تهتم هذه المدونة وتعنى بأنساب وتاريخ وأعراف وتقاليد وأخبار وأعلام وشؤون قبائل المساعيد

السبت، نوفمبر 30، 2013

الشيخ شهاب بن أحمد العلاوي المزعل المسعودي : هاجر المسعود من بلاد الحجاز على إثر خلافٍ مع شريف مكّة




 
 
 
 


تحدّث الشيخ شهاب بن أحمد العلاوي المزعل المسعودي في مقابلة تلفزيونية معه عن قبيلة المساعيد العراقية فذكر أنّ موطن قبيلة المسعود هو الحجاز ، وانّها هاجرت من الحجاز عام 1010 هــ ، وكان ذلك على حادثة وقعت مع الشريف حسن شريف مكّة .
هذه الحادثة يعرفها المعمّرون ومشايخ قبيلة المسعود .
في ذلك العام جرى سبق للخيول ، وقد فاز في هذا السابق عزيز ( إعزيز ) المسعودي ، جدّ عشيرة العزيزات من أكبر عشائر المسعود ، فأعجب الشريف بفرس المسعودي ، وسأل عن صاحب الفرس فقيل له ( إعزيز المسعودي ) ، فطلب إحضار المسعودي ، فلمّا حضر إعزيز المسعودي قال له الشريف حسن : أريد هذه الفرس ـ وسأعطيك مقابلها أربعة من السواريت ، وكانت السواريت من الخيول العربية الأصيلة التي يمتلكها الشريف حسن . فردّ إعزيز على الشريف بقوله : هذه الفرس ليس لك !
وعاد إعزيز إلى قومه فالتقاه إخوته وقالوا له : ماذا فعلت ؟
كيف رفضت إعطاء الشريف الفرس ؟
فقال لهم : وما رأيكم ؟
فقالوا له : عُد إلى الشريف وأعطه الفرس .
فعاد إعزيز المسعودي إلى الشريف حسن ، وقال له : خذ الفرس بلا مقابل .
فقال الشريف حسن : لا والله ! بل تأخذ مقابلها أربعة من الخيول السواريت .
فأخذ إعزيز المسعودي الخيول الأربعة وعاد بها .  
في صبيحة اليوم وإذا بالفرس قد ماتت .
فقال بعض الوشاة للشريف حسن : لقد خدعك المسعودي وغشّك ! ولم ينصح لك ! ممّا أثار الشريف وأغضبه ، فطلب إحضار إعزيز المسعودي ، وحكم عليه بالإعدام أمام الناس ، وكانت طريقة الإعدام أن يحضروا وعاءً كبيراً  يضعون بداخله زيتاً يغلونه ، وحينما يغلو الزيت يقومون بإلقاء المحكوم عليه داخل هذا الوعاء فيذوب لحمه وشحمه ولا يبقى منه إلا العظام .
كان لإعزيز المسعودي أخ اسمه سلّوم ، فأشار على المسعود بأن يحضروا عشرةً من رجالهم الأشدّاء وأن يكونوا قريبين من الوعاء وأن يحضروا معهم كميّة من المياه ليلقوها في الوعاء قبل أن يقذف فيه أخاه إعزيز .
نفّذ الرجال العشرة الخطّة المرسومة فكان في ذلك نجاة إعزيز من الموت ، فحينما ألقي في الوعاء كان الماء قد سبقه ممّا جعل حرارة الزيت تنخفض بل انخفضت حرارة الوعاء بما فيه .  
كان الشريف جالساً : فلمّا أبصر نجاة إعزيز ، سأل عن صاحب الفكرة وقال : لا أريد إعزيز أريد صاحب الفكرة .
فقيل له : صاحب الفكرة سلّوم المسعودي أخو إعزيز .
فقال : أحضروا سلّوم . فلمّا أحضروا سلّوم حكم عليه بالإعدام بذات الطريقة .
وتمّ تنفيذ حكم الإعدام بسلّوم فألقي في الوعاء ولم يبق من جسمه إلاّ العظام ، وللمسعود مثلٌ معروف يقول : عظام سلّوم !
ثمّ إنّ الشريف حسن أمر بتهجير المسعود من بلاده في الحجاز ، وأعطاهم مهلةً لمدّة ثلاثة أيّام ، وأخبرهم أنّه بعد هذه المدّة سيلحق بهم وسيشتّت شملهم .
سار المسعود مرتحلين من ليلهم إلى أن وصلوا إلى الفرات مروراً بعرعر أو عريعر .
وحطّوا رحالهم هناك في منطقة عرفت فيما بعد بالحسينية .
أمّا الشريف فقد سار خلفهم بجيشه ولحق بهم هناك حيث دارت معركة بينه وبين المسعود الذين كانوا بقيادة الأمير عطيش بن شبرم المسعودي .
وفي هذه المعركة قُتل الشريف حسن ، كما قتل عطيش بن شبرم المسعودي في منطقة عُرفت باسم العطيش ، ولا يزال قبره معلماً تاريخيّاً واثريّاً مقابل مركز شرطة الحسينية .
أمّا الشريف حسن فقتل في منطقة البويتة وهو مدفون هناك وله مقام ومزار والناس تزوره وسدنته هم المسعود .
المسعود من صُلب شمر .
المسعود ضنا منيع .
المسعود أسلم .
قلت : هذا ما ورد في مقابلة الشيخ شهاب بن أحمد العلاوي المزعل المسعودي ، وهو من أبرز شيوخ قبيلة المسعود في بلاد العراق .
وها هنا ملاحظات :
1ــ أن الشريف الذي طارد قبيلة المسعود هو الشريف حسن وهو شريف مكّة وهو شريف حسني ، فيما الشريف صاحب المقام في البويتة شريف حسيني لا علاقة له بنزاع قبيلة المسعود مع شريف مكّة المكرّمة الشريف حسن .
كما أن شريف مكّة في ذلك العام أي 1010 هــ هو الشريف حسن بن أبي نمّى ، وقد مات ذلك العام وتمّ نقله ليدفن في مكّة المكرّمة ، وكان على مسافة تبعد عشرة أيام عن مكة ، فحمل على البغال إلى مكة ، ودفن بالمعلاة .
2ــ ما رواه الشيخ شهاب بن أحمد العلاوي المزعل المسعودي يهدم دعوى انّ المسعود من الأسلم نسباً ، بل وتؤكّد أن قبيلة المسعود حلفاً ، وهو ما سبق بيانه في التعليق على كلمة الشيخ الجليل صباح السمرمد الحاج هتيمي شيخ قبيلة المسعود  في هذه الموّنة هنا :
 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق