بنو محيّا وواحدهم محيّانيّ ، قبيلةٌ من أشهر قبائل هُذَيْل وأعرقها ، ولها ذكر جليل ، ومن أهمّ معاقلهم قرية المضيق في وادي نخلة الشامية في شمال شرق مكة ، وقد ذكر قبيلة محيّا عددٌ من الباحثين والكتاب ومنهم :
1ــ الأستاذ محمد بن علي بن هلال الحتيرشي الهذلي .
2ــ الأستاذ عطيّة الشيبي المطرفي .
3ــ الشريف مساعد بن منصور .
4ــ الشّيخ عاتق بن غيث البلادي .
5ــ الشيخ حمد الجاسر .
وغيرهم .
وبنو محيّا هم بقيّة قبيلة عاترة ، وهم بنو عاترة بن جابر بن زيد بن عمرو ( قرد ) بن معاوية بن تميم بن سعد بن هُذَيْل ، وقد سبق الحديث عن قبيلة عاترة هنا :
قبيلة عاترة في كتاب قبيلة هُذَيْل وأصولها القديمة في بلاد الحجاز حتى آخر عهد الأشراف عام 1344 هــ
وممّا جاء عن قبيلة محيّا العريقة في كتابي :
( قبيلة هُذَيْل وأصولها القديمة
في بلاد الحجاز حتى آخر عهد الأشراف عام 1344 هــ )
والعمدة فيه على النصوص والوثائق حتى عام 1344 هــ 1925 م ما يلي :
مُحيّا :
مُحيّا وواحدهم مُحيّاني . فرعٌ من بني عاترة بن جابر بن زيد بن عمرو ( قرد ) بن معاوية بن تميم بن سعد بن هُذَيْل ، وهم اليوم إحدى قبائل بِنِيّ من أقسام هُذَيْل الشام . ورث بنو محيّا ديار قومهم عَاتِرَة ، فقبيلة عَاتِرَة هم أهل المضيق ، وكان يشاركهم سكنى المضيق قبيلة نَباتَة . قال عبد العزيز بن عمر بن فهد المكي في ذكر حوادث سنة 832 هــ : " أهل المضيق عَاتِرَة ونَباتَة " . .
ولقبيلة محيّا أخبار منها :
1ــ وثيقة تحديد ديار قبيلة محيّا عام 973 هــ .
في عام 973 هــ ذهب مشايخ قبائل هذيل الشام إلى أمير مكّة المكرّمة الشريف أبو نميّ بن بركات لتحديد ديار كلّ قبيلة من قبائلهم ، وتمّ تحديد حدود ديار كلّ قبيلة مع القبائل الأخرى ، وتمّ توثيق هذا في وثائق تخصّ هذه القبائل ومن بينها قبيلة محيّا ، وفيما يلي نصّها بحرفه :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده
هذه وثيقة شرعيّة محرّرة مرضيّة يعرب مضمونها ويوضح مكنونها حضور الرجال الكمّال هذيل وهم محياء وبني مسعود ونباتة وبني عمير والمطارفة والشفعان والحتارشة على يد سيدي الجميع وهو أبو نمي ابن بركات وقسم بينهم الدّور والديار ولكن عرف قسمه من إثمار وأدرك به فبيان قسم محياء من الديره والجبال وقرضه وحطبه والأقطار الذي لها حدود اربعة من الشرق البوباه والحصاه البرقاه ومن الغرب عين المضيق وريع أبو حبه وراس الصاعب وراس المرخه وريع قردد والحيد المنقاد وراس عشر وراس الدهنه وراس سمر والحيد المنقاد وقردد وراس الضهيه ومن الشام الوادي مجرأ السيل وادي الشاميه ديرة محياء الذي معروفين بها من دون كل أحد وتقاسمو وكلن عرف حده وقسمه على يد سيدي الجميع وحطينا عليهم مدرك والوقيه والثنيه ورسم عليهم حطب وفحم من جاري أخوانهم وحطينا عليهم مدرك من مدارك مكه المشرفه وهو شعب العفاريت وعلى هذا حصل الرضاء والأشهاد والله خير الشاهدين
حرر يوم الخميس يوم شهر ربيع الأول سنة 573 هذا بيان حدود محياء وما يحسب إليها وأذنت لمن يضع الشهاده والله خير الشاهدين
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم
قلت : لنا مع هذه الوثيقة وقفتان وهما :
1ــ أوّلاً : الوقفة الأولى : تاريخ الوثيقة ، والتوثيق عند الحاكم ، وبيان الحدود القبليّة .
ضمّت الوثيقة معلومات تخصّ قبيلة محيّا وتذكر أبناء عمومتهم من هُذَيْل وتبيّن بعض الأمور الخاصّة بالتوثيق وفيما يلي بيان ذلك :
1ــ لا بدّ من تصحيح تاريخ الوثيقة حيث جاء تاريخها هكذا : ( عام 573 ) ، والصّحيح أنّ التاريخ هو ( 973 ) سقط هذا الجزء | من رقم 9 فأصبحت 5 ويدلّ على هذا أن شريف مكّة أبو نميّ بن بركات كان شريف مكّة المكرّمة في ذلك العام أي 973 هــ ، قال السنجاري في ذكره " اسمه محمد ولقبه نجم الدين " ، وقد ولد عام 911 ، وعاش حتى عام 992 هــ ، وقد حكم منفرداً ومشاركاً لولديه 73 سنة .
أمّا عام 573 هــ فكان ضمن فترة حكم الشريف مكثر بن عيسى بت فليتة الحسني ، قال الفاسي : " كانت إمرة مكّة فيه وفي أخيه داود نحو ثلاثين سنة " ، وكان داود بن عيسى ولّي إمرة مكّة في شعبان سنة 570 هــ ، ثمَّ وليها أخوه مكثر في رجب سنة 571 هــ ، ثم عزل وولّي أخوه داود ، وفي سنة 572 هــ كان أمير مكّة مكثر الذي مات سنة 597 هــ فولّي مكّة أبو عزيز قتادة بن إدريس الحسني .
2ــ يلاحظ أنَّ قبائل هُذَيْل وهي القبائل التالية :
1ــ النباتي 2ــ والمحيّاني 3ــ وبني مسعود 5ــ وبني عمير 6ــ والحتارشة 7ــ والشفعان 8ــ والمَطْرَفِيّ .
قد اجتمعت عند أمير مكّة الشريف أبو نميّ بن بركات وقد اعترف كلّ منهم بحدود جيرانه .
2ــ ثانياً : الوقفة الثانية : محيّا .
بيّنت الوثيقة حدود قبيلة محيّا من كافّة الجهات الأربع .
وفي الوثيقة تصحيفات عديدة وأخطاء في الإملاء ، ومنها على سبيل المثال :
محيّاء والصحيح محيّا .
وقد كان لمحيّا في ذلك العهد درك شعب العفاريت من نواحي الحجون في مكّة المكرّمة .
2ــ وجاء لمحيّا ذكر وثيقة العطاش المؤرّخة بتاريخ 4 / ربيع الأوّل / 973 هــ ، وقد نصّت على أنّ مُحيّا من هُذَيْل الشام ، وذكرت بعض رجالهم آنذاك ، وجاء فيها بالحرف : " حضروا رجال الكمال وهم هُذَيْل الشام
المطرفي
والنباتي
والمحياني
والمسعودي
والعميري
والحتيرشي
والشفيعي الصليمي
والمَطْرَفِيّ المذكور عبد الله بن قطيفان العطاش وعياله علي وحسن وعبد الله أبو نمشة النباتي وجمعان وأخوه عبد الله الحقيلي المحياني وعمير واخوه عبد الله الثقفي ومحسن بن حسن الحتيرشي واخوه عواد الجربي والصلمان عواد وأخوه حمد الشفيعي وعبد الله بن مسعود المسعودي ورفقاه وقد تحاضرو الجميع على يد أمير مكة المشرفة الشريف ابو نمي بن بركات وكل واحد منهم قد عرف قسمه واستعرف بحد حديده " أ . هــ .
3ــ وجاء ذكرهم في وثيقة قبيلة نباتة المؤرّخة بيوم الخميس المبارك في شهر ربيع أوّل عام عام 973 هــ ، وممّا جاء فيها :
بسم الله الرحمن الرحيم
... بعد فهذه حجة ووثيقة شرعية مرعية يعرب مضمونها ويوضح مكنونها وانهو لما كان يوم الخميس المبارك في شهر ربيع الأول من هجرة من له العز والشرف سيدنا محمد صل الله عليه وسلم بعد حضروا الرجال الكمال وهم هُذَيْل الشام
النباتي
والمحياني
وبني مسعود
وبني عمير
والحتارشه
والشفعان
والمطارفه
علا يد سيد الجميع وهوه ابو نمي بن بركات وقسم بينهم الديار وكل عرف قسمه من الديار ..... وواجهني المحياني جمعان واخوه عبد الله الحقيلي ..... مع الجد المنقاد وبدينا من ابو سيال يمن للنباتي وشاما للمحياني المعهود راس ابو الصف والمعهود غار الكهيف والمعهود سد ( القصل؟ ) العلا ... يمنا نباتي وشاماً محياني والمعهود .... والمعهود القرن الصفر تمام الحدود حزم الشعبه وحزم الويه المذكوره ...
وبنو مُحيّا من أشهر قبائل هُذَيْل إلى زماننا هذا ، وهم وبنو نَباتَة أبناء عم بني مسعود ، ويجمعهم مُسمّى بَنِيّ مع قبائل بني مسعود وبني نَباتَة وبني عُمَيْر .
قلت : بيّنت هذه الوثيقة أن محيّا من قبائل هُذَيْل الشام ، وذكرت من رجالاتهم جمعان وأخوه عبد الله الحقيلي المحيّاني .
4ــ وجاء ذكر بعض رجالهم في وثيقة مؤرّخة بتاريخ 15 / محرّم / 1235 هــ في تحديد أرض للأشراف الحرّث في المضيق تُعرف بأم المطاحن بأرض الغبيب أنّه يحدّها : " وشاما ملك ورثة حميد الريشي وتمام الحدّ من جهة الشام ملك بشير بن جبر الحكم ويمنا ملك سلمان بن عمر المحياني " ، ومن الشهود :
محمد بن ( عوض ) المحيّاني .
5ــ وفي عام 1237 هــ ثار نزاعٌ على ديار قبيلة محيّا بينها وبين آل عقيل من الصلمان ، وبعد أن جلس شيوخ الفريقين أبرز شيوخ قبيلة محيّا وثيقة عليها علامة الشريف مسعود بن سعيد المتوفّى عام 1165 هــ ولم يكن لآل عقيل حجّة فيما ادّعوه فسلّموا بما جاء في وثيقة محيّا ، وتمّ توثيق هذا في وثيقة مؤرّخة بتاريخ بيوم الأربعاء الموافق 23 من شهر ربيع الأوّل عام 1237 هــ ، وفيما يلي نصّها بحرفه :
الحمد لله سبحانه
هذه وثيقه صحيحة شرعيه محررة مرعيه يعرب مضمونها ويوضح مكنونها هو انه لما كان يوم الربوع الثالث والعشرين من شهر ربيع اول من شهور سنة 1237 سبع وثلاثين بعد الماتين والألف من هجرة من له العز والشرف صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم حضر كل من الاخوين المكرمين متعب وجابر ابنأ هليل بن شميلان العقيلي من الصلمان اصالة عن انفسهما وعن جماعتهما آل عقيل كافه وحضر معهما مبارك بن محمد المحياني ويحيى بن مدعث المحياني وعابد بن عبد الله المحياني وحمود بن محمد المحياني اصالة عن انفسهم وعن جماعتهم محيا كافه وذلك بعد صدور الدعوى والتشاجر والتنازع من متعب وجابر المذكورين اعلاه على محيا المذكورين في ديرتهم المعروفه لمحيا من قديم الزمان وحديثه جيلا بعد جيل الى حين تاريخه
ابرزوا محيا المذكورين من ايديهم حجة عليها علامة سيدنا المرحوم الشريف مسعود شريف مكه المكرمه طاب ثراه مثبته لديرتهم نافيه للصلمان عنها وقرات على متعب وجابر في المجلس بحضرت جمع من المسلمين ممن توضع شهادتهم في ذيل هذه الوثيقه فقنعوا بما فيها ورجعوا واسقطوا دعواهم عن محيا في ديرتهم الآتي تحديدها وهي ديره محيا المذكوره حدها الحيد المنقاد الى ان ترد الحصا البرقا مصب الماء من الشام محياني وما صب الماء من اليمن صليمي ويحدها من الغرب ريع ابو حبه ومن الشرق الحصا البرقا تعطي راس ضهيا وراس قردد وراس عشر وراس المرخا يمانيها صليمي ومصب الماء من الشام محياني اقر كل واحد من متعب وجابر المذكورين اقراراً صحيحا شرعيا واعترافا اعترافا مرضيا واشهدا على نفسيهما وهما يومئذ بحال الصحة والطواعية والاختيار كاملان في الاوصاف المعتبرة شرعا لصحه الاقرار والاعتراف والاشهاد بان الديرة المحدودة المذكورة أعلاه هي ديرة محيا دون كل احد وان لا حق لهم في دعواها ولا دعوى شىء منها بوجه من الوجوه ولا بسبب من الاسباب وقد ضمنوا ايضا على جماعتهم آل عقيل وكفلو عنهم واعطوا على ذلك مواثيقهم وعهودهم من النكث في ذلك وتفرقوا عن مجلس الاقرار تفرق الابدان وكفى بالله شهيدا وصلى الله على سيدنا محمد واله وصحبه وسلم
وقد أقرّ هذا الاتفاق بالنيابة عن المعطان كلٌّ من :
1ــ هويدي بن سنان .
2ــ عييفة بن غبيش .
وجاء بأعلى الوثيقة ما نصّه :
ختم الشريف يحيى بن سرور وهذا نصّ ما فيه :
( الراجي عفو ربه الغفور يحيى بن سرور )
وبأسفله النصّ التالي :
ما نسب بباطنها صحيح الامر برقم هذه
السطور سيدنا الشريف يحيى بن المرحوم سيدنا
الشريف سرور عفى الله عنه امين
قلت : من أهمّ فوائد هذه الوثيقة :
1ــ أنّ ممثّلي قبيلة محيّا كانوا أربعة رجال هم :
1ــ مبارك بن محمد المحيّاني .
2ــ يحيى بن مدعث المحيّاني .
3ــ عابد بن عبد الله المحيّاني .
4ــ حمود بن محمد المحيّاني .
2ــ مثّل آل عقيل من قبيلة الصلمان رجلان هما :
1ــ متعب بن هليّل بن شميلان العقيلي من الصلمان .
2ــ جابر بن هليّل بن شميلان العقيلي من الصلمان .
وأقرّ هذا أبناء عمّهم المعطان من الصلمان وقد مثّلهم كلٌّ من :
1ــ هويدي بن سنان .
2ــ عييفة بن غبيش .
3ــ أبرزت قبيلة محيّا حجّة تخصّ ديارهم عليها علامة الشريف مسعود شريف مكّة المكرّمة ، والشريف مسعود هو مسعود بن سعيد ، وكان أمير مكّة في الفترة بين عام 1146 هــ وعام 1165 هــ .
4ــ أنّ الشريف يحيى بن سرور الذي وضع ختمه على هذه الوثيقة ( المؤرّخة بعام 1237 هــ ) انتهى حكمه لمكّة عام 1242 هــ .
4ــ أن الشريف شنبر بن مبارك المنعمي أحد الشهود على هذه الوثيقة قتل عام 1242 هــ .
5ــ أقرّ ممثّلا آل عقيل من الصلمان بما ورد في الحجّة التي أبرزتها قبيلة محيّا والتي تعود إلى زمن الشريف مسعود المتوفّى عام 1165 هــ فانتهى بذلك النزاع بين الطرفين .
6ــ أنّ قبيلة محيّا كانت حريصة على توثيق ما يتعلّق بحدود ديارها عبر القرون منذ توثيق هذه الحدود عام 973 هــ .
5ــ وفي عام 1259 هــ تجدّ النزاعٌ على الديار بين قبيلة محيّا وقبيلة الصلمان ، وبعد أن جلس شيوخ الفريقين لفضّ النزاع بين يدي أمير مكه المكرّمة الشريف محمد بن عبد المعين بن عون ، وقد أبرز شيوخ قبيلة محيّا الوثيقة المؤرّخة بتاريخ بيوم الأربعاء الموافق 23 من شهر ربيع الأوّل عام 1237 هــ ، المختومه بختم الشريف يحيى بن سرور ، إلّأ أن الصلمان أنكروا ما فيها ورفضوا التسليم به ، فأحضرت قبيلة الصلمان بعض الشهود فثبتت صحّة حجّتهم ، وقد رضي الصلمان بنتيجة التحيكم ، وفيما يلي نصّها بحرفه :
الحمد لله وحده
سبب تحريرها وموجب تسطيرها انه حضر بين يدي سعادة امير مكه المشرفه سيدنا الشريف محمد بن عبد المعين بن عون ذوي عقيل من الصلمان وهم متعب وجابر ابناء هليل وعايض الفياني وحضر لحضورهم محيا وهم دخيل بن عبيد الله ومحمد ابن رده ومنصور بن مبارك وهنيدي بن سليمان غب حضورهم ادعاء الصلمان المذكورون على محيا المذكورين في الديره التي يحدها الحيد المنقاد الى ان ترد الحصا البرقا مصب
الماء من الشام ومن الغرب ومن الغرب ريع ابو حبه ومن الشرق الحصى البرقا تعطي راس قردد وراس ضهيا وراس عشر وراس المرخا مصب الماء من الشام بان هذه الديره المذكوره المحدوده لنا دون محيا وان محيا المذكورين ينازعونا فيها فاجابوا محيا المذكورون ان الديره المذكور المحدوده جميعها لنا ما للصلمان فيها حق ولا بعض حق وابرزوا من ايديهم وثيقه مختومه بختم المرحوم الشريف يحيى بن المرحوم الشريف سرور وقريت بالمجلس بحضور الجميع وصورتها بالحرف
الحمد لله سبحانه
هذه حجة شرعيه محررة مرعيه يعرب مضمونها ويوضح مكنونها هو انه لما كان يوم الربوع الثالث والعشرين من شهر ربيع اول من شهور سنة 1237 سبع وثلاثين وماتين والألف من هجرة من له العز والشرف صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم حضر كل من الاخوين المكرمين متعب وجابر ابنا هليل بن شميلان العقيلي اصالة عن انفسهم وعن جماعتهما آل عقيل كافه وحضر معهما مبارك بن محمد المحياني ويحيى بن مدعث المحياني وعابد بن عبد الله المحياني وحمود بن محمد المحياني اصالة عن انفسهم وعن محيا كافه وذلك بعد صدور الدعوى والتشاجر والتنازع من متعب وجابر المذكورين اعلاه على محيا المذكورين في ديرتهم المعروفه لمحيا من قديم الزمان وحديثه جيلا بعد جيل الى حين تاريخه وابرزوا محيا المذكورين من ايديهم حجة عليها علامة سيدنا المرحوم الشريف مسعود شريف مكه المكرمه طاب ثراه مثبته لديرتهم نافيه للصلمان عنها وقريت على متعب وجابر في المجلس بحضرة جمع من المسلمين ممن توضع شهادتهم في ذيل هذه الوثيقه فقنعوا بما فيها ورجعوا واسقطوا دعواهم عن محيا في ديرتهم الآتي تحديدها وهي اي ديره محيا المذكوره حدها الحيد المنقاد الى ان ترد الحصا البرقا مصب الماء من الشام محياني وما صب الماء من اليمن صليمي ويحدها من الغرب ريع ابو حبه ومن الشرق الحصا البرقا تعطي راس ضهيا وراس قردد وراس عشر وراس المرخا يمانيها صليمي ومصب الماء من الشام محياني اقر كل واحد من متعب وجابر المذكورين اقراراً صحيحا شرعيا واعترافا اعترافا مرضيا واشهدا على انفسهما وهما يومئذ بحال الصحة والطواعية والاختيار كاملان في الاوصاف المعتبرة شرعا لصحه الاقرار والاعتراف والاشهاد بان الديرة المحدودة المذكورة أعلاه هي ديرة محيا دون كل احد وان لا حق لهم في دعواها ولا دعوى شىء منها بوجه من الوجوه ولا بسبب من الاسباب وقد ضمنوا ايضا على جماعتهم آل عقيل وكفلو عنهم واعطوا على ذلك مواثيقهم وعهودهم من النكث في ذلك وتفرقوا تفرق الابدان عن مجلس الاقرار وكفى بالله شهيدا وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم
فبعد اخراج الحجه المذكوره وقرايتها بالمجلس سئل الصلمان عنها وعن صحة مضمونها فاجابوا بالانكار قكلبت البينة من محيا المذكورين على اثباتها فاحضروا عبيد الله بن منصور الحكم وشهد بحضرة الصلمان المذكورين على صحه ما تضمنته هذه الحجه بعد ان قريت عليه بالحرف واحضروا ايضا احمد ابن عبد الرحيم الزويهري وسعيد بن صالح العميري وشهد كل واحد منهما بمفرده قايلا اشهدوا ان السيد مرزوق بن عبد العزيز الحارث اشهدني انه يشهد بصحه ما تضمنته هذه الحجه المقروءة بالمجلس وانا اشهد على شهادته بذلك غب حضور البينه المذكوره وشهادتهم بالشهاده المزبوره ثبت لدي سيدنا المشار اليه مضمونها وان الدير المذكوره المحدوده المحيه خاصه ما للصلمان فيها حق ولا بعض حق ولا شبهة حق وحكم بذلك وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم وما هو الواقع جرى وحرر سنـ259ـــة 17 د 1
وجاء بأعلى الوثيقة ما نصّه :
ختم الشريف محمد بن عبد المعين بن عون وهذا نصه
وبأسفله النصّ التالي :
ما نسب اليه بباطنها صحيح
وكتبه عبد الله محمد بن
عبد المعين بن
عون امير مكة
حالا عفي عنه
ووالديه
امين
قلت : الوثيقة مؤرّخ بتاريخ 17 د 1 أي 17 جمادى الأولى سنة 1259 هــ ، ومن أهمّ فوائد هذه الوثيقة :
1ــ أنّ ممثّلي قبيلة محيّا كانوا أربعة رجال هم :
1ــ دخيل بن عبيد الله .
2ــ محمد بن ردّة .
3ــ منصور بن مبارك .
4ــ هنيدي بن سليمان .
ويلاحظ أنّه ليس من بينهم أي رجلٍ من الذين مثّلوا قبيلة محيّا عام 1237 هــ قبل 22 عاماً فإمّا أن الله تعالى توفّاهم أو أنّه بلوغ من الكبر سنّاً عالية أو هذا وذاك والله تعالى أعلم .
2ــ مثّل قبيلة الصلمان ثلاثة رجال هم :
1ــ متعب بن هليّل من ذوي عقيل من الصلمان .
2ــ جابر بن هليّل من ذوي عقيل من الصلمان .
3ــ عايض الفياني .
ويلاحظ أنّ ممثّلي قبيلة الصلمان ثلاثة رجلان منهم ذات الرجلين الذين مثّلا القبيلة في النزاع السابق عام 1237 هــ وهما من آل عقيل ، وانضّم إليهما في هذا النزاع عايض الفيّاني وهو من فرع آخر من قبيلة الصلمان .
3ــ أبرزت قبيلة محيّا وثيقة النزاع السابق عام 1237 هــ وعليها ختم أمير مكّة المكرّمة الشريف يحيى بن سرور الذي انتهى حكمه لمكّة عام 1242 هــ .
4ــ أنَّ أمير مكّة المكرّمة الشريف محمد بن عبد المعين بن عون الذي اجتمع الفريقان عنده ووضع ختمه على الوثيقة تولّي إمارة مكّة المكرّمة بعد الشريف يحيى ، وكان ذلك عام 1243 هــ ، وبقي حاكما لمكّة حتى عام 1252 هــ ، حيث استدعي إلى القاهرة ، ومكث هناك حتى عام 1256 هــ ، حيث أعيد إلى إمارته ، واستمر في إمارته إلى عام 1267 هــ حيث استدعي إلى الاستانة ، ثم أعيد إلى الإمارة عام 1272 هــ فظلّ فيها إلى وفاته عام 1274 هــ .
وكان احتكام القبيلتين عنده خلال إمارته عام 1259 هــ .
5ــ أقرّ ممثّلو الصلمان بما ورد في الحجّة التي أبرزتها قبيلة محيّا والتي تعود إلى زمن الشريف يحيى بن سرور المؤرّخة بعام 1237 هــ ، وأثبتوا صحّة ما ورد بها بشهادة كلّ من :
1ــ عبيد الله بن منصور الحكم .
2ــ السيد مرزوق بن عبد العزيز الحارث .
وقد شهد بشهادته رجلامن قبيلة هُذَيْل وهما :
1ــ أحمد ابن عبد الرحيم الزويهري .
2ــ سعيد بن صالح العميري .
وتنصّ الشهادتان على صحّة ما تضمّنته وثيقة محيّا
6ــ أنّ قبيلة محيّا كانت حريصة على توثيق ما يتعلّق بحدود ديارها جيلاً بعد جيلٍ على توثيق حدود ديارها منذ توثيق هذه الحدود عام 973 هــ .
3ــ وجاء في وثيقة مؤرّخة بتاريخ 23 / محرّم / 1267 هــ في ذكر حدود أرض تمّ بيعها في وادي المضيق : " ... حدود أربعة شرقا ملك دخيل بن مدعث المحياني وغربا ويمنا الجبل وشاماً ملك عابد بن حامد المحياني ويحد الودن المسمى العمارة حدود اربع شرقا ملك دخيل بن مدعث المحياني ......... شرقا المدرة ملك عبد النبي لمحياني " .
4ــ وجاء في وثيقة مؤرّخة بتاريخ 11 / ربيع الآخر / 1267 هــ في ذكر أرض زراعيّة تمّ بيعها في وادي المضيق أنَّ من الشهود : دخيل بن عبيد الله بن مدعث المحيّاني ومحمد بن رده الجهيمي .
5ــ وجاء في وثيقة مؤرّخة بتاريخ 1 / ربيع أوّل / 1270 هــ في تحديد أرض تمّ بيعها في ضبيعة بوادي الشامية ما نصّه : " .. شرقا ملك ذوي عوض امحيا " .
6ــ وجاء في وثيقة مؤرّخة بتاريخ 29 / صفر / 1274 هــ ذكر عابد بن حامد المحيّاني ومن الشهود دخيل الله بن مدعث .
7ــ وجاء في وثيقة مؤرّخة بتاريخ 17 / صفر / 1275 هــ ذكر عبد الملك بن امبارك المحيّاني ويحيا بن مدعث وهم من بين الشهود في الوثيقة .
جاء ذكر عدد من رجالهم ، وكانوا من الشهود على فضّ نزاع بين قبائل أهل نعمان وبين بني ياس في وثيقة مؤرّخة بتاريخ 5 / شعبان / 1293 هــ وهم :
1ــ هذول بن ضويّان المحياني في المعابدة .
2ــ ضاوي المحيّاني في المعابدة .
3ــ عبد الرحمن بن عون المحيّاني في المعابدة .
4ــ حسين بن عون المحيّاني في المعابدة .
8ــ وجاء في وثيقة مؤرّخة بيوم الأحد 17 / جمادى الآخرة / 1314 هــ تنظّم حلفاً بين الأشراف الحرّث ذكر عددٍ من بني محيّا كانوا شهوداً على ذلك الحلف وهم :
1ــ صالح بن امبارك المحياني .
2ــ حامد بن بادي المحياني
3ــ محسن بن عابد المحياني .
ومن فروع محيّا :
1ــ الجهيمي .
جاء ذكرهم في وثيقة مؤرّخة بتاريخ 11 / ربيع الآخر / 1267 هــ في ذكر أرض زراعيّة تمّ بيعها في وادي المضيق وكان من بين الشهود : دخيل بن عبيد الله بن مدعث المحياني ومحمد بن رده الجهيمي .
قلت : الجهمة وواحدهم الجهيمي ، فرعٌ من قبيلة محيّا ، قال الأستاذ محمد بن علي بن هلال الحتيرشي الهُذَلِيّ : " مُحيّا سمعت أنّه كانت لهم مكانة عند الأشراف ، ويطلق على مُحيّا اسم الجهمة بالجيم " .
قلت : يطلق على قسم من محيّا اسم الجهمة وليس على محيّا كافّة .
وقال الشريف محمد بن حسين الحارثي : " محمد بن رده الجهيمي ، ( الجهمة من محيّا ، فرعٌ منقرض ) " .
2ــ الحقيلي .
منهم جمعان وأخوه عبد الله الحقيلي المحيّاني ، وكانا من بين الحضور عن قبيلة محيّا عند شريف مكّة بخصوص تحديد ديار قبائل هُذَيْل الشام ، كما سبق ذكره في الوثيقة المؤرّخة بتاريخ 4 / ربيع الأوّل / 973 هــ .
ومن أعلام الحقيليّ :
1ــ جمعان الحقيلي المحيّاني .
2ــ عبد الله الحقيلي المحيّاني .
كانا من رجالات هُذَيْل الشام ، وكانا شيخا قبيلة محيّا وممثّلاها في اجتماع هُذَيْل الشام ، وقد ورد ذكرهما في وثيقة العطاش المَطْرَفِيّ سنة 973 هــ .
3ــ ذوي عوض .
جاء ذكرهم في وثيقة مؤرّخة بتاريخ 1 / ربيع أوّل / 1270 هــ في تحديد أرض تمّ بيعها في ضبيعة بوادي الشامية ، وفي الوثيقة ما نصّه : " .. شرقا ملك ذوي عوض امحيا " .
4ــ القصاقيص .
القصاقيص وواحدهم قصقوص فرعٌ من محيّا من قبيلة عاترة ، وهم شيوخ قبيلة عَاتِرَة وكانوا من شيوخ وادي نخلة إلى جانب ابن ملّاك شيخ قبيلة نَباتَة ، ويُعرفون باسم القصاقيص ، ولهم أخبار قديمة منها :
1ــ القصقوص يهاجمون قافلة قرب جبل كرا عام 888 هــ .
قال عبد العزيز بن عمر بن فهد المكي في حوادث ربيع الثاني سنة 888 هــ : " وفي يوم الأحد سابع ربيع الثاني سافرت قافلة بجيلة من على منى وعرفات وكرا ، فلمّا وصلوا قرب كرا خرج عليهم عرب هُذَيْل ، وهم فرقة من عرب الفصوص أهل البادية ، ونهبوا القافلة جميعها حتى الجمال ، وقتلوا جملة من الرجال ، وجرحوا بعضهم ، ويقال أن الذي أخذوه غير الجمال يجيء أربعة آلاف دينار ، ثمَّ إنَّ العرب أرسلوا يسألون في الصلح وهم يردّون ذلك لأربابه فإن أبى الشريف فمن أراد أن يشتري متاعه فليأتهم ، وكان مع القافلة رفيقٌ مقدّم ، ويقال أنه قال : ما أرفق إلّا على هذه الفرقة ، ووصل الخبر إلى مكة ، ثمَّ إلى الشريف ، فأرسل رتبة خيل تجلس تحت جبل هؤلاء حتى يستصرخ عليهم العربان " .
قلت : الفصوص تصحيف القصقوص .
2ــ القصقوص شيخ عَاتِرَة عام 908 هــ .
قال إبن فهد في حوادث جمادى الأولى سنة 908 هــ وقد تقدّم الخبر : " ... فلمّا رأوا ذلك نزل إلى الشريف شيخ غاترة بن القصقوص ، وهم الذين عندهم الشريف الرافعي ، وصالح الشريف على أن يُسلّم لهم الرافعي وولده ، فسلّموهما لهم ، فسمع نَباتَة فنزل شيخهم إبن ملاك ، وصالح أيضاً ، وعاد الشريف وعسكره " .
قلت : إبن القصقوص هو شيخ قبيلة عَاتِرَة التي تصحّفت إلى غاترة .
3ــ القصقوص أحد شيخي وادي نخلة عام 915 هــ .
قال إبن فهد في ذكر حوادث عام 915 هــ في ذكر مسير السَّيّْد عرار بن عجل ومن معه إلى وادي نخلة : " ... وتوجه القاضيان والسَّيّْد عرار والبقيري ومحيي الدين بن زقيط إلى وادي نخلة ، فصادفوا بها صُبْح الجمعة القاضيين المالكي والحنبلي ، ورأوا عينها وتغدوا بها من مضافة أحد شيخي البلد بن ملاك ، وتوجّه الباش ومن جاء معه لبلاد سولة لرؤية عينها ، وواعد المالكي مكة ، وحمل له القصقوص أحد شيخي وادي نخلة ضيافة كبيرة إلى سولة ، فأكل وأصبح بمكة " .
هذه المادّة قيد التحديث حسبما يستجدّ من نصوص أو وثائق والله الموّفق .
ويمكن التواصل مع الباحث على العنوان التالي :
alahaywiy@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق