سبق أن بيّنّا أن تاريخ هجرة قبيلة المساعيد من ديار الأصليّة في جنوبيّ الحجاز من ديار قومهم هُذَيْل بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان من وادي الليث ونواحيه من بلاد مكّة المكرّمة وذلك في حوالي منتصف القرن الرابع للهجرة بعد أن فرض عليهم أمير مكّة من الأشراف ضرائب جسيمة أبو أن يؤدّوها إليه فآثروا الهجرة من ديارهم شمالاً نحو بلاد الشام .
ومن أقدم الأخبار التي وردت عن المساعيد من هُذَيْل في المصادر التاريخيّة خبر لأحد رجالات قبيلة زبيد من المساعيد من هُذَيْل وذلك عام 420 هــ .
وهو ما سبق بيانه في مقالتي :
وقبيلة زبيد هذه من قبائل زبيد كما بيّنته النقوش الأثرية في القرن الثامن للهجرة .
نقش لأبي هارون جماعة بن رجب الزبيدي من المساعيد عام 748 هــ
ومن أخبار الشقران أحد فروع قبيلة زبيد من المساعيد من هذيل خبرٌ عن تكليف صلاح الدين الأيّوبي رحمه الله تعالى لهم بالنزول على أطراف ممكلة الكرك الصليبيّة في جنوبيّ الأردن ليكونوا عيوناً للدولة يزوّدونها بأخبار الفرنجة الصليبيّين .
ذكر الأستاذ عبد الهادي جرّار ( ت 1980 م ) ــ رحمه الله تعالى ــ في حديثه عن آل جرّار من فروع الشُّقران أنّ السُّلطان صلاح الدِّين الأيّوبي أنزل قبيلة هذيل ببلاد الكرك ، وقال : " لقد رأى ذلك القائد الملك المنقذ حفاظاً على الدِّيار الشّاميّة وإسلامها وإضعافاً للّقوى الصّليبيّة الباغية التي تحتلّ بعض أجزاء القطر الشّامي في إمارات إنطاكية وطرابلس وبيت المقدس أنْ يحيط تلك الإمارات بقوى عربيّة وإسلاميّة فتيّة تهدّد أمنها وتعرقل مواصلاتها وتنتزع أطرافها وثغورها ، لذا فقد أقطع العشائر العربيّة والقبائل التركمانيّة الأقاليم والنّواحي المجاورة لتلك الإمارات الصليبيّة .... وأعطى بعض بطون قبيلة هذيل المضريّة نسباً والنجديّة موطناً بعض نواحي الأردن الشرقيّة ، وذلك صدّاً لكلِّ توسّعٍ صليبيٍّ تقوم به إمارة الكرك وقلعة الشّوبك ، وقد برهنت الأحداث التي تعاقبت على القطر الشّامي طيلة القرن الثّالث عشر ميلادي على حكمة صلاح الدِّين وبعد نظره . لقد نزلت بطون هذيل في المنطقة الممتدّة من قلعة الكرك شمالاً إلى بلدة الطّفيلة جنوباً ، وكان بين تلك البطون فخذ الشُّقران ، وقد أقام أبناء هذا الفخذ في جوار إحدى القلاع الصليبيّة المجاورة للّكرك والمعروفة اليوم ببلدة القسطل ، وفي أواخر القرن الثّالث عشر منح السّلطان الظّاهر بيبرس شيخ هذا الفخذ قلعة القسطل ، فاتّخذها قاعدةً له يمتنع فيها إذا ما مسّه ضر ّ " ( تاريخ ما أهمله التاريخ ، ص 79 ــ 80 )
قلت : هذا النصّ يفيدنا بأنّ قبيلة هذيلٍ كانت في عهد السّلطان صلاح الدِّين الأيوبيّ تنزل في بلاد الكرك والبلقاء ، ومن المعلوم أنّ المساعيد كانوا يقطنون بلاد الكرك وكانوا أكبر قبائل بلاد الكرك ً ، وممّا يفيده هذا النصّ أنّ قبيلة هذيل لم يكن لها وجودٌ في داخل بلاد الكرك قبل عهد السلطان المنقذ صلاح الدين الأيّوبي .
ومن المعلوم أنّ الصليبيّين استولوا على بلاد الشوبك في جنوبيّ الأردن عام 509 هــ ، وأمّا عهد صلاح الدين فبدأ بسيطرته التامّة على أوضاع مصر بمقتل شاور وزير العاضد الفاطمي ، ثُمَّ تولّى صلاح الدين الأيّوبي الوزارة بتاريخ 25 جمادى الآخرة سنة 564 هــ ، وابتدأ جهاده بحملات متتالية ضدّ إمارة الكرك الصليبيّة ابتداءً من سنة 566 هــ .
وتفيدنا بعض روايات المساعيد أنّ قبيلة المساعيد دخلت إلى فلسطين مع صلاح الدين الأيّوبي ، حدّثني الأستاذ عبد المنعم بن حافظ بن أحمد بن عمر بن علي بن حمد بن مسعود المسعودي ــ رحمه الله تعالى ــ في منزله في عمّان بحضور الدكتور فرح بن طه آل طه المسعودي فقال : حدّثني والدي حافظ بن أحمد المسعودي وأخي فائق بن حافظ المسعودي فقالا : دخل المساعيد كقبيلة ذات قوّة مع صلاح الدين الأيّوبي إلى فلسطين .
قلت : الشقران هم بنو شقير وهم إخوة بني شرف وبني سحيم وبني شديف وهم أربعة إخوة أعقبوا أربعة فروع من قبيلة زبيد وقد انتشروا في الأردن وفلسطين .
قلت : الشقران هم بنو شقير وهم إخوة بني شرف وبني سحيم وبني شديف وهم أربعة إخوة أعقبوا أربعة فروع من قبيلة زبيد وقد انتشروا في الأردن وفلسطين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق