تهتم هذه المدونة وتعنى بأنساب وتاريخ وأعراف وتقاليد وأخبار وأعلام وشؤون قبائل المساعيد

السبت، سبتمبر 19، 2020

قبيلة عاترة في كتاب قبيلة هُذَيْل وأصولها القديمة في بلاد الحجاز حتى آخر عهد الأشراف عام 1344 هــ

 


قبيلة عاترة من أقدم وأعرق قبائل هُذَيْل ، فهي من قبائل بني قرد بن معاوية بن تميم بن سعد بن هُذَيْل ، وقد كانت من أعظم وأجلّ قبائل هُذَيْل في شمال شرق مكّة المكرّمة في القرنين التاسع والعاشر ، وظلّت تُعرف بهذا الاسم حتى القرن العاشر للهجرة فيما توفّر لديّ من معلومات ، ومن أهمّ معاقلها المضيق ( البردان ) في وادي نخلة الشامية ، وقد تغيّرت أسماء بعض القبائل الهذلية وغلب عليها أسماء فروعٍ منها حلّت أسماؤها محلّ الاسم القديم في ذات الديار . 



وممّا جاء عن هذه القبيلة العريقة في كتابي :


( قبيلة هُذَيْل وأصولها القديمة

في بلاد الحجاز حتى آخر عهد الأشراف عام 1344 هــ ) 


والعمدة فيه على النصوص والوثائق حتى عام 1344 هــ 1925 م ما يلي :



ومن ولد جابر بن زيد : 

1ــ عَاتِرَة بن جابر بن زيد بن قِرْد بن معاوية بن تَمِيم بن سَعْد بن هُذَيْل .

بنو عَاتِرَة وواحدهم عاتِريّ ، فرعٌ من بني قِرْد بن معاوية بن تَمِيم بن سَعْد بن هُذَيْل . قال عبد الحقّ الإشبيلي ( ت 581 هــ ) " العاتريّ في هُذَيْل يُنْسَب إلى عَاتِرَة بن جابر بن زيد بن قِرْد " ، وقال الخيضري ( ت 894 هــ ) : " العاتِريّ بمثنّاة مكسورة وراء نسبة إلى عَاتِرَة بن جابر بن زيد بن قِرْد " .

وقال المقريزيّ ( ت 845 هــ )  : " وولد جدير بن زيد بن قِرْد : عتوارة وعَاتِرَة " .

قلت : جدير تصحيف جابر .

وقال ابن معصوم الحسيني ( ت 1120 هــ ) : " بنو عَاتِرَة من هُذَيْل " .

ولا أدري هل يقصد ابن معصوم عَاتِرَة بن جابر أم عَاتِرَة بن عَمْرو بن الحَارِث !

ولقبيلة عَاتِرَة أخبار عديدة منها : 

1ــ عَاتِرَة من أهل المضيق عام 832 هــ .

قال عبد العزيز بن عمر بن فهد المكي في ذكر حوادث سنة 832 هــ في ذكر فرار السَّيّْد إبراهيم من أخيه السَّيّْد بركات : " ثمَّ توجّه إلى المضيق ، فآواه أهل المضيق عَاتِرَة ونَباتَة ، وأضافوه وأظهروا له المساعدة " ، وقال : " وسار السَّيّْد بركات بمن معه إلى نخلة ، وأخرَبها وسبى أهلها وأخذهم ، وكانت طائفة يقال لها نَباتَة ساروا مع الشريف إبراهيم ، فلمّا أن فرغ من أمر نَباتَة صاحت عَاتِرَة على الشريف بركات ، ووقع بينهم قتال ، فظفر عليهم الشريف بركات ، ولزم منهم عشرين نفساً ، ونهب محلّتهم ، وجاء بهم إلى مكّة مسلسلين في الحديد ، ثمّ بعد ذلك وصلت عَاتِرَة إلى السَّيّْد بركات ، وأعطوه رهائن ثلاثة من أولاد كبرائهم على أن يسلّموا له ألف دينارٍ ذهباً ، ويعودوا إلى بلادهم فعفا عنهم وقبل ذلك " .

2ــ عَاتِرَة يهاجمون إحدى القوافل في منى وعرفات وكرا عام 888 هــ . 

قال عبد العزيز بن عمر بن فهد المكي في حوادث ربيع الثاني سنة 888 هــ  : " وفي يوم الأحد سابع ربيع الثاني سافرت قافلة بَجيلة من على منى وعرفات وكرا ، فلمّا وصلوا قرب كرا خرج عليهم عرب هُذَيْل ، وهم فِرقة من عرب القصقوص أهل البادية ، ونهبوا القافلة جميعها حتى الجمال ، وقتلوا جملة من الرجال ، وجرحوا بعضهم ، ويقال أن الذي أخذوه غير الجمال يجيء أربعة آلاف دينار ، ثمَّ إنَّ العرب أرسلوا يسألون في الصلح وهم يردّون ذلك لأربابه فإن أبى الشريف فمن أراد أن يشتري متاعه فليأتهم ، وكان مع القافلة رفيق مقدّم ، ويقال أنه قال : ما أرفق إلّا على هذه الفِرقة ، ووصل الخبر إلى مكة ، ثمَّ إلى الشريف ، فأرسل رتبة خيل تجلس تحت جبل هؤلاء حتى يستصرخ عليهم العربان " .

قلت : ورد الاسم في غاية المرام الفصوص وهو تصحيف القصقوص ، وجاء صحيحاً في بلوغ القرى . 

3ــ صلح عَاتِرَة مع شريف مكّة عام 908 هــ .  

قال إبن فهد في حديثه عن عهد الشريف جازان بن محمد بن بركات في حوادث جمادى الأولى سنة 908 هــ حيث فرَّ القاضي شرف الدين الرافعيّ إلى نخلة ، فأرسل الشريف إبن عنقا لإحضاره فعاد بلا فائدة قال : " وعاد إبن عنقا من نخلة ، ولم يواجه ، وأغلظ له أهلها ، ثمَّ جاء بعض العربان إلى المستقين بأبيار العسلات ، وشوّشوا على بعض المستقين ، ضربوه بالسيف على كتفه ، ثمَّ على غيره وضربوا عرقوب جمله ، وحمل على العتّالين إلى مكة ، ثمَّ نحر ثاني يوم ، فتشوّش الشريف جازان لذلك ، وخرج هو وغالب عسكره إلى نخلة ، ورأى عرباً فوق الجبال بقرب مكّة ، فنادى عليه ، فأرسل لهم في أخذ مكّة منهم وجهاً ثلاثة أيام ، فأعطوهم ذلك ، وطلبوا العشاء فاشتروا لهم زاداً ، وعزموا لهم شيئا ، الجملة بعشرين ديناراً ، كذا يقال ، ثمَّ سمعنا إنّما أعطوهم ثمانية أشرفية ، ثمَّ الله يصنع في ملكه ما يشاء ، وازداد سعر الحبِّ وبالله المستعان ، وإذا وصل إليهم جاه أملاك شيخ نَباتَة ، ولم يقع بينهم اتفاق ، ثمَّ دخل البلاد ، وطلع بعضهم إلى الجبل ، فوجدوا بعض ما عجزوا عنه من الزاد ، وبعض بقر وحمار وجاريتين ، ثمَّ حرقوا بعض النخيل ، وأخذوا جميع ما وجدوه في الأشجار من الموز والليم والليمون ، وحصدوا جميع حَبّهم ، وكان قد استوى ، فلمّا رأوا ذلك نزل إلى الشريف شيخ غاترة بن القصقوص ، وهم الذين عندهم الشريف الرافعي ، وصالح الشريف على أن يسلّم لهم الرافعي وولده ، فسلّموهما لهم ، فسمع نَباتَة فنزل شيخهم إبن ملاك ، وصالح أيضاً ، وعاد الشريف وعسكره " .

قلت : إبن القصقوص هو شيخ قبيلة عَاتِرَة التي تصحّفت إلى غاترة . 

4ــ وقال جار الله بن فهد المَكّي في كتابه حُسْن القِرى الذي ألّفه عام 947 هــ في ذكر قرية التنضب : " وفيها الآن نخيل ومزارع للحبّ مرضية ، يسكنها عرب نَباتَة من هُذَيْل ، ولأجلهم تعرف ببني نَباتَة وبني مسعود ، ولهم بها حصنٌ قديمٌ علوّ جبل في سفل وادي نخلة ، كالعَاتِرَة في علوّها في البردان ، ويقع بينهم الحروب في بعض الأزمان فيؤذيهم صاحب مكّة ، بأخذ أموال جمّة لقوّتهم وكسر شوكتهم " .

وقال في ذكر البردان : " البردان : علوّ وادي نخلة الشامية " . قال : " وأقول : وهو علوّ واديها لعَاتِرَة قبيلة من عرب هُذَيْل ، ولهم فيه حصن قديم خراب على جبل علوّ مسيل الوادي ، وأمامه بركة كبيرة مبنيّة بالجصّ والحجارة الكبار شبه البحرة " .

وجاء في حاشية الكلام على البردان : " والآن مشهور بعين المضيق كان يملك غالبها الأشراف الحرّث ، ثمّ انتقل بالشراء للأشراف العبادلة وذوي زيد ، وبه قريتان للحرّث ونَباتَة من هُذَيْل " .

قال جار الله بن فهد المَكّي في ذكر البردان والتنضب : " ورأيت [ .... ] معروفون بالرجالة والشجاعة يقال لهم هُذَيْل ، مفترقون فرقتين أحدهما عَاتِرَة وثانيهما نَباتَة ، ولكلٍّ منهم شيخ يرجعون إليه ، ويعوّلون في أمورهم عليه ، وبعض الأحيان يقع الحرب بينهم ، فتلوم الدولة شيخهم ويجعلون عليه مالا يوزعه عليهم حالا ومالا ، فالله تعالى يلطف بنا وبهم أجمعين ، ويختم لنا بخير آمين " .

قلت : ما بن القوسين فراغ في الأصل قال الشيخ حمد الجاسر رحمه الله تعالى : " لم يذكر ما رأى ولعلّه ( أهلها ) " .

ويتضح لنا مما سبق بيانه ما يلي :

1ــ أن هُذَيْل الذين يقطنون وادي نخلة فرقتان هما :

1ــ عَاتِرَة وشيخهم القصقوص .

2ــ نَباتَة وشيخهم إبن ملاك .

ومن قبيلة عَاتِرَة : 

1ــ القصقوص .

هم شيوخ قبيلة عَاتِرَة وكانوا من شيوخ وادي نخلة إلى جانب ابن ملّاك شيخ قبيلة نَباتَة ، ويُعرفون باسم القصاقيص ، ولهم أخبار قديمة منها : 

1ــ القصقوص يهاجمون قافلة قرب جبل كرا عام 888 هــ . 

قال عبد العزيز بن عمر بن فهد المكي في حوادث ربيع الثاني سنة 888 هــ  : " وفي يوم الأحد سابع ربيع الثاني سافرت قافلة بجيلة من على منى وعرفات وكرا ، فلمّا وصلوا قرب كرا خرج عليهم عرب هُذَيْل ، وهم فرقة من عرب الفصوص أهل البادية ، ونهبوا القافلة جميعها حتى الجمال ، وقتلوا جملة من الرجال ، وجرحوا بعضهم ، ويقال أن الذي أخذوه غير الجمال يجيء أربعة آلاف دينار ، ثمَّ إنَّ العرب أرسلوا يسألون في الصلح وهم يردّون ذلك لأربابه فإن أبى الشريف فمن أراد أن يشتري متاعه فليأتهم ، وكان مع القافلة رفيقٌ مقدّم ، ويقال أنه قال : ما أرفق إلّا على هذه الفرقة ، ووصل الخبر إلى مكة ، ثمَّ إلى الشريف ، فأرسل رتبة خيل تجلس تحت جبل هؤلاء حتى يستصرخ عليهم العربان " .  

قلت : الفصوص تصحيف القصقوص .

2ــ القصقوص شيخ عَاتِرَة عام 908 هــ . 

قال إبن فهد في حوادث جمادى الأولى سنة 908 هــ وقد تقدّم الخبر : " ... فلمّا رأوا ذلك نزل إلى الشريف شيخ غاترة بن القصقوص ، وهم الذين عندهم الشريف الرافعي ، وصالح الشريف على أن يُسلّم لهم الرافعي وولده ، فسلّموهما لهم ، فسمع نَباتَة فنزل شيخهم إبن ملاك ، وصالح أيضاً ، وعاد الشريف وعسكره " .

قلت : إبن القصقوص هو شيخ قبيلة عَاتِرَة التي تصحّفت إلى غاترة .

3ــ القصقوص أحد شيخي وادي نخلة عام 915 هــ .

قال إبن فهد في ذكر حوادث عام 915 هــ في ذكر مسير السَّيّْد عرار بن عجل ومن معه إلى وادي نخلة : " ... وتوجه القاضيان والسَّيّْد عرار والبقيري ومحيي الدين بن زقيط إلى وادي نخلة ، فصادفوا بها صُبْح الجمعة القاضيين المالكي والحنبلي ، ورأوا عينها وتغدوا بها من مضافة أحد شيخي البلد بن ملاك ، وتوجّه الباش ومن جاء معه لبلاد سولة لرؤية عينها ، وواعد المالكي مكة ، وحمل له القصقوص أحد شيخي وادي نخلة ضيافة كبيرة إلى سولة ، فأكل وأصبح بمكة " .


هذه المادّة قيد التحديث حسبما يستجدّ من نصوص أو وثائق والله الموّفق .


ويمكن التواصل مع الباحث على العنوان التالي :

alahaywiy@yahoo.com


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق