
الزُّبَيْرِ " ( [32] ) ، وقال : " عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُتْبَةُ بْنُ مَسْعُودِ
بْنِ غَافِلِ بْنِ حَبِيبِ بن شمخ بْن فار بْن مخزوم بْن صاهلة بْن كاهل بْنِ
الْحَارِثِ بْنِ تَمِيمِ بْنِ سَعْدِ بْنِ هُذَيْل حلفاء
بني زهرة بْن كلاب ، ويكني أَبَا عَبْد الرَّحْمَن " وقال : " تحوّل إلى الكوفة فنزلها وتوفّي بها في خلافة عبد الملك بن
مروان في ولاية بِشْر بن مروان على العراق " ( [33] ) ، وقال سبط ابن الجوزي : " عُتبة أخو عبد الله بن مسعود لأبويه
.... وأما ابنه عبد الله فإنه نزل الكوفة، ومات بها في
خلافة عبد الملك " (
[34] ) .
قال الطبري في ذكر أخبار عام 67 هــ : " كان على
قضاء الكوفة عبد الله بن عتبة بن مسعود " ( [35] ) ، وقال في ذكر أخبار عام 68 هــ : " وعلى قضاء الكوفة عبد الله بن عقبة
بن مسعود " (
[36] ) .
قلت : عقبة تصحيف عتبة .
وقال خليفة : " استقضى مصعب على
الكوفة سعيد بن نمران الهمداني ، ثم عزله ، وولى عبد
الله بن عتبة بن مسعود فلم يزل قاضيا حتى قتل مصعب " ، وقال : " سنة ثلاث وسبعين فيها قتل عبد الله بن الزبير يوم
الثلاثاء لثلاث عشرة بقيت من جمادى الآخرة " ( [37] ) ، وقال : " ولي بشر بن مروان العراق سنة أربع
وسبعين ، ومات في أول سنة خمس وسبعين " ، وقال : " وفي ولاية بشر مات
.... وعبد الله بن عتبة بن مسعود " ( [38] ) .
وقال
ابن أبي خيثمة ( ت 279 هــ ) : " ومِنْ وَلَدِ عُتْبَة بْنِ مَسْعُودٍ :
عَبْد اللَّهِ بْنِ عُتْبَة بْنِ مَسْعُودٍ " ( [39] ) ، وقال ابن حزم : " من أهل الكوفة بعد الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين :
....... عبد الله بن عتبة بن مسعود " ( [40] ) ، وقال العيني : " عبد الله بن عتبة
بضمّ العين المهملة وسكون التاء المثنّاة من فوق ابن مسعود الهذلي ابن أخي
عبد الله بن مسعود .... هو تابعي أو من كبار التابعين بالكوفة وهو والد عبيد الله
بن عبد الله بن عتبة الفقيه المدني الشاعر " ، وقال : " عبد الله بن
عتبة ، وكان سكن الكوفة ومات بها في زمن عبد الملك بن
مروان " (
[41] ) ، وقال ابن عبد البرّ : " عبد الله بن عتبة بن مسعود
الهذلي : .... هو تابعي من كبار التابعين بالكوفة " ( [42] ) .
وقد عُرفت ذريّته بعدم الهرم . قال المقريزي : " أما سلامة
عبد اللَّه بن عتبة وذرّيته من الهرم بدعاء رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم
له بالبركة ولذرّيته رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه فخرّج البيهقي من حديث الفضل بن
عون المسعودي أبي حمزة قال : حدثتني أم عبد الرحمن بنت حمزة بن عبد اللَّه عن
جدتها ، وكانت أم ولد عبد اللَّه بن عتبة ، قالت : قلت لسيدي عبد اللَّه بن عتبة :
أيش تذكر عن النبي صلّى اللَّه عليه و سلّم ؟ قال : أذكر أني غلام خماسي أو سداسي
أجلسني النبي صلّى اللَّه عليه و سلّم في حجره ، و دعا لي و لولدي بالبركة ، قالت
جدتي : فنحن نعرف ذلك أنا لا نهرم .
روى المعافى بن زكريّا وابن عساكر كلٌّ بسنده عن أبي نوفل
الهذلي عن أبيه قال : " ولد عتبة بن مسعود : عبد الله وكان والياً لعمر بن
الخطّاب ، فولد عبد الله : عبيد الله وعوناً وعبد الرحمن " ( [44] ) ، ذكره
أبو بكر الجعابي ( ت 355 هــ ) فقال : " من أولاد عبد الله المعروفين
بالرواية القاسم ومعن ابنا عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود .... ومن أولاد أخيه
عتبة المشهورين عبد الله بن عتبة ، وأولاده عبيد الله وعون وعبد الرحمن بنو عبد
الله بن عتبة بن مسعود " (
[45] ) .
وقال البلقيني ( ت 805 هــ ) : "
عبيد الله ، وعتبة ، وعون ، وناجية : أولاد عبد الله بن عتبة بن مسعود " ( [46] ) ، وقال أبو عبد الله الحاكم ( ت 405 هــ )
: " عبيد الله ، وعتبة ، وعون ، وناجية : ولد عبد الله بن عتبة بن مسعود
الهذلي تابعيّون " (
[47] ) .
وقال
ابن مَنْجُويَه ( ت 428هــ ) : " عبد الله بن
عُتْبَة بن مَسْعُود الْهُذلِيّ كنيته أَبُو عبد الرحمن ، يُعدُّ فِي أهل
الْمَدِينَة فِي وَفَاة النَّبِي صلّى الله عَلَيْه وَسلّم ، وقيل إِنَّه كَانَ يؤمُّ النَّاس بِالْكُوفَةِ ، مَاتَ سنة أَربع وسبعين فِي
ولَايَة بشر بن مَرْوَان على الْعرَاق " ( [48] ) ، و قال
أبو الوليد الباجيّ ( ت 474 هــ ) : " عبد الله بن
عُتْبَة بن مَسْعُود أَبُو عبد الرَّحْمَن بن أخي عبد الله بن مَسْعُود
الْهُذلِيّ حَلِيف بني زُهْرَة بن كلاب . سكن الْكُوفَة " ( [49] ) ، وقال ابن حبّان : " عَبْد اللَّه بن عَتبه بن مَسْعُود
الْهُذلِيّ بن أخي عَبْد اللَّه بن مَسْعُود . يَرْوِي عَن عمر كَانَ يؤم النَّاس بالكوفة
، وَهُوَ وَالِد عبيد اللَّه وَعون " ، وقال : " مَاتَ سنة أَربع وَسبعين فِي ولَايَة بشر بْن مَرْوَان
على الْعرَاق " (
[50] ) ، وقال في ذكر سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ هِشَامٍ : "َ كَانَ يَكْتُبُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ حَيْثُ كَانَ على قَضَاءِ الْكُوفَةِ " ( [51] ) ، وقال : " عبد الله بن عتبة بن
مسعود بن اخى عبد الله بن مسعود كان يؤم الناس بالكوفة
مات سنة أربع وسبعين " ( [52] ) .
وقال
الذهبي : " عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي
من أبناء المهاجرين له رؤية سمع عمه وعمر ، وعنه ابناه الفقيه عبيد الله والزاهد
عون وابن سيرين . قال بن سعد : ثقة رفيع كثير الفتيا والحديث توفي بالكوفة سنة 74 " ( [53] ) ، وقال : " حَوَادِثُ سَنَةِ
أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ تُوُفِّيَ فِيهَا :
رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ .... وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ
عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ الْهُذَلِيُّ، لَهُ رُؤْيَةٌ " ( [54] ) ،
وقال : " عبد الله بن عتبة
بن مسعود الهذلي من أبناء المهاجرين له رؤية سمع عمه وعمر وعنه ابناه الفقيه عبيد
الله والزاهد عون " ، وقال : " توفي بالكوفة 74 " ( [55] ) ، وقال البرّي ( ت 681 ) : " عُتْبَة بن مسعود أبو عبد
الله أخو عبد الله بن مسعود لأبيه وأمّه .... وابنه عبد
الله بن عُتْبَة يُكنّى أبا عبد الرّحمن فنزل الكوفة ، وتوفّي بها في خلافة عبد
الملك بن مروان " ، وقال : " هو والد عبيد الله وعون وحمزة
" ، وقال : " عبيد الله منهم شيخ ابن شهاب فقيهٌ مدينيٌّ من الفقهاء
السّبعة " (
[56] ) ، وقال : " وأخوه عون بن عبد الله بن عُتْبَة كان زاهداً
عالماً " (
[57] ) .
وقال
ابن حبّان ( ت 453 هــ ) : " عَبْد اللَّه بن عَتبه بن مَسْعُود
الْهُذلِيّ بن أخي عَبْد اللَّه بن مَسْعُود ، يَرْوِي عَن عمر ، كَانَ يؤم النَّاس بالكوفة ، وَهُوَ وَالِد عبيد اللَّه
وَعون ، رَوَى عَنْهُ حُصَيْن بْن عَبْد الرَّحْمَن وَحميد بْن عَبْد الرَّحْمَن ،
مَاتَ سنة أَربع وَسبعين فِي ولَايَة بشر بْن
مَرْوَان على الْعرَاق "
( [58] ) ، وقال الحافظ مغلطاي ( ت 762 هــ ) : " عبد الله بن
عُتْبَة بن مسعود الهذلي أبو عبد الله ،
ويقال : أبو عبيد الله، ويقال :
أبو عبد الرحمن المدني ، ويقال : الكوفي " ، وقال : " استعمله عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، ومن يصلح
لأن عمر يستعمله يكون صحابياً إذا كان مدنيّاً ، لأنَّ عمر مات بعد وفاة النبي
صلّى الله عليه وسلّم بنحو من ثلاثة عشر
سنة ، فدلَّ أنّه كان كبيراً في حياة النبي صلّى الله عليه وسلم لأنَّ عمر لا
يُعلم أنه يولّي الشباب " (
[59] ) ،
قلت
: يشهد لما قاله مغلطاي ويدلّ على أنّه كان رجلاً في حياة النبيّ صلّى الله عليه
وسلّم أنّ عمر رضي الله عنه أمّره عام الرمادة وهو عام 18 هــ . روى ابن سعد بسنده
عن زيد بن أسلم عن أبيه قال : " لَمَّا كَانَ عَامُ الرَّمَادَةِ تَجَلَّبَتِ
الْعَرَبُ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ فَقَدِمُوا الْمَدِينَةَ ، فَكَانَ عُمَرُ بْنُ
الْخَطَّابِ قَدْ أَمَرَ رِجَالًا يَقُومُونَ عَلَيْهِمْ وَيَقْسِمُونَ عَلَيْهِمْ
أَطْعِمَتَهُمْ وَإِدَامَهُمْ ، فَكَانَ يَزِيدُ ابْنُ أُخْتِ النَّمِرِ ، وَكَانَ
الْمِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ ، وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْقَارِئِ
، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ ، فَكَانُوا إِذَا
أَمْسَوُا اجْتَمَعُوا عِنْدَ عُمَرَ فَيُخْبِرُونَهُ بِكُلِّ مَا كَانُوا فِيهِ ،
وَكَانَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ عَلَى نَاحِيَةٍ مِنَ الْمَدِينَةِ ... " ( [60] )
وقال
الحافظ ابن حجر : " إنَّ عمر لا
يستعمل صغيراً ، لأنّه مات بعد النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم بثلاث عشرة سنة وتسعة
أشهر ، فأقلّ ما يكون عبد اللَّه أدرك من حياة النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم ستّ
سنين " ( [61] ) .
قلت
: كيف وقد كان من أمراء عمر بن الخطّاب عام 18 هــ ؟ ، مما يعني أنّه كان أكبرٌ
سنّاً من الستّ سنوات ، وفي هذا كلّه دليل على أنّه كان رجلاً في زمان النبيّ صلّى
الله عليه وسلّم كما قاله مغلطاي .
وقال
مغلطاي : " ذكره
الجعابيّ في كتاب ( من حدث هو وأبوه جميعاً عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم )
ويؤيّده ما ذكرناه في ترجمة ابنه عبيد الله من أنّه كان في حجة الوداع قد راهق
الاحتلام ، فعلى تقدم صحّة هذا يكون عبيد الله وأبوه وجدّه لهم صحبة ، وما إخاله
صحيحاً ، فينظر والله تعالى أعلم " ( [62] ) .
ومن
تلاميذه سعيد بن جبير ، ففي ذكر أشراف الكتّاب عدّ ابن حبيب منهم سعيد بن جبير ،
وقال : " كان سعيد بن جبير كاتب عبد الله بن عُتْبَة بن مسعود ، وكان قاضيا
" ( [63] ) .
أنجب عبد الله بن عتبة من البنين :
1ــ حمزة بن عبد الله بن عتبة .
ذكره
أبو داود ( ت 275 هــ ) فقال : " عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، وعون بن
عبد الله بن عتبة ، وحمزة بن عبد الله بن عتبة ، وعبد الرحمن وعتبة ابني عبد الله
بن عتبة روى عنهما محمد بن عجلان ، وناجية بن عبد الله بن عتبة ، وعبد الأعلى بن
عبد الله " (
[64]
) ، وذكره ابن حزم فقال في ذكر عبد الله بن مسعود : " ومن ولد
أخيه عُتْبَة : عبيد الله بن عبد الله بن عُتْبَة بن مسعود أحد الفقهاء المدنيّين
، وإخوته عون وحمزة وناجية بنو عبد الله بن عُتْبَة بن مسعود " ( [65]
) ، وقال ابن حبّان :
" حمزة بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي أخو عون
من متقني أهل الكوفة وكانا من أفاضل الكوفيين وخيار مشايخهم " ( [66]
) ، وقال : " حَمْزَة
بْن عَبْد الله بْن عتبَة بْن مَسْعُود الْهُذلِيّ أَخُو عون بْن عَبْد الله يروي
عَن عَمْرو بْن حُرَيْث روى عَنهُ أَبُو العميس وَعَمْرو بْن أبي عَمْرو " ( [67]
) ، وقال ابن أبي خيثمة ( ت 279 هــ ) : " عَبْد
اللَّهِ بْنِ عُتْبَة بْنِ مَسْعُودٍ : رَوَى عَنْهُ ابْنَاهُ عَوْنُ بْنُ عَبْد
اللَّهِ وحَمْزَة بْنُ عَبْد اللَّهِ " ، وقال " : عَنْ إِسْحَاق بْنِ
عَبْد اللَّهِ ؛ أَنَّ عونَ بنَ عَبْد اللَّهِ بْنِ عُتْبَة بْنِ مَسْعُودٍ
وحَمْزَةَ بْنَ عَبْد اللَّهِ بْنِ عُتْبَة حَدَّثَاهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
عُتْبَة " (
[68]
) ، وقال ابن حجر : " حَمْزَة بن عبد الله بن
عتبَة بن مَسْعُود الْهُذلِيّ عَن بن مَسْعُود وَعَمْرو بن حُرَيْث وَعمر بن عبد
الْعَزِيز وَجَمَاعَة وَعنهُ عَمْرو بن أبي عَمْرو وَأَبُو العميس وَغَيرهمَا
وَثَّقَهُ بن حبَان " (
[69]
) ، وقال البخاري : " حمزة بْن عَبْد اللَّه
بْن عُتْبَةَ بْن مَسْعُود الهذلي ، سَمِعَ عَمْرو بْن حريث وعُبَيْد اللَّه بْن
عَبْد اللَّه وعن أَبِي عُبَيْدة ، وعُمَر بْن عَبْد العزيز . روى عنهُ عَمْرو بْن
أَبِي عَمْرو وأَبُو العميس . سَمِعَ منه عَبْد اللَّه بْن إدريس " ( [70]
) ، وقال زين الدين قاسم بن قطلوبغا : " حمزة بن عبد الله بن
عتبة بن مسعود الهذلي أخو عون بن
عبد الله " (
[71] ) ، وقال العيني في ذكر عون بن عبد الله : " يروى عنه أخوه حمزة بن
عبد الله بن عتبة " (
[72] ) .
أنجب حمزة من البنين :
1ــ محمد بن حمزة .
1ــ إبراهيم بن محمد .
ذكره المزّي وقال في ترجمة عُبَيد بن يعيش المحاملي ، أَبُو مُحَمَّد الكوفي العطار : " روى
عن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن حمزة بن عَبد الله بْن عتبة بْن مَسْعُود المسعودي
" ( [73] ) .
قلت : إبراهيم هذا من رجال القرن الثاني للهجرة ، وقد
يكون أدرك جزءاً من القرن الثالث ، فهو من شيوخ المحاملي . قال المزّي في ذكر عبيد
بن يعيش المحاملي : " قَال أَبُو بَكْرِ بْن منجويه وغيره : مات سنة تسع
وعشرين ومئتين " (
[74] )
2ــ عبد الأعلى بن عبد الله بن عتبة .
ذكره أبو داود ( ت
275 هــ ) فقال : " عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، وعون بن عبد الله بن
عتبة ، وحمزة بن عبد الله بن عتبة ، وعبد الرحمن وعتبة ابني عبد الله بن عتبة روى
عنهما محمد بن عجلان ، وناجية بن عبد الله بن عتبة ، وعبد الأعلى بن عبد الله
" ( [75]
) .
3ــ عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة .
به كان يُكنّى أبوه . قال ابن قتيبة : " عتبة بن مسعود أخو عبد الله بن مسعود رضى الله
عنه .... وكان له ابن يقال له : عبد الله ، ويكنى : أبا عبد الرحمن " ( [76] ) ، وروى المعافى بن زكريّا وابن عساكر كلٌّ بسنده عن
أبي نوفل الهذلي عن أبيه قال : " ولد عتبة بن مسعود : عبد الله وكان والياً
لعمر بن الخطّاب ، فولد عبد الله : عبيد الله وعوناً وعبد الرحمن " ( [77] ) ، وذكره
أبو داود ( ت 275 هــ ) فقال : " عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، وعون بن
عبد الله بن عتبة ، وحمزة بن عبد الله بن عتبة ، وعبد الرحمن وعتبة ابني عبد الله
بن عتبة روى عنهما محمد بن عجلان ، وناجية بن عبد الله بن عتبة ، وعبد الأعلى بن
عبد الله " (
[78]
) ، وذكره الأصفهاني فقال في ذكر عبيد الله بن عبد
الله بن عتبة بن مسعود : " لعبيد اللّه بن عبد اللّه أخوان عون وعبد الرحمن
" ( [79] ) ، وقال : " وأمّا عبد
الرحمن فلم تكن له نباهة أخويه وفضلهما فسقط ذكره " ( [80] ) .
4ــ عبيد الله بن عبد الله بن عتبة .
كان من أهل الكوفة وسكّانها ، وكان على قضاء الكوفة
عام 72 هــ . توفّي أبوه في الكوفة عام 74 هــ . استقرّ في المدينة المنوّرة وتوفّي فيها ( [81] ) ، ومات فيها نحو عام 99 هــ ، وهو أحد فقهاء المدينة المنوّرة السبعة الذين انتهى إليهم العلم
( [82] ) . قال خليفة : " وفي سنة تسعٍ وتسعين مات عبيد الله بن عبد
الله بن عتبة " (
[83] ) ، وقال الطبري في ذكر حوادث سنة 72 هــ : " وعلى
الكوفة بشر بن مروان ، وعلى قضائها عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
عُتْبَةَ بن مسعود " (
[84] ) ، وقال
ابن أبي خيثمة ( ت 279 هــ ) : " ومَنْ وَلَدِ عَبْد اللَّهِ بْنِ عُتْبَة
بْنِ مَسْعُودٍ : عُبَيْد اللَّهِ وَعَوْنٌ ابْنَا عَبْد اللَّهِ بْنِ عُتْبَة
بْنِ مَسْعُودٍ " (
[85] ) ، وقال ابن قتيبة في ذكر عبد الله بن عتبة : " من ولده : عبيد الله بن
عبد الله بن عتبة . وكان عالماً . وهو الّذي يروى عنه الزّهري . وكان الزّهري يقوم
له إذا خرج ، فلمّا ظنَّ أنه استنفد ما عنده ، لم يقم له . فقال له : إنك في
العزاز فقم . العزاز : ما غلظ من الأرض .
وذكره أبو داود ( ت
275 هــ ) وذكر إخوته فقال : " عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، وعون بن عبد
الله بن عتبة ، وحمزة بن عبد الله بن عتبة ، وعبد الرحمن وعتبة ابني عبد الله بن
عتبة روى عنهما محمد بن عجلان ، وناجية بن عبد الله بن عتبة ، وعبد الأعلى بن عبد
الله " ( [87]
) .
وفي
ذكره قال ابن حبّان ( ت 453 هــ ) : " عبيد اللَّه بن عَبْد الله بْن عتبَة
بْن مَسْعُود الْهُذلِيّ الْأَعْمَى ، كُنْيَتُهُ أَبُو عَبْد اللَّه من سَادَات
التَّابِعين ، وَكَانَ يعد من الْفُقَهَاء السَّبْعَة ، وَرُبمَا قَالَ الشّعْر ، ويروى
عَن بن عَبَّاس وَأبي هُرَيْرَة وَجَمَاعَة ، رَوَى عَنهُ الزُّهْرِيّ وَالنَّاس ،
مَاتَ سنة ثَمَان وَتِسْعين ، وَقد قِيلَ إِنَّه
مَاتَ قبل عَليّ بن الْحُسَيْن وَعلي مَاتَ سنة تسع وَتِسْعين بعد أَن كفَّ وَأمّه
أم ولد " ( [88] ) .
وهو
أحد فقهاء المدينة المنوّرة السبعة الذين انتهى إليهم العلم ( [89] ) ، وقد توفّي في المدينة ( [90] ) ، قال النوويّ ( ت 676 هــ ) : "عبيد الله بن عبد الله بن
عُتْبَة : ... هو أبو عبد الله عبيد الله بن عبد الله بن عُتْبَة بن مسعود الهُذَلِيّ
المدنيّ الإمام التابعيّ ، أحد فقهاء المدينة السبعة .. وقد سبق تمام نسبه فى
ترجمة عمّ أبيه عبد الله بن مسعود . سمع ابن عبّاس ، وابن عمر ، وأبا هريرة ، وأبا
سعيد الخدريّ ، وأبا واقد الليثيّ ، وزيد بن خالد ، والنعمان بن بشير ، وعائشة ،
وفاطمة بنت قيس ، وغيرهم من الصحابة ، رضي الله عنهم ، وسمع جماعات من كبار
التابعين .
روى
عنه عراك بن مالك ، والزهري ، وأبو الزناد ، وصالح بن كيسان ، وغيرهم . واتفقوا
على جلالته وإمامته وعظم منزلته . قال : ما سمعت حديثاً قط فأشاء أن أعيه إلّا
وعيته . وقال أحمد بن عبيد الله : هو
تابعيٌّ ثقةٌ ، رجلٌ صالحٌ ، جامعٌ للعلم ، وهو معلّم عمر بن عبد العزيز ، وذهب
بصره . قال ابن سعد : كان عالماً ، ثقةً ، فقيهاً ، كثير الحديث والعلم ، شاعراً ،
وقال الزهري : كان ابن عباس يعزّه . وقال الزهري : ما جالست عالماً إلّا ورأيت أني
أتيت على ما عنده ، إلّا عبيد الله بن عبد الله بن عُتْبَة ، فإنّي لم آته إلّا
وجدت عنده علماً طريفاً . قال ابن المديني والهيثم : توفيّ سنة تسع وتسعين ، وقال
البخاريّ : سنة خمس أو أربع وتسعين ، وقال الواقدي ، وابن نمير ، والترمذي : سنة
ثمان وتسعين ، رحمه الله تعالى " ( [91] ) .
وقال
الحافظ مغلطاي ( ت 762 هــ ) : " وفي تاريخ علي بن عبيد الله التميمي : مات عبيد الله بن عبد الله بن
عُتْبَة سنة ثنتين وتسعين ، وزعم أنه في حجّة الوداع قد كان راهق الاحتلام ،
يُكنّى أبا عبد الله ، انتهى كلامه ، وفيه نظر من حيث أنَّ أباه قد اختلف في صحبته
، فلا يجوز في ابنه هذا القول اللهم إلّا إن كان يريد أباه فله وجهة والله تعالى
أعلم " ( [92] ) .
وله أبيات في الفخر
بأبيه وجده ، قال أبو زيد القرشيّ : " قال عبيد الله بن عبد الله بن عُتْبَة
:
أواخِي رجالاً لستُ مطلعَ بعضهمْ = علَى سرِّ
بعضٍ إنَّ صدرِي واسعُهْ
تلاقتْ حيازيمي علَى قلبِ حازمٍ = كتومٍ لمَا
ضمّتْ علَيه أضالعُهْ
1ــ عبد الله بن عبيد الله .
به
كان يكنّى أبو أبوه ، فهو أبو عبد الله ، قال البلاذري : " من ولد عتبة : عبد
الله بن عبيد الله بن عتبة وكان شاعراً " ( [95] ) .
قلت
: عبيد الله هو حفيد عتبة وليس ابنه فهو عبيد الله بن عبد الله بن عتبة .
وقال
النووي ( ت 676 هــ ) : " عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ... هو أبو عبد الله
عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلى المدنى الإمام التابعى ، أحد فقهاء
المدينة السبعة " (
[96] ) ، وقال ابن حبّان : " كُنْيَتُهُ أَبُو عَبْد
اللَّه " (
[97] ) ، وقال الذهبي : " عبيد الله بن عبد الله بن عتبة
بن مسعود ، أبو عبد الله الهذلي المدني ، الفقيه الأعمى ، أحد الفقهاء السبعة
" ( [98] ) .
أنجب عبد الله : علي ، فأنجب علي بن عبد الله : سدوس ، فأنجب
سدوس بن علي : عبدويه وهو جدّ العبدويين الهذليين الذين استقرّو في نيسابور ، والنسبة إلى عَبْدَويه عَبْدَوِيّ .
جدول أنساب عبدويه بن سدوس بن عليّ بن عبد الله بن عبيد الله
بن عبد الله بن عُتْبَة بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شَمْخ بن فار بن مَخْزُوم بن
صَاهِلَة بن كَاهِل بن الحَارِث بن تَمِيم بن سَعْد بن هُذَيْل
قال
السَّمعانيّ ( ت 562 هــ ) في ذكر نسبة العَبْدَوِيّ : " أبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم بن عَبْدَويه بن سدوس بن عليّ
بن عبد الله بن عبيد الله بن عبد الله بن عُتْبَة بن مسعود العبدويي
الهُذَلِيّ ، ذكره الحاكم أبو عبد
الله الحافظ ، وقال : أبو حازم بن أبي الحسن ابن أخي شيخنا أبي عبد الله
العَبْدَوِييّ ، وكان من أفاضل المسلمين ، وأبو حازم ممّن تقدّم ذكره في كثرة
السّماع والرّحلة في طلب الحديث . سمع بنيسابور بعد
الخمسين والثلاثمائة ، ثمَّ أدرك الشّيخ أبا بكر الإسماعيلي ، وأكثر منه ، وأدرك بهراة الأسانيد العالية ، وحجَّ سنة تسع وثمَّانين
وثلاثمائة ، وسمع بالعراق والحجاز ، وحدّث بانتخابي عليه ، وقال أبو بكر الخطيب في
تاريخ بغداد : أبو حازم العَبْدَوِييّ كتبت عنه الكثير ، وكان ثقةً صادقاً عارفاً
حافظاً ، يسمع النّاس بإفادته ، ويكتبون بانتخابه ، ومات
يوم الفطر من سنة سبع عشرة وأربعمائة ، وأبوه أبو
الحسن أحمد بن إبراهيم العَبْدَوِييّ أخو أبي عبد الله العَبْدَوِيّ ، وكان
عارفاً زاهداً ، سمع بنيسابور أبا بكر محمد بن
إسحاق بن خزيمة ، وأبا العبّاس محمد بن إسحاق السّراج ، وبهراة
أبا يزيد حاتم بن محبوب ، وأبا علي أحمد بن محمد بن رزين . روى عنه الحاكم أبو عبد
الله ، وقال : توفّي في شهر رمضان سنة خمس وثمَّانين
وثلاثمائة ، ودفن بمقبرة عاصم ، وأبو عبد الله
محمد بن إبراهيم بن عَبْدَويه بن سدوس بن عليّ بن عبيد الله بن عبد الله بن
عُتْبَة بن مسعود الهُذَلِيّ العَبْدَوِيّ ، عمّ أبي حازم . كان معروفاً
كثير السّماع والرِّحلة في طلب الحديث والتّصنيف وإفادة النّاس في الحضر والسّفر .
سمع بنيسابور أبا عبد الله البوشنجي ، وبالرّي
إبراهيم بن يوسف الهسنجاني ، وبهراة أحمد بن نجدة ، وبالعراق أبا خليفة القاضي ،
وبالحجاز المفضّل بن محمد الجندي ، وبمصر علاّن بن أحمد بن سليمان ، وبالشّام أحمد
بن عُمَيْر بن جَوصا ، وبالجزيرة أبا عروبة الحرّاني ، وبالأهواز عبدان بن أحمد
العسكري ، وكان يستملي على أبي بكر بن إسحاق بن خزيمة . روى عنه أبو إسحاق المزكي
، وأبو محمد بن زياد ، والحسن بن محمد الماسرجسي ، وتوفّي
شهيداً بالكوفة سنة القرمطيّ ، أصابته جراحة في البادية ، فردّ إلى الكوفة
، فمات بها في عشر ذي الحجّة سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة "
( [99] ) ، ونقله ابن الأثير ملخّصاً ( [100] ) ، ونقله الخيضري ( [101] ) ، وقال ابن القيسراني : " العَبْدَوِيّ : .... أحمد بن
إبراهيم بن عَبْدَويه بن سدوس العبدوي من ولد عُتْبَة بن مسعود الهُذَلِيّ " ( [102] ) .
وقال ابن باطيش ( 575 ــ 655 هــ ) : " العبدوي
بفتح العين وسكون الباء الموحّدة وضمّ الدال المهملة كذا يقولله أصحاب الحديث ،
ثمّ واو ساكنة وياء تحتها نقطتان والكلّ منسوبٌ إلى الجرّ :
الأوّل أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن عبدويه بن سدوس بن
علي بن عبد الله بن عبيد الله بن عبد الله بن مسعود الهُذَلِيّ . كان كثيراً معروف
الرحلة والسماع للحديث والتصنيف فيه وإفادة الناس في السفر والحضر " ، وقال :
" توفّي سنة ثلاثة وعشرين وثلاثمائة في عشر ذي الحجة سنة القرمطي أصابته
جراحة بالبادية فرُدّ إلى الكوفة فمات بها . وأخوه أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن
عبدويه البدوي . كان عارفاً زاهداً سمع بنيسابور أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة
... روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وقال : توفّي في شهر رمضان سنة خمس
وثمانين وثلاثمائة ، وابنه أبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم بن عبدويه العبدوي
الهُذَلِيّ ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ وقال : أبو حازم بن ابن الحسن العبدوي
ابن أخي شيخنا أبي عبد الله العبدوي كان من أفاضل المسلمين ، وأبو حازم ممّن تقدّم
في كثرة السماع والرحلة في الحديث . سمع بنيسابور بعد الخمسين والثلاثمائة ، ثمّ
ادرك الشيخ أبا بكر الإسماعيلي ، وأكثر عنه وأدرك بهراة الأسانيد العالية ، وحجّ
سنة تسع وثمانين وثلاثمائة وسمع بالعراق والحجاز وحدّث بانتخابي عليه ، وقال أبو
بكر الخطيب في تاريخ بغداد : أبو حازم العبدوي كتبت عنه الحديث ، وكان ثقة صادقاً
عارفاً حافظاً سمع الناس بإفادته وكتبوا بانتخابه ،. مات يوم عيد الفطر من سنة سبع
عشرة وأربعماية " (
[103] ) .
قلت : سقط من سياق نسب أبي عبد الله محمد بن إبراهيم العبدوي اسم عتبة
فجدّه عبيد الله هو عتبة فهو عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود .
ومن أعلامهم :
1ــ
أحمد بن إبراهيم العبدوي .
قال
في ذكر وفيات عام 385 هــ : " أحمد بن إبراهيم بن
عبدويه بن سدوس بن علي ، أبو الحسن الهُذَلِيّ العبدوي النيسابوري الزاهد ،
أبو الحافظ أبي حازم . سمع أبا العباس بن السراج ، وابن خزيمة ، وحاتم بن محبوب
الفيامي . روى عنه ابنه والحاكم الكنجروذي، توفّي في رمضان " ( [104]
) .
2ــ جعفر
بن محمد بن جعفر العَبْدَوِيّ أبو القاسم المسعودي الهُذَلِيّ .
3ــ
عمر بن أحمد العبدوي .
قال
الذهبي في ذكر وفيات عام 417 هــ : " عمر بن أحمد بن
إبراهيم بن عبدويه بن سدُوس بن علي بن عبد الله بن عبيد الله بن عبد الله بن
عُتْبَة بن مسعود أبو حازم الهُذَلِيّ العبدوييّ النيسابوريّ الحافظ الأعرج
. سمع إسماعيل بن نجيد ، ومحمد بن عبد الله بن عبدة السليطي .... وحدث ببغداد في
سنة تسعٍ وثمَّانين وثلاثمائة ، فسمع منه : أبو الفتح بن أبي الفوارس ... وأبو بكر
الخطيب ، وقال : كان ثقة ، صادقاً ، حافظاً عارفاً .
كتب
إليّ أبو علي الوخشي يذكر أنَّ أبا حازم مات في يوم عيد الفطر " ، وقال :
" قال الخطيب : كتبتُ عنه ، وكان ثقة أميناً. ولد سنة عشرين وثلاثمائة "
( [106]
) .
وقال
ابن الصلاح : " عمر بن أَحْمد ابْن إِبْرَاهِيم بن
عبدويه بن سدوس بن عَليّ بن عبد الله بن عبيد الله بن عبد الله بن عتبَة بن
مَسْعُود ــ أخي عبد الله بن مَسْعُود الصَّحَابِيّ رَضِي الله عَنهُ ــ أَبُو
حَازِم الْهُذلِيّ العبدوي الْأَعْرَج النَّيْسَابُورِي أحد حفاظ خُرَاسَان "
( [107]
) ، وقال :
" ذكر أَبُو الْفضل الفلكي فِي ألقابه : أَن كنيته أَبُو حَفْص ، وَجعل أَبَا
حَازِم من بَاب اللقب " (
[108]
) .
4ــ عمر بن
أحمد بن عَبْدَويه بن سدوس بن علي بن عبد الله عبيد الله بن عبد الله بن عُتْبَة
بن مسعود أبو حازم العَبْدَوِيّ المسعودي الهُذَلِيّ الأعرج (
[109] ) .
5ــ محمد بن إبراهيم العبدوي .
قال الصفدي
: " محمد بن إبراهيم بن عبد ربّه أبو عبد الله
الهُذَلِيّ من ولد عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، نيسابوريّ رحل في طلب
العلم وصنّف الكتب ، وكان فاضلاً خرج حاجّاً فأصابته جراحة في نوبة القرمطي فرُدّ
إلى الكوفة ، ومات بها ، حدّث عن أبي الحسن بن جوصا وغيره ، وروى عنه الدارقطني
وغيره ، توفي سنة ثلاث وعشرين وثلاث مائة ، كان ثقة " ( [110]
) . مات شهيداً في الكوفة ( [111] ) .
قلت
: هو من ولد عتبة ، وليس من ولد عبد الله بن مسعود ، وعبد ربّه تصحيف عبدويه ،
ذكره الذهبي فقال : " محمد بن إبراهيم بن عبدويه أبو عبد الله الهُذَلِيّ
العبدي النيسابوري الحافظ " ( [112]
) .
قلت
: النسبة إلى عبدويه عبدوي لا عبدي .
5ــ عتبة بن عبد الله بن عتبة .
ذكره
أبو داود ( ت 275 هــ ) فقال : " عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، وعون بن
عبد الله بن عتبة ، وحمزة بن عبد الله بن عتبة ، وعبد الرحمن وعتبة ابني عبد الله
بن عتبة روى عنهما محمد بن عجلان ، وناجية بن عبد الله بن عتبة ، وعبد الأعلى بن
عبد الله " (
[113]
) .
6ــ عون بن عبد الله بن عتبة .
قال
ابن قتيبة في ذكر عبد الله بن عتبة : " ... ومن ولده : عون بن عبد الله بن
عتبة بن مسعود ، وكان زاهداً عالماً ، وكان أوّل أمره يقول بالإرجاء ، ثمَّ رجع عن
ذلك ، فقال :
وقال
ابن حبّان ( ت 453 هــ ) : " عون بْن عَبْد اللَّه بْن
عتبَة بْن مَسْعُود الْهُذلِيّ أَخُو عبيد اللَّه بن عَبْد اللَّه من عباد أهل
الْكُوفَة وقرائهم ، يروي عَن أَبِي هُرَيْرَة إِن كَانَ سمع مِنْهُ ،
وَقد أدْرك ابن أَبِي أوفى وَأَبا جُحَيْفَة ، رَوَى عَنْهُ المَسْعُودِيّ ومسعر
بْن كدام " ( [115] ) ، وقال : " حمزة بن عبد الله
بن عتبة بن مسعود الهذلي أخو عون من متقني أهل الكوفة ، وكانا من أفاضل الكوفيين
وخيار مشايخهم " (
[116] ) ، وقال البخاري وأبو أحمد الحاكم :
" عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الْهُذلِيّ الكوفي " (
[117] ) ، وقال عبد الغني المقدسي ( ت 600 هــ ) : " عون
بْن عَبْد اللَّه بْن عتبَة بْن مَسْعُود الْهُذلِيّ الكوفي أَخُو عبيد اللَّه الفقيه " ( [118] ) ، وقال المزّي : " عون بْن عَبْد اللَّه بْن
عتبَة بْن مَسْعُود الْهُذلِيّ ، أبو عبد الله الكوفي "
( [119] ) ، وقال إسماعيل بن محمد الأصبهاني : " عون
بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الْهُذلِيّ رحمة الله عليه هو أخو عبيد الله بن عبد الله
رضي الله عنه ، من عبّاد أهل الكوفة وقرّائهم بعد
التابعين " (
[120] ) ، وقال البخاري في ذكر عون بن عبد الله : " هو بن عتبة بن مسعود
الهذلي الكوفي " ( [121] ) ، وقال ابن
أبي خيثمة ( ت 279 هــ ) : " عَبْد اللَّهِ بْنِ عُتْبَة بْنِ مَسْعُودٍ :
رَوَى عَنْهُ ابْنَاهُ عَوْنُ بْنُ عَبْد اللَّهِ وحَمْزَة بْنُ عَبْد اللَّهِ
" ، وقال " : عَنْ إِسْحَاق بْنِ عَبْد اللَّهِ ؛ أَنَّ عونَ بنَ عَبْد
اللَّهِ بْنِ عُتْبَة بْنِ مَسْعُودٍ وحَمْزَةَ بْنَ عَبْد اللَّهِ بْنِ عُتْبَة
حَدَّثَاهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَة " ( [122] ) ، وقال ابن أبي خيثمة ( ت 279 هــ ) : " ومَنْ وَلَدِ عَبْد اللَّهِ
بْنِ عُتْبَة بْنِ مَسْعُودٍ : عُبَيْد اللَّهِ وَعَوْنٌ ابْنَا عَبْد اللَّهِ
بْنِ عُتْبَة بْنِ مَسْعُودٍ " ( [123] ) ، وقال الذهبي : " عون بن عبد الله بن عتبَة بن
مَسْعُود الْهُذلِيّ أَبُو عبد الله الْكُوفِي الزَّاهِد أخو الفقيه عبيد الله
المدني " (
[124] ) ، وقال : " قال البخاري : مات بعد العشرة وقبل
العشرين ومائة " (
[125] ) ، وقال الخزرجي : " عون بن عبد
الله بن عتبَة بن مَسْعُود الْهُذلِيّ أَبُو عبد الله الْكُوفِي الزَّاهِد عَن
أَبِيه وَعَائِشَة وَابْن عَبَّاس وَعنهُ قَتَادَة وَأَبُو الزبير وَالزهْرِيّ
وَثَّقَهُ أَحْمد وَابْن معِين ورماه ابْن سعد بالإرجاء قَالَ البُخَارِيّ مَاتَ
بعد الْعشْرين وَمِائَة " ( [126] ) .
قلت ، صواب نصّ البخاري عند الحزرجي : ( مات بعد العشرة وقبل
العشرين ومائة ) .
وقال الذهبي : " عَوْن بْن عَبْد
الملك بْن عُتْبَة بْن مسعود أبو عبد الله الْهُذلِيّ الكوفي الزّاهد ، أحد الأئمة . رَوى عَنْ أَبِيهِ ،
وأخيه أَبِي عَبْد اللَّه الفقيه ، وقيل : إنّ عَوْنًا خرج مَعَ ابن الأشعث ، ثم
إنّه هرب إلى نصيبين ، فأمّنه مُحَمَّد بْن مروان ، وألزمه ابنه مروان الَّذِي
استُخْلِف " (
[127] ) ، وقال : " مات سنة بِضْعَ عشرةَ ومائة
" ( [128] ) .
قلت : قول الذهبي : ( عون بن عبد الملك ) سبق قلم صوابه عون بن
عبد الله .
وقال الصفدي ( ت 764 هــ ) : " كَانَ مِمَّن
بَايع ابْن الْأَشْعَث من الْأَعْيَان مُسلم بن يسَار .... وَعون
بن عبد الله بن مَسْعُود الْهُذلِيّ وَخلق سواهُم " ( [129] ) ، وقال الجاحظ : " كان ... في فلّ ابن الأشعث " ( [130] ) ، وقال : " استجار عون بن عبد اللّه بن عتبة بن مسعود ، بمحمد بن مروان
بنصيبين "
( [131] ) ، وقال أبو معشر : " ذكروا أن عبد الرحمن
بن محمد بن الاشعث لما خرج على الحجاج جمع أصحابه ، وفيهم عبد الرحمن بن
ربيعة بن الحارث بن نوفل ، وبنو عون بن عبد الله ،
وعمر بن موسى بن معمر بن عثمان بن عمرة ، وفيهم محمد بن سعد بن أبي وقاص . فقال
لهم : ما ترون ؟ فقالوا : نحن معك ، فاخلع عدو الله وعدو رسوله ، فإن خلعه من أفضل
أعمال البرّ ، فخلعه وأظهر خلعه " ( [132] ) .
قلت
: في هذا النصّ ذكر بني عون بن عبد الله وأنّهم كانوا مع ابن الأشعث ، ولم تتوفّر
عنه أي معلومة !
وقال العيني : " عون بن
عبد الله بن عتبة بن مسعود الْهُذلِيّ الكوفي أخو عبيد الله الفقيه
" ( [133]
) .
وكانت لعون بن عبد الله جارية تدعى بشرة ، قال ثابت البناني : " هي عجوز بالكوفة " ( [134] ) ، وقال الذهبي : "
عَنْ ثابت البُنَانيّ قَالَ : كَانَ لِعَوْن جاريةٌ يقال لها بُسْرَة
" ( [135] ) .
وقد
عدّه ابن حبيب من أشراف المعلّمين وفقهائهم ، وقال : " عون بن عبد
الله بن عُتْبَة بن مسعود . كان مؤدّبا لأيّوب بن سليمان بن عبد الملك . فأتاه
يوماً فاحتجب عنه . فقعد عون عن إتيانه . فغضب أيّوب عليه فأتاه عون فعاتبه فعتب
عليه . فدخل عون على سليمان فقال : ألزمتني إنساناً إن اتيته احتجب وإن قعدت عنه
غضب وإن عتبت عليه عتب "
( [136] ) .
وحينما
استقرّ عون بن عبد الله في نصيبين تزوّج هناك . قال الجاحظ : " استجار عون بن عبد
اللّه بن عتبة بن مسعود ، بمحمد بن مروان بنصيبين ، و تزوج بها امرأة ،
فقال محمد : كيف ترى نصيبين ؟ قال : كثيرة العقارب قليلة الأقارب " ( [137] ) .
وكان
لعون بن عبد الله بنون لم تتوفّر عنهم أيّث معلومات . جاء في خبر لعون بن عبد الله
المسعودي روى أبو نعيم الأصبهاني بسنده عن أَبَي أُسَامَةَ قال : " وَصَلَ
إِلَى عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَكْثَرُ مِنْ عِشْرِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ
فَتَصَدَّقَ بِهَا ، فَقَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ : لَوِ اعْتَقَدْتَ عُقْدَةً
لِوَلَدِكَ ؟ فَقَالَ : اعْتَقَدْتُهَا لِنَفْسِي ، وَاعْتَقَدْتُ اللَّهَ
لِوَلَدِي .
قَالَ
أَبُو أُسَامَةَ : فَلَمْ يَكُنْ فِي الْمَسْعُودِيِّينَ أَحْسَنَ حَالاً مِنْ
وَلَدِ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ " ( [138] ) .
قلت
: أبو أسامة من أهل الكوفة توفّي عام 201 هــ .
ولعون بن عبد الله وصيّة
لأحد أبنائه قال فيها : " يا بني كنّ ممن نئي به عمن نئي عنه ... " الخ ( [139] ) .
7ــ ناجية بن عبد
الله بن عتبة .
قال العجلي ( ت 261 هــ ) : " نَاجِية بن عبد الله بن عتبَة بن مَسْعُود ثِقَة " ( [140] ) ، وذكره أبو داود ( ت 275 هــ ) فقال : " عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، وعون بن عبد الله بن عتبة ، وحمزة بن عبد الله بن عتبة وعبد الرحمن ، وعتبة ابني عبد الله بن عتبة روى عنهما محمد بن عجلان ، وناجية بن عبد الله بن عتبة ، وعبد الأعلى بن عبد الله " ( [141] ) ، وقال ابن أبي خيثمة ( ت 279 هــ ) في ذكر ولد عبد الله بن عتبة فقال : " .... وَنَاجِيَةُ بْنُ عَبْد اللَّهِ بْنِ عُتْبَة " ( [142] ) ، وذكره ابن حزم فقال في ذكر عبد الله بن مسعود : " ومن ولد أخيه عُتْبَة : عبيد الله بن عبد الله بن عُتْبَة بن مسعود أحد الفقهاء المدنيّين ، وإخوته عون وحمزة وناجية بنو عبد الله بن عُتْبَة بن مسعود " ( [143] ) ، وقال ابن حبّان : " نَاجِية بْن عَبْد اللَّهِ بْن عتبَة بْن مَسْعُود أَخُو عبيد اللَّه وَعون . يروي عَنْ أَبِيه عَن بن مَسْعُود روى سعيد بْن أبي هِلَال عَنْ مُوسَى بْن سعد عَنْهُ " ( [144] ) .
قلت
: استقرّ عبد الله بن عتبة بن مسعود رضي الله عنه في الكوفة إلى أن توفّي ودفن
فيها عام 74 هــ ، وكان بنو من بعده من علماء الكوفة وفضلائها ، وكان عبيد الله بن
عبد الله من قضاة الكوفة عام 72 هــ ، وبعد وفاة أبيه وجدناه في المدينة التي
توفّي فيها عام 98 هــ . أمّا ذريّته فقد وجدنا مشاهيرهم في نيسابور الواقعة غرب
مدينة مشهد الإيرانية . ولا ذكر لأحد من ذريّة عبد الله بن عتبة في بلاد الحجاز ،
وكتب التراجم الخاصة بالحجاز كالعقد الثمين في تاريخ البلد الأمين للفاسي ،
والتحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة للسخاوي خالية من تراجم ذريّة عبد الله
بن عتبة بن مسعود وإنّما تراجمهم في الكوفيّين والنيسابوريّين إلّا ما ورد عن عبد
الله بن عتبة في المدينة قبل استقراره في الكوفة ، وكذلم ما ورد عن استقرار عبيد
الله بن عبد الله في المدينة قادماً من الكوفة بعد وفاة أبيه عام 74 هــ .
[18] جمهرة أنساب العرب ، ص 197
[19] تسمية من روي عنه من أولاد العشرة وغيرهم من
أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، ص 90 ، ، الرواة من الإخوة والأخوات ، ص
45
[26] الطبقات الكبرى ، ج 5 ، ص 58 ــ 59 ، تهذيب
التهذيب ، ج 5 ، ص 311 ، التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة ، ج 2 ، ص 357 ،
ج 2 ، ص 117
[29] تسمية من روي عنه من أولاد العشرة وغيرهم من
أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، ص 90 ، الرواة من الإخوة والأخوات ، ص 44
ــ 45
[32] الطبقات
الكبرى ، المجلّد السادس ، ص 120
[33] المصدّر السابق ، المجلّد الخامس ، ص 58 و 59
[43] امتاع الأسماع
بما للنبيّ صلّى الله عليه وسلّم من الأحوال وألأموال والحفدة والمتاع ، ج 11 ، ص
360 ــ 361
[44] الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي
، ج 4 ، ص 10 ، تاريخ
دمشق الكبير ، ج 50 ، ص 46 ، تهذيب الكمال ، المجلّد الثاني والعشرون ، ص 456
[45] كناشة
البيروتي ، فرئاد ملتقطة وفوائد متنوّعة من بطون كتب السلف المتفنّنة ، المجموعة
الأولى ، ص 425
[48] رجال صحيح مسلم ، ج 1 ، ص 380
[60] الطبقات الكبرى ، المجلّد
الثالث ، ص 316 ــ 317 ، وهذا بقيّة الخبر : وَكَانَ الْأَعْرَابُ
حُلُولًا فِيمَا بَيْنَ رَأْسِ الثَّنِيَّةِ إِلَى رَاتِجٍ إِلَى بَنِي حَارِثَةَ
إِلَى بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ إِلَى الْبَقِيعِ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ،
وَمِنْهُمْ طَائِفَةٌ بِنَاحِيَةِ بَنِي سَلِمَةَ هُمْ مُحْدِقُونَ بِالْمَدِينَةِ
، فَسَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ لَيْلَةً وَقَدْ تَعَشَّى النَّاسُ عِنْدَهُ :
أَحْصُوا مَنْ تَعَشَّى عِنْدَنَا ، فَأَحْصَوْهُمْ مِنَ الْقَابِلَةِ
فَوَجَدُوهُمْ سَبْعَةَ آلَافِ رَجُلٍ ، وَقَالَ : أَحْصُوا الْعِيَالَاتِ
الَّذِينَ لَا يَأْتُونَ ، وَالْمَرْضَى ، وَالصِّبْيَانَ ، فَأَحْصَوْا
فَوَجَدُوهُمْ أَرْبَعِينَ أَلْفًا ، ثُمَّ مَكَثْنَا لَيَالِيَ فَزَادَ النَّاسُ
، فَأَمَرَ بِهِمْ فَأَحْصَوْا فَوَجَدُوا مَنْ تَعَشَّى عِنْدَهُ عَشَرَةَ آلَافٍ
وَالْآخِرِينَ خَمْسِينَ أَلْفًا ، فَمَا بَرِحُوا حَتَّى أَرْسَلَ اللَّهُ
السَّمَاءَ ، فَلَمَّا مَطَرَتْ رَأَيْتُ عُمَرَ قَدْ وَكَّلَ كُلَّ قَوْمٍ مِنْ
هَؤُلَاءِ النَّفَرِ بِنَاحِيَتِهِمْ يُخْرِجُونَهُمْ إِلَى الْبَادِيَةِ
وَيُعْطُونَهُمْ قُوتًا وَحُمْلَانًا إِلَى بَادِيَتِهِمْ ، وَلَقَدْ رَأَيْتُ
عُمَرَ يُخْرِجُهُمْ هُوَ بِنَفْسِهِ . قَالَ أَسْلَمُ : وَقَدْ كَانَ وَقَعَ
فِيهِمُ الْمَوْتُ فَأَرَاهُ مَاتَ ثُلُثَاهُمْ وَبَقِيَ ثُلُثٌ " .
[62] المصدر السَّابق ، المجلّد
الثامن ، ص 53
[77] الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي
، ج 4 ، ص 10 ، تاريخ
دمشق الكبير ، ج 50 ، ص 46 ، تهذيب الكمال ، المجلّد الثاني والعشرون ، ص 456
[92] إكمال تهذيب الكمال في أسماء الرجال ، المجلّد
التاسع ، ص 37
[93] حماسة القرشي ، ص 131
[98] تذهيب تهذيب الكمال في أسماء الرجال ، المجلّد
السادس ، ص 216
[106] تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام ،
حوادث ووفيات 401 ــ 410 هــ ، 411 ــ 420 هــ ، ص 428 و 429
[107] طبقات الفقهاء الشافعية ، ج 2
، ص 650
[108] المصدر السّابق ، ج 2 ، ص 651
[110] الوافي بالوفيات ، ج 1 ، ص 256
[112] تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام ،
حوادث ووفيات 321 ــ 330 هــ ، ص 136
[118] الكمال في أسماء الرجال ،
المجلّد الثامن ، ص 76
[129] الوافي بالوفيات ، ج 18 ، ص 134
[131] المصدر
السَّابق ، ج 1 ، ص 329
[134] حلية الأولياء ، ج 4 ، ص 264 ، تاريخ دمشق
الكبير ، ج 50 ، ص 62 ، تهذيب الكمال ، المجلّد
الثاني والعشرون ، ص 459 ــ 460 ، تذهيب تهذيب الكمال في أسماء الرجال ، المجلد السابع ، ص 255 ، تذهيب تهذيب الكمال في أسماء الرجال ،
المجلّد السابع ، ص 255
[138] حلية الأولياء ، ج 4 ، ص 242 ، تاريخ دمشق
الكبير ، ج 50 ، ص 48 ، تهذيب الكمال ، المجلّد الثاني
والعشرون ، ص 458 ، سير السلف الصالحين ،
ص 861 ــ 862 ، تذهيب
تهذيب الكمال في أسماء الرجال ، المجلّد السابع ، ص 255
[139] أنساب الأشراف ، ج 10 ، ص 183 ، حلية الأولياء
، ج 4 ، ص 260 ، تاريخ دمشق الكبير ، ج 50
، ص 55 ، المعارف ، ص 251
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق