بعد أن استوفينا الحديث عن عبد الله بن مسعود وأولاده رضي الله عنه ، نتحدّث اليوم عن أخيه عميس بن مسعود الهُذَلِيّ فأقول وبالله تعالى التوفيق :
أنجب مسعود
بن غافل بن حبيب بن شمخ بن فار بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن
سعد بن هُذَيْل ثلاثة
بنين هم :
1ــ
أوّلاً : عميس بن مسعود .
قال
ابن حزم ( ت 456 هــ ) في حديثه عن هُذَيْل
: " فمنهم عبد الله بن مسعود وأخواه عُتْبَة بن مسعود ، وعميس بن مسعود بن
غافل بن حبيب بن شَمْخ بن فار بن مَخْزُوم بن صَاهِلَة بن كَاهِل بن الحَارِث بن تَمِيم
بن سَعْد بن هُذَيْل " (
[1] ) .
لا
تتوفّر عن عميس بن مسعود أيّة معلومات ، وكلّ ما نعلمه أنّ ابنه عمرو بن عميس بن
مسعود رضي الله عنه كان والياً على القطقطانة من نواحي الكوفة ، فقتله هناك الضحّاك بن قيس الفهري ،
وكان ذلك عام 39 هــ . قال الكَلْبِيّ ( ت 204 هــ ) : " عَمْرو بن عميس بن مسعود . قتله
الضحّاك بن قيس الفهري . كان عاملاً لعليّ عليه السلام فقتله بالقطقطانة " ( [2] ) ،
والقطقطانة موضع قرب الكوفة (
[3] ) .
عدّه
الحافظ ابن حجر من صحابة النبيّ صلّى الله عليه وَسَلَّم ، وكان والياً لعليٍّ
عليه السلام على القطقطانة من نواحي الكوفة ، فقتله هناك الضحّاك بن قيس الفهري
عامل معاوية رضي الله عنه (
[4] ) .
قال إبراهيم بن هلال الثقفي : " دعا معاوية الضحّاك
بن قيس الفهري ، وقال له : سرّ حتى تمرّ بناحية الكوفة وترتفع عنها ما استطعت ،
فمن وجدته من الأعراب في طاعة علي فأغر عليه ، وإن وجدت له مسلحة أو خيلاً فأغر
عليها ، وإذا أصبحت في بلدة فأمس في أخرى ، ولا تقيمنّ لخيلٍ بلغك أنّها قد سُرّحت
إليك لتلقاها فتقاتلها . فسرّحه فيما بين ثلاثة آلاف إلى أربعة آلاف جريدة خيل .
قال : فأقبل الضحّاك يأخذ الأموال ، ويقتل من لقي من
الأعراب ، حتى مرَّ بالثعلبية ، فأغار خيله على الحاج ، فأخذ أمتعتهم ، ثمَّ أقبل
فلقي عمرو بن عميس بن مسعود الهُذَلِي ، وهو ابن أخي عبد الله بن مسعود ، صاحب
رسول الله صلّى الله عليه وآله ، فقتله في طريق الحاج عند القطقطانة ، وقتل معه
ناساً من أصحابه . قال : فروى إبراهيم بن مبارك البجلي عن أبيه عن بكر بن عيسى عن
أبي روق ، قال : حدثني أبي ، قال : سمعت عليّاً عليه السلام ، وقد خرج إلى الناس ،
وهو يقول على المنبر : يا أهل الكوفة أخرجوا إلى العبد الصالح عمرو بن عميس ، وإلى
جيوشٍ لكم قد أصيب منهم طرف ، أخرجوا فقاتلوا عدوّكم ، وامنعوا حريمكم إن كنتم
فاعلين " (
[5] ) .
وقال البلاذري : " فأقبل الضحاك إِلَى القطقطانة
فيما بين ثلاثة آلاف إِلَى أربعة آلاف ، وجعل يأخذ أموال النَّاس من الأعراب
وغيرهم ، ويقتل من ظنَّ أنه عَلَى طاعة عليّ ، أو كَانَ يهوى هواه ، حَتَّى بلغ
الثعلبية ، وأغار عَلَى الحاج ، فأخذ أمتعتهم ، ثُمَّ صار إِلَى القطقطانة منصرفاً
، ولقيه بالقطقطانة عَلَى طريق الحاج عمرو بن عميس بن مسعود ، أخي عبد الله بن
مسعود فقتله ، فلمّا ولّاه مُعَاوِيَة الْكُوفَة كَانَ يقول : يَا أَهْل
الْكُوفَةِ أنا أَبُو أنيس قاتل ابْن عميس . يعلمهم بِذَلِكَ أنه لا يهاب القتل
وسفك الدماء " (
[6] ) .
قلت : في تحقيق العظم ( فأخذ منعتهم ) ، وهو تصحيف أمتعتهم ، وفيه وفي
تحقيق زكّار وزركلي ( عمرو بن عميس بن مسعود أخي عبد الله ابن مسعود ) والصحيح
أنّه ابن أخي عبد الله بن مسعود .
وقال الطبري وابن الجوزي في ذكر حوادث عام 39 هــ :
" وفيها أيضا وجّه معاوية الضحّاك بن قيس ، وأمره أن يمرَّ بأسفل واقصة ، وأن
يُغير على كلّ من مرّ به ممّن هو في طاعة علي من الأعراب ، ووجّه معه ثلاثة آلاف
رجل ، فسار فأخذ أموال الناس ، وقتل من لقى من الأعراب ، ومرَّ بالثعلبية فأغار على
مسالح عليّ وأخذ أمتعتهم ، ومضى حتى انتهى إلى القطقطانة ، فأتى عمرو بن عميس بن
مسعود ، وكان في خيل لعليٍّ وأمامه أهله ، وهو يريد الحجَّ ، فأغار على من كان معه
، وحبسه عن المسير ، فلمّا بلغ ذلك عليّاً سرّح حجر بن عدى الكندي في أربعة آلاف ،
وأعطاهم خمسين خمسين ، فلحق الضحّاك بتدمر فقتل منهم تسعة عشر رجلاً ، وقُتل من
أصحابه رجلان ، وحال بينهم الليل ، فهرب الضحّاك وأصحابه ، ورجع حجر ومن معه
" ( [7] ) .
قلت : وليس لأحد من نسل عميس ذكرٌ إلّا ما تقدّم عن ابنه
عمرو بن عميس بن مسعود ، وكان عمرو بن عميس مع آل عمّه عبد الله وعمّه عتبة ابنا
مسعود في الكوفة ، حيث كان والياً على القطقطانة من نواحي الكوفة .
قلت : كان عمرو بن عميس الهُذَلِيّ مع أبناء عمومته في الكوفة ، وقتل في القطقطانة من نواحي الكوفة عام 39 هــ ، وليس هناك ما يفيد بأنّه أعقب ، ويبدو أنّه انقطع نسله والله تعالى أعلم .
أنظر عن أولاد عبد الله بن مسعود :
[2] جمهرة النَّسب ، تحقيق محمود فردوس العظم ، ج 1
، ص 188 ــ 189 ، جمهرة النسب ، تحقيق نهاية سعيد عبد الله سلمان ، القسم الأوّل ،
ص 96 ، نقص عندها لفظة ( بن مسعود ابن أخيه ) ، جمهرة النسب تحقيق الدكتور ناجي
حسن ، ص 131 ، زاد في سياق النسب اسم عبد الله بن عون وعُتْبَة ، وسقط عنده لفظة (
بن مسعود ابن أخيه ) ، جمهرة النسب ، تحقيق عبد الستّار أحمد فرّاج ، ج 1 ، ص 500
، وقد طابق تحقيقه تحقيق الدكتور ناجي حسن بما فيه من زيادة ونقص
[6] أنساب الأشراف ، تحقيق الأستاذ الدّكتور سهيل زكّار ، الدّكتور رياض زركلي ، ج 3 ، ص 197 ــ 198 ، أنساب الأشراف ،
تحقيق محمود فردوس العظم ، ج 2 ، ص 316
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق