تهتم هذه المدونة وتعنى بأنساب وتاريخ وأعراف وتقاليد وأخبار وأعلام وشؤون قبائل المساعيد

الأحد، فبراير 11، 2018

عميس بن مسعود أخو عبد الله بن مسعود رضي الله عنه

بعد أن استوفينا الحديث عن عبد الله بن مسعود وأولاده رضي الله عنه ، نتحدّث اليوم عن أخيه عميس بن مسعود الهُذَلِيّ فأقول وبالله تعالى التوفيق :

أنجب مسعود بن غافل بن حبيب بن شمخ بن فار بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هُذَيْل ثلاثة بنين هم :

1ــ أوّلاً : عميس بن مسعود .

قال ابن حزم ( ت 456 هــ )  في حديثه عن هُذَيْل : " فمنهم عبد الله بن مسعود وأخواه عُتْبَة بن مسعود ، وعميس بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شَمْخ بن فار بن مَخْزُوم بن صَاهِلَة بن كَاهِل بن الحَارِث بن تَمِيم بن سَعْد بن هُذَيْل " ( [1]  ) . 



لا تتوفّر عن عميس بن مسعود أيّة معلومات ، وكلّ ما نعلمه أنّ ابنه عمرو بن عميس بن مسعود رضي الله عنه كان والياً على القطقطانة من نواحي الكوفة ، فقتله هناك الضحّاك بن قيس الفهري ، وكان ذلك عام 39 هــ . قال الكَلْبِيّ ( ت 204 هــ )  : " عَمْرو بن عميس بن مسعود . قتله الضحّاك بن قيس الفهري . كان عاملاً لعليّ عليه السلام فقتله بالقطقطانة " ( [2]  ) ، والقطقطانة موضع قرب الكوفة ( [3]  ) .

عدّه الحافظ ابن حجر من صحابة النبيّ صلّى الله عليه وَسَلَّم ، وكان والياً لعليٍّ عليه السلام على القطقطانة من نواحي الكوفة ، فقتله هناك الضحّاك بن قيس الفهري عامل معاوية رضي الله عنه ( [4]  ) .

قال إبراهيم بن هلال الثقفي : " دعا معاوية الضحّاك بن قيس الفهري ، وقال له : سرّ حتى تمرّ بناحية الكوفة وترتفع عنها ما استطعت ، فمن وجدته من الأعراب في طاعة علي فأغر عليه ، وإن وجدت له مسلحة أو خيلاً فأغر عليها ، وإذا أصبحت في بلدة فأمس في أخرى ، ولا تقيمنّ لخيلٍ بلغك أنّها قد سُرّحت إليك لتلقاها فتقاتلها . فسرّحه فيما بين ثلاثة آلاف إلى أربعة آلاف جريدة خيل .
قال : فأقبل الضحّاك يأخذ الأموال ، ويقتل من لقي من الأعراب ، حتى مرَّ بالثعلبية ، فأغار خيله على الحاج ، فأخذ أمتعتهم ، ثمَّ أقبل فلقي عمرو بن عميس بن مسعود الهُذَلِي ، وهو ابن أخي عبد الله بن مسعود ، صاحب رسول الله صلّى الله عليه وآله ، فقتله في طريق الحاج عند القطقطانة ، وقتل معه ناساً من أصحابه . قال : فروى إبراهيم بن مبارك البجلي عن أبيه عن بكر بن عيسى عن أبي روق ، قال : حدثني أبي ، قال : سمعت عليّاً عليه السلام ، وقد خرج إلى الناس ، وهو يقول على المنبر : يا أهل الكوفة أخرجوا إلى العبد الصالح عمرو بن عميس ، وإلى جيوشٍ لكم قد أصيب منهم طرف ، أخرجوا فقاتلوا عدوّكم ، وامنعوا حريمكم إن كنتم فاعلين " ( [5]  ) .

وقال البلاذري : " فأقبل الضحاك إِلَى القطقطانة فيما بين ثلاثة آلاف إِلَى أربعة آلاف ، وجعل يأخذ أموال النَّاس من الأعراب وغيرهم ، ويقتل من ظنَّ أنه عَلَى طاعة عليّ ، أو كَانَ يهوى هواه ، حَتَّى بلغ الثعلبية ، وأغار عَلَى الحاج ، فأخذ أمتعتهم ، ثُمَّ صار إِلَى القطقطانة منصرفاً ، ولقيه بالقطقطانة عَلَى طريق الحاج عمرو بن عميس بن مسعود ، أخي عبد الله بن مسعود فقتله ، فلمّا ولّاه مُعَاوِيَة الْكُوفَة كَانَ يقول : يَا أَهْل الْكُوفَةِ أنا أَبُو أنيس قاتل ابْن عميس . يعلمهم بِذَلِكَ أنه لا يهاب القتل وسفك الدماء " ( [6]  ) .

قلت : في تحقيق العظم ( فأخذ منعتهم ) ، وهو تصحيف أمتعتهم ، وفيه وفي تحقيق زكّار وزركلي ( عمرو بن عميس بن مسعود أخي عبد الله ابن مسعود ) والصحيح أنّه ابن أخي عبد الله بن مسعود .

وقال الطبري وابن الجوزي في ذكر حوادث عام 39 هــ : " وفيها أيضا وجّه معاوية الضحّاك بن قيس ، وأمره أن يمرَّ بأسفل واقصة ، وأن يُغير على كلّ من مرّ به ممّن هو في طاعة علي من الأعراب ، ووجّه معه ثلاثة آلاف رجل ، فسار فأخذ أموال الناس ، وقتل من لقى من الأعراب ، ومرَّ بالثعلبية فأغار على مسالح عليّ وأخذ أمتعتهم ، ومضى حتى انتهى إلى القطقطانة ، فأتى عمرو بن عميس بن مسعود ، وكان في خيل لعليٍّ وأمامه أهله ، وهو يريد الحجَّ ، فأغار على من كان معه ، وحبسه عن المسير ، فلمّا بلغ ذلك عليّاً سرّح حجر بن عدى الكندي في أربعة آلاف ، وأعطاهم خمسين خمسين ، فلحق الضحّاك بتدمر فقتل منهم تسعة عشر رجلاً ، وقُتل من أصحابه رجلان ، وحال بينهم الليل ، فهرب الضحّاك وأصحابه ، ورجع حجر ومن معه " ( [7]  ) .

قلت : وليس لأحد من نسل عميس ذكرٌ إلّا ما تقدّم عن ابنه عمرو بن عميس بن مسعود ، وكان عمرو بن عميس مع آل عمّه عبد الله وعمّه عتبة ابنا مسعود في الكوفة ، حيث كان والياً على القطقطانة من نواحي الكوفة .

قلت : كان عمرو بن عميس الهُذَلِيّ مع أبناء عمومته في الكوفة ، وقتل في القطقطانة من نواحي الكوفة عام 39 هــ ، وليس هناك ما يفيد بأنّه أعقب ، ويبدو أنّه انقطع نسله والله تعالى أعلم . 

أنظر عن أولاد عبد الله بن مسعود : 

[1] جمهرة أنساب العرب ، ص 197
[2] جمهرة النَّسب ، تحقيق محمود فردوس العظم ، ج 1 ، ص 188 ــ 189 ، جمهرة النسب ، تحقيق نهاية سعيد عبد الله سلمان ، القسم الأوّل ، ص 96 ، نقص عندها لفظة ( بن مسعود ابن أخيه ) ، جمهرة النسب تحقيق الدكتور ناجي حسن ، ص 131 ، زاد في سياق النسب اسم عبد الله بن عون وعُتْبَة ، وسقط عنده لفظة ( بن مسعود ابن أخيه ) ، جمهرة النسب ، تحقيق عبد الستّار أحمد فرّاج ، ج 1 ، ص 500 ، وقد طابق تحقيقه تحقيق الدكتور ناجي حسن بما فيه من زيادة ونقص
[3] معجم البلدان : رسم القطقطانة
[4] جمهرة النسب ، تحقيق محمود فردوس العظم ، ج 1 ، ص 189 ، جمهرة أنساب العرب ، ص 197
[5] شرح نهج البلاغة ، المجلّد الأوّل ، ج 1 ، ص 70 الغارات ، أو الاستنفار والغارات ، ص 292 ــ 293
[6] أنساب الأشراف ، تحقيق الأستاذ الدّكتور سهيل زكّار ، الدّكتور رياض زركلي ، ج 3 ، ص 197 ــ 198 ، أنساب الأشراف ، تحقيق محمود فردوس العظم ، ج 2 ، ص 316
[7] تاريخ الطبري ، المجلّد الثالث ، ص 150 ، المنتظم في تاريخ الأمم والملوك ، ج 5 ، ص 159




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق