تهتم هذه المدونة وتعنى بأنساب وتاريخ وأعراف وتقاليد وأخبار وأعلام وشؤون قبائل المساعيد

الاثنين، سبتمبر 14، 2020

قبيلة بني مسعود في كتاب قبيلة هُذَيْل وأصولها القديمة في بلاد الحجاز حتى آخر عهد الأشراف عام 1344 هــ



بنو مسعود وواحدهم مسعوديّ من أشهر وأقدم وأعرق قبائل هُذَيْل قديماً ، ولها ذكرٌ جليلٌ ، وهي كبرى قبائل بِنِيّ أحد أكبر أقسام هُذَيْل الشام ، ويقطنون المنطقة الواقعة في شمال شرق مكّة المكرّمة ، ومن أهمّ معاقلهم الفوّارة والمضيق وضرعاء وغيرها ، ولهم جبال بني مسعود ، وقد ذكر قبيلة بني مسعود عددٌ من الباحثين والكتاب ومنهم :

1ــ الشّيخ عاتق بن غيث البلادي .
2ــ الأستاذ محمد بن علي بن هلال الحتيرشي الهذلي .
3ــ الأستاذ محمد جابر الحسني .
4ــ الأستاذ عطيّة الشيبي المطرفي .
5ــ الشريف مساعد بن منصور .
6ــ الشيخ حمد الجاسر .
وغيرهم . 


وممّا جاء عن هذه القبيلة العريقة في كتابي :

( قبيلة هُذَيْل وأصولها القديمة

في بلاد الحجاز حتى آخر عهد الأشراف عام 1344 هــ ) 

والعمدة فيه على النصوص والوثائق حتى عام 1344 هــ 1925 م ما يلي :

بنو مسعود .

بنو مسعود وواحدهم مسعوديّ ، من أكبر قبائل هُذَيْل وأشهرها في زماننا هذا ، وهم فرعٌ من بِنِيّ من هذيل الشام . 

من أقدم من ذكرهم ابن جبير في القرن السادس للهجرة . قال ابن جبير في ذكر أرزاق مكة وفواكهها في رحلته إليها سنة 579 هــ : " وبها عسلٌ أطيب من الماذي المُضَروب به المثل يعرف عندهم بالمسعودي "  . 

قلت : الماذي هو العسل الأبيض . 

وذكرهم ياقُوت الحَمَوِيّ ( ت 626 هــ ) : " سولة قلعةٌ على رابيةٍ بوادي نخلة ، وهي لبني مسعود بطنٌ هُذَيْل " ، وقاله الصّغّاني ( الصّاغاني ) ( ت 650 هــ ) ونقله البغدادي ( ت 739 هــ ) في كتابه ، كما نقله الزَّبِيديّ ( ت 1205 هــ ) .

ولقبيلة بني مسعود أخبار تدلّ على شوكتهم القديمة وعلوّ شأنهم ، ومن ذلك :

1ــ قال جار الله بن فهد المكي في كتابه حسن القرى الذي ألّفه عام 947 هــ في ذكر قرية التنضب : " وفيها الآن نخيل ومزارع للحبّ مرضية ، يسكنها عرب نَباتَة من هُذَيْل ، ولأجلهم تعرف ببني نَباتَة وبني مسعود ، ولهم بها حصنٌ قديمٌ علوّ جبل في سفل وادي نخلة ، كالعَاتِرَة في علوّها في البردان ، ويقع بينهم الحروب في بعض الأزمان فيؤذيهم صاحب مكّة ، بأخذ أموال جمّة لقوّتهم وكسر شوكتهم " .
وقد جاء في حاشية الكلام على التنضب : " قد تغيّر اسمها بالجديدة وبها آثار الحصن ونَباتَة وبني مسعود موجود عقبهم بجبل يقال له جبل بني مسعود أجود الأعسال المجلوبة إلى مكة أعساله ، وعَاتِرَة قد انقرضوا " ، قال الجاسر رحمه الله تعالى : " يظهر أن تلك الحواشي لمالك النسخة : محضار بن عبد الله بن محمد السقّاف فكتابتها تشبه إلى حدٍّ كبير كتابة تملّكه الكتاب ثمّ أنَّ فيها ما يدلُّ على أنّ كاتبها أدرك القرن الأول الماضي " ، وأستشهد الجاسر بأنّه نقل عن الشيخ عبد الرحمن سراج ( ت 1314 هــ ) .

قلت : يبيّن هذا النصّ شوكة بني مسعود في قرية التنضب ، كما يبيّن أنّ نَباتَة وبني مسعود كانوا قبيلة واحدة ، فنَباتَة هم سكّان قرية التنضب ، فنصّ جار الله يقول : ( قرية التنضب ... يسكنها عرب نَباتَة من هُذَيْل ، ولأجلهم تُعرف ببني نَباتَة وبني مسعود ) ، ولا يمكن أن يكون سكّان التنضب من نَباتَة ثمّ تُعرف ببني نَباتَة وبني مسعود إلّا أن تكون نَباتَة من بني مسعود ، ويؤكّد هذا ما جاء في الحاشية أنّ أعقاب بني نَباتَة موجودون في جبل بني مسعود . 

2ــ وجاء لهم ذكر عام 973 هــ في الوثيقة المعروفة بوثيقة العطاش المَطْرَفِيّ الخاصّة بحدود ديار قبيلة المطارفة ، وقد ورد فيها ذكر عبد الله بن مسعود المسعودي ، وقد وصف بأنّه مع رفاقه يحدّون قبيلة المطارفة في بعض النواحي . 

3ــ وجاء لهم ذكرٌ في تقسيم ديار قبائل هذيل الشام عام 973 هــ ، وممّا جاء فيها أنّه حضر الرجال الكمال وهم هُذَيْل الشام النباتي ، والمحيّاني ، وبني مسعود ، وبني عمير ، والحتارشة ، والشفعان ، والمطارفة على يد سيّد الجميع الشريف أبو نمي بن بركات ( وقسم بينهم الديار وكل عرف قسمه من الديار ) ، وعرف مداركها ، وعرف كلٌّ منه قسمه . 

4ــ مقتل أحد عشر رجلاً من قبيلة بني مسعود عام 1117 هــ .

 قال السِّنجاري في ذكر حوادث سنة 1117 هــ  في عهد الشَّريف عبد الكريم بن محمد : " وفي يوم الأحد رابع شهر رمضان المُعظَّم أمر الشَّريف بشنق أحد عشر رجلاً من عرب هُذَيْل ، من بني مسعود ، فعلّقوا خمسةً في السّوق الصّغير ، واثنين في المسعى عند البزابيز ، واثنين في المدعى ، واثنين في سوق المعلاّة ، والسّبب في شنقهم أنّ مورّقا أرسله السَّيّْد احمد بن يوسف إلى جدّة في مصالح الشّريف ، فتعرّض له هؤلاء العرب عند المحلّ المعروف بأبي الدّود ، فأخذوه وصوّبوه ، فرجع المورّق وأخبر بما وقع له من العرب ، ففزّع الشَّريف بعض الخيل ، وأرسل معهم السَّيّْد عبد الله بن بركات ، فأخذ أثرهم وقصّوا جرّتهم إلى أنْ أوصلوها إلى مراح هؤلاء المشنوقين ، فأدركوهم هناك ، وتراموا هم وإيّاهم بالبندق ساعة ، ثمّ ظفر بالأحد عشر فمسكوهم وما بقي منهم فرّ بنفسه ، وملك الجبال وتزبَّن فيها ، ومنيّة هؤلاء عقّبتهم عن رفقائهم فسبحان الفعّال لما يريد " ، وقد أورد احمد بن زيني دحلان هذا الخبر في كتابه . 

يبيّن هذا النص أنّ لبني مسعود شوكة حتى جعلتهم يتعرّضون للمورّق الذي أرسله شريف مكّة الذي أرسل إليهم قوّة أمسكت بهؤلاء الذين تمّ شنقهم . 

5ــ معركة كبرى بين بني مسعود وقوّات عثمان المضايفي عام 1218 هــ .

قال ابن عبد الشَّكور في ذكر مسير عثمّان المضايفي وسالم بن شقبان إلى بني مسعود في شهر رمضان سنة 1218 هــ قال : " وفي أوائل شهر رمضان وصل بنفسه ... عثمّان بجنود كثيرة جمعها ... وتلاه ... سالم بن شكبان ومعه قوم .... فخيّموا بوادي الزيما والمضيق ، وملأوا كلّ ناحية وطريق ، فأخذوا هُذَيْل الشَّام وهشموهم هشم البشام ، والتفتوا على إهلاك أهل ذلك الوادي ، ومن أحلّ بذلك الوادي ، فسلبوا النساء وأهلكوا الرجال ، وقتلوا كثيراً ممّن لم يبلغ الحلم من الأطفال ، ثمّ أرسلوا رسولاً لبني مسعود وهم مجتمعون بجبلهم المعهود ، وطلبوا منهم الدخول معهم في .... فما قبلوا الدخول في هذا الدين ... واستعدّوا للقتال في الجبل وترّسوه ، فأقبل عليهم جيوش الفئة الباغية ، وأحاطوا بهم من كلّ ناحية ، وما زال القتال بينهم لا يكاد يكفّ ، ، ويد المنيّة تخبط آجالهم وتكفّ ، حتى صاروا يدردبون عليهم الأحجار الكبار ، حتى أهلكوا منهم جانب عظيم ، وسكنت أرواحهم في الجحيم ، قيل إنّ المقتولين نحو سبعمائة قتيلٍ ، ومع ما شنّعوا فيهم هذه الشناعة لم يمتنعوا عنهم ، والكثرة تغلب الشجاعة ، وما تركوهم حتى صعدوا خلفهم ذروة سنام الجبل ، واقتضوا بدل المعزى بالجمل ، فعند ذلك ظهر الخلل في بني مسعود ، وصار كلّ واحد إلى جهة مطرود ، وصالت الأقوام الذين لا يرحمون مسلماً إذا ملكوه حتى يذيقوا روحه ويهلكوه ، فقتلوا من أدركوه من الرجال والأطفال ، وسلبوا أطمار ربّات الحجال ..... ولمّا تفرّق جمعهم شذر مذر ، رجع الشقيّ إلى مخيّمه واستقرّ ، ونادى لمن يصل من بني مسعود بالأمان ، وأنهم في وجه سالم بن شكبان ، فصاروا يتناسلون إليه من كلّ حدب ، ويطلبونه بطلب وغير طلب ، ثمّ بعد أن تملّك منهم وصال ، وقطع منهم العرى والأوصال ، وجال معهم فيما يجال من طلب النكال ، فما أمكنهم الخلاف ، وما جعلوا للوعد أخلاف ، ثمّ ركب عثمّان على الأشراف بني عَمْرو أهل اللفاع ... " ، وقال أحمد بن زيني دحلان : " وفي شهر رمضان سنة ثمّاني عشرة توجّه عثمّان وتلاه سالم بن شكبان لقتال هُذَيْل الشَّام فنزلوا بوادي الزيماء والمضيق وأخذوا جماعة من هُذَيْل الشَّام ومن حلّ بذلك الوادي وسلبوا النساء وأهلكوا الرِّجال ، ثمّ أرسلوا لبني مسعود ، وهم مجتمعون بجبلهم المعهود ، وطلبوا منهم الدّخول ، واستعدّوا للّقتال في الجبل وترّسوه ، فاقبلوا عليهم بجنودهم ، وأحاطوا بهم من كلّ ناحية ، وثار القتال بينهم ، وأهلك بنو مسعود منهم جانباً عظيماً ، قيل أنّهم سبعمائة ، ومع ذلك ما تركوهم حتى صعدوا خلفهم الجبل ، وقتلوا من أدركوه منهم ، ثمّ رجعوا إلى مخيّمهم ، ونادوا لمن يصل إليهم من بني مسعود بالأمان في وجه سالم بن شكبان ، فصاروا يتناسون من كلّ حدبٍ ، ويطلبونه بطلب وغير طلب ، ولمّا تملّك منهم طلب النَّكال فما أمكنهم الخلاف ، فأخذ منه شيئا كثيرا " .

قلت : يبيّن هذا النصّ بسالة بني مسعود ودفاعهم وحدهم عن أنفسهم دون مساعدة من أحد حتى أثخنوا في أعدائهم فقتلوا من خصومهم هذه المقتلة العظيمة .

6ــ قبيلة بني مسعود تبايع عثمان المضايفي عام 1220 هــ وتحاول اقتحام حصن المدرة .

قال ابن عبد الشَّكور في ذكر حوادث سنة 1220 هــ  في ذكر الحرب بين قوّة من جيش عثمّان المضايفي الّتي كان تعسكر في حصن المدرة وبين شريف مكّة المكرّمة الشَّريف عبد المعين : " وفي هذه الأثناء جاءت قبيلة من ... هُذَيْل الشام ، يقال لهم بني مسعود ، تريد الدُّخول إلى الحصن إعانة لهؤلاء ... فمنعوها من الدخول ، وحصل بينهم القتال ، وصاروا يطردون خلفهم في تلك الجبال ، فأصيب واحدٌ من عبيد صاحب التَّرجمة ، وقُتل جماعة من أولئك في هذه الملحمة ، ورجع إلى مخيّمهم الجنود بعد أن شتّتوا بني مسعود " ، وقال أحمد بن زيني دحلان : " وجاء من بني مسعود هُذَيْل الشَّام يريدون أيضاً دخول الحصن إعانةً لمن فيه ، فمنعوهم أيضاً من الدّخول ، ووقع القتال بينهم حتى انهزموا وتعلّقوا برؤوس الجبال ، وقتلوا أناساً منهم ، وقتل عبد من عبيد مولانا الشَّريف ، ورجع القوم إلى مخيّمهم " ، وقال ابن عبد الشكور في ذكر حوادث سنة 1220 هــ في ذكر عثمان المضايفي : " وفي مدّة هذا ... بايعهم أغلب عربان مكّة إلّا القليل كالمطارفة ، وقُرَيْش ، وبعض هُذَيْل ، وبني لِحْيان ، والجحادلة ، ... وأمرهم ذلك ... بقطع الجلب عن بلد الله تعالى الأمين ، ويدّعون إنّما بايعناه خوف عقابه ، وتعدّيه إلى البغي عن صوابه " ، وقال أحمد بن زيني دحلان في إشارة إلى بيعة بني مسعود لعثمّان المضايفي : " ارتحل عثمّان بكثيرٍ من الجنود ، وتوجّه إلى الطَّائف ، وكانوا قبل ارتحالهم بنوا حصناً بقرية المدرة ، وتركوا فيها عصابةً من قومهم ، وأمّر عليهم ابن حجّي من عدوان ، وارتحل بعده سالم بن شكبان ، وكانوا في مدّة إقامتهم بالوادي بايعهم أكثر العربان الذين بأطراف مكّة كالمطارفة ، وقُرَيْش ، وبعض هُذَيْل ، والجحادلة ، ولِحْيان ، وأمروهم بقطع الجلب عن مكّة " . 

قلت : نلاحظ هنا أنّ بني مسعود قدموا لمؤازرة عثمّان المضايفي وجيشه ضدّ الشَّريف حيث حاولوا الدّخول إلى الحصن فحدث القتال بينهم وبين جيش الشَّريف .

7ــ وجاء لبعض رجالات قبيلة بني مسعود ذكرٌ في وثيقة مؤرّخة بتاريخ 13 / جمادى الثانية / 1232 هــ وهما : 
1ــ سالم بن سالم أبو تاكي المسعودي .
2ــ جابر بن طويلع المسعودي .

8ــ وجاء ذكر بني مسعود في وثيقة مؤرّخة بتاريخ 3 / رجب / 1259 هــ تختصّ بتحديد ديار قبيلتي الصلمان والسواهرة وجاء فيها : " يحدها من المشرق ديرت الثبته ...  ومن الشام ديرت المسعودي والمطرفي " أ . هــ

9ــ وجاء ذكر شيخين من بني مسعود في وثيقة غير مؤرّخة لكن ذكر فيها الشريف محمد بن عبد المعين بن عون الذي استلم إمارة مكّة عام لفترة طويلة بين عام 1243 هــ وعام 1274 هــ وهما :
1ــ الشيخ عبد الغني من بني مسعود .
2ــ الشيخ نوير ابن ضفيدع من بني مسعود .

10ــ وجاء لبني مسعود ذكرٌ في وثيقة مؤرّخة بتاريخ 15 / 10 / 1260 هــ بخصوص حلّ النزاع بينهم وبين بني عمير على الحدود بينهم في منطقة ضرعا وبدالة وقد مثّلهم في حلّ النزاع كلٌّ من : 
1ــ سالم أبو تاكي المسعودي .
2ــ صالح البعشوم المسعودي .
3ــ عبد الله بن رديد القميقمي المسعودي .
4ــ مساعد بن دبيس المسعودي .

11ــ وفي عام 1303 هــ كتب التعايشي حاكم السودان إلى بني مسعود وغيرهم من قبائل الحجاز ليتبعوا دولته ودعوته . جاء في ذكر مكاتبات عبد الله التعايشي خليفة المهدي في حكم السودان الذي تولّى حكم السودان عام 1302 هــ 1885 م إلى قبائل الحجاز : " كتبه إلى قبايل نجد والحجاز ، كتبه إلى قبائل الحجاز : وكتب أيضاً إلى جميع قبائل الحجاز يدعوهم إلى المهدية والجهاد ، ومنهم قبائل قريش وخزاعة ولحيان والحمران والمجانين والصحاف وبشر وزبيد والحجاولة وصبح والحوازم والظواهرة وعوف والهلبة والصواعق وميمون والدعاجين والمزاميم والزاهرة وهذيل الشام وبنو مسعود والمطارحة والأحامدة وغيرهم . 
تسميته حذيفة بن سعد عاملاً على الحجاز : وقد جعل حذيفة بن سعد كبير الأحامدة عاملاً عليهم وكتب إليه منشوراً في العمالة بتاريخ 21 شوّال 1303 هــ 23 يوليو سنة 1886 م ..... " .

قلت : الحجاولة تصحيف الجحادلة ، والصواعق تصحيف الصواعد من قبائل حرب ، والزاهرة تصحيف الزواهرة من قبائل هذيل ، والمطارحة تصحيف المطارفة من قبائل هذيل . 
وهذا النصّ يدلّ على أنّ قبيلة بني مسعود كانت من أبرز قبائل الحجاز حتى أرسل إليها حاكم السودان مع غيرها من القبائل . 

12ــ وذكرهم الشريف شرف البركاتي في رحلته عام 1329 هــ فقال : " ... أما قبيلة هُذَيْل فمحيطة بدائرة مكة من الأربع جهات ، ففرع منها وهو الأكبر قاطن جنوب مكة وفرع منها قاطن بين مكة ووادي فاطمة جهة شمال مكة وتسمى بلِحْيان والمجانين ، وفرع منها يقطن مكّة وتسمى ببني عمير والمطارفة وبني مسعود والسعايد ، وفرع منها قاطن بوادي نعمان ووادي عرنة ووادي ملكان وعدد الجميع اثنان وتسعون ألفاً ، ونسبها ينتهي إلى هذيل بن مدركة بن إلياس إلى عدنان " .

13ــ جاء لهم ذكر عام 1335 هــ فقد جاء في مقالة مؤرّخة بيوم الأحد 15 تمّوز / 1917 م الموافق 25 رمضان 1335 هــ في ذكر القبائل المنضوية إلى لواء الملك الحسين التي تقاتل معه ولا تفتر وهي لا تنفك من غزوات : 

14ــ وجاء لبني مسعود ذكرٌ عام 1336 هــ فبعد هزيمة جيش الشريف حسين بقيادة الشريف شاكر بن زيد العبدليّ أمام قوّات الشريف خالد بن لؤي في معركة الحنو يوم 9 / ذو الحجّة 1336هــ أرسل الشريف حملة جديدة لحرب الشريف خالد بن لؤي ، قال مقبل الذكير : " .. فجهز على الأثر حملة رابعة جميها من بوادي الحجاز من بني سفيان ، وهذيل وثقيف وبني سعود حرب الحجازية ، وعسكر من أهل بيته ، وكان عدد الجميع يتراوح بين الخمسة والستة آلاف وولى القيادة صهره الشريف عبد الله بن محمد ، الشريف شاكر بن زيد ، فسارت هذه الحملة ، فلما وصلت ( حصن ) تلقت أمراً من الملك حسين بالتزام موقفها وعدم إجراء حركة قبل وصول الشريف عبد الله بن الحسين الذي جعلت له القيادة العامة ، فأقامت بموضعها نحو شهرين ، فانتشرت الحُمّى بين رجالها ، ومات منهم عددٌ كبيرٌ ، وأصبح الباقون في حالةٍ لا تساعد على الأعمال العسكرية " .

قلت : ها هنا بعض التصحيفات هي : 
1ــ جميها : والصواب : جمعها .
2ــ بني سعود حرب : والصواب : بني مسعود وحرب الحجازيّة .
3ــ حصن : والصواب : حضن .    

ومن رجالات بني مسعود : 

1ــ عبد الله بن مسعود المسعودي .

كان من رجالات هُذَيْل الشام ، وكان شيخ قبيلة بني مسعود وممثّلها في اجتماع هُذَيْل الشام وقد ورد ذكره في وثيقة العطاش المَطْرَفِيّ سنة 973 هــ . 

ومن فروع بني مسعود :

1ــ البعاشيم .

البعاشيم وواحدهم البعشومي فرعٌ من بني مسعود . جاء ذكر صالح البعشوم المسعودي في وثيقة مؤرّخة بتاريخ 15 / 10 / 1260 هــ وكان أحد ممثّلي بني مسعود النزاع بينهم وبين بني عمير على الحدود بينهم في منطقة ضرعا وبدالة .

2ــ التواكية . 

التواكية وواحدهم أبو تاكي فرعٌ من بني مسعود . جاء ذكر سالم بن سالم ابو تاكي المسعودي في وثيقة مؤرّخة بتاريخ 13 / جمادى الثانية / 1232 هــ ، كما جاء ذكر سالم أبو تاكي المسعودي في وثيقة أخرى مؤرّخة بتاريخ 15 / 10 / 1260 هــ وكان أحد ممثّلي بني مسعود في النزاع بينهم وبين بني عمير على الحدود بينهم في منطقة ضرعا وبدالة .

3ــ الخفراء . 

الخفراء وواحدهم خفير فرعٌ من بني مسعود . جاء لهم ذكرٌ في القرن الثامن للهجرة ،  وقد عُرفوا بهذا لأنّهم كانوا يخفرون الحاج العراقي إذا دخل إلى بلادهم ، ومنها قرية التنضب من وادي نخلة الشامية ، ومن رجالاتهم : 

1ــ عبد الكريم بن محمد المسعوديّ الهُذَلِيّ .

قال الفاسي في ترجمة عبد الكريم المسعودي : " عبد الكريم بن محمد الهُذَلِيّ المسعودي المعروف بالخفير بخاء معجمة وفاء وياء مثناة من تحت وراء مهملة . كان وافر الحرمة ، منيع الجار ، حتى قيل أنَّ الهارب من مكة لقصد نخلة إذا بلغ في طريقه صخرة معروفة بهذا الخفير نجا ، وهذه الصخرة قبل مدرج نخلة . وكان يحمي الجار ببلدة سولة ، ولو كان الطالب له صاحب مكة أحمد بن عجلان ، أو أحد من أتباعه ، وحمل ذلك أحمد بن عجلان أنه مكّن قريباً له من قتله ، لأنَّ قريبه كان يطالبه بدم ، وما قدر عليه ، فلمّا سمع أنه بمكّة قصده ، واجتمع بأحمد بن عجلان ، وسأله في إعانته على قتله فلم يفعل ، وقال : إذا قتلته حميتك ، فتركه قريبه وهو يصلي بالمسجد الحرام صلاة المغرب عند ميزان الشمس وطعنه طعنة كان فيها حتفه ، ولم يكن للمذكور شعور بما دبّره عليه قريبه من قصده لقتله ، وقتل معه إبنا له ، وكان المذكور يُنسب لمروءة كثيرة مع جمالٍ في الهيئة واللباس ، وكان قتله فيما بلغني في أثناء سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة ودفن بالمعلاة " ، وقال ابن فهد في ذكر وفيات سنة 783 هــ : " ... وعبد الكريم بن محمد الهُذَلِيّ المسعودي المعروف بالخفير وولده مقتّلين " .

2ــ رميثة بن أحمد المسعوديّ الهُذَلِيّ .

قال الفاسي : " رميثة بن أحمد الهُذَلِيّ المسعودي : المعروف بالخفير بخاء معجمة وفاء وياء مثناة من تحت . كان من أعيان الخفراء الذين يسكنون قرية سولة من وادي نخلة اليمانية ، ويُنسب لمروءة وخير ، وكان معتبراً عند الناس ، وتغيّر عقله قليلاً بأخرة من الكبر ، وما مات حتى كثر تألمه لموت ولد له كبير يسمى عبد الكريم ، لقيامه عنه بسداد ما يعرض من الفتن بين الأعراب ، توفّي في يوم النفر الأول أو الثاني من سنة تسع عشرة وثمانمائة ، ودفن بالمعلاة عن ستِّ وسبعين سنة أو أزيد . وأظن والله أعلم أنَّ السبب في شهرته بالخفير هو وأقاربه ، لكون بعض أجدادهم وجماعتهم كانوا يخفرون الحاج العراقي إذا قدم عليهم في بلادهم ، ولا مندوحة له عن المرور بقرية التنضب من وادي نخلة الشامية وأمرها لبني مسعود الذين الخفراء منهم " .

3ــ عبد الكريم بن رميثة بن أحمد المسعوديّ الهُذَلِيّ  .

كان مساعداً لأبيه في حلّ النزاعات والفتن بين الأعراب ، توفّي قُبيل أبيه المتوفّى عام 819 هــ . 

وهذا الفرع لم يعد معروفاً في زماننا هذا . 

4ــ القماقمة .

القماقمة وواحدهم قميقمي فرعٌ من بني مسعود . جاء ذكر عبد الله بن رديد القميقمي المسعودي في وثيقة مؤرّخة بتاريخ 15 / 10 / 1260 هــ وكان أحد ممثّلي بني مسعود في النزاع بينهم وبين بني عمير على الحدود بينهم في منطقة ضرعا وبدالة .

وبنو مسعود أبناء عم بني نَباتَة ، ويجمعهم بهم مُسمّى بَنِيّ مع قبائل بني نَباتَة وبني عُمَيْر ومُحيّا .

هذه المادّة قيد التحديث حسبما يستجدّ من نصوص أو وثائق والله الموّفق .


ويمكن التواصل مع الباحث على العنوان التالي :
alahaywiy@yahoo.com

الخريطة للأستاذ الدكتور مصلح الثمالي  .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق