تهتم هذه المدونة وتعنى بأنساب وتاريخ وأعراف وتقاليد وأخبار وأعلام وشؤون قبائل المساعيد

الخميس، سبتمبر 10، 2020

قبيلة زليفة في كتاب قبيلة هُذَيْل وأصولها القديمة في بلاد الحجاز حتى آخر عهد الأشراف عام 1344 هــ


 زليفة وواحدهم زلفيّ وزليفيّ من أشهر وأقدم قبائل هُذَيْل وأعرقها ولها ذكرٌ جليلٌ ، وتعرف ديارهم بشفا زليفة في شمال غرب الطائف ، ومن أهمّ معاقلهم وادي الشريف ، وقد ذكر قبيلة زليفة عددٌ من الباحثين والكتاب ومنهم :
1ــ الشّيخ عاتق بن غيث البلادي .
2ــ الأستاذ محمد بن علي بن هلال الحتيرشي الهذلي .
3ــ الأستاذ عطيّة الشيبي المطرفي .
4ــ الشريف مساعد بن منصور .
5ــ الشيخ حمد الجاسر . 
6ــ الأستاذ محمد جابر الحسني .
7ــ الأستاذ حمّاد الخاطري .
وغيرهم . 


وممّا جاء عن هذه القبيلة العريقة في كتابي :

( قبيلة هُذَيْل وأصولها القديمة

في بلاد الحجاز حتى آخر عهد الأشراف عام 1344 هــ ) 

والعمدة فيه على النصوص والوثائق حتى عام 1344 هــ 1925 م ما يلي : 

بنو زُلَيْفَة بن صُبْح بن كَاهِل بن الحَارِث بن تَمِيم بن سَعْد بن هُذَيْل .

النسبة إلى زُلَيْفَة زلفيّ وزليفي ، قال الإشبيلي ( ت 581 هــ ) : " الزلفيّ في هُذَيْل يُنسب إلى زُلَيْفَة بن صُبْح بن كَاهِل بن الحَارِث بن تَمِيم بن سَعْد بن هُذَيْل ، ــ زلف بمعنى قرب ودنا ــ ، قال أبو محمد : النسب إلى زُلَيْفَة زلفيّ " . هذا ما نقله الشيخ حمد الجاسر غير أنّ ما قاله الإشبيلي غير هذا فقد تابع الهجري بقوله أن زُلَيْفَة هو صُبْح ، قال عبد الحقّ الإشبيلي ( ت 581 هــ ) " الزُلَفِيّ في هُذَيْل يُنْسَب إلى زُلَيْفَة وهو صُبْح بن كَاهِل بن الحَارِث بن تَمِيم بن سَعْد بن هُذَيْل ، زلف بمعنى قرب ودنا ، قال أبو محمد : النسبة إلى زُلَيْفَة زلفي كما إلى جهينة جهنيّ ، منهم من الرواة أبو بكر سُلميّ بضمّ السين بن عبد الله بن سُلَميّ الهُذَلِيّ  الزُلَفِيّ ، قال فيه القَاسِم بن سَلّام : أبو كبير من بني صُبْح بن كَاهِل ، وهو في الشجرة سُلميّ بن عبد الله بن سُلميّ بن حبيب بن عويمر بن مالك بن كَعْب ، وكَعْب هو أخو صُبْح ، وكذا نسبه الأمير غير أنّه زاد بين سلمى وحبيب عبد الله والله أعلم ، روى عن الحسن ومحمد بن سيرين وعكرمة وأبي خيثمة الهجيمي وابنه المليح ومعاذة العدوية ، روى عنه وكيع وأبو نعيم وغيرهما وهو ضعيف الحديث " ، وقال البلبيسي ( ت 802 هــ ) : " الزُلَفِيّ في هُذَيْل : زُلَيْفَة هو صُبْح بن كَاهِل بن الحَارِث بن تَمِيم بن سَعْد بن هُذَيْل . زلف : قرب ، النسبة إلى زُلَيْفَة زلفي كجهنيّ في جهينة ، منهم أبو بكر سُلميّ بضمّ السين ابن عبد الله بن سُلَميّ الهُذَلِيّ الزُلَفِيّ ، قال أبو عبيد القَاسِم بن سَلّام : هو من بني صُبْح بن كَاهِل ، وفي الشجرة سُلميّ بن عبد الله بن سُلميّ بن حبيب بن عويمر بن مالك بن كَعْب ، وكَعْب هذا أخو صُبْح بن كاهل ، وزاد الأمير بين سلمى وحبيب عبد الله "  . 

والزعم بأنّ زُلَيْفَة هو صُبْح كان السابق إلى قوله الهجري ، قال الهجري : " عبيد الله بن دحيم بن عبيد الله بن الوليد بن نافع بن زهير بن شريك بن نعيلة بن كَعْب بن صُبْح ، وزعم أنَّ زُلَيْفَة هو صُبْح بن كَاهِل بن الحَارِث بن تَمِيم بن سَعْد بن هُذَيْل " ، وقال : " ابن دحيم الزُّلفي من هُذَيْل " .

قلت : زُلَيْفَة هو ابن صُبْح كما ذكره علماء النَّسب ، وليس هو صُبْح كما زعم الهجري ، وهذا يعني أنّ اسم زُلَيْفَة عمّ كَعْباً جدّ ابن دحيم الذي نسب إلى زُلَيْفَة فعرف بالزّلفي .
وأبو بكر سُلميّ بن عبد الله الهُذَلِيّ من بني كَعْب بن كاهل ، وليس من بني زُلَيْفَة كما بيّناه في الحديث عن بني كَعْب بن كاهل .  

وقال السمعاني ( ت 562 هــ )  : " الزُّليقي : بضمّ الزّاي وباللام وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها القاف ، هذه النِّسبة إلى زليقة وهو بطن من هُذَيْل " ، وقال ابن الأثير ( ت 630 هــ ) : " الزُّليقي : بضمّ الزّاي وباللام وسكون الياء المثنّاة من تحتها وفي آخرها القاف ، هذه النِّسبة إلى زليقة بن صُبْح بن كَاهِل بن الحَارِث بن تَمِيم بن سَعْد بن هُذَيْل وهو بطن من هُذَيْل " .

قلت : زليقة تحريف زُلَيْفَة ثالثه فاء موحدة لا قافٌ مثنّاة  وأصل هذا التّصحيف في كتاب السَّمعانيّ ( ت 562 هــ ) ، وعنه أخذه ابن الأثير .

ونقله الخيضري ( ت 894 هــ ) عن السمعاني وتعقّبه مصحّحاً فقال : " الزُّليقي : بضمّ أوّله وفتح ثانيه وآخر الحروف ساكنة ، ثمّ قاف ، نسبة إلى زليقة بطن من هُذَيْل .
قلت : الصواب أنَّ آخره فاء كما ذكره أبو عمر الكنديّ وتبعه الرشاطيّ وغيره ، ومن زعم أنّه قاف فقد حرّف ، وهو زُلَيْفَة بن تَمِيم بن سَعْد بن الهُذَيْل ، قال الرشاطيّ : والصواب في النسبة إلى زُلَيْفَة زُلَفيّ كما قيل في جهينة جهنيّ والله أعلم . يُنسب إليه عطاء بن رافع الزليقيّ ولي بحر مصر لعبد العزيز بن مروان ، مات سنة خمس وثمانين ، ذكره ابن بونس .
قلت : ومنهم أبو بكر سُلمي بضمّ السين المهملة بن عبد الله بن سُلميّ الهُذَلِيّ الزلفيّ بصريّ ، وهو ابن ابنة حميد بن عبد الرحمن " . 

قلت : سقط من سياق النسب عند الخيضريّ أسماء صُبْح بن كَاهِل بن الحَارِث بين زُلَيْفَة وتَمِيم ، والصحيح في نسب زُلَيْفَة انّه زُلَيْفَة بن صُبْح بن كَاهِل بن الحَارِث بن تَمِيم بن سَعْد بن هُذَيْل ، وصواب الهُذَيْل هُذَيْل بدون أل التعريف .  
وما ذكره عن نسب أبي بكر الهُذَلِيّ غير صحيح فأبو بكر من بني كعب بن كاهل ، وهو عمّ زليفة بن صبح بن كاهل كما سيأتي بيانه في الحديث عن بني كاهل بن كعب . 

وقال السيوطي ( ت 911 هــ ) : " الزليقي : بالضم آخره قاف إلى زليقة بطن من هُذَيْل " ، وقال حاجي خليفة ( ت 1067 هــ ) في ذكر نسبة الزُّلَيْقي : " إلى زُلَيقة ، بطن من هذيل " .

قلت : زليقة بالقاف المثنّاة من فوق تصحيف زليفة بالفاء الموحّدة . 

وقال الكَلْبِيّ ( ت 204 هــ ) : " ولد صُبْح بن كَاهِل : زُلَيْفَة وزمعة " ، ونقله ياقُوت الحَمَوِيّ وعنده : " زُلَيْفَة وربيعة " .

قلت : وقد تصحّف اسم زُلَيْفَة إلى دليفة في تحقيق الأستاذ محمود فردوس العظم ، فيما تصحّف اسم ربيعة إلى زمعة في تحقيق د . ناجي حسن من جمهرة النسب ، وتحقيق الأستاذة نهاية سعيد عبد الله سلمان ، وتحقيق الأستاذ عيد الستّار أحمد فرّاج غير أنّ الأستاذ عبد السلام أشار في الحاشية إلى ما ورد في المقتضب لياقُوت الحَمَوِيّ وأنساب الأشراف وفيهما ( زُلَيْفَة وربيعة ) ، وهو الصحيح . 

وقال البلاذري ( ت 279 هــ )  : " قال هشام بن الكَلْبِيّ : ولد صُبْح بن كَاهِل بن الحَارِث بن تَمِيم بن سَعْد بن هُذَيْل : زُلَيْفَة وربيعة " ، وقال السُّكَّرِيّ ( ت 275 هــ )  : " بنو زُلَيْفَة بن صُبْح بن كَاهِل بن الحَارِث بن تَمِيم بن سَعْد بن هُذَيْل  " ، وقال : " بنو زُلَيْفَة حيٌّ من هُذَيْل " ، وقال : " الباهلي : زُلَيْفَة بن صُبْح بن كَاهِل " ، وقال : " بنو زُلَيْفَة حيٌّ من هُذَيْل " ، وقال : " بنو زُلَيْفَة بن صُبْح " ، وجاء في ديوان الهُذَلِيّين : " وزُليْفة : من هُذَيل ، وبنو صُبْح أيضاً "  ، وقال أبو الفرج الأصفهانيّ ( ت 356 هــ ) : " حيٌّ من هُذَيْل يقال لهم بنو زُلَيْفَة بن صبيح " .

قلت : صبيح تصحيف صُبْح . 

وقال المقريزيّ ( ت 845 هــ )  : وولد صُبْح بن كَاهِل بن الحَارِث : زليقة بطن وربيعة "  ، وقال الزَّبِيديّ ( ت 1205 هــ ) : " زليقة بن صُبْح كجهينة بطن من هُذَيْل هكذا ضبطه ابن الأثير ويقال هو بالفاء وقد تقدّم " .

قلت : زليقة عند المقريزي والزَّبِيديّ تصحيف زُلَيْفَة .

وقال ابن دُرَيْد ( ت 321 هــ ) : " بَنُو زُلَيْفَة : بطن من الْعَرَب " ، وقال الصغّاني ( ت 650 هــ ) : " زُلَيْفَةُ مصغرة : بطن من العرب " ، وقال ابن سِيْدَة ( ت 398 هــ ) وابن منظور ( ت 711 هــ ) : " بنو زُلَيْفَة بَطْنٌ " ، وقال الزَّبِيديّ ( ت 1205 هــ ) : " زُلَيْفَة كجُهَيْنة بطنٌ باليمن عن ابن دُرَيْد " .
وقال السُّكَّرِيّ : " قال أبو جندب ، رواها الأصمعي ، ولم يروها ابن الأعرابي ، ولا أبو عَمْرو ، ولا الجمحي : 

من مبلغ ملائكي حُبْشِيّا = أخا بني زُلَيْفَة الصبحيّا

ملائكي ، رسائلي . وحُبْشِيّ ، اسم رجل . وبنو زُلَيْفَة ، حيٌّ من هُذَيْل . والصبحيّ ، من قوم يقال لهم : بنو صُبْح  " .

وقال الزَّبِيديّ ( ت 1205 هــ ) : "  زُلَيْفَةُ بَطْنٌ مِن هُذَيْل " .

قلت : ويستفاد مما قاله الزَّبِيديّ أن بني زليفة بطن من هُذَيْل ، وأنّهم يقطنون اليمن ، واليمن اسمٌ يطلق على ما كان جنوب مكّة المكرّمة والطائف ، ولا زال بنو زليفة يقطنون ديارهم القديمة ، وهم جزءٌ من هُذَيْل اليمن .   

كانت ديار بني زُلَيْفَة بنواحي المنحاة ووادي يَعْرِج ، قال أبو عبيد البكريّ ( ت 487 هــ ) في ذكر المنحاة : " موضع في ديار بني زُلَيْفَة فخذٌ من هُذَيْل " ، وجاء في كتاب بلاد العرب : " بنَعْمان الأصدار ، وهي صدور الوادي التي يجيء منها العسل إلى مكّة ، وبالأصدار جبل يقال له ذات الأقبر ، وجبل يقال له يَعْرِج فيه طريق يظهر إلى الطّائف أسفله لبني الملجّم من هُذَيْل أيضاً ، وأعلاه لزُلَيْفَة من هُذَيْل أيضاً ، ولهم أيضاً وادٍ يقال له رهجان ، يصبُّ في نَعْمان به عسلٌ كثيرٌ ، وجبلٌ يقال له مكّا ، وجبل يقال له الوتر ، وعليه الطّريق من اليمن إلى اليمن " ، وقال الزمخشري ( ت 538 هــ ) : " الهدة من بلاد الطائف ، وهو موضع القرود ، وقال الشريف علي : الهَدَة مخفّفة ، وقال : يقال لها هَدَةُ زُلَيْفَة ، وزُلَيْفَة من بطون هُذَيْل " ، وقال ياقُوت الحَمَوِيّ ( ت 626 هــ ) : " يَعْرِج بالفتح ثمَّ السكون وكسر الراء والجيم جبل بنَعْمان فيه طريق إلى الطائف أسفله لبني المُلْجَم من هُذَيْل وأعلاه لزُلَيْفَة من هُذَيْل أيضا " ، وقال الصغّاني ( ت 650 هــ ) : " الهَدَّةُ : مَوْضِعٌ بين عُسْفَانَ ومَكَّةَ ، حَرَسها الله تَعالى ؛ وقِيل : هي مِن الطَّائف ؛ وقد تُخَفَّفُ ؛ ويقال لها : هَدَةُ زُلَيْفَةَ . وزُلَيْفَةُ : من بُطُونِ هُذَيْل " ، وقال الزَّبِيديّ ( ت 1205 هــ ) في ذكر الهدة : " هدة زُلَيْفَة وزُلَيْفَة بطن من هُذَيْل " . 

وكانت ديارهم تُعرف بالزُّلَيْفات نسبةً إليهم . قال أبو عبيد البكريّ ( ت 487 هــ ) : " الزّليفات بضمّ أوّله وبالفاء، على لفظ التصغير : موضع فى ديار بنى تميم ، قال تأبّط شرّاً :

ولا ابن رياح بالزّليفات داره ... رياح بن سعد والمعاديّ معقل 

قلت : قوله ( موضع في ديار بني تميم ) يعني تميم بن سعد بن هذيل ، ومنهم زليفة وهم زليفة بن صبح بت كاهل بن الحارث بن تميم ، وقوله : ( والمعاديّ ) صوابه المعاويّ نسبة إلى معاوية كما جاء في إحدى نسح كتاب أبي عبيد البكريّ ، ومعاوية هو معاوية بن تميم أحد أجداد معقل ، وهو معقل بن خويلد الهُذلي كما سيأتي في الحديث عنه . 
وقد فات البلادي ذكر هذا الموضع فلم يذكره في كتابه معجم معالم الحجاز ، وكذلك فات حمّاد بن حامد السالمي في كتابه المعجم الجغرافي لمحافظة الطائف فلا ذكر له عنده . 

 ومن أعلام زُلَيْفَة بن صُبْح : 

1ــ رياح بن سَعْد الزُّلفي الهُذَلِيّ . 

من رجالات بني زُلَيْفَة . ذكره أبو خراش في ذكره غدر غاسل بن غزيّة الجُرَبِيّ الهُذَلِيّ بغلامٍ حنظليٍّ تميميٍّ فقال : 

فلو كان سلمى جاره أو أجاره 
رياحُ بن سَعْدٍ ردّهُ طائرٌ كهلُ

يريد سلمى بن معقل من بني صَاهِلَة،  ورياح بن سَعْد من بني زُلَيْفَة .

قلت : وكان رياحُ بن سَعْدٍ الزُّلَفِيُّ من أبرز رجالاتِ هُذَيْلٍ خاصّة وعرب الحجاز عامّة ، وقد ذكره تأبَّط في قصيدةٍ طويلةٍ له نقل أبو الفرج الأصفهانيّ بعض أبياتها في قصّة وقعت لتأبّطَ شرّاَ حينما أراد الأحلّ بن قنصل البَحَلِيّ بمعونة رجلٍ اسمه لكيز الفتك بتأبّط شرّاً ومن معه بالسّم ، فنظم قصيدةً ذكر فيها بعض رجالات العرب ووصفهم بالجود والكرم ، ومن بينهم رياح بن سعد الزُّلَفِيُّ الهُذَلِيّ ، قال أبو عمرو : " خرج تأبط شرّا يريد أن يغزو هُذَيْلاً في رهط ، فنزل على الأحلّ بن قنصل ــ رجل من بجيلة ــ وكان بينهما حلف ، فأنزلهم ورحّب بهم ، ثم إنّه ابتغى لهم الذّراريح  ليسقيهم فيستريح منهم ، ففطن له تأبط شرَّاً ، فقام إلى أصحابه ، فقال : إني أحبُّ ألّا يعلم أنّا قد فطنّا له ، ولكن سابّوه حتى نحلف ألّا نأكل من طعامه ، ثم أغترّه فأقتله لأنّه إن علم حذرني ــ وقد كان مالأ ابن قنصل رجل منهم يقال له لكيز قتلت فهمٌ أخاه ــ فاعتلّ عليه وعلى أصحابه فسبّوه وحلفوا ألّا يذوقوا من طعامه ولا من شرابه ، ثمَّ خرج في وجهه ، وأخذ في بطن وادٍ فيه النّمور ، وهي لا يكاد يسلم منها أحدٌ ، والعرب تسمي النمر ذا اللونين ، و بعضهم يسميه السّبنتى ، فنزل في بطنه وقال لأصحابه : انطلقوا جميعا فتصيّدوا ، فهذا الوادي كثير الأروى ، فخرجوا وصادوا ، وتركوه في بطن الوادي فجاءوا فوجدوه قد قتل نمراً وحده ، وغزا هُذَيْلاً فغنم وأصاب ، فقال تأبّط شرّاً في ذلك :

أقسمتُ لا أنسى وإن طالَ عيشُنا 
صنيعَ لُكيزٍ والأحـــــلُّ بن قنصلِ
نزلنا به يوماً فساءَ صـــــــباحنا 
فإنك عمري قد ترى أيَّ منـــزلِ 
بكى إذ رآنا نازليـــــــــــنَ ببابهِ‌ 
وكيف بكاءُ ذى القليــــلِ المُعيّلِ 
فلا وأبيكَ مــــــــــــا نزلنا بعامرٍ 
ولا عامرٍ ولا الرئيسَ ابن قوقلِ 

عامر بن مالك أبو براء ملاعب الأسنّة ، وعامر بن الطّفيل ، وابن قوقل : مالك بن ثعلبة أحد بني عوف بن الخزرج .

ولا بالشّليل ربّ مروانَ قاعداً 
بأحسنِ عيشٍ والنّفاثيَّ نوفلِ‌

ربّ مروان : جرير بن عبد اللّه البجلي . ونوفل بن معاوية بن عروة بن صخر بن يعمر أحد بني الدّيل بن بكر .

ولا ابن وهيبٍ كاســـبِ الحمدِ والعُلا 
ولا ابن ضُبيعٍ وســـط آل المـــــخبّلِ‌
ولا ابن حُليسٍ قاعداً فــــي لقاحــــهِ  
ولا ابن جريٍّ وســـــط آل المــــغفّلِ‌
ولا ابن رياحٍ بالزّليـــــــ،،،فات داره‌ 
رياح بن سعدٍ لا رياح بن معقــــل‌ِ
أولئـــك أعـــطى للولائــــدِ خـــــلفةً 
وأدعى إلى شحمِ السّديفِ المرعبلِ  


2ــ عطاء بن رافع الزليفيّ الهُذَلِيّ  .

توفّي عام 85 هــ ، ولي بحر مصر ، قال ابن يونس ( ت 347 هــ ) : " عطاء بن رافع الزُّليقي ولي بحر مصر لعبد الرحمن بن مروان ، قرأت في بعض الكتب القديمة : أصيب عطاء بن رافع سنة خمس وثمَّانين " ، ونقله السَّمعانيّ ( ت 562 هــ )  ، ونقله عنه ابن الأثير .

قلت : سبق القول أنّ الزّليقي تصحيف الزّليفي نسبة إلى زُلَيْفَة بن صُبْح.

3ــ حُبْشِيّ الزلفيّ الهُذَلِيّ  .

له ذكر في شعر الهُذَليّين .ذكره أبو جُنْدَبَ الهُذَلِيّ . 

وله خبر مع الأعلم الخثميّ الهُذَلِيّ  ، قال أبو سعيد السُّكَّرِيّ : " قال الأعلم ونزل برجل من بني زُلَيْفَة بن صُبْح بن كَاهِل بن الحَارِث بن تَمِيم بن سَعْد بن هُذَيْل ، يقال له حُبْشِيّ ، ومعه بنون له صغار ، فلم يضفه ولم يقره ، ولم يصنع به خيراً ، فقال الأعلم : 

تروّحت حُبْشِــــــــيّاً فأترح إلدتي 
كما زُحزحت عند المباركِ هيمُها
أحُبْشِــــــيّ إنّا قــــد يمتّعنا الغنى 
بأموالنا نُريــــــــحها ونُســــيمها
ونحســــــــبها على العظائم نتّقي 
بها دعوة الداعيـــــــن إنّا نقيمها
إذا النفساءُ لم تُخَرّس ببــــــكرها 
غلاماً ولم يُسكت بِحًتْرٍ فطيـــمها
أحُبْشِيّ لم تشمت أوان شــــماتةٍ 
وللدهر أيّامٌ رِغــــــابٌ كلومــــها
جزى الله حُبْشِيّاً بما قال أَبؤســـاً 
بما رام أشياءَ بنا ولا نرومـــــها  

4ــ أبو مجالد الزلفيّ الهُذَلِيّ  .

له خبر مع أميّة بن أبي عائذ العَمْرِي الهُذَلِيّ  ، قال السُّكَّرِيّ : " وقال أمية أيضاً ، وذلك أن أبا مجالد ، أحد بني زُلَيْفَة بن صُبْح ، قال وهو يردُّ على أمية قوله في ابنة عمه أبياتا ، فبلغت أمية ، فقال : 

ألا ليت شعري عنك يا با مجالدٍ 
أألجد هذا منك أم أنت تهــــــزلُ
فإنك في شوْري فاختر مودّتـي 
أو الحرب فانظر أيَّ ذلك تفـعلُ

إلى آخر القصيدة  .

ومن مشايخ المدينة المنوّرة في القرنين الحادي والثاني عشر للهجرة الشيخ عمر الزلفي التقاه الفقيه المفسّر محمد بن عبد الله زيتونة الشريف المنستيري التونسي في رحلته إلى الحجّ عام 1124 هــ 1712 م .  فلا أدري إن كان من قبيلة زليفة أم لا !

ومن أخبار بني زُلَيْفَة قتلهم عَمْرو بن قيس الشَمْخيّ المَخْزُوميّ الصاهليّ الهُذَلِيّ  ، وهو من شعراء هُذَيْل ، قال السُّكَّرِيّ : " بينا عَمْرو بن قيس يطعم لقاحاً له رذايا من سيالة بنجد من جانب الرحى ، وجده قوم من بني زُلَيْفَة كانوا يطلبون وتراً في بني شَمْخ فقتلوه، فرجعوا يرتجزون

أبلغ أبا نصرٍ وأبلغ نصـــــرا 
أعني أبا الطَّمَّاح قولاً شزرا
أنا قتلنـــــــا بأخيـــــنا عَمْرا 
نعقل فيه جـــفرة أو جـــفرا

أو نسلك القوم طريقاً وعرا 

وفي هذا الرجز ذكر لأبي نصر الزلفي ونصر الزلفي أبو الطَّمَّاح .
ولزُلَيْفَة ذكر في أشعار هُذَيْل ، قال أبو جندب : 

من مبلغٌ ملائكي حُبْشِيّا 
أخا بني زُلَيْفَة الصبحيّا  

وقال المُعَطَّلُ الهُذَلِيّ : 

لظمياء دارٌ قد تعفّت رسومــــــــــها 
قفار وبالمنحاة منها مســـــــــــــاكنُ 
وما ذكره إحدى الزُّليفات دارها الــ 
ــمحاضر إلاّ من حــــــان حـــــــائنُ  
   
قال السُّكَّرِيّ ( ت 275 هــ )  : " الزّليفات يريد بني زُلَيْفَة حيٌّ من هُذَيْل " .  

قلت : المحاضر من ديار بني زليفة . قال البلادي : " المحاضر : جمع محضرة : وهاد في منتصف المنحدر الغربي للطور في ديار هذيل . تأخذ مياه أعلى الطود حيث تصبّ فيها شعاب : قراس وشثر وحضر ، ثمّ تدفعه في الكراب فيتكوّن وادي ضيم أحد فروع وادي ملكان ، وكلّها لهذيل ، عدا أسفل ملكان فهو لخزاعة . والطود والمحاضر : تقع جنوب شرقيّ عرفة ، تمكن رؤيتها بالعين المجرّدة لولا حيلولة جبال رهجان بينهما " ، وقال : " المحاضر بين دفاق ونعمان " ، وقال : " الموضع لبني زليفة ودارهم كانت المحاضر من ضيم ثمّ تركوها في زمنٍ بعيدٍ فاستقرّوا شمال هدأة الطائف في شفا بني زليفة المعروف اليوم " ، وقال في ذكر كراب ضيم : " وهي خمسة أودية ... تأخذ مياه الطود وأعلاها هناك قراس ، وشثر ، وحضر ، ثمّ تليها من الغرب المحاضر ، جمع محضرة ، وهي أسفل من الطود في صفحته الغربية ، ثمّ الكراب ، ثمّ حيمول وادي ضيم الذي يصبُّ في ملكان " ، وقال في ذكر مابد : " جبال لهذيل في أعلى الطود ، مياهها في ضيم شرقيّ عرفة على قرابة 45 كيلاً .... فأعلى الطود الطود قراس ، وحضر وشثر ، ثمّ المحضرة وتجمع المحاضر " .

وجاء لهم ذكر في وثيقة مؤرّخة بتاريخ 11 / رجب / 1263 هــ : " سبب تحرير الحروف لقد تحاضرو الرجال الكمل وهم الكباكبة وزُلَيْفَة والحساسنة تظامنو وتكافلو كفاله يرثها الحي بعد الميت انهم اولاد رجال واحد على الديره والقبيله وديرتهم وحده ومبداهم واحد كبيرهم وصغيرهم وكلمتهم وحدة " ، وحددّت الديرة بأنّ : " ديرتهم وحده محدوده من ريع وصيق بتهامه الى الشهران بالحجاز " ، وجاء فيها : " كل قبيلة تحمي ديرت قبيله " ثمّ بيّنت هذه القبائل : " الكبكبي يحمي ديرت الحساني والحساني يحمي ديرت الكبكبي والكبكبي يحمي ديرت الزلفي والزلفي يحمي ديرت الكبكبي والحساني يحمي ديرت الزلفي والزلفي يحمي ديرت الحساني " ، ثم أوردت الوثيقة الضمناء من قبيلة زُلَيْفَة : 
1ــ عودة بن فتّان من آل زيد .
2ــ عالي بن سميّح من آل زيد .
3ــ فجري بن حامد من الجفيعات .
4ــ جويبر بن عبد العزيز من آل ابن حمدة .
5ــ أحمد بن سلطان من الثبّت .
وجاء فيها : " المذكورين من الثلاثه القبايل كلا على خمسته ظمانة لافيه ما فيها مخالف ولا مناقض واشهدوا على انفسهم والله خير الشاهدين حرر يوم الخميس 11 رجب 1263 " أ . هــ . 

قلت : تنصّ هذه الوثيقة على التحالف بين هذه القبائل الهذليّة فيما يخصّ ديارهم ، وأنّهم بهذا الخصوص ( أولاد رجّال ــ أي رجل ــ واحد على الديرة والقبيلة ) . 
ومن فروع زُلَيْفَة : 

1ــ الثبّت .

جاء ذكرهم في وثيقة مؤرّخة بتاريخ 11 / رجب ، 1263 هــ ، ومنهم : أحمد بن سلطان ، وكان من ممثّلي قبيلة زُلَيْفَة في الاتّفاق الذي تمّ بين قبائل زُلَيْفَة والحساسنة والكباكبة بشأن التضامن بينهم كما تقدّم بيانه . 

2ــ الجفيعات .

جاء ذكرهم في وثيقة مؤرّخة بتاريخ 11 / رجب ، 1263 هــ ، ومنهم : فجري بن حامد ، وكان من ممثّلي قبيلة زُلَيْفَة في الاتّفاق الذي تمّ بين قبائل زُلَيْفَة والحساسنة والكباكبة بشأن التضامن بينهم كما تقدّم بيانه . 

3ــ آل ابن حمدة .

جاء ذكرهم في وثيقة مؤرّخة بتاريخ 11 / رجب ، 1263 هــ ، ومنهم : جويبر بن عبد العزيز ، وكان من ممثّلي قبيلة زُلَيْفَة في الاتّفاق الذي تمّ بين قبائل زُلَيْفَة والحساسنة والكباكبة بشأن التضامن بينهم كما تقدّم بيانه . 

4ــ آل زيد . 

جاء ذكرهم في وثيقة مؤرّخة بتاريخ 11 / رجب ، 1263 هــ ، ومنهم : 
1ــ عودة بن فتّان من آل زيد .
2ــ عالي بن سميّح من آل زيد .
وكانا من ممثّلي قبيلة زُلَيْفَة في الاتّفاق الذي تمّ بين قبائل زُلَيْفَة والحساسنة والكباكبة بشأن التضامن بينهم كما تقدّم بيانه . 

ومن أعلام بني كَعْب بن صُبْح : 

1ــ عبد الله بن دحيم الزُّلفي . 

قال الهجري : " عبيد الله بن دحيم بن عبيد الله بن الوليد بن نافع بن زهير بن شريك بن نعيلة بن كَعْب بن صُبْح ــ وزعم أنَّ زُلَيْفَة هو صُبْح ــ بن كَاهِل بن الحَارِث بن تَمِيم بن سَعْد بن هُذَيْل " ، وقال : " ابن دحيم الزُّلفي من هُذَيْل " .

قلت : زُلَيْفَة هو ابن صُبْح كما ذكره علماء النَّسب ، وليس هو صُبْح كما زعم الهجري ، وهذا يعني أنّ اسم زُلَيْفَة عمّ كَعْباً جدّ ابن دحيم الذي نسب إلى زُلَيْفَة فعرف بالزّلفي .

هذه المادّة قيد التحديث حسبما يستجدّ من نصوص أو وثائق والله الموّفق .

ويمكن التواصل مع الباحث على العنوان التالي :
alahaywiy@yahoo.com

الخريطة من إعداد الأخ الفاضل الأستاذ محمد بن سميّح الزلفيّ الهُذَلِيّ فله خالص الشكر والتقدير .


هناك 6 تعليقات:

  1. "سلمى" في بيت أبي خراش هو:سلمى بن المقعد من بني قُريم بن صاهلة من أمراء وشعراء هذيل.

    ردحذف
  2. هكذا ورد الاسم في شرح أشعار الهذليّين ، ج 3 ، ص 1237 ــ 1238 ، ديوان الهُذَليّين ، القسم الثاني ، ص 166 ، والقول أنه سلمى بن المعقل القرمي الصاهلي يحتاج إلى دليل ؟!

    ردحذف
  3. بارك الله فيك
    هو كما تقول في النشرتين لكن لا يعرف في رجال هذيل سلمى بن المعقل الصاهلي والموضع موضع مدح بينما من أمراء هذيل وشعرائها سلمى بن المقعد الصاهلي فذهبت إلى التصحيف في "مقعد"إلا أن يكونان رجلان مختلفان من صاهلة وهو ما أستبعده.

    ردحذف
  4. تصحيح إلا أن يكونا رجلين مختلفين ....

    ردحذف
  5. يبقى الأصل على أصله إلى أن يرد ما يصرفه عن هذا الأصل . وهناك الكثير من زعماء هذيل ورجالاتها لا نكاد نعرف عنهم شيئاً ، ومن هؤلاء رياح بن سعد الزلفي الهذلي ولولا ورود ذكره في شعر أبي خراش وتأبّط شرّاً لما عرفناه . شكرا جزيلا لكم على تفاعلكم العطر أخي الفاضل

    ردحذف
    الردود
    1. بوركت شيخنا،
      القول بالتصحيف ــ إذا ظهرت دلائله ــ غير مستنكر ولا يُناهض ببقاء الشيء على أصله.
      وذكرت فيما سبق ما يصرفنا عن الأصل والله أعلم.
      ونشكرلكم شيخنا توالي البحوث المؤصلة عن فروع هذيل زادكم الله من فضله.

      حذف