تهتم هذه المدونة وتعنى بأنساب وتاريخ وأعراف وتقاليد وأخبار وأعلام وشؤون قبائل المساعيد

الجمعة، ديسمبر 20، 2019

الأمير عبد الله بن الحسين وقبائل الأردن وفلسطين ومنهم المساعيد ودعم الثورة السورية عام 1926 م


كان للأردن دور مهمٌّ جدّاً في الثورة السورية بدعم الثوّار واحتضانهم قدر الإمكان رغم اعتراضات السلطات البريطانية التي تستعمر البلاد . قال الكولونيل اندريا قائد فرقة المشاة الفرنسية المشاركة في الحملة على جبل العرب : " كان الجبل أنشط مرکز للمؤتمرات الثورية . و كان الإقطاعيّون ، الذين يتّبعون إرشادات الوطنيّين في دمشق ، ويدعمهم زعماء الحزب العروبي في الخارج ، يرغبون في التخلّص من الانتداب الفرنسي الذي يهدّد مراكزهم . وكانوا ، شديدي الصلف ، لأنّهم يعتمدون على قدرة الشعب الدرزي ، وعلى الشعوب المجاورة التي تساندهم مادّيّاً ومعنوياً ، وعلى الأخصّ الوهابيّون الذين أكّدوا لهم العون والضمانة . وكانت عمّان ، عاصمة الأردن ، هي المكان الذي تصدر منه توجيهات الحركات الثورية . كما كانت المركز الذي ترسل منه الأسلحة إلى الدروز في الجبل ، وإلى الثوار في غوطة دمشق .
وفي قصر الملك عبد الله ، نُظّمت الدعاوة الحاقدة التي انتشرت في سورية ، ضدَّ سياستنا وإدارتنا ، ونوايانا ، و كانت حاشية هذا الأمير تظهرنا بمظهر العداء للإسلام مستغلّة كلَّ شيءٍ ، لتقلّل من هيبتنا في نظر الشعب ، الذي حملتنا عصبة الأمم أمر تثقيفه سیاسیّاً وإداريّاً " أ . هــ
وكان الملك عبد الله بن الحسين لا يألوا جهداً في دعم الثورة السورية وتشجيع أبناء العرب في الأردن وفلسطين على دعم إخوانهم في سورية بالمال والسلاح والرجال .  جاء في تقرير سرّي بتاريخ 26 / 7 / 1926 م تمَّ تقديمه لهذا للجنرال اندريا قائد فرقة المشاة الفرنسية المتقدّم ذكره ما نصّه :

فخامة الجنرال اندريا الأفخم

أتشرّف بأن نحيط فخامتكم الأمور الآتية نظراً لقيمتها العسكرية والسياسيّة وما يجري بمحيط حكومة الشرق العربي من الأبناء السرّية التي تهمُّ حكومة الانتداب الفرنسي :
................................................
وجاء في البند الثالث من التقرير :

3ــ وفي 13 الجاري غادر فلبي معان إلى الكرك فأخبر سموّ الأمير عبد الله بالأمير ، وفي 15 الجاري غادر عمّان إلى الكرك سموّ الأمير عبد الله وإسماعيل الحريري أحد مشايخ حوران وعادل بك العظمة ومثقال باشا الفايز ومنور ابن حديد وحديثة الخريشة من بني صخر وشيخ الحويطات حمد بن جازي وسلطان ابن عدوان شيخ العدوان . شيخ صخور الغور مشوح . شيخ الغزاوية محمد الزناتي . شيخ عشيرة الصقر فضل العرسان . شيخ العجارمة . شيخ الطوقة . شيخ التركمان . شيخ الترابين . شيخ التياهة . شيخ الظلّام . أمير المساعيد . جمال بك الحسيني سكرتير الجمعية بالقدس . ومحمد الكرمي سكرتير جمعية عمّان ، ورشيد الحاج إبراهيم ، ومن إربد سعد باشا العلي .
فجميع هؤلاء ذهبوا في خمسة وعشرين سيّارة حتى وصلوا الكرك ، فخيّم الأمير هنالك ، وفي 15 الجاري اجتمعوا بالمستر فلبي وبعد السلام عليه أعطى قراراً هامّاً وهو :


أ ــ إشغال بأيّام معلومة حرباً من البدو المخيّمين بالشلّالات لأجل هياج الأهالي حسبما تعهّد به إسماعيل الحريري بأنّه ممثّل حوران .
بــ ــ فتح باب للتجنيد سرّاً بأن المتطوّع له أربعة جنيهات ، والبدوي له جنيهين ، والقوّات ترسل للغوطة بقيادة ضابطين من الألمان وضابط نمسوي مدفعي . أرسل لإدارة الثلاث مدامع الموجودين في الغوطة .
جــ ــ أن تبقى الثورة حيّة لنتيجة المفاوضات الجارية من قبل جلالة فيصل بصفته أصبح موكّلاً من قبل زعماء الثورة .
وقريباً إذا لم يسهر رجال الانتداب الفرنسي على سورية ( وياطوا ) بل ويقوّضوا ما تقرّر وإلّا فإنَّ سورية عمومها ستصبح شعلة نار ، فيتّسع الخرق ، وتدخل الثورة في عامها الثاني ... إذ فصل الشتاء قريباً وفخامتكم أدرى منّا بهذه الأمور ولكنّا مستعدّون لكشف الغطاء عن كلّ حركة ستبدو اعتباراً من تاريخ 1 / 8 / 26 ولا يسعنا سوى تقديم هذا التقرير لتطّلعوا عليه فخامتكم تقديراً لخدماتنا وإخلاصنا وحبّنا الزائد لحكومة جمهورية فرنسا الفخيمة التي عاهدنا الله على خدمتها . كما وإنّنا نصرّح لفخامتكم أنَّ ثلاثة من الزعماء ذهبوا لجهات بني الحسن لأجل تشويق البدة على الاندماج بالثورة .

وتفضلوا يا سيدي بقبول فائق احتراماتنا سيدي
 
26 / 7 / 1926 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق