تهتم هذه المدونة وتعنى بأنساب وتاريخ وأعراف وتقاليد وأخبار وأعلام وشؤون قبائل المساعيد

الأربعاء، فبراير 28، 2018

الطبري والبغدادي لم يذكرا نسب قبيلة المساعيد إلى هذيل




ذكر بعضهم بأنّ الطبري ( ت 310 هــ ) ذكر نسب قبيلة المساعيد وأنّها من هُذَيْل في كتابه تاريخ بغداد ؟!!! وقالوا في ذكر مصادر هذا النسب : " ... ومن أراد الاستيضاح فليرجع إلى المراجع الأصيلة والمصادر المعتمدة ككتب المحدثين وتراجمهم : .... " ، وساقوا أسماء عددٍ من المصادر ومنها : " ... وكتب التاريخ كتاريخ بغداد للطبري ومروج الذهب ومعادن الجوهر للمسعودي والكامل للمبرد " .

قلت : ها هنا وقفات : 
1ــ ليس للمؤرّخ محمد بن جرير الطبري كتابٌ اسمه تاريخ بغداد
2ــ إذا كان المراد كتاب تاريخ بغداد فهو لأبي بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي المعروف بالخطيب البغدادي ( ت 463 هــ )

وعند النظر في كتاب تاريخ بغداد للخطيب البغدادي لا نجدّ فيه شيئا عن نسب قبيلة المساعيد إلى هُذَيْل . وما ورد فيه عن آل عبد الله بن مسعود وآل بيته ، وهو ما لا علاقة له بنسب قبيلة المساعيد لأنّه لوثبتت هذه الصلة لما كان للمنازعة والخصام مكانٌ هنا . 
ما ورد يفيد أنّ ذريّة عبد الله بن مسعود وأخيه عتبة بن مسعود رضي الله عنهما تقطن الكوفة وبغداد في بلاد العراق وفيما يلي بيان ذلك : 
1ــ قال البغدادي : " عون بن عبد الله بن عون بن عُتْبَة بن مسعود الكوفي ، ولي القضاء ببغداد في أيّام المهديّ ، ويقال في أيّام الرشيد " ، وقال : " وأولاده مشهورون بالكوفة ، منهم حمزة بن عون ، وفضل بن عون ، وموسى بن عون ، هكذا ذكر لي أحمد بْن سعيد " ، وروى بسنده عن إسماعيل بن علي الخطبي قال : مات عبد الملك بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم فاستقضى هارون مكانه عون بن عبد الله بن عون بن عتبة بن مسعود " ، وروى بسنده عن طلحة بن محمد بن جعفر قال : " مات عون بن عبد الله بن عون بن عُتْبَة بن مسعود سنة ثلاثٍ وتسعين ومائة " ( تاريخ بغداد ، المجلّد الثاني عشر ، ص 292 ) .

وهذا النصّ يعني أنّ عون بن عبد الله المتوفّى عام 193 هــ ، وهو من ذريّة عتبة بن مسعود كان أولاده مشهورون في الكوفة في القرنين الثاني والثالث للهجرة . 

2ــ وقال البغدادي : " عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن عتبة بن عبد اللَّه بن مسعود المسعودي الهذلي " ، وقال : "  كان المسعودي من أهل الكوفة ، وقدم بغداد ، وحدث بها ، وبها كانت وفاته " ( تاريخ بغداد ، المجلّد العاشر ، ص 218 ) . 
وقال : " قَالَ سليمان بن حرب : ومات المسعودي سنة ستين ومائة " ، وروى بسنده عن أبي عبد الله قَالَ : " مات المسعودي سنة ستين ومائة " ( تاريخ بغداد ، المجلّد العاشر ، ص 222 )

وهذا يعني أنّ عبد الرحمن بن عبد الله وهو من ذريّة عبد الله بن مسعود كان من أهل الكوفة ، ثمّ انتقل إلى بغداد ومات فيها عام 160 هــ .

هذا النصّان للخطيب البغدادي يثبتان أنّ ذريّة عبد الله بن مسعود وأخيه عتبة قد استقرّوا في الكوفة ونزل بعضهم مدينة بغداد

أمّا تاريخ الطبري فليس فيه شيء عن نسب قبيلة المساعيد ، ولا عن نسب قبيلة هًذَيْل . بل وليس فيه شيء عن نسب عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وما جاء فيه يؤكّد ما حقّقناه أنّ ابن مسعود دخل في بني زهرة من قريش ولم يعد إلى قومه . قال الطبري : " عبد الله بن مسعود حليف بنى زهرة " ( تاريخ الطبري ، المجلّد الأوّل ، 547 ) 

وبهذا يتبيّن أنّ قالوه غير صحيح البتّة ، فليس في الكتابين تاريخ بغداد ، وتاريخ الطبري ذكر لنسب قبيلة المساعيد ولا لنسب هُذَيْل . فهلّا تكرّم الإخوة الكرام بذكر أيّ نصّ في الكتابين عن نسب قبيلة المساعيد وأجرهم على الله تعالى .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق