تهتم هذه المدونة وتعنى بأنساب وتاريخ وأعراف وتقاليد وأخبار وأعلام وشؤون قبائل المساعيد

الخميس، أكتوبر 15، 2009

العلاقة بين قبيلة المساعيد في شماليّ الحجاز وقبيلة الحويطات

يحلوا للبعض ممن يدبج المقالات تضمين مقالاته بمزاعم لم يكلف نفسه عناء البحث فيها والتحقيق بشأنها في وقت أصبح فيه المطالعون ( طلاب علم ومثقفون وقراء ) يتساءلون عند تلقيهم أية معلومة ــ إلا ما ندر ــ عن مصدر هذه المعلومة ليس ذلك فقط بل ويسألون عن توثيقها توثيقا تاما ( اسم الكتاب ، اسم المؤلف ، أسم الناشر ، الطبعة وسنة الطبع ، رقم الصفحة .... الخ ) لهذا فإن الكثير مما يطرح لا قيمة له من الناحية العلمية إن خلا من ذكر المصادر والمراجع ولا يقبل به ــ أي الموضوع ــ إلا أنصاف المثقفين وأشباه المتعلمين ومن القواعد المعمول بها عندنا ــ المسلمون ــ أن الإسناد من الدين ولله در البدو حينما قالوا : إذا كذبت فأسند ، وهذا يعني انه إذا صح إسنادك فقد برئت ذمتك أمام الله تعالى وأمام الناس لذا فعلى المرء عند طرحه لمعلومة ما أن يحدد مصدر معلومته ويتحقق منها ولا ينهج منهج سمعت .... قالوا دون ذكر المسموع منه أو القائل ؟؟؟!!! ولله در القائل :
ونص الحديث إلى أهله
فإن الأمانة في نصه
وإذا كان بعضهم لا يعي أهمية النقل الأمين والكامل للنصوص فإن هذا لا يعطي هذا البعض مبررا من إعفائهم من مسؤولية إتباع منهجية الهوى بما فيها من انعدام الموضوعية بل وانعدام روح العلم وهذا ما أنكره الإسلام جملة وتفصيلا فقد قال الله تعالى في حق يهود عليهم من الله ما يستحقون الذي يجتزئون من الأشياء ما يحلوا لهم ( أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض ) ( البقرة : 85 ) ذلك أنهم كانوا انتقائيين وفقا لأهوائهم . وقد قعّد الإسلام قواعد رائعة من أهمها قوله تعالى ( فتبيّنوا ) ذلك أن التحقيق الصادق الدقيق مطلوب عند تلقي المعلومة أو تقديمها وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " سدّدوا وقاربوا " رواه البخاري في صحيحه ، قال الحافظ ابن حجر : " قوله فسدّدوا : أي إلزموا السداد وهو الصواب من غير إفراط ولا تفريط ، قال أهل اللغة : السداد التوسط في العمل . وقوله : وقاربوا : أي إن لم تستطيعوا الأخذ بالأكمل فاعملوا بما يقرب منه " ( فتح الباري ــ كتاب الإيمان : باب الدين يسر ، طبعة الرّابعة ، 1404هــ 1988م ، دار إحياء التراث العربي : بيروت ، لبنان ، ج1 ص 78 ) ومن هنا كان التحذير من تحدث المرء بكل ما سمع فقد روى الإمام مسلم بسنده عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع " وقد روى الإمام مسلم أيضا أثرين عن الصحابيين الجليلين عمر بن الخطاب وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهما بهذا المعنى ، قال النووي : " معنى الحديث والآثار التي في الباب ففيها الزجر عن التحديث بكل ما سمع الإنسان فإنه يسمع في العادة الصدق والكذب فإذا حدث بكل ما سمع فقد كذب لإخباره بما لم يكن وقد تقدم أن مذهب أهل الحق أن الكذب : الإخبار عن الشيء بخلاف ما هو ولا يشترط فيه التعمد لكن التعمد شرط في كونه إثما والله اعلم " ( صحيح مسلم بشرح الإمام النووي ، دار الكتب العلمية : بيروت لبنان ، ج1 ص 75 )
قلت : فكيف بالذي يحدث بما لم يسمع حيث تجده يقول : قالوا فإذا سألته من هم ؟ لم يحر جوابا وتجده يقول : سمعت فإن سألته ممن سمعت ؟ قال : لا أدري ؟؟؟!!!لهذا فان على أهل العلم لا سيما الكتّاب منهم بالتدوين وتوثيق المعلومات كيلا تضيع وهذا من أصول العلم التي قرّرها الإسلام مبكرا فقد روى غير واحد من المحدثين بأسانيدهم عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال : " قيدوا العلم بالكتاب " وقد صححه الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني بمجموع طرقه ( سلسلة الأحاديث الصحيحة ، مجلد 5K حديث رقم 2026 ، ص40 و 44 ) وتقييد العلم بالكتاب ــ أي التدوين ــ يزيل عن المرء مزالق النسيان ويبقيه على جادة الحق والله اعلم سائلا المولى أن يوفق الجميع لما فيه الخير والسداد .قدمنا هذه المقدمة بين يدي بحثنا حول الزعم بوجود علاقة بين المساعيد والحويطات ؟؟؟!!! لبيان أهمّية تدوين وصحّة إسناد المعلومات ودقّة نقلها ، والمساعيد والحويطات قبيلتان كريمتان من قبائل شمالي الحجاز بينهما من العلاقات الطيبة والجيرة والاحترام المتبادل ما لا يحتاج إلى زعم كاذب عن وجود صلة نسب بينهما فنقول وبالله التوفيق :


بطلان مزاعم علي العامر حول نسب المساعيد

حشد الأستاذ علي المحمد العامر أقوال عدد من الكتّاب بشأن نسبة قبيلة المساعيد إلى الحويطات تأييداً لدعواه أن المساعيد فرع من الحويطات لذا فان الردّ عليه يعني الردّ على كافة من قالوا بهذه الدعوى تقليداً لا علماً وقد طرحت دعوى العامر هذه منذ نحو 25 سنة في جريدة اليوم السعودية ففي أبحاثه ( مدينة وتاريخ ) عن شمال الحجاز كتب على المحمد العامر أمين المكتبة العامة في تبوك في ذلك الحين في جريدة اليوم السعودية في عددها الصادر صباح السبت 3 / صفر / 1405هــ في حديثه عن مدين قديما والبدع حديثا يقول : " والبدع واقعة على حافة وادي عفال وتبعد عن تبوك حوالي 235كم ومكانها مناسب لإقامة منتجع سياحي أو متحف للآثار ومعظم سكانها من قبيلة الحويطات وخاصة المساعيد والعميرات كما يوجد بها عدد غير قليل من بادية بني عطية أشد القبائل الشمالية وأعرقها حسبا ونسبا وعددا " ( جريدة اليوم ، عدد 4223 ، ص14 ) فلمّا اطّلع المساعيد على هذا وعلموا به غضبوا وأرسل الأخ الفاضل إسليم بن مبارك المسعودي رسالة إلى العامر ينفي فيها ما ذكره بأنّ المساعيد من الحويطات فقام العامر بالرد على الأخ إسليم المسعودي فكتب في جريدة اليوم في عددها الصادر صباح السبت 17 / صفر / 1405هــ في حديثه عن مدائن صالح الجبال المنحوتة والزراعة المحرمة يقول : " وقد وصلتني عدة ملاحظات سأتطرق لها في أعداد قادمة إن شاء الله ولعل أهمها ملاحظة الأخ الكريم سليم مبارك المسعودي من سكان البدع ( مدين ) حيث يقول بأن المساعيد ليست من الحويط بل هي قبيلة قائمة بذاتها " !! " وهذا شيء لا نعرفه وجديد علينا وقد ذكر علامة الجزيرة الشيخ حمد الجاسر بالمجلد الأول من شمال الجزيرة صفحة 173 بأن المساعيد والعميرات من حويطات التهم . هذا ولنا عودة للموضوع إن شاء الله " ( جريدة اليوم ، عدد 4235 ، ص18 ) قلت : لاحظ أنّ المقياس عند العامر هو :
1ــ كون المساعيد قبيلة قائمة بذاتها شيء لا يعرفه
2ــ أن هذه المعلومة جديدة عليه
وبناء على ذلك فإن جهله بمعرفة ذلك وكون المعلومة مستجدة عليه فإنّ هذا يعني بالتالي عدم صحّة ذلك ؟؟؟!!! كما سيأتي بيانه وهذا يعني أنّ الجهل بالمعلومة هو المقياس للأخذ بها من عدمه كما هو مقتضى كلامه ؟؟؟!!! وقد عاد العامر بالفعل ليقرّر أنّ المساعيد من العزازمة من الحويطات ؟؟؟!!! وهذا من أعجب العجب فقد كتب في جريدة اليوم السعودية في عددها الصادر صباح السبت 9 / ربيع الأول / 1405هــ في حديثه عن مقنا آخر سواحل البحر الأحمر عند خليج العقبة يقول : " وحيث أن حديثنا اليوم يتصل بأرض مدين وما حولها رأيت أن رجع الحديث مناسبا جدا حسب ما وعدت بذلك بالعدد 4235 بتاريخ 17 / 2 / 1405هــ بمقال مدائن صالح صفحة 18 إجابة على تساؤل الأخ الكريم سليم مبارك المسعودي من سكان البدع وإنكاره بأن المساعيد ليست من الحويطات بل هي قبيلة قائمة بذاتها ؟! وتعقيبي ما هو إلا تأييد لما سبق أن كتبته وحيث أنّ الأخ طالب بالمراجع التي استندت عليها في بحثي السابق عن مدين أحب أن اذكر له هنا بعض المراجع التي تثبت أن المساعيد من الحويطات بل من العزازمة من الحويطات كما تذكره بعض المراجع وعليه بموافاتنا بما ينقض هذه المراجع ويطعن بها لأن الهدف المنشود هو الوصول إلى الحقيقة وكما قيل من المناقشة ينبثق النور ففي كتاب شمال المملكة لعلامة الجزيرة الشيخ حمد الجاسر صفحة 173 يذكر بأن المساعيد والعميرات من حويطات التهم كما ذكر ذلك معجم قبائل العرب القديمة والحديثة بالمجلد الأول صفحة 318 كما ذكر بالمجلد الثالث صفحة 1087 ما يلي :
المساعيد بطن من حويطات التهمة التي تمتد منازلها على شاطئ البحر حتى مدينة الوجه جنوبا
كما ذكر ذلك فؤاد حمزة في كتابه قلب جزيرة العرب صفحة 145 وفي كتاب المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام المجلد الثالث صفحة 50 ــ 51 وهناك مراجع كثيرة غير هذه تربو على العشرين كلها تثبت أن المساعيد من الحويطات ومن حويطات التهم بالذات أما إذا كان المساعيد الموجودون حاليا بالبدع وما حولها غير المساعيد التي تنسب للحويطات ففي ذلك نظر ولكنه بالطبع يحتاج إلى إثبات ودليل أيضا كما أني أدعوه للمناقشة سواء على صفحات اليوم أو أي جريدة يختارها أو بزيارتي بالمكتبة العامة بتبوك أو على العنوان التالي : ( على المحمد العامر تبوك ص . ب 61 ) .
كما تطرق للمساعيد المقدم عاتق بن غيث البلادي في كتابه معجم قبائل الحجاز الجزء الثالث ص455 حيث يقول : " المساعيد ( والنسبة إليهم مسعودي ) قبيلة تسكن حول البدع ( مدين ) إلى سيف الخليج والى عينونا جنوبا داخلة ديارهم في ديار الحويطات والمعروف عنها بين القبائل المجاورة أنها فرع من الحويطات غير أن المساعيد ينفون ذلك بشدة ويقولون أنهم من عتيبة جلوا إلى هذه الديار ولا يعترفون بحلف مع الحويطات وقد نزحت منهم بطون كثيرة إلى سيناء وعبر بعضها القناة وانتشر هناك ولا زالت أملاكهم بالبدع معروفة ومنهم قسم في الأردن وتنقسم قبيلة المساعيد القاطنة حول البدع إلى الطرافية ، النصيرات ، البحيرات ، وذوي رشيد بفتح الراء ، اللبايدة ومنهم أحياء كثيرة في شمال غربي سيناء وجهات قناة السويس . انتهى . أكتفي بهذا القدر الموجز الذي اعتقد بأنه يوضح الحقيقة أو على الأقل يثبت بأن المساعيد والعميرات من حويطات التهمة وعلى من يقول بغير ذلك إبراز الدليل " ( جريدة اليوم ، عدد 4253 ، ص 14 ) .
وقد كان لما كتبه العامر وقع الصاعقة على المساعيد فغضبوا غضبا شديدا فوصلت أخبار هذا إلى العامر فكتب في جريدة اليوم السعودية في عددها الصادر صباح السبت 30 / ربيع الأول / 1405هــ في حديثه عن حقل من أقدم وأهم الموانئ على ساحل خليج العقبة يقول : " وأحب قبل أن أبدأ رحلة مع المراجع أن أقول بأنه ضمن حلقات صفحتي الأسبوعية كل سبت بعنوان " مدينة وتاريخ " في صحيفة ( اليوم ) الغراء كان موضوع مدينة بالعدد 4223 في 3 / 2 / 1405 هــ حيث ذكرت بأن سكانها من المساعيد والعميرات وقلت بأنهم من الحويطات استنادا للمراجع التي أنقل منها بأمانة صحفية أنشد منها توضيح الحقيقة دون القصد للإساءة بالآخرين وبعد ذلك راسلني الأخ الكريم سليم المسعودي ولامني على ذلك وطلب مني المراجع وذكرها والإشارة إلى تعقيبه هذا ففعلت ذلك بالعدد 4235 بتاريخ 17 / 2 / 1405هــ ووعدت بالعودة إلى الموضوع تاركا فرصة كبيرة للرد والمراجعة والتي اعتمدت بعد الله فيها على ما كتبت ثم كررت ذلك ثانية بالعدد 4253 في 9 / 3 / 1405هــ ومما قلت " : لإن الهدف المنشود هو الوصول إلى الحقيقة وكما قيل من المناقشة ينبثق النور " وذكرت المراجع ثم قلت " أما إذا كان المساعيد الموجودون حاليا بالبدع وما حولها غير المساعيد التي تنسب للحويطات ففي ذلك نظر ولكنه يحتاج إلى إثبات ودليل أيضا كما إني أدعوه للمناقشة سواء على صفحات اليوم أو أي جريدة يختارها أو بزيارتي بالمكتبة العامة بتبوك أو على العنوان التالي تبوك " ص . ب 160 علي المحمد العامر " وقد ذكرت ما ذكرت حسب ما اتفقت معه لبحث الموضوع وأن أضع الموضوع على بساط البحث والمناقشة وكان هدف الجميع من ذلك توضيح الحقيقة وتصحيح ما جاء بالمراجع إذا ثبت خطؤه والرد عليه وفي الوقت الذي كنت انتظر الرد منه أو من غيره قيل لي أن كثيرا من المساعيد قد غضبوا من ذلك وقد أشار علي بعض الأخوان المخلصين أن أقدم لهم اعتذاري عن ذلك عن طريق الجريدة نفسها والآن يسرني أن أعتذر إليهم جميعا إن كانوا فهموا مما كتبت غير ما قصدت في الوقت الذي كنت أنتظر منهم الشكر لطرح هذا الموضوع للمناقشة والذي هو في صالحهم أولا وقبل كل شيء حيث أن هذه فرصة ذهبية لهم للرد على المراجع التي ذكرتها وأن يطلبوا من الجهات الحكومية المختصة سحب هذه الكتب والمراجع وعدم نشرها بين طبقات الناس أو الحد من انتشارها على الأقل إذا كانت معلوماتها غير صحيحة وقد ذكرت في ردي بأنه ربما يكون المساعيد من قبيلة الحويطات غير المساعيد الآخرين وإذا كانت المراجع تثبت وجود مساعيد في قبيلة الحويطات فليس من الضروري أن يكون كل مسعودي من الحويطات والله سبحانه وتعالى يقول ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير ) . وأحب أن أهمس في أذن كل منهم بأن اعتذاري لا يغير ما هو مدون في الكتب والمراجع الهامة التي لا تساوي شيئا بالنسبة لها " ( جريدة اليوم ، عدد 4271 ، ص14 ) .
قلت : إلا أن اعتذار العامر لم يرض المساعيد حيث قدم الشيخ سليمان بن محسن الطرفاوي المسعودي شكوى ضد العامر لدى المحكمة الشرعية المستعجلة في تبوك وقد تدخلت بعض الأطراف للإصلاح بين المساعيد والعامر فتم ذلك وفقا لاتفاق صلح برعاية المحكمة الشرعية في تبوك كما سيأتي بيانه من خلال نص الوثيقة المصادق عليها من قبل المحكمة الشرعية ومما لا بد من تسجيله ها هنا أمران هما :1ــ القول بأن المساعيد من العزازمة من الحويطات كذب لا أصل له ولم يرد له ذكر في أي مصدر أو مرجع فليس من علاقة تربط بين المساعيد والعزازمة أو الحويطات كما أن ليست هناك أي رابطة من حيث النسب بين الحويطات والعزازمة والقول بان العزازمة من الحويطات قول غير صحيح فالحويطات قبيلة لا صلة لها بقبيلة العزازمة من حيث النسب 2ــ أن العامر أدرك مدى غضب المساعيد إلى الدرجة التي قال فيها أنّ على قبيلة المساعيد : " وأن يطلبوا من الجهات الحكومية المختصة سحب هذه الكتب والمراجع وعدم نشرها بين طبقات الناس أو الحد من انتشارها على الأقل إذا كانت معلوماتها غير صحيحة " أ . هــ

* بداية الوهم الزائف *

في رحلته إلى شمالي الحجاز سنة 1328هــ 1910م وفي حديثه عن قبيلة الحويطات ذكر لويس موسل فروع الحويطات وعد منها المساعيد ( شمال الحجاز ــ بالإنجليزية ــ ، ص129 ) رغم أنه زعم في ذات الكتاب أنّ المساعيد من بني لام ( شمال الحجاز ــ بالإنجليزية ــ ، ص324 ) أي أنهم ليسوا من الحويطات وأكّد هذا بقوله : " إن المساعيد لا يمتون بصلة إلى العمران أو لحويطات التهمة ويتألفون من قسمين متساويين عدديا هما : البداعين والفراحين والذين يشكلان معا نحو 120 بيتا ، يقطن الفراحين معظم المنطقة بين شعب قيال ورأس الفرطاقة بينما ما زال البداعين يقطنون إلى الشمال منهم بين واحة البدع ومقنا على ساحل البحر " ( شمال الحجاز ــ بالإنجليزية ــ ، ص102 ) ورغم هذا النص الصريح للويس موسل إلا أن فؤاد حمزة أعرض عنه ونقل عن لويس موسل أسماء فروع الحويطات دون أن يكلف نفسه عناء ذكر نص لويس موسل بشأن المساعيد وفرعيهم ( الفراحين والبداعين ) وديارهم وانما اكتفى بنقل أسماء الفروع ومن بينها المساعيد ( قلب جزيرة العرب ، ص145 ) وقد بيّن فؤاد حمزة أن من مصادره فيما كتبه عن قبائل الجزيرة كتاب شمال الحجاز للويس موسل ( قلب جزيرة العرب ، ص122 ) وينظر للمقارنة بين ما ذكره لويس موسل وما نقله فؤاد حمزة كتاب قلب جزيرة العرب ص 145 وكتاب شمال الحجاز ــ النسخة الإنجليزية ــ ص 129 ومن خلال المطابقة سيتّضح أنّ فؤاد حمزة نقل بعض أسماء هذه الفروع بلا تحقيق وهذا حال بعض الكتّاب الذين ينقلون الغث والسمين بلا تثبّت وإلا فالمنهج العلمي يقتضي أن يعودوا إلى المصدر الأصلي الذي نقل عنه فؤاد حمزة ولكنهم استسهلوا النقل بلا تحقيق رغم أن التحقيق يتطلب العودة للمصدر الأصيل ولكن ؟!
وقد استشهد العامر بنقل فؤاد حمزة ثم ساق النقول عن فؤاد حمزة وكأنها نصوص جديدة وهذا ليس من الأمانة العلمية في شيء وفيما يلي بيان ذلك :

1ــ نقل عن عمر رضا كحالة قوله أن المساعيد من الحويطات في الجزء الأول ص318 والجزء الثالث ص 1087 من كتابه معجم قبائل العرب القديمة والحديثة قلت : عند الرجوع إلى ج1 ص318 من معجم القبائل العربية القديمة والحديثة نجده عدّ المساعيد من الحويطات وقد ذكر عمر رضا كحالة مصادر ما أورده عن الحويطات وكان أول مصادره هو : قلب جزيرة العرب ص144 و145 وليس في بقية المصادر المتعلقة بمعلوماته عن الحويطات أية معلومة لها علاقة بصلة المساعيد بالحويطات .
وهكذا أصبح نص فؤاد حمزة مصدرا آخر لوروده في كتاب آخر ؟! هكذا هو التحقيق العلمي !!! . وعند الرجوع إلى الجزء الثالث ص 1087 من معجم قبائل العرب المشار إليه وجدنا عمر رضا كحالة قال بالحرف الواحد : " المساعيد بطن من قبيلة حويطات التهمة التي تمتد منازلها على شاطئ البحر حتى مدينة الوجه جنوبا " ( قلب جزيرة العرب لفؤاد حمزة ص145 ) .

قلت : وهكذا نجد مرة أخرى أنّ النص المنقول عن فؤاد حمزة قد أصبح نصا جديدا أي أن العملية عملية استنساخ نصوص رغم بطلان هذه النصوص

2ــ أما ما ورد في كتاب المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام المجلد الثالث صفحة ( 50 ــ 51 ) فقد بين المؤلف الدكتور جواد علي أن مصدره فيما نقله عن الحويطات هو قلب جزيرة العرب كما ذكره في الحاشية قلت : وللمرة الثالثة نجد أن نص فؤاد حمزة أصبح يولّد نصوصا جديدة عند العامر إلا إذا كان العامر لم يكلف نفسه عناء النظر في مصدر نص الدكتور جواد علي في الحاشية ؟! .

أما عزو العامر إلى شيخنا العلامة حمد الجاسر رحمه الله تعالى فهو كعزوه إلى الأستاذ عمر رضا كحالة والدكتور جواد علي وفيما يلي بيان ذلك :

1ــ نقل العامر عن كتاب شمال المملكة ص173 للجاسر من حديثه عن البدع وقد بيّن الجاسر ــ رحمه الله تعالى ــ أن ما نقله من معلومات عن المساعيد هو نقلٌ عن الشيخ عاتق بن غيث البلادي فقد نقل عن البلادي في حديثه عن قيال أن سكانها هم المساعيد ( شمال المملكة ، ج 3 ، ص1129 ) وأصرح من هذا ما نص عليه في كتابه معجم قبائل المملكة العربية السعودية ج2 ص670 حيث بين أن معلوماته عن المساعيد منقولة عن الشيخ عاتق بن غيث البلادي كما ذكره في الحاشية وقد ذكر في ج2 ص801 أن من المصادر التي نقل عنها معجم قبائل الحجاز للبلادي . وبهذا يتبين لنا أنه ليس للشيخ حمد الجاسر نص خاص به إنما هو ناقل لهذا لا بد من العودة إلى ما قاله الشيخ عاتق بن غيث البلادي 2ــ في حديثه عن قبيلة المساعيد في البدع قال الشيخ عاتق بن غيث البلادي : " المعروف عنها بين القبائل المجاورة أنها فرع من الحويطات غير أن المساعيد ينفون ذلك بشدة ويقولون أنهم من عتيبة جلوا إلى هذه الديار ولا يعترفون بحلف مع الحويطات "( معجم قبائل الحجاز ص486 )

قلت : ها هنا أمور هي :

1ــ أن القبائل المجاورة للمساعيد من جميع الجهات باستثاء الغرب هي قبائل الحويطات والبلادي لم يعتد برواية هذه القبائل حول نسبها فكيف يعتد بروايتها حول نسب غيرها ؟ ومن هنا وجدنا البلادي لم يعتد بمزعم القبائل المجاورة للمساعيد حول نسب المساعيد

2ــ إن المساعيد لا يعترفون بمجرد حلف ــ لاحظ : حلف ليس إلا ــ مع الحويطات

3ــ قول المساعيد أنهم من عتيبة يعني إن فريقا منهم في عداد عتيبة وهم قوم الدهينة ولا يعني هذا أن المساعيد من عتيبة

4ــ يتضح عدم اعتداد البلادي وأخذه بمزاعم القبائل المجاور للمساعيد حول نسب المساعيد من خلال نصوصه التالية :1ــ قال البلادي : " إن المساعيد ينكرون انتسابهم إلى الحويطات " ( معجم قبائل الحجاز ج6 ص121 )

2ــ وقال : " المساعيد ينكرون كونهم من الحويطات " ( معجم قبائل الحجاز ج8 ص116 )3

ــ وذكر أن المساعيد ينفون أنهم من الحويطات ( رحلات في بلاد العرب ص83 ، معجم معالم الحجاز ج1 ص193 و ص176 )

4ــ وذكر أن المساعيد ينفون نسبتهم إلى الحويطات قال : " وتوافقهم على شيء من ذلك الحويطات " ( معجم معالم الحجاز ج 4 ص169 )5

ــ وقد وجدنا البلادي يشك في الزعم بان المساعيد من الحويطات حيث قال : " المساعيد من الحويطات إن صحت نسبة المساعيد إلى الحويطات " ( معجم معالم الحجاز ج2 ص176 )

قلت : ومن هذا يتضح أن البلادي لم يقطع بنسبة المساعيد إلى الحويطات ومن عزا ذلك إليه فقد قوّله ما يقله كما فعله العامر .
والغريب أن نص البلادي قد حوى أمرين :1

ــ زعم المجاورين إن المساعيد من الحويطات والبلادي لم يأخذ بدعواهم فيما يتعلق بأنسابهم

2ــ نفي المساعيد الشديد لوجود صلة نسب أو حلف مع الحويطات

وترجيح أحد القولين على الآخر يحتاج إلى دليل مع رجحان القول الثاني لعدم اعتداد البلادي بمزاعم المجاورين في القول الأول ورغم هذا فقد أخذ العامر بالقول الأول تاركا القول الثاني مع ثبوت كذب القول الأول وبطلانه لا سيما وأن القول الثاني صادر من أصحاب العلاقة إلا إذا اعتبر العامر أنّ الجيران أعلم بنسب الجار من الجار نفسه ؟؟؟!!!

ترى أي منهج علمي هذا ؟؟؟

والمتأمل لكتب الشيخ عاتق بن غيث البلادي الحديثة يجده صرف النظر عن هذه الصلة المزعومة بين المساعيد والحويطات ومنها :

1ــ معجم القبائل العربية " المتفقة اسما المختلفة نسبا أو ديارا " الصادر عن دار النفائس ــ بيروت : لبنان ، الطبعة الأولى : 1423هــ 2002م ، أنظر ص 8 و 69 و 107 و 112 و 124 و 139 و 144 و 171 و 179 و 185 و 199 و 210 ملاحظة هامة جدا : من مصادر الشيخ عاتق بن غيث البلادي التي اعتمدها في كتابه هذا :

1ــ معجم قبائل الحجاز

2ــ رحلات في بلاد العرب

3ــ معجم معالم الحجاز

وهذه هي كتبه التي ذكر ورد فيها زعم جيران المساعيد عن صلتهم المزعومة بالحويطات وهذا يعني أن الشيخ البلادي قد ألقى بالزعم المشار إليه في سلة المهملات فلم يعد يسجله في كتبه الحديثة .

2ــ قال الشيخ عاتق بن غيث البلادي في تعليقه على كتاب قلب جزيرة العرب لفؤاد حمزة ما نصه : " ص153 : يذكر عشائر الحويطات وفيهم المساعيد .

قلت : المساعيد ينفون كونهم من الحويطات " ( الميضاح " تصحيح ما جاء في بعض المؤلفات عن بلاد العرب " ( دار النفائس ، بيروت ، لبنان ، الطبعة الأولى : 1424هــ 2003م ، ص118 ــ 119 )

وقال البلادي في تعليقه على مرآة جزيرة العرب للمؤرخ التركي أيوب صبري باشا : " شمال غرب الحجاز وفي عهد المؤلف كانت الأرض التي نتحدث عنها من منازل الحويطات وبني مسعود بل قبل ذلك بقرون " ( الميضاح ص43 ) .

قلت : وقد ذكر الرحالة والباحثون قبيلة المساعيد قبيلة قائمة بذاتها ولا صلة لها بالحويطات ومن ذلك :

1ــ كتب الرحالة السويسري الشهير جون لويس بيركهارت في ذكر مساعيد شمالي الحجاز يقول : " يوجد بعض من عرب المساعيد في جوار المويلح " ( ملاحظات حول البدو والوهابيين ص170 ( والمويلح على نحو 115 كيلا إلى الجنوب من البدع معقل المساعيد 2ــ قال الرحالة الفنلندي جورج أوغست فالن في رحلته إلى شمالي الحجاز في شباط عام 1848م ( 1264هــ ) في ذكر مساعيد البدع : " هناك قبيلة صغيرة تدعى المساعيد لا تمت للحويطات تقول أنها نزحت في البدء من وادي ليف في اليمن ومن عادتها النزول قرب مقنا " ( صور من شمالي جزيرة العرب ، ص146 ) .

قلت : ليف تصحيف ليث كما هو المحفوظ عند المساعيد إلى يومنا هذا

3ــ في حديثه عن تفرق المساعيد في كتابه الصادر عام 1325هــ 1916م قال نعوم بك شقير : " ... وفرقة ذهبت جنوبا بشرق فسكنت وادي الليف في البدع من أعمال الحجاز على نحو خمسين ميلا من العقبة وتخلف من هذه الفرقة قوم في وادي الجرافي ففرغ زادهم فأخذوا يقتاتون بنبت الحوي فسموا الأحيوات وكبيرهم إذ ذاك سعد صادق الوعد " ( تاريخ سيناء ص118 )

4ــ ذكر المستشرق الألماني أوبنهايم في كتابه الصادر عام 1363هــ 1963 م أنه ليست هناك صلة نسب بين مساعيد البدع والحويطات وقال : " إن المساعيد هم القبيلة الأم للمساعيد والأحيوات في سيناء والمساعيد في الغور " ( البدو ــ بالألمانية ــ ، ج2 ، ص308 )

5ــ أورد عدنان عطار في كتابه ( الحويطات ) الصادر عام 1970م ص260 جدولا عن قبائل منطقة تبوك وفيما يلي ما ورد في هذا الجدول :

1ــ الحويطات ، عدد المحاربين 22500 ، عدد السكان 225000

2ــ بني عطية ، عدد المحاربين 20000 ، عدد السكّان 200000

3ــ بلي ، عدد المحاربين 18000 ، عدد السكان 180000

4ــ المساعيد عدد المحاربين 2000 ، عدد السكان 20000

المجموع 625000

يدخل ضمن هذه الأرقام العشائر المتحالفة مع هذه القبائل .

انتهى ما ذكره عدنان عطار .

قلت : لا شك أن الأرقام مبالغ فيها ومن أهم ما في هذا النص أن هذا الكتاب الذي صدر بإشراف شيخي الحويطات في المملكة العربية السعودية والأردن وهما الشيخ محمد بن إبراهيم أبو طقيقة شيخ مشايخ حويطات السعودية والشيخ فيصل بن حمد الجازي شيخ مشايخ حويطات الأردن ذكر الحقيقة الناصعة بأن المساعيد من قبائل منطقة تبوك وأنها قبيلة قائمة بذاتها كالحويطات وبني عطية وبلي وهي القبائل المعروفة في شمالي الحجاز أي أن العلاقة بين المساعيد والحويطات لا تتجاوز التجاور والاحترام المتبادل وفي هذا رد على بعض الجهلة الذين توهموا أنّ المساعيد فرع من قبيلة الحويطات ؟؟؟!!! هذا غيض من فيض ولنختتم هذه النصوص بنص الوثيقة الصادرة من المحكمة الشرعية في تبوك :


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي عده وبعد / أنا علي المحمد العامر أمين المكتبة العامة بتبوك .لقد سبق وأن كتبت في جريدة اليوم عدد 4253 بتاريخ 9 / 3 / 1405هــ مقالا بعنوان مدينة وتاريخ عن مقنا تطرقت فيه لنسب المساعيد وذكرت أنهم حويطات ومن العزازمة وبناء على ما تأكد لي من شيوخ القبائل المجاور لهم مثل بلي وبني عطية والعمران بأن المساعيد قبيلة لا ينتمون للحويطات والعزازمة بأي صلة سواء الجوار والاحترام المتبادل وقد قام بعض أهل الخير جزاهم الله خير بالتوسط بهذا الموضوع وبحضور كل من :

1ــ الشيخ / سليمان محسن الطرفاوي

2ــ الشيخ سليمان علي البحيري

3ــ الشيخ فهد محمد الخضر

4ــ الأستاذ / عبد الله العلي الوهابي

أقدم اعتذاري عما بدر مني من خطأ في حقهم وحيث أن الرجوع إلى الحق فضيلة فإنني أتراجع عما سبق أن قلته وأعتذر لهم جميعا بل لكل واحد منهم على ما بدر مني من تسرع في الكتابة في هذا الموضوع والتزم بعدم التطرق إلى ما يسيء إلى هذه القبيلة أو أحد أفرادها على صفحات الجرائد وبالمقابل قبل ممثلي قبيلة المساعيد هذا الاعتذار وقرر شيخهم سليمان محسن الطرفاوي التنازل عن دعواه ضدي المنظورة لدى المحكمة الشرعية المستعجلة في تبوك وعلى هذا جرى الاتفاق والصلح بين الطرفين على أن ينفذ كل طرف ما التزم به تجاه الآخر والله أسأله أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه انه سميع مجيب وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

المقرون بما فيه

الشيخ سليمان علي البحيري المسعودي ( الختم )

فهد بن محمد الخضر ( التوقيع )

علي المحمد العامر ( التوقيع )

الشيخ سليمان محسن الطرفاوي المسعودي ( الختم والتوقيع )

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وبعد فقد حضر لدي كل من علي محمد العامر والشيخ سليمان محسن الطرفاوي المسعودي وقرر علي العامر صحة اعتذاره المشروح أعلاه وقرر سليمان محسن الطرفاوي تنازله عن دعواه ضد علي العامر وبناء عليه فقد ثبت صحة التنازل فصادقته وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم

قاضي مستعجلة تبوك عبد الله الفوزان ( التوقيع )

المحكمة المستعجلة بتبوك ( الخاتم الرسمي )

هناك تعليقان (2):

  1. بارك الله فيك استاذراشد

    والله ملو الكفوف بلا وزن وعندنا يقولون " اللي ما يعرف يقول عدس "

    وهذولا قولهم ما لحق " العدس "

    ردحذف