تهتم هذه المدونة وتعنى بأنساب وتاريخ وأعراف وتقاليد وأخبار وأعلام وشؤون قبائل المساعيد

الأربعاء، فبراير 07، 2018

انفصال مسعود جدّ المسعوديّين عن قبيلة هُذَيْل وحلفه مع بني زهرة من قريش

انفصال مسعود جدّ المسعوديّين عن قبيلة هُذَيْل وحلفه مع بني زهرة من قريش


دخل مسعود الهُذَلِيّ في بني زُهْرَة ، وحالفهم وظلّ فيهم ، ولم يعد هو أو أحدٌ من سلالته إلى هُذَيْل ، فقد حالف مسعود بن غافل بني زُهْرَة بن كلاب من قُرَيْش ، قال إبن إسحاق ( ت 150 هــ ) : " عبد الله بن مسعود ... من حلفاء بني زُهْرَة " ( [1]  ) ، وقال : " عبد الله بن مسعود حليف بني زُهْرَة " ( [2]  ) ، وقال : " ومن بني زُهْرة عبد الرحمن بن عوف ، وعبد الله بن مسعود حليفٌ لهم من هُذَيْل " ( [3]  ) ، وقال الواقدي ( ت 207 هــ ) في ذكر عبد الله بن مسعود : " كان أبوه مسعود بن غافل ، قد حالف عبد بن الحَارِث بن زُهْرَة في الجَاهِلِيَّة " ( [4]  ) ، وقال : " في تسمية من شهد بدراً من حلفاء بني زُهْرَة : عبد الله بن مسعود الهُذَلِي " ( [5]  ) ، وقال ابن سَعْد ( ت 230 هــ )  : " حالف مسعود بن غافل عبد بن الحَارِث بن زُهْرَة في الجَاهِلِيَّة " ( [6]  ) ، وقال : " عبد الله بن مسعود الهُذَلِي حليف بني زُهْرَة بن كلاب " ( [7]  ) ، وقال : " ومن حلفاء بني زُهْرَة بن كلاب : عتبة بن مسعود " ( [8]  ) ، وقال : " أبو عميس واسمه عتبة بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود الهُذَلِي حليف بني زُهْرَة " ( [9]  ) ، وقال : " عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي حليف بني زُهْرَة بن كلاب " ( [10]  ) ، وقال : " عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود الهُذَلِي حليف بني زُهْرَة " ( [11]  ) ، وقال : " ومن حلفاء بني زُهْرَة بن كلاب : عتبة بن مسعود " ( [12]  ) ، وقال : " عبد الله بن عتبة بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شمخ بن فار بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل حلفاء بني زُهْرَة بن كلاب " ( [13]  ) ، وقال : " عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شمخ بن فار بن مخزوم من هذيل بن مدركة حلفاء بني زُهْرَة " ( [14]  ) ، وقال : " القاسم بن معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود الهذلي حليف بني زُهْرَة من قريش " ( [15]  ) . 

وقال محمد بن حبيب ( ت 245 هــ ) : " حلف آل عبد الله بن مسعود الهُذَلِيّ : وكان أمره أنَّ مسعوداً أبا عبد الله بن مسعود قدم مكة بفرس عربي وناقة مهرية ، فقال‏ :‏ من يأخذ مني هذين ، وأعقد حلفي إليه ، فإني مؤثمَّ ، والمؤثمَّ المطلوب بالدم ، فأخذها منه عبد بن الحَارِث بن زُهْرَة بن كلاب ، وزوّجه أم عبد بنت الحَارِث ، فولدت عبد الله وعُتْبَة ابني مسعود ، وعقد حلفه " ( [16]  ) ، وقال أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقيّ ( ت 270 هــ ) : " عبد الله بن مسعود .... حليف بني زُهْرَة " ( [17]  ) ، وقال الفسوي ( ت 277 هــ ) : " عبد الله بن مسعود ... أحد بني هُذَيْل ، حليف لبني زُهْرَة " ( [18]  ) ، وقال الطبري ( ت 310 هــ ) : " وكان مسعود بن غافل أبو عبد الله حالف في الجَاهِلِيَّة عبد بن الحَارِث بن زُهْرَة " ( [19]  ) ، وقال ابن عساكر في ذكر عبد الله بن مسعود : " حليف بني زهرة وعداده فيهم " ( [20]  ) ، وقال أبو الفرج الأصفهانيّ ( ت 356 هــ ) في ذكر عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ( ت نحو 98 هــ ) : " ... وهو في حلفاء بني زُهْرَة من قُرَيْش وعداده فيهم " ( [21]  ) ، وقال أبو أحمد الحاكم ( ت 378 هــ ) : " عبد الله بن مسعود ... حليف بني زُهْرَة " ( [22]  ) ، وقال أبو نصر البخاري ( ت 398 هــ ) : " عبد الله بن مسعود ... أبو عبد الرحمن  الهُذَلِي حليف بني زُهْرَة بن كلاب القُرشي " ( [23]  ) ، وقال الخطيب البغدادي ( ت 463 هــ ) : " " عبد الله بن مسعود ... حليف بني زُهْرَة بن كلاب " ( [24]  ) ، وقال ابن عبد البرّ ( ت 463 هــ ) في ذكر عبد الله بن مسعود : " حليف بني زُهْرَة ، وكان أبوه مسعود بن غافل ، قد حالف في الجَاهِلِيَّة عبد الله بن الحَارِث بن زُهْرَة " ( [25]  ) ، وقال ابن عساكر ( ت 571 هــ ) : " حالف مسعود بن عاقل عبد بن الحَارِث بن زُهْرَة في الجَاهِلِيَّة " ( [26]  ) ، وقال في ذكر عبد الله بن مسعود : " حليف بني زُهْرَة " ( [27]  ) ، وقال أبو نعيم الأصبهاني ( ت 430 هــ ) في ترجمة عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : " حليف بني زُهْرَة وعداده فيهم " ( [28]  ) ، وقال عبد الغني المقدسي ( ت 600 هــ ) : " حليف بني زُهْرَة ، كان أبوه مسعود بن غافل قد حالف في الجاهلية عبد بن الحَارِث بن زُهْرَة " ( [29]  ) ، وقال مجد الدين ابن الأثير ( ت 606 هــ ) : " كان أبوه مسعود قد حالف في الجاهلية عبد الله بن الحَارِث بن زُهْرَة " ( [30]  ) ، وقال ابن الأثير ( 630 هــ ) : " وكان أبوه مسعود قد حالف في الجَاهِلِيَّة عبد بن الحَارِث بن زُهْرَة " ( [31]  ) ، وقال الفاكهاني ( ت 731 هــ ) : "  كان ابن مسعود قد حالف في الجاهلية عبد بن الحارث بن زهرة ابن قديم بن جاهلة " ( [32]  ) .

قلت : صواب النصّ : ( كان مسعود قد حالف في الجاهلية عبد بن الحارث بن زهرة ) . أمّا قُرَيْم بن صاهِلَة التي تحرّفت إلى قديم بن جاهلة فيرد في سياق نسب أمّ عبد الله بن مسعود فهي من بني قُرَيْم بن صاهِلَة .

وقال ابن العطار ( ت 724 هــ ) : " كان أبوه مسعودُ بنُ غافلٍ قد حالفَ في الجاهلية عَبْدَ الحارثِ بنَ زهرةَ " ( [33]  ) ، وقال المزّي ( ت 742 هــ ) في ذكر عبد الله بن مسعود : " وكان أبوه مسعود بن غافل ، قد حالف عبد بن الحَارِث بن زُهْرَة في الجَاهِلِيَّة " ( [34]  ) ، وقال البرّي ( ت 681 ) : " كان أبوه مسعود بن غافل قد حالف في الجَاهِلِيَّة عبد الله بن الحَارِث بن زُهْرَة " ( [35]  ) ، وقال الذهبي ( ت 748 هــ ) : " عبد الله بن مسعود ... حليف الزهريّين ، كان أبوه حالف عبد بن الحارث بن زهرة " ( [36]  ) ، وقال الصفدي ( ت 764 هــ ) : " حَلِيف بني زهرَة كَانَ أَبوهُ فِي الْجَاهِلِيَّة قد حَالف عبد الله بن الْحَارِث بن زُهْرَة " ( [37]  ) ، وقال المقريزيّ ( ت 845 هــ ) في ذكر عبد الله بن مسعود : " حالف أبوه مسعود بن غافل في الجاهليّة عبد بن الحارث بن زهرة " ( [38]  ) ، وقال : " حلف آل عبد الله بن مسعود الهُذَلِيّ رضي الله عنه : وكان من أمره أن أبا عبد الله بن مسعود بن عَمْرو بن تيم بن أسامة بن صُبْح بن لِحْيان بن سَعْد بن هُذَيْل بن مُدْرِكَة ، قدم مكة بفرس عربي ، وناقة نجيبة ، فقال‏ :‏ من يأخذ هذا مني هدية ، وأعقد حلفي إليه ، فإني مؤثمَّ ، فأخذه منه عبد بن الحَارِث بن زُهْرَة بن كلاب ، وزوّجه أم عبد بنت عبد بن الحَارِث ، فولدت له عبد الله وعُتْبَة ابني مسعود ، وعقد حلفه " ( [39]  )

قلت : سياق نسب مسعود هنا باطل لا أساس له من الصحّة ، ولا أدري كيف أورد المقريزي هذا السياق ، فمسعود كما نصّ عليه أهل العلم بالأنساب هو مسعود بن غافل بن حبيب بن شَمْخ بن فار بن مَخْزُوم بن صَاهِلَة بن كَاهِل بن الحَارِث بن تَمِيم بن سَعْد بن هُذَيْل بن مُدْرِكَة ، ولا وجود في سياق نسبه لأسماء عَمْرو وتيم وأسامة وصُبْح ولِحْيان ، وليس في أبناء سَعْد بن هُذَيْل من اسمه لِحْيان .

وقد ساق المقريزيّ النسب صحيحاً في كتابٍ آخر فقال : " عبد الله مسعود بن غافل بن حبيب بن شَمْخ بن فارس بن مَخْزُوم بن صَاهِلَة بن كَاهِل بفتح الهاء بن الحَارِث بن تَمِيم بن سَعْد بن هُذَيْل بن مُدْرِكَة بن إلْياس بن مُضَر ، أبو عبد الرحمن الهُذَلِيّ ، حليف بنى زهرة " ( [40]  ) .

قلت : فارس صوابه فار بدون إضافة حرف السين المُهمَلة آخره .

وقال القسطلانيّ ( ت 923 هــ )  : "  كان أبوه مسعود بن غافل قد حالف في الجاهلية عبد الله بن الحرث بن زهرة " ( [41]  ) .

وقال إبن حجر ( ت 852 هــ ) في ذكر عبد الله بن مسعود : " حليف بني زُهْرَة ، وكان أبوه حالف عبد بن الحَارِث بن زُهْرَة " ( [42]  ) ، وقال : " عبد الله بن مسعود .... مات أبوه في الجاهلية وأسلمت أمّه وصحبت فلذلك نسب إليها أحيانا ، وكان هو من السابقين " ( [43]  ) ، وقال العيني ( ت 855 هــ )  : " أبوه مات في الجاهلية " ( [44]  ) ، وقال ابن حجر الهيثمي ( ت 974 هــ ) : " وكان أبوه مسعود حالف في الجاهلية عبد الحارث بن زهرة " ( [45]  ) ، وقال البكري الصدّيقي ( ت 1057 هــ ) : " ابن مسعود هو أبو عبد الرحمن عبد الله بن مسعود بن غافل بمعجمة وفاء الهُذَلِيّ وهُذَيْل بن مُدْرِكَة . كان ابن مسعود حالف في الجاهليّة عبد الحارث بن زهرة " ( [46]  ) .

قلت : قوله ( كان ابن مسعود حالف ) صوابه كان مسعود حالف كما هو الصحيح المعلوم .

قلت : ومنذ أن دخل مسعود مكّة المكرّمة ، وحالف بني زُهْرَة وتزوّج منهم ، أصبح هو ونسله جزءاً لا يتجزّأ من بني زُهْرَة في الجَاهِلِيَّة والإسلام ، وقد صحّ عن النبيّ صلّى الله عليه وَسَلَّم قوله : ( تمسَّكوا بحلف الجَاهِلِيَّة ) ، روى الإمام أحمد بسنده عن جبير بن مطعم قال : " قال رسول الله صلّى الله عليه وَسَلَّم : ( لا حلف في الإسلام ، وأيّما حلْفٍ كان في الجَاهِلِيَّة لم يزده الإسلام إلّا شدّة ) .
قال الشيخ شعيب الأرنؤوط : " إسناده صحيح على شرط الشيخين " ، وذكر أنّ الحديث رواه مسلم وأبو داود والطبراني والبيهقي والطبري والطحاوي وابن حبّان والنسائي وأبو يعلى والحاكم  ( [47]  )، وأخرجه عبد بن حميد والنحّاس ( [48]  ) ، وأخرج الإمام عبدالرزاق بسنده عن عَمْرو بن شعيب قال : " قضى رسول الله أنّه من كان حليفاً في الجَاهِلِيَّة فهو على حلفه ، وله نصيبه من العِقل والنصر ، يعقل عنه من حالف ، وميراثه لعصبته من كانوا ، وقالوا : لا حلف في الإسلام ، وتمسّكوا بحلف الجَاهِلِيَّة ، فإنّ الله لم يزده في الإسلام إلاّ شِدّة " ( [49]  ) ، ولا ريب بأنَّ بني مسعود الذين دخلوا في بني زُهْرَة ، وأصبحوا جزءاً منهم لا ريب أنّهم تمسَّكوا بحلفهم ، لا سيّما وأنَّ منهم الصحابة والتابعون والعلماء .
روى الطحاوي بسنده عن عَمْرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : " لمّا دخل رسول الله صلّى الله عليه وَسَلَّم مكة عام الفتح قام خطيباً فقال : ( يا أيّها الناس إنّه ما كان من حلفٍ في الجَاهِلِيَّة فإنَّ الإسلام لم يزده إلاّ شِدّة ، ولا حلف في الإسلام ) .
قال الشيخ شعيب الأرنؤوط : " إسناده حسن "  ( [50]  ) .  
وروى الطحاوي بسنده عن شعبة بن التوأم الضبّي قال سأل قيس بن عاصم رسول الله صلّى الله عليه وَسَلَّم عن الحلف فقال : ( لا حلف في الإسلام ولكن تمسَّكوا بحلف الجَاهِلِيَّة ) .
قال الشيخ شعيب الأرنؤوط : " صحيح لغيره " ( [51]  ) .
قال الطحاوي : " أي يجرونه في الإسلام على ما كانوا يجرونه عليه في الجَاهِلِيَّة ، ولكنَّ الحلف الذي كان يتعاقد في الجَاهِلِيَّة على أن يكون الحلفاء الذين حالفوهم به ، كالبطن الواحد فيما يحمله بعضهم عن بعض إذ كانوا بالحلف قد صاروا منهم بذلك المكان ، وكانت القبيلة التي حولفت قد كانت تحمل عقل الجنايات عن جناتها منهم فكان من دخل منهم ، بالحلف معقولاً أنّه كذلك ، وهذه مسألة من الفقه قد اختلف أهله فيها فبعضهم يقول هذا القول ، منهم أبو حنيفة وأصحابه ، وبعضهم يدفع أن يكون الحلف بهذه المنزلة ، وفيما قد ذكرنا ممّا كان الحلف عليه في الجَاهِلِيَّة ، وأمر بالتمسك به في الإسلام ما قد دلَّ على ما قاله أبو حنيفة وأصحابه في ذلك ، وممّا يحقق ما قلنا ما قد روي عن رسول الله صلّى الله عليه وَسَلَّم ممّا قد حدثناه محمد بن خزيمة حدثنا يوسف بن عدي الكوفي حدثنا عبد الله بن المبارك عن معمر عن أيوب عن أبي قِلابَة عن أبي المهلب عن عمران بن حصين قال : " أسرت ثقيف رجلين من أصحاب النبي صلّى الله عليه وَسَلَّم ، وأسر أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وَسَلَّم ورضي عنهم رجلاً من بني عامر بن صَعْصَعَة فمُرّ به على النبي صلّى الله عليه وَسَلَّم وهو موثق ، فأقبل إليه رسول الله صلّى الله عليه وَسَلَّم ، فقال : على ما أحبس ؟ قال : ( لجريرة حلفائك ) ، ثمَّ مضى رسول الله صلّى الله عليه وَسَلَّم ، فناداه ، فأقبل إليه فقال له الأسير : إنّي مُسلم ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وَسَلَّم : ( لو قلتها وأنت تملك أمرك أفلحت كلّ الفلاح ) .
قال الشيخ شعيب الأرنؤوط : " إسناده صحيح " ( [52]  ) .
وروى الطحاوي بسنده عن عمران بن حصين قال : " كانت العضباء لرجلٍ من عقيل أسر ، فأخذت العضباء منه ، فأتى عليه رسول الله صلّى الله عليه وَسَلَّم فقال : يا محمد على ما تأخذوني ، وتأخذون سابقة الحاج وقد أسلمت ؟ فقال له رسول الله صلّى الله عليه وَسَلَّم : لو قلتها وأنت تملك نفسك أو أمرك لأفلحت كلَّ الفلاح ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وَسَلَّم أخذت بجريرة حلفائك " .
قال الشيخ شعيب الأرنؤوط : " إسناده صحيح على شرط مسلم " ( [53]  ) .
قال الطحاوي : " وكانت ثقيف قد أسرت رجلين من أصحاب النبي صلّى الله عليه وَسَلَّم ، وإذا كان المحالفون يؤاخذون بجرائر حلفائهم ، كما يؤخذون بجرائر بني عمومتهم ، كما ذكرنا كانوا بالأخذ بعقول جناياتهم ، وكان المحالفون بأخذها عنهم أولى ، وفيما ذكرنا ما قد دلّ على أنَّ الحلفاء يعقلون عمّن حالفوهم عنهم ، كما يعقل أهل الفخذ بعضهم عن بعض " ( [54]  ) .
وقال ابن حجر : " عن جبير بن مطعم مرفوعا ( لا حلف في الإسلام وأيّما حلفٍ كان في الجَاهِلِيَّة لم يزده الإسلام الّا شِدّة ) ، أخرجه مسلم ، ولهذا الحديث طُرق منها عن أم سلمة مثله ، أخرجه عمر بن شبّة في كتاب مكة عن أبيه ، وعن عَمْرو بن شعيب عن جدّه قال : خطب رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّم على درج الكَعْبة فقال : ( أيّها الناس ) ، فذكر نحوه ، أخرجه عمر بن شبّة ، وأصله في السنن ، وعن قيس بن عاصم أنه سأل رسول الله صلّى الله عليه وَسَلَّم عن الحلف فقال : ( لا حِلف في الإسلام ولكن تمسَّكوا بحلف الجَاهِلِيَّة ) ، أخرجه أحمد وعمر بن شبّة واللفظ له ، ومنها عن بن عباس رفعه ( ما كان من حلفٍ في الجَاهِلِيَّة لم يزده الإسلام الاّ شِدّة وحدّة ) ، أخرجه عمر بن شبّة واللفظ له ، وأحمد وصحّحه ابن حبان ، ومن مرسل عدي بن ثابت قال أرادت الأوس أن تحالف سلمان فقال رسول الله صلّى الله عليه وَسَلَّم مثل حديث قيس بن عاصم أخرجه عمر بن شبّة ومن مرسل الشعبي رفعه ( لا حِلف في الإسلام وحِلف الجَاهِلِيَّة مشدود ) " ( [55]  ) .
وجاء في كتاب عمر بن الخطاب أمير المؤمنين لجرير بن عبد الله : " أن أيّما حيٍّ من العرب كانوا في حيٍّ من العرب أسلموا معهم فهم معهم " ( [56]  ) .


قلت : الخلاصة أنّ مسعود بن غافل الصاهِلِيّ الهُذَلِيّ دخل في بني زهرة من قبيلة قريش ، وسكن مكّة معهم ، وبقي فيهم حتى مماته ، ثمّ ظلّت سلالته في بني زهرة من قريش لم يخرجوا عن حلفهم فيهم ، بمعنى أنَّ مسعوداً وذريّته انفصلوا عن قومهم ، فلم يعد لهم وجود في ديار هُذَيْل ، ولا مشاركة لهُذَيلٍ في تاريخها وأحداثها ، فقد أصبحوا زهريّين قبيلة ودياراً وتاريخاً ، وإن كانوا نسباً من هذيل حالهم كحال غيرهم من حلفاء قريش ، ومن زعم أنّهم رجعوا وعادوا عن حلفهم في بني زهرة إلى قومهم قبيلة هُذَيْل فليبيّن بالدليل الواضح متى عادوا وكيف انفكّوا من حلف بني زهرة ، وأين نزلوا ؟؟؟ وإبراز الدليل على ذلك وهيهات هيهات !!!

وللحديث بقيّة




[1] تاريخ دمشق الكبير ، ج 35 ، ص 41
[2] المصدر السَّابق ، ج 35 ، ص 47
[3] المصدر السَّابق ، ج 35 ، ص 48 و 54
[4] المستدرك على الصحيحين ، ج 3 ، ص 312
[5] تاريخ دمشق الكبير ، ج 35 ، ص 55
[6] الطّبقات الكبرى ، المجلّد الثالث ، ص 150
[7] المصدر السَّابق ، المجلّد السادس ، ص 13 ، المجلّد الأوّل ، ص 204
[8] المصدر السَّابق ، المجلّد الرابع ، ص 126
[9] المصدر السَّابق ، المجلّد السادس ، ص 366
[10] المصدر السَّابق ، المجلّد السادس ، ص 120
[11] المصدر السَّابق ، المجلّد السادس ، ص 181
[12] المصدر السَّابق ، المجلّد الخامس ، ص 126
[13] المصدر السَّابق ، المجلّد الخامس ، ص 57
[14] المصدر السَّابق ، المجلّد الخامس ، ص 250
[15] المصدر السَّابق ، المجلّد السادس ، ص 384
[16] المنمّق ، ص 244 ــ 245
[17] تاريخ دمشق الكبير ، ج 35 ، ص 39
[18] المصدر السَّابق ، ج 35 ، ص 39
[19] ذيول تاريخ الطبري ، ص 558
[20] تاريخ دمشق الكبير ، 35 ، ص 42
[21] الأغاني ، ج 9 ، ص 96 ، تجريد الأغاني ، القسم الأوّل ، ج 3 ، ص 1050
[22] تاريخ دمشق الكبير ، ج 35 ، ص 45
[23] تاريخ دمشق الكبير ، ج 35 ، ص 41
[24] المصدر السَّابق ، ج 35 ، ص 43
[25] الاستيعاب في معرفة الأصحاب ، المجلّد الرابع ، ص 202
[26] تاريخ دمشق الكبير ، ج 35 ، ص 38
[27] المصدر السَّابق ، ج 35 ، ص 36 و 39 و 42
[28] معرفة الصّحابة ، المجلّد الثالث ، ص 229 
[29] الكمال في أسماء الرجال ، المجلّد الأوّل ، ص 350
[30] تتمة جامع الأصول في أحاديث الرسول ، ص 583
[31] أسد الغابة في معرفة الصحابة ، المجلّد الثالث ، ص 279
[32] رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام ، المجلّد الثاني ، ص 471
[33] العدة في شرح العمدة في أحاديث الأحكام ، المجلّد الأوّل ، ص 278
[34] تهذيب الكمال في أسماء الرِّجال ، المجلّد السادس عشر ، ص 122
[35] الجوهرة في نسب النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه العشرة ، ج 1 ، ص 198  
[36] تذهيب تهذيب الكمال في أسماء الرجال ، المجلّد الخامس ، ص 307
[37] الوافي بالوفيات ، ج 17 ، ص 324  
[38] إمتاع الأسماع بما للنبىّ من الأحوال والأموال والحفدة والمتاع ، ج 6 ، ص 356  
[39] الخبر عن البشر ، المجلّد الثاني ، ص 273
[40] إمتاع الأسماع بما للنبىّ من الأحوال والأموال والحفدة والمتاع ، ج 6 ، ص 356  
[41] إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري ، ج 6 ، ص 138
[42] الإصابة في تمييز الصحابة ، ج 4 ، ص 198
[43] فتح الباري بشرح صحيح البخاري ، ج 7 ، ص 369
[44] عمدة القاري بشرح صحيح البخاري ، المجلّد الثامن ، ج 16 ، ص 246
[45] الفتح المبين بشرح الأربعين ، ص 197
[46] الفتوحات الربّانيّة على الأذكار النواوية ، ج 1 ، ص 157
[47] مسند الإمام أحمد ، ج 27 ، ص 325  وحاشيتها وحاشية ص 326 ، حديث رقم 16761
[48] الدرّ المنثور في التفسير المأثور ، ج 2 ، ص 512
[49] المصنّف ، ج 10 ، ص 307 ، حديث رقم 19200
[50] شرح مشكل الآثار ، ج 15 ، ص 253 ــ 254
[51] المصدر السَّابق ، ج 15 ، ص 255
[52] المصدر السَّابق ، ج 15 ، ص 255 ــ 256
[53] المصدر السَّابق ، ج 15 ، ص 257
[54] المصدر السَّابق ، ج 15 ، ص ــ 258
[55] فتح الباري بشرح صحيح البخاري ، ج 5 ، ص 183
[56] ديوان المفضّليّات مع شرح وافر لأبي محمد القاسم بن محمد بن بشّار الأنباري ، ص 116 ، وهذا الكتاب شهد عليه العبّاس بن عبد المطلب ، وعثمان بن عفان ، وخالد بن الوليد ، وزيد بن ثابت ، وعبد الرحمن بن عوف ، وسعد بن مالك ، وعبد الله بن أرقم رضي الله عنهم .  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق