( حجة عند اهل الديار المخصوصات ( البلاد )
)
كان فيه واحد وقع في مشكلة بلاد ( أرض ) واختلفت العائلات بعضها البعض ، وجاء الكبير فقال : وايش اللي انت عايزة يافلان ؟ فرد قائلاً : أن ليّ أرض جدية ( أي أرض ورثها عن جده ) فقال له الكبير يكفيك قيمتها عشرين فدان ؟ فقال الرجل : موافق هاتهم لي بس ياكبير ، تسلمني غياهن ، وتضمنهم ليّ ، فوافق الكبير علي أن يضمن يضمن تسليمهم له بعد ذلك ، وبعد ذلك أدخل الأرض علي ثلاثة بدون أن يعدم ( التعديم هو أن الشخص يرفض الجلوسللقضاء ) ، ثم تسوي بيارة مياه في الأرض ( بئر ) وبني فيها بنيان ، ثم جلس في العقد ( مكان التقاء الرجال لفض النزاع ) ثم بدأ بيحتج عليه بيقول :
( وايش عندك يالقاضي يالكبير ، الليّ في الكم ّ ، وعلمه علي عربة ( أقاربة ) يلمّ ، أعطاه مطاليبه ، ِوضَمّنْهُم له ، وأَدْخَل البلاد خطأ علي غير تعديم ، وِحَجَر البلاد ، وفَجَّر فيها أبيار ، أخليها غرام ، وجرام عليه ، منكر الكلام يجيب ، وسنة علي الكبير ، وإن ضرب شهادته الكبير يصدق شهادته ثم عاودوا بعد ذلك علي الكبير ، والكبير شهد ، أَدْخَل اللي ما هو علي عدم قعد فيه في حقانة ، وسوالف عربانة ، وفي عدم البدوة علي ربعة لحقت الغرام ، والجرام عليه . وهنا كان لا بد للقاضي أن يتدخل لعودة الحق لأصحابة ، إنه القضاء العرفي ، يرد الظالم ، ويعيد الحق لمظلوم ، وانهم المساعيد أهل الحق والعدل ، ولا حكم بعد حكم القاضي المسعودي لذا وصف قضاؤة بأنه قضاء فيه ولا غبرام .
إنه القضاء العرفي ، قضاء صارم ، لكنه قضاء رادع في نفس الوقت ، لذا فهو يمنع الجريمة قبل وقوعها لأن مرتكبها يعلم مسبقاً بأنه إذا فعل هذه الجريمة نال العقاب ، وباله من عقاب قاسٍ ، فإذا لم يرتدع لحكم القاضي ، ولم تردعه ردايع فإن النار التي تحرق تنتظره ، أي أن وراوه مشاكل مالها حصر ، وربما تسيل دماء ، ويسقط قتلي من أجل احترام القضاء المسعودي .
إنها البادية ، هذا سلوها وقانونها العرف ، ودستورها الصارم والعادل أيضاً .. إنه القضاء المسعودي ، وياله من قضاء عظيم .
حاتم عبدالهادى السيد
المؤرخ المصرى
مؤلف كتاب المساعيد والقضاء العرفى فى سيناء
ملتقى قبائل المساعيد والأحيوات :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق