تحدّث الشيخ شهاب بن أحمد العلاوي المزعل المسعودي في مقابلة تلفزيونية معه
عن قبيلة المساعيد العراقية فذكر أنّ موطن قبيلة المسعود هو الحجاز ، وانّها هاجرت
من الحجاز عام 1010 هــ ، وكان ذلك على حادثة وقعت مع الشريف حسن شريف مكّة .
هذه الحادثة يعرفها المعمّرون ومشايخ قبيلة المسعود .
في ذلك العام جرى سبق للخيول ، وقد فاز في هذا السابق عزيز ( إعزيز )
المسعودي ، جدّ عشيرة العزيزات من أكبر عشائر المسعود ، فأعجب الشريف بفرس
المسعودي ، وسأل عن صاحب الفرس فقيل له ( إعزيز المسعودي ) ، فطلب إحضار المسعودي
، فلمّا حضر إعزيز المسعودي قال له الشريف حسن : أريد هذه الفرس ـ وسأعطيك مقابلها
أربعة من السواريت ، وكانت السواريت من الخيول العربية الأصيلة التي يمتلكها
الشريف حسن . فردّ إعزيز على الشريف بقوله : هذه الفرس ليس لك !
وعاد إعزيز إلى قومه فالتقاه إخوته وقالوا له : ماذا فعلت ؟
كيف رفضت إعطاء الشريف الفرس ؟
فقال لهم : وما رأيكم ؟
فقالوا له : عُد إلى الشريف وأعطه الفرس .
فعاد إعزيز المسعودي إلى الشريف حسن ، وقال له : خذ الفرس بلا مقابل .
فقال الشريف حسن : لا والله ! بل تأخذ مقابلها أربعة من الخيول السواريت .
فأخذ إعزيز المسعودي الخيول الأربعة وعاد بها .
في صبيحة اليوم وإذا بالفرس قد ماتت .
فقال بعض الوشاة للشريف حسن : لقد خدعك المسعودي وغشّك ! ولم ينصح لك !
ممّا أثار الشريف وأغضبه ، فطلب إحضار إعزيز المسعودي ، وحكم عليه بالإعدام أمام
الناس ، وكانت طريقة الإعدام أن يحضروا وعاءً كبيراً يضعون بداخله زيتاً يغلونه ، وحينما يغلو الزيت
يقومون بإلقاء المحكوم عليه داخل هذا الوعاء فيذوب لحمه وشحمه ولا يبقى منه إلا
العظام .
كان لإعزيز المسعودي أخ اسمه سلّوم ، فأشار على المسعود بأن يحضروا عشرةً
من رجالهم الأشدّاء وأن يكونوا قريبين من الوعاء وأن يحضروا معهم كميّة من المياه
ليلقوها في الوعاء قبل أن يقذف فيه أخاه إعزيز .
نفّذ الرجال العشرة الخطّة المرسومة فكان في ذلك نجاة إعزيز من الموت ،
فحينما ألقي في الوعاء كان الماء قد سبقه ممّا جعل حرارة الزيت تنخفض بل انخفضت
حرارة الوعاء بما فيه .
كان الشريف جالساً : فلمّا أبصر نجاة إعزيز ، سأل عن صاحب الفكرة وقال : لا
أريد إعزيز أريد صاحب الفكرة .
فقيل له : صاحب الفكرة سلّوم المسعودي أخو إعزيز .
فقال : أحضروا سلّوم . فلمّا أحضروا سلّوم حكم عليه بالإعدام بذات الطريقة
.
وتمّ تنفيذ حكم الإعدام بسلّوم فألقي في الوعاء ولم يبق من جسمه إلاّ
العظام ، وللمسعود مثلٌ معروف يقول : عظام سلّوم !
ثمّ إنّ الشريف حسن أمر بتهجير المسعود من بلاده في الحجاز ، وأعطاهم مهلةً
لمدّة ثلاثة أيّام ، وأخبرهم أنّه بعد هذه المدّة سيلحق بهم وسيشتّت شملهم .
سار المسعود مرتحلين من ليلهم إلى أن وصلوا إلى الفرات مروراً بعرعر أو
عريعر .
وحطّوا رحالهم هناك في منطقة عرفت فيما بعد بالحسينية .
أمّا الشريف فقد سار خلفهم بجيشه ولحق بهم هناك حيث دارت معركة بينه وبين
المسعود الذين كانوا بقيادة الأمير عطيش بن شبرم المسعودي .
وفي هذه المعركة قُتل الشريف حسن ، كما قتل عطيش بن شبرم المسعودي في منطقة
عُرفت باسم العطيش ، ولا يزال قبره معلماً تاريخيّاً واثريّاً مقابل مركز شرطة
الحسينية .
أمّا الشريف حسن فقتل في منطقة البويتة وهو مدفون هناك وله مقام ومزار
والناس تزوره وسدنته هم المسعود .
المسعود من صُلب شمر .
المسعود ضنا منيع .
المسعود أسلم .
قلت : هذا ما ورد في مقابلة الشيخ شهاب بن أحمد العلاوي المزعل المسعودي ،
وهو من أبرز شيوخ قبيلة المسعود في بلاد العراق .
وها هنا ملاحظات :
1ــ أن الشريف الذي طارد قبيلة المسعود هو الشريف حسن وهو شريف مكّة وهو
شريف حسني ، فيما الشريف صاحب المقام في البويتة شريف حسيني لا علاقة له بنزاع
قبيلة المسعود مع شريف مكّة المكرّمة الشريف حسن .
كما أن شريف مكّة في ذلك العام أي 1010 هــ هو الشريف حسن بن أبي نمّى ،
وقد مات ذلك العام وتمّ نقله ليدفن في مكّة المكرّمة ، وكان على مسافة تبعد عشرة
أيام عن مكة ، فحمل على البغال إلى مكة ، ودفن بالمعلاة .
2ــ ما رواه الشيخ شهاب بن أحمد العلاوي المزعل المسعودي يهدم دعوى انّ
المسعود من الأسلم نسباً ، بل وتؤكّد أن قبيلة المسعود حلفاً ، وهو ما سبق بيانه في التعليق
على كلمة الشيخ الجليل صباح السمرمد الحاج هتيمي شيخ قبيلة المسعود في هذه الموّنة هنا :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق