الأمير صالح بن عبد القادر بن ضامن بن بركات
ابن خليل بن محمد أبو لفيتة المسعودي رحمه الله تعالى
هو من أبرز أمراء قبيلة المساعيد . كان من ممثلّي محافظة نابلس في مجلس النوّاب الأردني ، حيث كان عضواً في مجلس النواب في الفترة من 24 / 4 / 1967 ــ 23 / 11 / 1974 م ، وفي الفترة من 23 ــ 11 / 1974 ــ 7 / 2 / 1976 م ، وفي الفترة من 16 / 1 / 1984 ــ 30 / 7 / 1988 م . إلّا أنّه رحمه الله تعالى لم يكمل هذه الفترة لوفاته عام 1984 م .
لهذا الأمير الجليل مقالة نادرة عن القضية الفلسطينية كتبها بعد نكبة عام 1948 م التي أضاع فيها العرب فلسطين ، وفيما يلي نصّ هذه المقالة التي تصوّر واقعاً مؤلماً جدّاً فكيف لو عاش إلى زماننا هذا ورأى ما فيه من الهوان والذلّ ؟!!!
فلسطين أو قضية القرن العشرين
للأمير صالح عبد القادر الضامن المسعودي
لا أدري كيف ابدأ بحث هذا الموضوع ولأي زمن أرجع في بحثه ، فكلمة هادئة مختصرة لا تكفي ولا تفي ، فقضية فلسطين اشتركت في بحثها اسم الأرض قاطبة من شرقية إلى غربية ، ومن أوروبية إلى أمريكية ومن شيوعية إلى ديموقراطية ، وحتى زنوج أفريقيا ( ليبريا ) وحكومة غواتيمالا كان لهم نصيب في بحث فضية فلسطين . ولقد كتب قبلي كتاب كثيرون وسيكتب في المستقبل غيرهم ، وسيظلُّ يكتب إلى أن يسترد أهل فلسطين ديارهم أو يأخذ الله الأرض ومن عليها .
يختلف الباحثون في قضية فلسطين باختلاف نزعاتهم ومواطنهم فليس فيهم المحايد مهما حاولت أن تنقب عنه ، وكلّهم أو جلّهم واقع تحت تأثير حكومات يسكنون في كنفها ، فليسوا في حرّية مطلقة ليكتبوا ، أو إن لبّوا نداء ضمائرهم فالطريق مفتوحة سبقهم إليها من سار هذه الطريق :
لا يستطيع الباحث في قضية فلسطين أن يطرق هذا الموضوع إلا على أساس تقسيمها إلى مراحل :
يختلف الباحثون في قضية فلسطين باختلاف نزعاتهم ومواطنهم فليس فيهم المحايد مهما حاولت أن تنقب عنه ، وكلّهم أو جلّهم واقع تحت تأثير حكومات يسكنون في كنفها ، فليسوا في حرّية مطلقة ليكتبوا ، أو إن لبّوا نداء ضمائرهم فالطريق مفتوحة سبقهم إليها من سار هذه الطريق :
لا يستطيع الباحث في قضية فلسطين أن يطرق هذا الموضوع إلا على أساس تقسيمها إلى مراحل :
أوّلا - حالة العرب بفلسطين من الإنتداب إلى ۲۹ نوفمبر سنة 1947 حين إقرار مشروع التقسيم .
أحزاب متعادية وهيئات متعدّدة وعائلات متناحرة وجمعيات متباعدة وأندية متشعبة ، لا غاية تجمعهم ولا هدف يوحّدهم ، اللهم إلا ما كان لوظيفة أو مرکز أو كرسي . يوقعون ببعضهم ويتملّقون الأجنبي ، حركة التنظيم عندهم مفقودة بعكس اليهود الذين يسيرون وموجب خطة موضوعة ، اشترك جميعهم في تهيئة الأسباب لحلول الكارثة ، ووضعوا الحجر الأساسي لإقامة الدولة اليهودية وكأنّي بهم قد عجزوا عن إتمام فصول الرواية ، فاستلمتها منهم الدول العربية لتقيم الصرح الشامخ لليهود وأظهرت أنها كفء للقيام بهذه المهمّة .
ثانيا : حالة فلسطين بين ۲۹ نوفمبر سنة 1947 - الى 15 ــ 5 ــ 1948
شعر العرب بحاجتهم للتنظيم ولكن بعد فوات الوقت فشكّلوا اللجان القومية والهيئة العربية العليا ، ولكن لا رباط مركزي لهم ، فلا مجنّدي نابلس يدافعون عن يافا ، ولا مجنّدي جنين يدافعون عن بيسان ، مثلا بدأ كل بلد تلوم الأخرى ، والفقير يلوم الغني و هكذا ، وبدأ السلاح ورد للأفراد بأغلى الاثمان ، واليهود يستعدّون فوق استعدادهم القديم ، وبدأت مفارز جيش الإنقاذ تدخل البلاد وتتسلّم المناطق من اللجان ، وبدأت المعارك هنا وهناك ، كان النصر فيها في الغالب للعرب خصوصا في طرق المواصلات عامة وطريق القدس يافا خاصة .
ثالثا :- حالة فلسطين بعد 15 ــ 5 ــ 1948 :
والآن وقد دخلت جيوش الدول العربية السبع ، ويا ليتها ما دخلت ، ولكن شاء الله عزَّ وجلَّ أن تدخل لتنفّذ ما عجز عن تنفيذه الإنجليز ثلاثين سنة . دخلت لتنقذ اليهود من هجمات العرب ، دخلت لتطهّر ساحل فلسطين من لبنان الى غزّة من العرب أحفاد الصحابة والأبطال الأماجد ، دخلت لتفخر على العالم بأنّها حلّت قضيّة استعصى حلّها على عصبة الأمم السابقة وعلى الحكومة البريطانية ولجانها المتعددة . دخلت لتهي، أسباب السكنى لمضطهدي اليهود في شرقي أوروبا والأقطار الأخرى وتؤمن راحتهم ، دخلت لتسجيل اختراعٍ جديدٍ في عالم الاختراعات ، وهو إيجاد مليون لاجئ عربي بمدّة تزيد على ثلاثة أشهر ، دخلت وهي تزأر وتزمجر وتهزّ الأرض بأقدام جنودها من السودان إلى البصرة ، و من حلب إلى صنعاء لتحرم العربي الوادع من أرضه ليسكنها غيره ، دخلت لتوجد سابقة لهيئة الأمم بإيجادها مصطلح جديد اسمته الهدنة الموقتة ، والهدنة الدائمة ، دخلت فلسطين متحدة باسم الجامعة العربية وخرجت وهي تلعن الجامعة وتغني فرادى ( أغنية رودس الجميلة ) . دخلت لتسجّل في التاريخ الحديث ما سجّله أبو عبد الله الصغير في التاريخ القديم ، ولتعد الذكرى المريرة ذكرى الاندلس العزيز .
رابعا : مسئولية كارثة فلسطين : فعلى من تقع بعد هذا مسئولية هذه الكارثة الشنعاء .
إنّه بحث يطول ولا أظنّني في موضع أتمكّن معه - طرق هذا الموضوع - فالكلّ قد اشترك في بناء مجد إسرائيل ، و كأنّي بالدول العربية تشاجرت ، أيّها أفضل وأشجع فيحمل الحجر الأسود ( إسرائيل ) ، ليضعه مكانه ، ولا أدري على من تهاون القوم أو إلى من سلّموا حلّ هذه المعضلة ألترومان أم لستالين أم لغيرهما ؟
فالكلّ ينتظر ولنتركها للوقت المناسب كما قال النقراشي باشا رحمه الله .
فالكلّ ينتظر ولنتركها للوقت المناسب كما قال النقراشي باشا رحمه الله .
خامسا : قضيّة اللاجئين .
وهي الآن القضية السياسية والاقتصادية و الاجتماعية لفلسطين فلا الصليب الأحمر ولا هيئة الأمم ولا الدول العربية نفسها تعلم كيف ستحلّ قضية اللاجئين ، وهم قوم يفطرون مواعيد ، ويتغدون اجتماعات ، ويتعشون قرارات ، قوم أصيبوا بداء الجرب ، فاعتقلوا في مخيمات خاصّة و أخرجوا من ديارهم ليسكنوا المغاور وتحت الشجر يلتحفون السماء ويفترشون الغبراء ، ولا ذنب لهم سوى جنسيتهم السابقة ( فلسطيني ) ، فلا يستقرّون ببلد إلّا ليخرجوا منه ولا يهبطون أرضاً إلّا ليوضعوا تحت الرقابة ، وحتى في القسم العربي من فلسطين شأنهم شأن إخوانهم في سائر الأقطار العربية .
فكفي المنافقون نفاقاً والدول العربية شقاقاً واللاجئين شقاءً ، ولنعتبر بالحوادث والعبر ولتسلك الطريق القويم . علينا نسترد كرامتنا وشرفنا .
وليس لنا الآن إلّا السير وراء حكومتنا الرشيدة ، حكومة صاحب الجلالة الهاشمية المعظم وارث النهضة العربية وباعث الأمّة من نكتتها ونكبتها ، فليس للميدان إلّا من بقي فيه .
نرجو الله تبارك وتعالى أن يهدينا سواء السبيل .
واخجلناه من التاريخ ...
نرجو الله تبارك وتعالى أن يهدينا سواء السبيل .
واخجلناه من التاريخ ...
أبدعت ابا راشد الحبيب
ردحذفالأمير صالح بن عبد القادر بن ضامن بن بركات بن خليل بن محمد ابو الفيتا
ملامح شخصية شديدة الشبه بكثير من كبار ربعنا في دير بلوط واذا كان الاسم دقيق بتسلسله فإن فترة حياة محمد أبو الفيتا المسعودي لا تعدو الفترة الزمنية التي عاش فيها مصطفى بن موسى بن الامير عبدالرحمن بن خليل بن بركات المسعودي مما يجعل كما أظن محمد ابو الفيتا من جيل ابناء أو أحفاد الامير عبد الرحمن بن خليل بن بركات المسعودي زمنيا وليس من احفاده نسبا
والله اعلم
جزاكم الله خيرا أخي الفاضل
ردحذفالله يرحمه
ردحذف