كان للأردن دور مهمٌّ جدّاً في الثورة السورية بدعم الثوّار واحتضانهم قدر الإمكان رغم اعتراضات السلطات البريطانية التي تستعمر البلاد . قال الكولونيل اندريا قائد فرقة المشاة الفرنسية المشاركة في الحملة على جبل العرب : " كان الجبل أنشط مرکز للمؤتمرات الثورية . و كان الإقطاعيّون ، الذين يتّبعون إرشادات الوطنيّين في دمشق ، ويدعمهم زعماء الحزب العروبي في الخارج ، يرغبون في التخلّص من الانتداب الفرنسي الذي يهدّد مراكزهم . وكانوا ، شديدي الصلف ، لأنّهم يعتمدون على قدرة الشعب الدرزي ، وعلى الشعوب المجاورة التي تساندهم مادّيّاً ومعنوياً ، وعلى الأخصّ الوهابيّون الذين أكّدوا لهم العون والضمانة . وكانت عمّان ، عاصمة الأردن ، هي المكان الذي تصدر منه توجيهات الحركات الثورية . كما كانت المركز الذي ترسل منه الأسلحة إلى الدروز في الجبل ، وإلى الثوار في غوطة دمشق .
وكان الملك عبد الله بن الحسين لا يألوا جهداً في دعم الثورة السورية وتشجيع أبناء العرب في الأردن وفلسطين على دعم إخوانهم في سورية بالمال والسلاح والرجال . جاء في تقرير سرّي بتاريخ 26 / 7 / 1926 م تمَّ تقديمه لهذا للجنرال اندريا قائد فرقة المشاة الفرنسية المتقدّم ذكره ما نصّه :
فخامة الجنرال اندريا الأفخم
أتشرّف بأن نحيط فخامتكم الأمور الآتية نظراً لقيمتها العسكرية والسياسيّة وما يجري بمحيط حكومة الشرق العربي من الأبناء السرّية التي تهمُّ حكومة الانتداب الفرنسي :
................................................
وجاء في البند الثالث من التقرير :
فجميع هؤلاء ذهبوا في خمسة وعشرين سيّارة حتى وصلوا الكرك ، فخيّم الأمير هنالك ، وفي 15 الجاري اجتمعوا بالمستر فلبي وبعد السلام عليه أعطى قراراً هامّاً وهو :
أ ــ إشغال بأيّام معلومة حرباً من البدو المخيّمين بالشلّالات لأجل هياج الأهالي حسبما تعهّد به إسماعيل الحريري بأنّه ممثّل حوران .
بــ ــ فتح باب للتجنيد سرّاً بأن المتطوّع له أربعة جنيهات ، والبدوي له جنيهين ، والقوّات ترسل للغوطة بقيادة ضابطين من الألمان وضابط نمسوي مدفعي . أرسل لإدارة الثلاث مدامع الموجودين في الغوطة .
جــ ــ أن تبقى الثورة حيّة لنتيجة المفاوضات الجارية من قبل جلالة فيصل بصفته أصبح موكّلاً من قبل زعماء الثورة .
وقريباً إذا لم يسهر رجال الانتداب الفرنسي على سورية ( وياطوا ) بل ويقوّضوا ما تقرّر وإلّا فإنَّ سورية عمومها ستصبح شعلة نار ، فيتّسع الخرق ، وتدخل الثورة في عامها الثاني ... إذ فصل الشتاء قريباً وفخامتكم أدرى منّا بهذه الأمور ولكنّا مستعدّون لكشف الغطاء عن كلّ حركة ستبدو اعتباراً من تاريخ 1 / 8 / 26 ولا يسعنا سوى تقديم هذا التقرير لتطّلعوا عليه فخامتكم تقديراً لخدماتنا وإخلاصنا وحبّنا الزائد لحكومة جمهورية فرنسا الفخيمة التي عاهدنا الله على خدمتها . كما وإنّنا نصرّح لفخامتكم أنَّ ثلاثة من الزعماء ذهبوا لجهات بني الحسن لأجل تشويق البدة على الاندماج بالثورة .
وتفضلوا يا سيدي بقبول فائق احتراماتنا سيدي
26 / 7 / 1926
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق