القضاء العرفى فى سينا
سيناء أرض الرسالات ، أرض القمر والنخيل ، أرض التراث البدوى الأصيل، أرض الأديان والرسالات ، بها سار الأنبياء ، وعلى أرضها كانت المعارك ، وكانت الانتصارات الخالدة.
ومن المعروف أن لكل دولة قانونها ودستورها الذى ينظم عملية الضبط الاجتماعي بها ، ويحافظ على القيم والعادات والتقاليد المتوارثة , ولا شك بأن القضاء العرفى يمثل لبادية سيناء الدستور الوضعى الذى احتكمت إليه القبائل وعرفته جيلاً بعد جيل ، وكابراً عن كابر؛ كما أن هذا القضاء يمثل الحكم والفيصل فى كل القضايا المتنازع إليها، فلا يركن البدو إلى القضاء المدنى ، ولا يذهبون لأقسام الشرطة والمحاكم ؛ إذ أن لهم قضاتهم وقضائهم ، يعطون الحقوق ، ويطبقون ميزان العدل ، محتكمين بذلك إلى الشرع والعرف والموروث ، ويعد حكم هؤلاء بمثابة الإلزام ، فهناك كفلاء يضمنون الوفاء بما حكم القضاء ، وهناك الحسباء ونقالة العلوم ، يطبقون العدالة بين الناس محتكمين إلى ضمير صدق ، ودقة تحرٍ، وإلى فراسة ورجاحة عقل مستمدة من الطبيعة ، ومن الإلهام والحكمة التى اكتسبوها عبر الصحارى الشاسعة ، والسهول المنسبطة والجبال الوعرة ، والليالى المقمرة.
هنا نسج الحلم شجرته ، وغرست الحكمة جذورها فى عقول هؤلاء الرجال الذين تعلموا فى مدرسة الحياة ، فصقلتهم بالحكمة ، وغدت آثارهم وكلماتهم البليغة الفصيحة شعراً يتغنى به الركبان فى سامرهم البدوى الجميل على أنغام آلة الشبابة والربابة والمقرون والأرغول .
إنها سيناء أرض القمر والسحر والخيال ، أرض التراث المادى المتمثل فى أدوات المعيشة والزراعة وأدوات الدفاع عن النفس ، والحلى والملابس ، والعمارة لبيوت الشعر الجميلة ، كما أنها أرض التراث المعنوى المتمثل فى: العادات والتقاليد ، الأدب الشعبى ( الشعر البدوى، القصص والحكايات ) والسامر البدوى والأفراح والمناسبات والطب الشعبى ، والقضاء العرفى .
ولقد لعب القضاء دوره العظيم فى حل المشاكل ، وفض المنازعات ، فعاشت البادية تنعم بالأمن والأمان ، كما عمد القضاء إلى تفتيت القبلية ، والتعصب القبلى ، فركن المجتمع إلى احترام العادات والتقاليد ، وأصبح الثواب والعقاب مختمرين فى عقول كل الأفراد ، فأصبح كل فرد مسئول عن تصرفاته ، دون تعدٍ على حرمات وحدود الآخر، بل وعرف كل فرد ماله وما عليه فارتقت البادية بفضل القضاء ، وارتفع السلوك الحضارى ، وانتظمت القبائل فى اللحاق بركب التحضر فى ظل قانون البادية العادل ، وفى ظل قضاة يقدرون الحقوق، ويعطون كل ذى حق حقه.
والقضاء العرفى بمثابة الدستور- وإن كان غير مكتوب إلا أنه متعارف عليه- ومجلس القضاء بمثابة المحكمة ، والكفلاء للحقوق بمثابة قضاة التنفيذ للأحكام ، ولا نبالغ حين نقول بأنها " محكمة الصحراء العادلة " .
ولقد كان القضاء العرفى بعد وقوع سيناء تحت نظارة الحريبة فى أيدى قضاة البدو ، فكانوا يحكمون بينهم بالعرف والعادة ، عدا مدينة العريش ومدينة الطور فإنهما كانتا قابعتين فى ظلال القضاء المصرى حيث كان فيهما قضاة إلى جانب القضاء العرفى ، ثم صدرت لائحة ترتيب المحاكم الأهلية فى القطر المصرى فى 14 من يونيو سنه 1883م فأدخلت الطور ضمن دائرة اختصاص محكمة الزقازيق وذلك بمقتضى الأمر العالى الصادر فى 14 فبراير 1904م .
أما محافظة شمال سيناء ، وكان اسمها محافظة العريش فلقد تبعت بعد ترتيب المحاكم المشار إليها إلى اختصاص محكمة المنصورة الأهلية وذلك بأمر الباب العالى فى 2 يونيو 1884م ، ثم صدر حكم الباب العالى فى 23 من ديسمبر 1827م بنقل محكمة المنصورة للزقازيق ، وبناء عليه صدر الأمر بأن يختص محافظ العريش بالنظر والحكم نهائياً فى دائرته فى القضايا الحقوقية التى لا تجاوز قيمة المدعى به فيها ألف وخمسمائة قرشاً ، وفى الأفعال الجنائية التي تستوجب العقوبة بالحبس لمدة سبعة أيام .
وفى الثامن والعشرين من عام 1898م صدر أمر عال- المادة ( 2 ) : تشكل بالعريش محكمة مؤلفة من محافظها وقاضيها الشرعى ، وواحدً من أعيانها يختاره ناظر الحقانية بالاتحاد مع ناظر الداخلية ويختص بالنظر والحكم نهائياً فيما يقام من أهالي المحافظة من القضايا المدنية والتجارية التي يجاوز قيمة المدعى فيها ألف وخمسمائة قرشاً ، ولا تزيد عن خمسة آلاف قرشاً .
ولم يكن أغلب سكان سيناء يذهبون للقضاء ، بل كان قضاؤهم هو القضاء العرفى النابع من تقاليدهم ، حيث أن درجات القضاء ثلاث لكل درجة قاضٍ : ثلاثة من كبار العرب ، وثلاثة من الضريبي ، إلا المبشع فإنه واحد ، ومن تسمياتهم : الكفيل ( كفيل وفا ، كفيل دفا ) ، " الضمانة " : ويشترط فيها الأمانة ، " الرزقة " : وهى مال يدفع للقاضى ، " الشهادة ، الحلف أو اليمين " : وفيها يتم الحلف بكلمات أولها كلمة الله وآخرها كذلك ، " والحلف بالرأس " ، " والحلف بالحزام " ، " والحلف بالعود " ، " الحلف بالرّدن " ، التفويل ، الفلج ، " الغرم بالمال " كما سيجىء بعد ذلك (1)
ومن حسباء ( قضاة ) قبائل سيناء عام 1906م حتى عام 1930م :
الشيخ/ موسى أبو نصير (شيخ مشايخ الطورة) "حسيب الطورة)
الشيخ/ عودة أبو طقيقة (حسيب الحويطات) ، الشيخ / سلام البرعصى ( حسيب قبيلة التياها ) ، الشيخ / سليمان القصير بن نجم ( حسيب قبيلة الأحيوات) ، الشيخ / هندى أبو شعيرة ، ( العوارمة ) ، الشيخ / فريج سلام أبو صفيح ( الصفايحة الأحيوات) ، الشيخ / سلامة بن جازى ( الترابين الحسابلة ) ، الشيخ / سلامة الشويكى ( قصاص أثر من البنيات التياها ) ، الشيخ/ أحمد مصلح ( شيخ التياها ) ، الشيخ / جمعة أبو ماسوح ( حسيب الترابين ) ، الشيخ / سبيتان أبو عيطة( حسيب السواركة ) ، الشيخ / سلامة عرادة ( العمدة ) 1913، الشيخ / سالم بن مصلح ( الحناجرة ) ، الشيخ/ جمعة بن عوض ( العوايضة 1915م ) .
وكان من كبار المشايخ فى أيام تركيا، الشيخ / سليم الحجوج ( سواركة ) ، الشيخ / حسان أبو غنيم ( دولة تركيا ) ، عودة حسن أبو منونة ( شيخ حكومي أيام الانجليز) ، الشيخ / جمعة بن عوض العوايضة من كبار مشايخ السواركة ، الشيخ / جمعة أبو ماسوح ( قليد الترابين ) ، الشيخ / سالم جمعة أبو ماسوح ( الترابين ) .
كذلك من المشايخ الشيخ / زيتون عواد ( سواركة ) 1866 م ، الشيخ / صبيح أبو عيطة ( سواركة ) ، الشيخ / عودة سويلم جرمى ( ترابين ) ، الشيخ / مهيزع التربانى ( ترابين) 1899م ، الشيخ / سلام عرادة (عمدة السواركة بالخروبة 1904م) ، الشيخ / فرج سليمان ( قاضى وشاعر الرميلات) ، الشيخ / سالم أبو سنجر( النبعات – الترابين ) ، الشيخ / ابن كريشان ( شيخ العزازمة ) ، الشيخ / ابن جهامة ( ترابين ) ، الشيخ / أبو عرقوب ( شاعر وقاضى العزازمة 1875م )، الشيخ / سليمان أبو عصا العزامى ( العزازمة 1875م ) ، الشيخ / فرج سليمان ( قاضى وشاعر الرميلات ) الشيخ / حمد مصلح ( شيخ التياها ): الشيخ / سعد سلمان أبو بار( قاضى الحويطات ) ، الشيخ / حمد بن عامر ( التياها ) ، الشيخ / أبو طيرين ( كبير المعازة ) ، الشيخ / محمد بن جاد ( شيخ الحويطات العلاويين ) ، الشيخ / حسيب الأحيوى ( اللحيوات ) ، الشيخ / ضيف الله سالم ( شيخ وشاعر الأحيوات 1895م ) ، الشيخ / خضر الشنيبات الشيخ حمد مصلح ( التياها ) ، والشيخ / سلام الحاج بن صفيح ( الصفايحة الأحيوات) ، الشيخ / مصلح أبو قردود ( شيخ التياها ) ، الشيخ/مغنم أبو الريش العيادى ( 1855م ) ، الشيخ / سليمان غنيم ( شيخ قبيلة العوارمة 1909م ) ، الشيخ / صالح بن على ( أولاد سعيد ) ، الشيخ / موسى بن نصير ( شيخ القرارشة ) ، الشيخ / خضر عامر فرحات ( شيخ العليقات) .
كذلك من المشايخ الشيخ / مدخل سليمان (شيخ قبيلة العليقات ) ، الشيخ / عطية أبو غنيمان (شيخ الدير عن الجبالية) ، الشيخ سلام سلامة البرعصي ( تياها ) ، الشيخ / سلمان سلام أبو صفيح (الصفايحة الأحيوات) ، سلامة بن جازى ( الترابين ) ، الشيخ / عوض عتيق ( شيخ الدير عن العوارمة ) ، الشيخ / ربيع بن زهير (شيخ الدير عن أولاد سعيد ) ، الشيخ / زيدان مدخل ( شيخ الدير عن العليقات ) ، الشيخ / موسى أبو نصير ( قاضى عرفى ) الشيخ / سلامة الشويكى ( من البنيات التياها قاضى عرفى ) ، الشيخ / أحمد أبو ذكرى ( شيخ عائلة ذكرى بالعريش فى عهد المحافظ براملى 1909م) ، الشيخ حمد مصلح ( شيخ التياها من الصقيرات) ، الشيخ / سليمان سالم نجم ( شيخ الأحيوات النجمات) ، والشيخ/عامر عياد ( قبيلة العيايدة / مبشع 1906م ) ، الشيخ حمدان بن نجم ( الأحيوات ) يزار وقبره في وادي الردّادي ، الشيخ مسلم ( الأحيوات ) يزار وقبره في وادي الهاشة بجوار الكنتلة ، الشيخ صبيح ( الأحيوات ) يزار وقبره في وادي الهاشة ، الشيخ عمرو ( الأحيوات ) يزار وقبره بقرب بئر ابو قطيفة غرب سيناء الشيخ حجّاج ( السلاميين الأحيوات ) له مقام في نخل ، ابو ذيب ( السلاميين الأحيوات ) يزار وقبره في الثمد ، اشيخ علي بن نجم ( الأحيوات ) ، الشيخ مسمح بن عليان بن نجم ( الأحيوات ) ، الشيخ عليان بن مسمح ( الأحيوات )، الشيخ علي بن سليمان بن سسالم القصيّر ( الأحيوات ) ، الشيخ عيد بن حسين ( النجمات الأحيوات ) ، الشيخ جمعة بن رضوان ( السلاميين الأحيوات ) الشيخ سلامة بن رضوان عقيد الأحيوات ، الشيخ العمدة عودة عطية المسعودي
ولقد كان لبلاد سيناء دون سائر محافظات الجمهورية قانون جديد للأحكام مؤسس بوساطة العرف والعادة لتطبيق العدالة على حال البدو، ولقد عرف القانون باسم قانون نمرة 15 لسنة 1911م ، ولقد نصت المادة السابعة منه بأن يحرر المحافظ كل عام كشف بأسماء عدول يختارون من أعيان كل جهة ولكل قضية ويتم اختيارهم بمعرفة المحافظ أو رئيس المحكمة ويكون الاختيار بطريق الاقتراع ، ويشترط بأن يختار من قبيلة كل خصم أكثر من واحد فى المحاكم الجزئية أو الخصوصية أو فى المحكمة العليا ، وكان المشايخ يتقاضون رواتب من الحكومة المصرية وذلك وقت طلوع " المحمل الشريف " - على طريق درب الحج المصرى بسيناء - وذلك من أجل جلب الأمن وتأمين طريق الحج أثناء سير الحجاج فى طرق سيناء الوعرة .
ولقد عرفت الحكومة المصرية طبيعة العادات والتقاليد لأهل البادية ، فقامت بالاعتداد بالقضاء العرفى ، بل وقامت أغلب المحاكم بإحالة كثير من القضايا لتحل عن طريق هؤلاء القضاة، كما انتدبت قضاة من هؤلاء لمعاونتهم فى حل المشاكل المستعصية حتى تقضى على مشاكل الثأر ، وتمنع الإغارة بين القبائل بعضها ببعض ، لذا صدر القانون رقم 15 لسنة 1911م والخاص بالنظام الإداري والقضائي لمحافظتي سيناء ، والذى أصبح بعد إنشاء مصلحة الحدود عام 1917م هو القانون السائد فى جميع محافظات الحدود ، ولقد تأسس بالأحكام المستمدة من العرف والعادة وحالة البداوة فى سيناء .
ولقد تشكلت المحاكم الجزئية والمحاكم الخصوصية والعليا واختارت ممثلين عن كل القبائل من المشايخ والقضاة العرفيين كعدول فى القضايا ، وللخصوم من المتقاضين حق رد هؤلاء العدول حسب المادة ( 9 ) من القانون ، وقد تحيل المحكمة بعض القضايا بعد استشارة هؤلاء العدول إلى قضاة معنيين، أو للصلح حتى فى المواد الجنائية وذلك فى حالة قبول أطراف النزاع ذلك.
ومن الجدير بالذكر أنه ليس فى القضاء العرفى حبس أو إعدام ، وإنما توجد عقوبات تتمثل فى رد المسلوب واعادة الحق لصاحبه ، مع الغرامة حسب تقدير هؤلاء القضاة .
ومن المعروف أن العرف هو أول مصدر من مصادر القانون ، ولقد عرفته البشرية عندما انشأت المجتمعات الأولى قواعدها القانونية ، واقتضى القانون المدنى فى 15 / 10 /1949م فى حالة وجود نص تشريعى ، بإن يتم الاعتداد بحكم القاضى العرفى ، وبمقتضى مبادىء الشريعة ، فإن لم يكن فبمقتضى القانون الطبيعى ، وقانون العدالة .
ولقد جاء نظام الحكم المحلى واعتد بالقضاء العرفى فصدر القرار رقم 569 لسنة1980م بتشكيل لجنة فض المنازعات وقد اعتمدت هذه اللجنة إلى الحقوق التى يخولها لها القانون رقم 43 لسنة 1979م والخاص بنظام الحكم المحلى لكل قبيلة أو عشيرة ، كما اختارت اللجنة من كل قبيلة أو عشيرة ثلاثة ( رجال الصلح ) وهؤلاء يتصفون برجاحة العقل والرزانة والقدرة المادية والمعنوية فى التأثير على أفراد المجتمع للفصل فى المنازعات ، لذا قالوا فى أمثالهم السائدة : " الكبار مخربين الخراب ، ومعمرين العمار" أى أنهم يحقون الحق وينكرون الباطل دون النظر لقرابة أو مصاهرة بينهم وبين الجاني .
كما أن لكل قبيلة ثلاثة رجال يطلق عليهم " الَملمَّ " وإليهم يرجع أطراف النزاع في أول درجات التقاضي ، كما يطلق على الرجل الذى يجتمعون فى بيته ( راعى البيت) فإذا كان المتنازعون من قبيلتين مختلفتين فإنهما يقومان برفض الجلوس عند " ملم " الطرف الآخر، فيجتمع الوسطاء ويطرحون اسم راعى بيت من قبيلة ثالثة ويسمى " خالى شهوة " ويكون بعيداً عن أى انحياز ، ويقوم راعى البيت بالاستماع لأقوال الخصوم وتسمى هذه الأقوال " مدفونة الحصى " ثم يطلب راعى البيت من المدعى عليه بأن يقوم بتسمية قضاة نظر الدعوة فيقول له : " خط لك ثلاثة "- أى عين أسماء قضاة ثلاثة- ثم يطلب راعى البيت من المدعى عَدْف واحد من الثلاثة – أى حذف واحد ، ثم يطلب من المدعى عليه عَدْف واحد آخر فيكون الاختيار قد وقع على القاضى الثالث غير المعدوف ، ثم يتم تحديد موعد للقاء عند ذلك القاضى ، فإذا لم يحكم لهم الطرف الثالث تعاد القضية للنظر عند واحد من الاثنين الذين تم عدفهم – حذف أسمائهم - فإذا لم يقبلوا الحكم عند أحدهما تعاد القضية للثانى ، فإذا حكم الثانى مثلما حكم الأول فلا تحال إلى قاضٍ ثالث ، لأنهم يعتقدون بأن : " حكم اثنين بياكل الثالث " أى يلغى القصاص عند طرف ثالث .
وأثناء عملية التقاضى يطلب القاضى من أطراف النزاع تحديد كفيل من كل طرف ثم يحدد لهم موعد للجلسة عند القاضى المختص وتكون خلال أسبوعين غالباً لقولهم : ( آجال الرجال أربعة عشر يوماً ) ، كما يصبح راعى البيت أميناً وشاهداً لكل الإجراءات التى أتخذت فى بيته فيقولون عندئذ : " تم ربط الكلام عند راعى البيت " ، وقد يعيد القاضى المختص الدعوى فى القضية إلى راعي البيت مرة ثانية وذلك فى حالة اختلافهما فيما ذكر منهما عند راعى البيت ، أو إذا ادعى أحدهما شيئاً مخالفاً لما حدث فى التحقيق عند الملم " راعى البيت " .
وللقضاء العرفى درجات وقضاة مختصون بحكم القضايا ، إذ أن كل قضية يختص بنظرها قاضٍ أو قضاة مختصين ، وهذا تماماً مثل القضاء المدنى فهناك قضاة للأحوال الشخصية ، وقضاة للأحوال الجنائية ، وقضاة للأحوال العسكرية وغيرها . هذا وللقضاء العرفى قضاة مختصين فى كل قضية ، ويمكن حصر القضاة العرفيين والقضايا فى نحو (12) نوع من القضايا ، ولكل من هذه القضايا قاضٍ مختص وذلك على النحو التالى : (1)
1ــ الكبار ( رجال الصلح ) ولقد سبق الحديث عنهم .
2- الملم : ولقد سبق الحديث عنه أيضاً .
3- القاضى الضريبي: هو القاضى المختص بنظر قضايا الاعتداء على العرض وكذلك على حرمات البيوت وقضايا الطعن فى وجه الكفيل ، وقضايا الوثاقة ، وهو الذى يقوم بالتحقيق فى القضية وقد يحكم فيها إذا ارتضى المتنازعان بذلك ، أو يقوم بإحالتها الى القاضى المختص ، ولكن هنا لا تحال القضية إلى القاضى المختص إلا بعد عرض القضية على القاضى الضريبي الثانى من القضاة الذين تم عدمهم ، فإذا جاء حكمه مؤيداً للأول فلا تحال للقاضى المعدوف الثالث ، إما إذا كان حكمه مناقضاً للأول فتحال للقاضى الثالث ، وقد يحيلها الثالث إلى الضريبي الأول ، ويكون حكمه ملزماً ، أو إلى القاضى المختص ويسمى الأحمدى ، أو إلى المنشد ، أو إلى الزيادى ، فإذا جاءوا للقاضى المختص طلب من المتنازعين تحديد ثلاث قضاة مختصين أيضاً ثم يقومون بعدف واحد لكل طرف ويتم تحديد الثالث غير المعدوف ، أو يحكم فى القضية إذا اتفقا على ذلك، ويطلق على القاضى الضريبي اسم كرسى المنشد ، أو " فِرَاش المنشد " ، كناية عن أنه القاضى الذي يحدد أو يقرر إحالة القضية إلى المنشد من عدمه .
ومن أعلام القضاة الضريبين : الحاج / يوسف محمد أحمد ( قرية الماسورة برفح ) ، والحاج / عيد سالم عبد الله ( رفح ) ، الحاج / سلامة حسين عرادة ( منطقة الخروبة بالشيخ زويد ) .
4- قضاة أهل الديار: وهم المختصون بقضايا ملكية الأرض وحدودها ، وفى قضايا الشفعة " الجار أولى بالشفعة فى حق شراء أرض جاره " ، ويدرج " نعوم شقير" أهل الديار ضمن آل الخبرة الذين هم فى حكم القضاة ويسميهم " أهل القطاعات " وهم الرجال الذين لهم خبرة بالزرع والأرض الزراعية ، ومن أعلام قضاة أهل القطاعات أو أهل الديار: الحاج: مسلم سليم سالم الشدايد ( الجورة ، الشيخ زويد ) ، الحاج / نصر برهوم سلامة الرقيبة ( رفح ) ، الحاج / مبارك زارع بن زارع ( الشيخ زويد ) ، الشيخ / حسن سلامة البالى ( الجورة – الشيخ زويد ) وغيرهم.
5- أهل الفلايح: وهم قضاة يندرجون تحت قضاة أهل الديار، ويختصون بالفصل فى النزاع الناشىء حول الزراعة .
6- أهل العرائش ( العرايش) : وهم القضاة المختصون فى قضايا التعدى على نخيل الجار بالإتلاف أو بالقطع أو التجمير ، كذلك يختصون بالخلاف عن اتلاف النخيل والحيوانات ، وبين الملاك والمزارعين فى زراعة النخيل ، : ومن أعلام القضاة فى هذا المجال : الشيخ / سالم صباح سالم أبو مرزوقة وغيره .
7- الزِّيادى : وهو القاضى الذى ينظر فى قضايا سرقة الحيوانات كالإبل ووثاقتها ، وفى سرقة الأغنام والضأن والمواشى ، وسرقة المال ويطلق عليه اسم " سورمال ، هذا ولكل قبيلة " وَسْمُُ للإبلَ " - أى علامات توضع بميسم ثم تكوى بالنار فى الرقبة أو الرأٍس أو الصلب لتمييزها عن غيرها .
8- الأحمدى : وهم القضاة الذين يختصون بقضايا التعدى لحرمات البيوت " بيوت الشعر البدوية " – المساكن ، كما يختص بالنظر فى القضايا التى تقع بالدواوين (المقاعد) وتكون عقوبة جرائم الدواوين مضاعفة إلى أربع مرات ( مربعة ) لأنها وقعت فى أماكن لها حرماتها ، ومن أشهر قضاة الأحامدة : سلامة سلام الأحمدى ( الكيلو 15 غرب القناة ) ، عابد مرزوق سلمان الأحمدى ( الكيلو 14 غرب القناة ) وغيرهم .
9- قضاة أصحاب الحرف : وهم الذين يختصون بالنظر فى نزاعات أهل الحرف التجارية ، كالبنائين والعاملين بالمقاولات والسيارات والتعمير ، وهم قضاة مستحدثون ولا يوجدون إلا فى المناطق العمرانية وقد نشأ نتيجة للتطور الحضارى وظهور مهن لم تكن موجودة فى البادية .
10- قضاة المنَشْدَ: ويسمى قاضى المنشد كذلك بالمسعودى ويختصون بالحكم فى المسائل الخطيرة كقطع الوجه ، والتسويد للكفيل المطعون فى وجهه ، ومس الشرف والإهانة الشخصية ، وسمى قاضى المنشد بالمسعودى لانتسابه لقبيلة المساعيد ، وكان بنو عقبة يختصون بقضايا النساء ، فلما رحلوا من شبه جزيرة سيناء أسند لقبيلة المساعيد أمر قضايا الوجه والعرض معاً ، ومن قضاة المنشد : الشيخ/ عميرة سلامة حسين ( منطقة جلبانة / القنطرة شرق ) ، الشيخ / سليم حسن عقيل ( القنطرة غرب ) ، الشيخ / إبراهيم سليمان سويلم الشهير بالزرطى ( الكيلو14/غرب القناة ) .
11- قضاة مناقع الدم : وهم القضاة المختصون بالنظر فى قضايا الضرب والجروح والإصابات المختلفة كما ينظرون فى جرائم القتل العمد والخطأ ، ويختص قضاة قبيلة " بلى " بهذه القضايا وحدهم ومن أشهر قضاتهم : الشيخ / إبراهيم عودة إبراهيم ( ابن دهثوم – وادى العريش ) ، الشيخ / سليمان مساعيد عرار ( بئر العبد ) ، الشيخ / سليمان هويشل سليمان ( ابن قيعان / غرب القناةالكيلو 11 ) .
12- معاونو القضاة : وكما أن للقاضى المدنى فى حكمه معاونين ، فإن للقاضى العرفى معاونيين أيضاً ومن هؤلاء:
1ــ المبشع : وهو القاضى الذى يلجأ إليه المتنازعون فى القضايا التى ليس لها شهود إثبات أو شهود نفى ، فيتعذر عندئذ إصدار أحكام ، فيقوم القاضى المختص بتحويلها إلى المبشع أو قاضى البشعة للفصل فيها ، ولقد جرى العرف بأن يقوم ناكر الحق بحلف اليمين ، فإذا لم يقبل صاحب الحق منه هذا اليمين فإن القاضى يطلب من المدعى عليه " بأن يلحس البشعة " والبشعة " عبارة عن طاسة من حديد تشبه طاسة تحميص البن، ولها يد من حديد بطول 70 سم ، فيقوم المبشع بوضعها على النار حتى تصل لدرجة الاحمرار فيقوم بمسحها بكفه ثلاث مرات ، ثم يكرر الكلام لناكر الحق بأن يعترف فإذا لم يعترف يقوم برفع الطاسة بيده ثم يضعها خلف ظهره ثم يطلب من المدعى عليه بأن يمضمض فمه بالماء ويكشف عن لسانه أمام الحاضرين ثم يأمره بلحس الطاسة ، فإذا ظهرت على لسانه بقع من أثر النار قال له المبشع :" أنت معطوب " أو " أنت وغيف " - أى مدان ، وأن لم يظهر أثر للنار على لسانه قال له : أنت برىء ، ثم يقوم برفع الأمر للقاضى فإن كان بريئاً يتحمل المدعى مصاريف المبشع وغرامة يحددها القاضى، وإذا كان مداناً يحكم له القاضى بالحق .
2ــ الأمينة : وهى المرأة التى يرسلها القاضى لتقصى الحقائق فى قضايا الشجار بين النساء فتذهب لتقصى الجروح والإصابات ، أى لتشاهد ثم تنقل للقاضى ، وسميت الأمينة لأنها تنكون أمنية فى نقل ما تراه فى هذا الشأن (1).
3ــ السامعة : وهى المرأة التى يرسلها القاضى لتتمتع للنساء وللعجائز أو للشهود الذين رأوا الشجار أو المشكلة ، فتقوم بتقصى الحقائق ثم تنقلها للقاضى المختص .
4ــ كاتب الجلسة : وهو الرجل الذي يقوم بتدوين الأحكام ، كما يقوم باطلاع المتنازعين عليها ، والتوقيع فوقها حتى لا ينكر أحدهما بعد ذلك .
كما أن من الأعراف السائدة فى التقاضى احترام حق الجار ، وعدم إيذاء كلبه الذي يحرسه وفى هذا يقول الحاج / رفيع السليلمي : فإذا قام الجار بقتل كلب جاره عمداً فإن القضاء يحكم لصاحب الكلب بدفع نصف دية رجل ، أو عمل " عُرْمة " أى كومة من القمح – بإرتفاع طول الكلب ممسوكاً من ذيله إلى أعلى ، وهى توازى أربعة أردب قمحاً.
كذلك فإن هناك حق للماء كما يقول الحاج/ سالم صباح سالم مرزوقة : فإذا احتقر فلان بئراً فى منطقة ليس بها أى مصدر آخر للماء وجاء أحدهم ليشرب فمنعه صاحب البئر فهذا ليس من حقه لأنه نبع من الأرض ، أما إذا قام بعمل هرابة ( مياه خاصة ) فلا يجوز لأحد أن يَرِدَهِا إلا بعد موافقته ، لأنها لا تنبع من الأرض ، كذلك فى الحقوق هناك " حق المطمارة " - ( الصومعة ) التى تحفظ فيها الغلال ، ولقد ذكر الشيخ / سلامة الرميلى وهو من الاحيوات : إن سارق المطمارة يعتبر رجلاً جباناً وناقص المروءة ، ويحتقر بين الأعراب ، ويغرم على فعلته ، فإذا فتح المطمارة فإن جزاءه رباع، وإذا أغلق المطمارة فجزاؤه " رباعان " وأن اليد التى فتحتها تقطع ، ( أى أن الحبوب التى أخذت منها تُرَبَّعْ أى يدفع السارق ثمنها أربع مرات ، ومعنى أن اليد تقطع : أى لا تقبل كفالة وشهادة صاحبها ).
ولا يقبل القاضى إذا تم تحديد موعد للتقاضى ولم يحضر أحد الأطراف أى عذر سوى أربعة أعذار وهى : أن تستدعى الدولة الطرف المتغيب ويسمى " عذر الحكومة " ، كذلك إذا أصابه مرض ألزمه الفراش ويسمى عذر " الوجع " أو أن يتوفى الطرف المتغيب ويسمى عذر " الآجال " ، أو إذا قطع الطريق السيل ويسمى " عذر السيل " وكل هذه الأعذار الأربعة يطلق عليها عبارة " فكاك الآجال " .
ولقد أصدر المحافظ اللواء/ يوسف صبرى أبو طالب – بعد عودة سيناء بعام واحد عام 1980م " القرار قم 569 لسنة 1980 لفض المنازعات وجاء فيه : " بعد الإطلاع على القانون رقم 43 لسنة 1979 م بشأن نظام الحكم المحلى ولائحته التنفيذية ، وبناء لما تتميز به منطقة سيناء من طبيعة بدوية خاصة لها تقاليدها وأعرافها ، ونظراً لما تتميز به الفترة التى تلت التحرير من طبيعة خاصة للمشاكل والخلافات التى تصاحب إعادة الأوضاع إلى طبيعتها فإنه يلزم الاستفادة بإمكانات التحكيم ، أو المصالحات الودية التى تغنى عن اللجوء للمحاكم ، وما يترتب على ذلك من طول الوقت، خصوصاً مع كثرة القضايا فقد تقرر فى المادة الأولى " تشكيل اللجان الآتية :
( أ ) لجنة فض المنازعات المدنية والجنائية بمدينة العريش : وتتكون من : الشيخ على فخر الدين ، الشيخ / إبراهيم سليمان الغزال ، الشيخ / على حسين المالح ، الحاج / عبد العاطى صبيح ، الحاج / محمد أحمد خطابى ، الحاج / محمد إبراهيم عطية الغول ، الحاج / سليمان العبد عرابي.
( ب ) لجنة فض المنازعات الزراعية وتتكون من الحاج / مصطفى رياض محمد ، الحاج / حافظ حمودة الأزعر ، الحاج / حمدان محمد راضي .
( ج ) لجنة فض المنازعات المدنية والجنائية بمدينة بئر العبد وتتكون من : الحاج / موسي عمران ، الحاج / إبراهيم المرابى ، الحاج / زايد سلامة على ، الحاج / سالم أبو عياد ، الشيخ / سالمان اشتيوى سويلم ، الشيخ / سلامة سليمان أبو عاصى ، الشيخ / مبارك سالمان عيسي .
( د ) لجنة فض المنازعات المدنية والجنائية بمدينتى الحسنة ونخل وتتكون من: الشيخ/عيد مصلح بن عامر، الشيخ / غيث سالم أبو النقيز ، الشيخ / عطوة محمد سالمان الصفايحة ( الأحيوات ) ، الشيخ / حسين سالمان مطير( الصفايحة الأحيوات ).
( هـ ) لجنة فض المنازعات المدنية والجنائية لمدينتى الشيخ زويد ورفح وتتكون من : الشيخ / حمدان عواد أبو شيخة ، الشيخ سلامة حسين عرادة ، عضو يكلف من الحزب الوطنى.
ثانياً: تشكل اللجان العامة التالية بمستوى المحافظة : ـ
( أ ) لجنة فض المنازعات المتعلقة بالدم وتتكون من : الشيخ عيد سليم أبو دهثوم (قرية السلام)، الشيخ سليمان هويشل بن قيعان ( بئر العبد ) ، يضيف الحزب الوطنى عضواً آخر حسب الموقف وطبيعة القضايا .
( ب ) لجنة فض المنازعات المتعلقة بالعرض والشرف وتتكون من : الشيخ / عبد العاطى صبيح ( العريش ) الشيخ / سالم حسين عقيل ( المساعيد ) ويضيف الحزب الوطنى عضواً حسب الموقف .
( ج ) لجنة فض المنازعات الأسرية وتتكون من : الشيخ / اسماعيل الأهتم ، الشيخ / محمد عبد الحميد البيك ، السيدة / سهير جلبانة ، باحثة اجتماعية يتم اختيارها بوساطة الشئون الاجتماعية ، واثنان يمثلان طرفى النزاع .
( د ) ولقد جاءت المادة الثانية للقرار لتحدد إجراءات التقاضى وعمل اللجان حيث أقرت عمل كل لجنة فى النظر فى المنازعات التى تحول لها من المحافظة أو الحزب الوطنى ، كما ستقوم مديرية الأمن بإحضار المتنازعين والعمل على قبولهما التقاضي مع اتخاذ الإجراءات اللازمة لتأمين صاحب الحق ، هذا ولقد تم عقد مؤتمر برئاسة السيد اللواء / مدير الأمن، ومندوب كلاً من : الحزب الوطنى ، المجلس الشعبى المحلى للمحافظة وأقسام العريش وبئر العبد والحسنة ونخل فى 8 / 9 / 1980م وذلك لوضع لائحة نظام وإجراءات التقاضى بحيث تنتهى المنازعات فى أقصر وقت ممكن ، ثم تخطر النيابة العامة بأحكام هذه اللجان بوساطة مديرية الأمن والتى ستقوم بتنفيذ الأحكام القضائية الصادرة بعد التصديق عليها من المحكمة المختصة ، ولقد وقع على هذا القرار السيد اللواء / يوسف صبري أبو طالب محافظ شمال سيناء فى السادس من سبتمبر 1980م .
وبصدور هذا القرار تم الاعتداد بقانون القضاء العرفى وأصبح قانوناً معلوماً تعترف به الدولة من أجل إقرار الأمن والسلام فى كل ربوع المنطقة ، وأصبح المشايخ والقضاة العرفيين قضاة ومستشارين تحترم الدولة كلمتهم ، وتقضى بقضائهم من أجل المصلحة العامة لكل أبناء سيناء .
هذا ولكل قبيلة أو عائلة شيخ يتكلم بلسانها ، ويحكم بين أبنائها ، وعنده يجتمع المتنازعون ، وبكلمته يتم الصلح ، ويحترم الصغير الكبير ، ويعطف الكبير على الصغير ، ولنا هنا أن نذكر أعلام هؤلاء المشايخ والقبائل طالما نحن بصدد الحديث عن أعلام سيناء ، كما يجب أن نذكر أن المشايخ قد لعبوا دوراً بارزاً فى توجيه المقاومة الشعبية للمحتل الصهيوني الغاشم أثناء فترة الاحتلال الإسرائيلي ، كما كان لهم الدور الفاعل مع جهاز المخابرات الحربية للوقوف ضد مخطط الصهاينة لتدويل سيناء فيما سمى بعد ذلك " بمؤتمر الحسنة " ولنا فى السطور التالية أن نوضح دور هؤلاء الأعلام ومسيرتهم المشرفة فى خدمة الوطن ، وفى خدمة أبناء سيناء ، حتى لا يتقوَّل أحد ويستنكر اعتبارنا ولا يعتبر المشايخ من الأعلام أو من الرموز المشرفة
مؤتمر الحسنة
لقد حاولت إسرائيل حتى قبل مجيئها إلي سيناء – أن تسعى لامتلاك هذه المنطقة فطلبت من الحكومة المصرية تأجير سيناء إلا أن الحكومة المصرية رفضت فأعادت تلك المحاولة أثناء الاحتلال الإنجليزي بعد أن أرسلت البعثات لمعاينة المنطقة ، على إلا أن المصريين رفضوا هذا الأمر.
وعندما احتلت إسرائيل شبه جزيرة سيناء حاولت جاهدة أن تستميل الأهالي والمشايخ وكبار العائلات ، فقامت بعرض إغراءات مالية وعينية إلا أن ولاء أبناء سيناء ووطنيتهم قد وقفت لهؤلاء بالمرصاد ، ولما لم تجد الحكومة الإسرائيلية الغاشمة فائدة من ذلك ، قامت بالتضييق على هؤلاء حتى يرضخوا ، بل وعزلت بعض المشايخ وعينت الكثيرين حتى يرضخوا لمطالبهم ويتم تدويل سيناء لتئول تبعيتها لدولة قوية مثل الولايات المتحدة الأمريكية إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل الذريع .
ولقد علمت الحكومة المصرية عن طريق أجهزة استخباراتها سواء من رجال المخابرات الحربية ، أو أبناء سيناء الذين ثم تكليفهم بوساطة المخابرات الحربية ومن قبل " منظمة سيناء العربية والتى تم تشكيلها بغرض إزاحة الاستعمار وتكبيده الخسائر والويلات ، وكان غرض منظمة سيناء كما يقول ابن سيناء ورجل المخابرات العظيم أ / محمد اليمانى : لقد كان الهدف من إنشاء هذه المنظمة هو ألا يركن العدو إلى الراحة وليعلم أنه يعيش وسط أناس يكرهونه ، وبأنهم ليسوا عملاء ليركنوا إليه م، لذا فلقد عاش العدو فى رعب وعدم أمن ، ومَهما كانت التضحيات كان لابد من طرد المحتل ، وكل ذلك كان تحت عباءة المخابرات الحربية المصرية .
ويضيف أ / محمد اليماني : لقد تم إبلاغنا بتحركاتٍ من جانب العدو لإقناع المواطنين والمشايخ للتوقيع على وثيقة لتدويل سيناء ، وكان لدينا فى سيناء أجهزة اتصال مباشرة مع القيادة تعمل فى كل وقت وفى كل الظروف ، ولقد قام العدو بإلغاء البطاقات الشخصية والعائلية المصرية وتم استبدالها ببطاقات إسرائيلية ، ثم قام بتعيين مشايخ جدد للعائلات ، وتم تزويدهم ببطاقات هوية تحمل لقب شيخ وكل ذلك من أجل التمهيد للتدويل وتهويد سيناء ، ومن خلال نظرته الاستيطانية بدأ يسعى للحصول على توقيعات المشايخ على وثيقة التدويل ولقد كان رد المخابرات الحربية المصرية هو العمل لإيقاع العدو وكشف مخططه الاستيطاني، فصدرت الأوامر بأن يتظاهر المشايخ بالموافقة على التوقيع على هذه الوثيقة ، وتهيأ المواطنون لهذا الأمر وكانت الأوامر تسير بميزان دقيق ، وكانت القيادة على علم بكل تحرك ، كما كانت تقوم بإصدار التوجيهات وكان مشايخ سيناء ينفذون الأوامر بكل دقة، كما كان يتم أخطار القيادة بكل صغيرة وكبيرة بشأن تحركات العدو فى هذا الشأن .
وفى يوم 3 من يونيو عام 1968م عقدت القيادة الإسرائيلية مؤتمراً عالمياً بمنطقة أرض الحسنة بوسط سيناء وأطلق عليه مؤتمر الحسنة ، ولقد قاموا باستحضار حوالى 300 من مشايخ القبائل من البدو ، وكبار العائلات من الحضر ، كما حضر المؤتمر وفود من جنسيات مختلفة ، وجاءوا بمندوبين لوكالات الأنباء العالمية ، كما جاءوا بالصحافيين والمراسلين الأجانب، علاوة على مراسلي الإذاعات الأجنبية ومندوباً عن الأمم المتحدة ، ولقد أحضر الإسرائيليون المشايخ فى سيارات جيب عسكرية، كما أحضروا مخرجاً إيطالياً لإخراج هذا الحدث التاريخى ، وكان التليفزيون الإسرائيلي يقوم بنقل وقائع هذا المؤتمر ، وتم تجهيز المكان بأحسن ما يكون من تجهيز على الطريقة البدوية ، فأقاموا " بيوت الشعر " المعروفة لمجلس البدو ، ثم أشعلوا النيران فى المواقد ودارت القهوة العربية، كما قامت الطائرات العمومية بنقل الطعام من منطقة " بئر سبع " وتم تجهيز كل شيء بدقة (1) .
ولقد أصيب بعض القادة الإسرائيليين بالغرور، فكانوا يتحركون بين المدعويين فى خيلاء أمام كاميرات التليفزيون ، وتم التقاط الصور التذكارية ، وسجل الصحافيون وصفاً دقيقاً لأحداث المؤتمر ، وبعد قليل وصلت طائرة عمومية ، وهبطت فى مكان قريب ، ونزل منها " موشى ديان " ثم سار فى خيلاء وغطرسة كعادته حتى وصل إلى المنصة المرتفعة ، ثم جلس وإلى جواره جلس الحاكم العسكرى ثم بدأ المؤتمر بكلمة للحاكم العسكرى قال فيها : " إن هذا المؤتمر عقد لمصلحة شعب سيناء ، وأننا ليس لنا أي مصلحة في احتلال سيناء ، أو الاحتفاظ بها وإن من مصلحة أبناء سيناء الاستقرار فلا توجد فائدة في أن تكون بلادهم مسرحاً لحروب أخرى " ، ثم قام بالتنديد بفترة الحكم المصري لسيناء ، وما كان يعانيه أبناء سيناء من ظلم وتجاوزات تحت وطأة الحكم المصري العسكرى القاسى ، رغم أن بلادهم زاخرة بالخيرات من البترول والتعدين والزراعة وخلافه ثم أكمل الحاكم العسكرى :
" ولذلك قد قررنا حرصاً منا لمصلحة الشعب فى سيناء ، وبناءاً لرغبة عدد كبير من مشايخ وأبناء سيناء فى الانفصال عن مصر وعن اسرائيل ، وجعل سيناء منطقة محمية دولية ، ولذلك أعددنا وثيقة للتوقيع عليها من مشايخ سيناء " ثم أخذ يشرح المزايا التى ستعود على أبناء سيناء ثم قال بخبث: " ستكون سيناء تحت حماية أحدى الدول القوية مثل الولايات المتحدة الأمريكية ، وسيتفرغ أبناء سيناء للتنمية ، وستعود خيراتها الى أهلها كما أن إسرائيل ستتركها فوراً رغم امتلاكها لكل أراضيها ، وبعد أن فرغ من كلامه توقع الحضور والمراسلون حدوث تصفيق حاد ، أو رد فعل من جانب المشايخ ولكن ساد الصمت التام ، وكأن السكوت القاتل هو الرد الأقوى ، وكان ذلك الصمت هو أول صفعة تقدمها المخابرات المصرية لإسرائيل ، وكانت الصفعة الثانية في بدء السيناريو الذى أعدته المخابرات الحربية لهذا الموقف ، ويضيف أ / محمد اليماني : بعد هذا الصمت التام وعدم التصفيق أو التهليل من أحد ، وكانت هذه خطة المخابرات الحربية ، وقف الحاكم العسكري الإسرائيلي متسائلاً عن رأيهم فلم يقابل إلا بصمت ،ٍ وعندئذ وقف أحدهم فقام بالتظاهر بالتشاور فيما بينهم بحركات تمثيلية متقنة لإنابة أحدهم ليتحدث عنهم ، فقاموا بإنابة الشيخ / سالم الهرش وكانوا قد اختاروه قبل المؤتمر ، ثم تظاهروا باختياره .
وكان الشيخ بليغاً ويتمتع بطلاقة لسان وصوت جهورى متميز ، وكانت المخابرات الحربية المصرية قد لقنته ما سيقوله ، فقام بالتقدم إلى الميكروفون بخطى ثابتة ، ثم وقف فى شموخ وكبرياء ثم قدم نفسه قائلاً : أنا الشيخ / سالم على الهرش ، وأنا مفوض من زملائى بالتحدث إنابة عنهم ثم أشار إليهم قائلاً : هل توافقون؟! فصدرت من الجميع صيحة عالية : موافقون.. موافقون ، ثم عاد ليسألهم : غير الموافق يرفع يده ، فلم يرفع أحد يده ، ثم بدأ يتحدث عن أمجاد القبائل ، كما أخذ يسرد تاريخ كل قبيلة من قبائل سيناء بدءاً من الشمال والوسط والجنوب، وبدت علامات القلق على القادة والضباط والجنود الإسرائيليين ، واستغرق الشيخ في حديثه عن القبائل وقتاً طويلاً، وهو يداور في كلامه بطريقة توحى بأنه يمهد لإعلان موافقتهم على ما جاء بالوثيقة .
ثم بدأت نبرات صوته تعلو رويدًا، ثم صاح بصوت مرتفع جهوري انني أشهد الله ، وأشهد هذه الأرض المباركة بأننا أبناء سيناء جميعاً نرفض التدويل ، كما أننا نرفض الاحتلال الإسرائيلي ، وان إسرائيل ما هى إلا دولة احتلال وعدوان ، وان سيناء أرض مصرية منذ آلاف السنين ، وستظل مصرية إلى الأبد ، وأننا مواطنون مصريون نؤمن بوطنيتنا وقيادتنا فى مصر ولن نفرط فى أرضنا مهما كان الثمن ، أما مصلحتنا ومستقبلنا فنحن أدرى بهما وهما فى أيدٍ أمينة ، نتولى أمرنا ولا يمكن أن تكون هناك قوة شرعية غيرها ، ونحن هنا تحت أسر الاحتلال ، ونحن جزء من كل هو الجمهورية العربية المتحدة وقائدنا ورئيسنا هو الرئيس/ جمال عبد الناصر ". وعندها انفجر جموع المشايخ بالتصفيق الحاد والهتافات بحياة مصرْ وحياة الرئيس جمال عبد الناصر ، وأصيب الصهاينة بالغضب والغيظ، وقام موشى ديان واستقل الطائرة وغادر المكان وانفض الجميع ، فكانت صفعة مدوية للإسرائيليين حيث تحطمت سفينة آمالهم وأحلامهم على صخرة الصمود والتحدى ودفنت أطماعهم التوسيعية فى رمال الحسنة إلا الأبد (1) .
هكذا يكون الرجال ، وهؤلاء هم أعلام المشايخ الذين لم ترهبهم مدافع ومجنزرات العدو ، بل قاموا بشجاعة الفرسان بالدفاع عن استقلال الأوطان فكان حقاً علينا أن نفخر بهم وبأمثالهم ، وليس الجهاد من أجل حل مشاكل السكان واقرار الأمن والأمان بأقل من الدفاع عن الوطن والأوطان ، ولكن الدفاع عن الأوطان له مذاقه وحلاوته ، لذلك كان علينا أن نحاول حصر هؤلاء المشايخ وغيرهم ليعرف أبناء الجيل بطولات هؤلاء الرموز ، ولم لا يكونوا من الأعلام ، وقد اختارتهم قبائلهم قضاة وكبراء يقومون على أمر الناس ويحكمون بالعدل ؟!.
وفى السطور التالية سنعرض لأسماء بعض مشايخ سيناء وقضاتها ، كما سنقدم لبعضهم بشيء من التفصيل ، وهذا ليس على سبيل المفاضلة أو الحصر وانما ما توافر لدينا من معلومات ، وعسى دراسة أخرى تبرز دور كل هؤلاء العظماء الذين أدوا للمواطنين خدمات جليلة ، واننى أستميح القارىء العذر إذا أغفلت ذكر اسم أحد هؤلاء الرجال الأبطال ، ولكن سيناء باتساعها لا يمكن أن يحصرها فرد وحيد ، بل يجب أن يكون هناك فريق عمل ، أو مراكز بحثية تتولى شرف الجمع الميدانى ، ولكننى هنا سأقدم ما استطعت ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها ، ولتكن هذه المادة نواة للباحثين عن الحقيقة لإبراز عظمة مشايخ وقضاة وعقلاء وكبار أبناء سيناء فى البادية وفى الحواضر وفى كل مكان .
وقبل أن نتعرض لهؤلاء يجب أن نعلن أن أغلب المشايخ كانوا قضاة حتى على مستوى عائلاتهم ومن هؤلاء المشايخ والقضاة العرفيين : العمدة ؟ أبو مرزوقة والشيخ / على الهرش ، الشيخ / سالمان محمود اليمانى ، الشيخ / سامى لافى حسن عابد ، الشيخ / عدلى اليمانى من قضاة سيناء المعروفين ، والحاج / إبراهيم المرابى ، الحاج / حماد إبراهيم المرابى ، الشيخ / حسين الجبالى ، الشيخ / سلام عرادة ، الشيخ /ابن زارع ، الشيخ / أبو دهثوم، الشيخ / سويلم القمبيزى ، والشيخ / مسفر البلوى ، الشيخ / طويلع، الشيخ / عيد زاهد ، الشيخ / سالم أبو طويلة ، الشيخ / حسين عيادة زرعى ، الشيخ / خلف الخلفات ، والشيخ / محمد خلف الخلفات ، الشيخ / حسن فرج شيخ الدهيمات ، الشيخ / محمد أبو عنقة ، الشيخ / سلامة بن عرادة ( الخربة ) ، الشيخ / محيسن صباح أبو حراز ، الشيخ / حسان حمد غنايم أبو جرير (ياميت) ، الشيخ/ سالم شمعان أبو جرير ( الميدان ) ، الشيخ / حمد غنايم أبو جرير ، الشيخ / حسان عواد أبو صالح .
ومن شيوخ ورجالات قبيلة المساعيد :
1ــ الشيخ حسين بن مسلّم المسعودي أول شهيد لمنظمة سيناء العربية
2ــ الشيخ محمد بن عيد البريدي المسعودي شيخ وقاضي منشد من كبار القضاة العرفيّين لقبيلة المساعيد في الديار المصريّة
3ــ الشيخ عميرة بن سلامة بن عميرة المسعودي قاضي منشد ومن كبار المطالحة المساعيد
4ــ الشيخ سعيد بن سالم بن حسين أبو عقيل المسعوةدي شيخ قبيلة المساعيد وقاضي منشد
5ــ القضي سليمان أبو عقيل المسعودي ( جلبانة )
6ــ الشيخ حسين بن سالم بن حسين عقيل المسعودي من مجاهدي قبيلة المساعيد
7ــ الشيخ سليمان بن سالم بن حسين المسعودي من كبار قبيلة المساعيد
8ــ الشيخ حسين بن عمرو بن سلامة المسعودي القاضي العرفي
9ــ الشيخ سالمان بن حسين المسعودي القاضي العرفي
10ــ الشيخ عيّأد بن سويلم بن نصر المسعودي قاضي منشد
11ــ القاضي / سليمان أبو عقيل المسعودي ( من قضاة قرية جلبانة )
12ــ الحاج / سلامة أبو عميرة المسعودي ، وهو من مشاهير الرجال فى القضاء العرفى من ربع الأمراء وهو من كبار المطالحة المساعيد ومن كبار قضاة العرف لقبيلة المساعيد
13ــ الشيخ / منصور سليمان أبو عياد من كبار ربع الدغيمات
14ــ الشيخ / حمدان نجم المسعودي من الشوافين الدغيمات
15ــ الشيخ حسن أبو راشد المسعودي شيخ قبيلة المساعيد من ربع المرابدة
16ــ الحاج / سعيد أبو سلامة أبو صبيح المسعودي قائدة مسيرة ربع العواهير وابنه الحاج سلامة أبو سعيد
17ــ الحاج المؤرخ ( الحافظ للنسب ) - كما يذكرون الشيخ / صقر سالم عليان المسعودي كبير ربع الرواشدة
18ــ والحاج / عبدالله أبو حمدى المسعودي من كبار الرواشدة ؛
19ــ والحاج / حسين أبو غنام المسعودي
20ــ الشيخ / حسن أبو عمرو المسعودي من المطالحة الأمراء المساعيد والمتوفى عام 1946 م
21ــ والشيخ / عمرو بن سالم بن حسن بن عمرو من كبار المطالحة من كبار المطالحة المساعيد
22ــ الشيخ / سالم بن سلمان أبو مسلم المسعودي كبير المسلميين
23ــ والقاضى العرفى عقيل سالمان حسين المسعودي
24ــ رحيل سالم المسعودى من شيوخ العكالية من المرابدة المساعيد
25ــ والشيخ / سلمى أبو مراحيل المسعودي من شيوخ العكالية من المرابدة المساعيد
26ــ الشيخ / ناصر أبو سليم المسعودي شيخ النواصرة من المرابدة المساعيد
27ــ الشيخ / حسن الهرش المسعودي من شيوخ الهروش المرابدة المساعيد
28ــ الشيخ / سعيد أبو سلامة المسعودي من شيوخ الرواشدة من المرابدة المساعيد
29ــ الشيخ / سليمان حسن بن سلامة راشد المسعودى من شيوخ الرواشدة من المرابدة
30ــ الحاج / سعيد أبو جودة المسعودي وهو من المجاهدين فى منظمة سيناء العربية ومن أولاده 31ــ الحاج / غنام ؛ والحاج / سليمان وهما من كبار الجودات المساعيد
32ــ الحاج / سالم بن عيد بن محسن الشحط المسعودي كبير الشحوط من الدغيمات
33ــ الحاج / سليمان بن سعيد جودة كبير الجودات من الدغيمات
ومن المشايخ أيضا :
الشيخ سلمان بن سلامة أبو لفيتة المسعودي شيخ عشيرة اللفيتات في الشيخ زويّد
والشيخ سالم بن عطوة بن طعيمة أبو علاج السيفي المسعودي شيخ عشيرة أولاد سيف المساعيد في جنوبي سيناء
كذلك من المشايخ الشيخ حسن حسان ( الطويل ) ، الشيخ / عليان مسعد أبو جرير ( الطويل ) ، الشيخ /سلمان مصبح حمدان أبو حراز ، الشيخ / رباح صباح أبو حراز ( القريعة ) ، الشيخ / صباح الدهينى ، الشيخ / خضر شحوذة ، الشيخ / عبد الله القنبيزى ، الشيخ / عيد مصلح ( تياها ) ، الشيخ / سليمان أبو راس( نخل ) ، الشيخ / سليمان عيد القاضى ( الحسنة ) ، الشيخ / محمد أبوقردود - قاضى عرفى ، الشيخ / سلامة أبو عياد أبو حلو ( رفح الماسورة ) ، الشيخ / سالمان عزارة ( العوايدة ) ، الشيخ / عواد عيد الرقيبة ( قوز أبو رعد ) ، الشيخ / محمد سلام الرقيبة ، الشيخ / سليم حماد أبو عويضة ( خبير أعشاب ) ، الشيخ سلام الملاحى ( أبو طويلة ) ، الشيخ / حسين الملاحى ( العريش ) ، الشيخ / إبراهيم الملاحى ( بئر العبد ) ، الحاج / صالح زايد ( خبير أعشاب ) ، الشيخ / حسن أبو الحسن ، الشيخ / محمد أبو عواد ( خبير أعشاب ) والشيخ / سليم حماد ، الشيخ / سليم المقلوظ ، الشيخ / ربيع القرم ، الشيخ / مبارك أبو سويلم ، الشيخ / منصور أبو شريف ( قاضى عرفى ) – الروضة – ( عضو مجلس الشورى ) ، الشيخ سليمان عوض ( شيخ المنصوريين ــ الجورة ) ، الشيخ / لطفى اسكندر .
كذلك من المشايخ الشيخ / عبد الله اسكندر ( الشيخ زويد ) ، الشيخ / حسان أبو جرير ، الشيخ / عيسى الخرافين ( قاضى وعضو مجلس الشعب ) ، الشيخ / عويضة مغنم أبو شريف ( قرية المقاطعة ) ، الشيخ / عيد أبو جرير ( صاحب الطريقة الجريرية ) ، الشيخ سليم دهمش ( الشيخ زويد ) ، الشيخ / حسن سليم مسعود ( سواركة ) الحاج / سليم المقلوظ ( قاضى عرفى ) ، الشيخ / حسين عرادة ، الشيخ / عيد أبو زيتون ، الشيخ / جمعة أبو ملحوس ، والشيخ / سلامة حسين عرادة ( قاضى عرفى ) الشيخ / سليمان بن عوض ، الشيخ / محمد حسن فرج ، الشيخ / اجهينى مبارك ، الشيخ / محمد فريج خلف ، الشيخ / عودة عطا الله أبو ملحوس ، الشيخ / ربيع القرم ، والشيخ / مبارك صبيح بن زارع .
كذلك من المشايخ الشيخ / محمد أبو أحمد المنيعى ، الشيخ / سالمان سلامة أبوالفيتا ، الشيخ / مبارك سويلم ، أبو جرير ( شيخ حكومي ) ، الشيخ / حسن مسعود ، الشيخ / سلامة أبو خرقة ( شاعر وشيخ عشيرة الدهيمات ) ، الشيخ / صباح أبو ربيع ، الشيخ / مريشد أبو منونة ، الشيخ / عنيز أبو سالم ( شاعر وشيخ ) ، الشيخ / صبيح أبو رويعى ( شاعر وشيخ ) ، الشيخ / سليم سلامة دهمش ( شيخ عشيرة المحافيظ ) ، الشيخ حسن أبو غيث ، الشيخ / سالم صبح يوسف ، الشيخ / سلامة سلام دهمش ، الشيخ / مسعود أبو خرقة ، الشيخ / عبد الله خويطر ، والشيخ /حمدان سلامة ، الشيخ /عودة أبو منسى ، الشيخ / سليمان أبو جرير ، الشيخ / محمد مريشد ، الشيخ / مصلح سالم عبد الله ( من القضاة العرفيين ) الشيخ / إبراهيم عودة بن دهثوم ( مناقع دم ) والشيخ / عميرة سلامة عميرة حسين المسعودي ( منشد ) .
كذلك منهم الشيخ / عيد سالم عبد الله ( ضريبى ) ، الشيخ / مسلم سليم سالم الشدايدة ( أهل الديار ) ، الشيخ يوسف محمد أحمد ( ضريبي ) ،الشيخ / نصر برهوم سلامة الرقيبة ( أهل الديار ) ، الشيخ / سالم صباح سالم أبو مرزوقة ( أهل العرائش ) ، الشيخ / سالم عياد سالم الدواغرة ( قاضى بئر العبد ) ، الشيخ / إبراهيم سلمان سويلم الزرطى المسعودي ( منشد ) الشيخ / سالم أبو رشيد ( قاضى ) ، الشيخ /رفيع السليلمى ، الشيخ / سالم أبو عنقة ( العريش ) ، الشيخ / على بن خلف ( الجورة بالشيخ زويد ) .
كذلك منهم المشايخ الشيخ / سالم صالح مصلح العوامرة ( نخل ) ، الشيخ / مبارك زراع بن زارع ( أهل الديار – الشيخ زويد ) ، الشيخ / حسن سلامة البالى ( أهل الديار ) ، الشيخ / سالم مصلح بن عامر ( صقيرات ) ، الشيخ / ناصر مظعان العصيبى ( بريكات ) ، الشيخ / سليم وراد سالم ( قاضى عام / تياها ) ، سالم حماد وراد ( بريكات / قاضى ) ، والشيخ / سليمان عطية أبو راس ( صقيرات / قاضى ) ، الشيخ /عيسى الخرافين .
ومنهم أيضاً الحاج / حسن سليم مسعود ، الشيخ / عيد زاهد ( شاعر وخطيب وقاضى ) ، ومن المشايخ أيضاً: الشيخ محمد سلام ( المعاييف / المطلة ) ، الشيخ / سليم الخرافيين ( الحسينيات ) ، الشيخ / عودة سالم ( السليمات / رفح) ، الشيخ / صباح عبد الله( السلايمة – ياميت ) ، الشيخ / عبد الله أبو عكر ( أبو طويلة ) ، الشيخ / عبد الفتاح العوايدة ، الشيخ / عواد أبو شيخة ( الماسورة ) ، الشيخ / حلمى سليم أبو بخيت ( الرياشات ) ، الشيخ / حسن فرج ( الدهيمات ) ، الشيخ / محمد أبو عنقة ( ترابين ) ، الشيخ / نصار أبو مريشد ( قاضى عرفى )، الشيخ / مرشد راشد المراشد ( شاعر ) ، الشيخ / حسان حمد غنايم أبو جرير ( ياميت ) ، الشيخ / سالم شمعان أبو جرير ( منطقة زارع والميدان ) ، الشيخ / سيف أبو جرير ، الشيخ / حسان أبو صالح ، الشيح / مسلم أبو ماشى ( سواركة ) ، الشيخ / حسن مسلم أبو ماشى .
كذلك منهم الشيخ / حسين أبو حرير ، الشيخ / عليان مسعد أبو جرير ( الطويل ) ، الشيخ / سليمان مصبح حمدان أبو حراز ( متصوف ورجل بركة ) . الشيخ / رباح صباح أبو حراز ( شرق القريعة ) ، الشيخ / عبد الله القميزى ( الترابين ) الشيخ / حماد البلوى ، والشيخ / عيد مصلح ( تياها- نخل )، الشيخ سليمان أبو راس ( تياها ) ، الشيخ / سليمان عيد القاضى ( الحسنة ) ، الشيخ / محمد أبو قردود (الأحيوات- قاضى عرفى ) ، الحاج / سلامة أبو عياد ( رفح ) ، الشيخ / سالمان أبو حلو ( الماسورة ) ، الشيخ / يوسف عياد ( العويدة ) .
كذلك منهم الشيخ / عزارة ، والشيخ /عودة عيد الرقيبة ، الشيخ / محمد سلام الرقيبة ( قوز أبو رعد ) ، الشيخ / عواد نصر الله ( نائب سيناء / المطلة ) ، الشيخ / محمد سلامة رشيد ( الخروبة – قاضى عرفى ، الشيخ سلامة حسين أبو عرادة( قاضى– الخروبة ) ، الشيخ / عودة الله أبو ملحوس ( قاضى شيخ حكومى ) ، الشيخ / حسين موسي نبهان الجبالى ( النخلات ) ، ومن مشايخ الترابين حالياً (1) ، الشيخ / عيد مصبح سلام ( عشيرة النديات ) ، والشيخ / عيد جهامة .
كذلك منهم الشيخ / عيد مسلم زياد جهامة ( عشيرة الجهمات ) ، الشيخ / جمعة أبو سنجر ( عشيرة السناجرة – ترابين ) ، الشيخ / طويلع عمر سويلم الجعيل ( عشيرة القصار ) الشيخ / غيث سالم أبو النقيز ( عشيرة النقيزات ) ، الشيخ / سلامة بن جازية ( عشيرة الجوازية ) ، الشيخ / سليم حسين أبو نيفه ( عشيرة النيفات ) ، الشيخ / سالم الشنوب ( عشيرة الشنوب ) ، الشيخ / جمعة سويلم الدلح ( عشيرة الدلوح ) ، الشيخ / اجميعان أبو مسوح ( عشيرة جرمى ) ، الشيخ / عودة أبو سحبان ( عشيرة السحابين ) ، الشيخ / عيد سالم أبودلدول ( عشيرة الدلادلة ) .
كذلك من المشايخ الشيخ / موسى براك النعامى ( عشيرة النعامية ) ، الشيخ / حسين بن عطوة ( عشيرة العرايضة / جنوب سيناء ) ، الشيخ / سلام بن جازية ( عشيرة الجوازية – جنوب سيناء ) ، الشيخ / زايد أبو عبد الله ( عشيرة العرايضة ) ، الشيخ / حمد بن سريع ( عشيرة السرايعة – جنوب سيناء ) ، الشيخ / سليمان أبو فراج ( عشيرة العرايضة ) ، الشيخ / سالمان أبو حراز ، الحاج / سليم دهمش حسن مسعود ( قصاص أثر ) ، الحاج / إبراهيم عايد أبو منونة ، الحاج / رباح أبو ملحوس ، الحاج / جمعة أبو صبيح المقلوظ .
كذلك منهم الحاج / عيد سلمان ملحوس ( قصاص أثر ) ، الشيخ / صباح أبو ربيع ( سواركة ) ، الشيخ / محمد ابو منونة ومن المشايخ الذين يعالجون بالأعشاب : الحاج / مسلم أبو حمدين الحاج / رباح أبو حراز ( الكى بالنار ) ، الشيخ / جمعة عيد ملحوس ، الحاج / عودة ملحوس ، الحاج / عواد حسين القشارى .
ومن المشايخ كذلك: الشيخ / معيوف أبو صبيح ( الرميلات ) ، الشيخ / خلف الخلفات ( عضو مجلس الشعب ) ، الشيخ / صباح عبد الله ( السلايمة – الشيخ عيد سالم عبيد الله ، الشيخ / مسلم أبو فراج ، الشيخ / على محمد خلف ( الماسورة ) .
حاتم عبدالهادى السيد
المؤرخ المصرى
ملتقى قبائل المساعيد والأحيوات :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق