زمن الخزاعلة
الربابة من أقدم الآلات الموسيقية
العربية، وهي أصل الآلات الوترية العالمية التي يعزف عليها بالقوس، فعند الحديث عن
الآلات الموسيقية يجب أن لا نترك هذه الآلة حيث أنها على الأقل كانت لفترة وجيزة
إحدى الآلات القديمة الهامة، فقد يصنعها العازف بنفسه ويعزف عليها ألحانا ويذهب بها
عن نفسه الإحساس بالوحشة ويبدد بها صمت الطبيعة في هدوئها أو يداعب الطير والإنسان
بنغمات آلته الوترية.
وفي حديث لـ « الملحق » قال ناصر راشد المزاهرة إن مجتمعاتنا مرت بشكل عام بمرحلة تغيير جذري بدأت على إثره تتغير ملامح الحياة التقليدية بجميع مظاهرها المادية والروحية والمعنوية وحتى عهد قريب كانت الرواية الشفهية والسماع التقليدي والمحاكاة هي القنوات الرئيسية لانتقال واكتساب العناصر الحضارية عبر الأجيال بما في ذلك الفنون والآداب والتاريخ. وتنتقل الإخبار والأشعار من خلال عزف الربابة عند مجالس شيوخ العشائر والوجهاء وفي الأعراس والمناسبات المختلفة . أما الآن فقد تعددت الأمور وتعددت الأسباب وتغيرت الأوضاع وانصرف الناس إلى أشياء أخرى وكادت أن تنقطع صلتهم بالماضي ولم يبق في أذهانهم إلا صورا باهتة وذكريات مبسترة، وحتى وسائل الإعلام على خجل تطل علينا بفترات متباعدة لعرض هذا الموروث
وبين عادل عبد العزيز إن آلة وترية قديمة ربما يرجع أصلها إلى آلة رافانا سترون تلك الآلة الهندية القديمة التي يرجع عهدها إلى أكثر من 5000 سنة، رافانا أقدم آلة وترية وقع عليها بالقوس في العالم كله غير أنها اندثرت لعدم تطورها، أما العرب فينسب إليهم فضل أحياء الآلات ذات القوس
فيما قال حسين عبدو موسى إن القيمة الاجتماعية والثقافية للربابة كانت وما زالت فالربابة هي جزء من عاداتنا وتقاليدنا وتراثنا الأصيل الذي تعتز ونفتخر به وأظن ان اغلب البيوت القديمة موجود الآن بها ربابة . وأشار إلى أن آلة الربابة كانت في الصدارة وتراجعت بسبب غياب فارسها عبدو موسى، وعدم مجيء أي عازف له قدرة وكفاءة للعزف عليها، وإبرازها من جديد لذا لم تحظ بما حظيت به آلة العود والآلات الأخرى.
والتراجع في المسلسلات اثر على تراجع الربابة، ولا شك أن الكليبات الحالية أثرت على وضع الربابة، والعالم في زمن العولمة أصبح يجاري كل حديث متطور لكن لا بد من العودة إلى الجذور والقديم الأصيل .
وقال إن آلة الربابة يجب أن يتم تدريسها من خلال معاهد الفنون والموسيقى في الجامعات الأردنية . حيث لا يستطيع أي إنسان يمسك الربابة أن يعزف بسهولة، فميزتها أنها عكس الآلات الوترية الأخرى كونها تتكون من وتر واحد تصدر عنه عدة نغمات .
وأشار إلى أن دعم المغفور له جلالة الملك الراحل الحسين بن طلال رحمه الله كان له اثر كبير في أداء عبدو موسى، بالإضافة إلى شخصيات أردنية رفيعة المستوى أمثال دولة هزاع المجالي ، وصفي التل، صلاح أبو زيد، نصوح المجالي جميعهم ساهموا في دعم عبدو موسى والربابة فسافر وتوسعت حركته كسفير للأغنية الأردنية .
وقال خالد عبد الكريم اخو رشيدة الشعر القديم هو الأصل لان فيه العبرة والحكمة وفيه معاني قيمة إما شعر اليوم فيغلب عليه الغزل ولا مضمون فيه ولا حكمة ولا عبرة واغلبه من اجل المال والمصالح الشخصية. ودعا إلى انه يجب أن نحافظ على التراث ، وعتبنا على الأعلام لعدم إعطائه اهتماما اكبر لبرامج التراث في التلفزيون الأردني ، مثلا إذا كان البرنامج نصف ساعة لماذا لا يكون ساعة وإذا كان مرة كل أسبوع يصبح مرتين .
قال عيد شلاق الشرفات ( أبو نادي) عازف ربابة إن الربابة ( آلة الفاطر ) أول آلة وترية عرفها العرب، وانشدوا عليها أجمل أشعارهم ، وهي قطعة من جلد الماعز أو الغزال مركب على صندوق خشبي مستطيل محزوم بشعر الخيل ويسمى ( سبيب الخيل ) مشدود من الجهتين على الصندوق ويكون وترا واحدا يسمى ( رويكب الربابة ) يرفع عسيب الربابة والذي يحرك يسمى ( مسون الربابة )، ويخترق الصندوق سلك ( عمود الارتكاز ) الذي يشكل ساق الاستناد في الأسفل ويلتقي من الأعلى بعمود خشبي هو الرقبة حيث يشكلان معا ( السلك والعمود الخشبي ) قطب الربابة . ويحز على الوتر بقوس مكون من غصن نبات نظيف منحني يحفظ انحناءه وتقوسه شعر الخيل المشدود بين طرفي القوس، وعندما يجر القوس على الوتر الممتد من عنق آلة الربابة إلى أسفلها يتضح رنين الصوت وتوضع مادة )حصى اللبان أو الحصلبات )على شعر قوس الربابة .
فيما أشار عازف الربابة الشاعر شبيكان معيلي شبيكان الغياث ( أبو سليمان ) لقد تعلمت عزف الربابة منذ الصغر من خلال المجالس بالنظر على عازف الربابة وأنا اجر على الربابة منذ45 عاما ويتم العزف على هذه الآلة والعازف في وضع الجلوس على الأرض بحيث يضع الآلة أمامه بشكل رأس مائل قليلا نحو اليسار ممسكا بالآلة من الرقبة بيده اليسرى والقوس بيده اليمنى على الأغلب ثم يبدأ يجر وتر القوس على وتر الربابة بينما يقوم بالضغط على وتر الربابة بأصابع يده اليسرى وذلك لتقصير وتطويل الوتر لإعطاء أصوات مختلفة. وأضاف استعمل العرب أنواعا مختلفة من الربابة العربية اختلفت من منطقة لأخرى بحسب شكلها وحجمها وعدد أوتارها فهناك ربابة ذات وتر واحد ( رباب الشاعر ) وتستخدم في بلاد الشام والخليج العربي، وربابة ذات وتر واحد ( أم كيكي ) وتستخدم في السودان، وربابة ذات الوترين في مصر والمغرب، وربابة ذات الأربعة أوتار( الجوزة العراقية ) تستخدم في العراق .، وهذه الآلة تقتصر على الرجال، وتعزف في المجالس الشعبية والمناسبات والاحتفالات الاجتماعية والشعبية وجلسات السمر .
وقال زايد غياض المساعيد ( أبو سامي ) شاعر الربابة كان العرب يقيمون المناصيص ( وهي عند الطهور ) ولها اسم المصنع ، وفي حفلات الأعراس من خلال الحويشي والقصيد البدوي بعد اصطفاف الرجال يقصد اثنان ويردد اثنان وتخرج بنات اثنتان يرقصن بالعبي وتكون بين كل واحد عصى تسمى خيزرانة وعند منتصف الرقص يقف احدهم ويربط البنات بحيث يجلسهن ويقول هؤلاء مربوطات للشاعر فلان فيقوم الشاعر بالقصيدة حتى يطلق البنات من الربط ويقول :
وفي حديث لـ « الملحق » قال ناصر راشد المزاهرة إن مجتمعاتنا مرت بشكل عام بمرحلة تغيير جذري بدأت على إثره تتغير ملامح الحياة التقليدية بجميع مظاهرها المادية والروحية والمعنوية وحتى عهد قريب كانت الرواية الشفهية والسماع التقليدي والمحاكاة هي القنوات الرئيسية لانتقال واكتساب العناصر الحضارية عبر الأجيال بما في ذلك الفنون والآداب والتاريخ. وتنتقل الإخبار والأشعار من خلال عزف الربابة عند مجالس شيوخ العشائر والوجهاء وفي الأعراس والمناسبات المختلفة . أما الآن فقد تعددت الأمور وتعددت الأسباب وتغيرت الأوضاع وانصرف الناس إلى أشياء أخرى وكادت أن تنقطع صلتهم بالماضي ولم يبق في أذهانهم إلا صورا باهتة وذكريات مبسترة، وحتى وسائل الإعلام على خجل تطل علينا بفترات متباعدة لعرض هذا الموروث
وبين عادل عبد العزيز إن آلة وترية قديمة ربما يرجع أصلها إلى آلة رافانا سترون تلك الآلة الهندية القديمة التي يرجع عهدها إلى أكثر من 5000 سنة، رافانا أقدم آلة وترية وقع عليها بالقوس في العالم كله غير أنها اندثرت لعدم تطورها، أما العرب فينسب إليهم فضل أحياء الآلات ذات القوس
فيما قال حسين عبدو موسى إن القيمة الاجتماعية والثقافية للربابة كانت وما زالت فالربابة هي جزء من عاداتنا وتقاليدنا وتراثنا الأصيل الذي تعتز ونفتخر به وأظن ان اغلب البيوت القديمة موجود الآن بها ربابة . وأشار إلى أن آلة الربابة كانت في الصدارة وتراجعت بسبب غياب فارسها عبدو موسى، وعدم مجيء أي عازف له قدرة وكفاءة للعزف عليها، وإبرازها من جديد لذا لم تحظ بما حظيت به آلة العود والآلات الأخرى.
والتراجع في المسلسلات اثر على تراجع الربابة، ولا شك أن الكليبات الحالية أثرت على وضع الربابة، والعالم في زمن العولمة أصبح يجاري كل حديث متطور لكن لا بد من العودة إلى الجذور والقديم الأصيل .
وقال إن آلة الربابة يجب أن يتم تدريسها من خلال معاهد الفنون والموسيقى في الجامعات الأردنية . حيث لا يستطيع أي إنسان يمسك الربابة أن يعزف بسهولة، فميزتها أنها عكس الآلات الوترية الأخرى كونها تتكون من وتر واحد تصدر عنه عدة نغمات .
وأشار إلى أن دعم المغفور له جلالة الملك الراحل الحسين بن طلال رحمه الله كان له اثر كبير في أداء عبدو موسى، بالإضافة إلى شخصيات أردنية رفيعة المستوى أمثال دولة هزاع المجالي ، وصفي التل، صلاح أبو زيد، نصوح المجالي جميعهم ساهموا في دعم عبدو موسى والربابة فسافر وتوسعت حركته كسفير للأغنية الأردنية .
وقال خالد عبد الكريم اخو رشيدة الشعر القديم هو الأصل لان فيه العبرة والحكمة وفيه معاني قيمة إما شعر اليوم فيغلب عليه الغزل ولا مضمون فيه ولا حكمة ولا عبرة واغلبه من اجل المال والمصالح الشخصية. ودعا إلى انه يجب أن نحافظ على التراث ، وعتبنا على الأعلام لعدم إعطائه اهتماما اكبر لبرامج التراث في التلفزيون الأردني ، مثلا إذا كان البرنامج نصف ساعة لماذا لا يكون ساعة وإذا كان مرة كل أسبوع يصبح مرتين .
قال عيد شلاق الشرفات ( أبو نادي) عازف ربابة إن الربابة ( آلة الفاطر ) أول آلة وترية عرفها العرب، وانشدوا عليها أجمل أشعارهم ، وهي قطعة من جلد الماعز أو الغزال مركب على صندوق خشبي مستطيل محزوم بشعر الخيل ويسمى ( سبيب الخيل ) مشدود من الجهتين على الصندوق ويكون وترا واحدا يسمى ( رويكب الربابة ) يرفع عسيب الربابة والذي يحرك يسمى ( مسون الربابة )، ويخترق الصندوق سلك ( عمود الارتكاز ) الذي يشكل ساق الاستناد في الأسفل ويلتقي من الأعلى بعمود خشبي هو الرقبة حيث يشكلان معا ( السلك والعمود الخشبي ) قطب الربابة . ويحز على الوتر بقوس مكون من غصن نبات نظيف منحني يحفظ انحناءه وتقوسه شعر الخيل المشدود بين طرفي القوس، وعندما يجر القوس على الوتر الممتد من عنق آلة الربابة إلى أسفلها يتضح رنين الصوت وتوضع مادة )حصى اللبان أو الحصلبات )على شعر قوس الربابة .
فيما أشار عازف الربابة الشاعر شبيكان معيلي شبيكان الغياث ( أبو سليمان ) لقد تعلمت عزف الربابة منذ الصغر من خلال المجالس بالنظر على عازف الربابة وأنا اجر على الربابة منذ45 عاما ويتم العزف على هذه الآلة والعازف في وضع الجلوس على الأرض بحيث يضع الآلة أمامه بشكل رأس مائل قليلا نحو اليسار ممسكا بالآلة من الرقبة بيده اليسرى والقوس بيده اليمنى على الأغلب ثم يبدأ يجر وتر القوس على وتر الربابة بينما يقوم بالضغط على وتر الربابة بأصابع يده اليسرى وذلك لتقصير وتطويل الوتر لإعطاء أصوات مختلفة. وأضاف استعمل العرب أنواعا مختلفة من الربابة العربية اختلفت من منطقة لأخرى بحسب شكلها وحجمها وعدد أوتارها فهناك ربابة ذات وتر واحد ( رباب الشاعر ) وتستخدم في بلاد الشام والخليج العربي، وربابة ذات وتر واحد ( أم كيكي ) وتستخدم في السودان، وربابة ذات الوترين في مصر والمغرب، وربابة ذات الأربعة أوتار( الجوزة العراقية ) تستخدم في العراق .، وهذه الآلة تقتصر على الرجال، وتعزف في المجالس الشعبية والمناسبات والاحتفالات الاجتماعية والشعبية وجلسات السمر .
وقال زايد غياض المساعيد ( أبو سامي ) شاعر الربابة كان العرب يقيمون المناصيص ( وهي عند الطهور ) ولها اسم المصنع ، وفي حفلات الأعراس من خلال الحويشي والقصيد البدوي بعد اصطفاف الرجال يقصد اثنان ويردد اثنان وتخرج بنات اثنتان يرقصن بالعبي وتكون بين كل واحد عصى تسمى خيزرانة وعند منتصف الرقص يقف احدهم ويربط البنات بحيث يجلسهن ويقول هؤلاء مربوطات للشاعر فلان فيقوم الشاعر بالقصيدة حتى يطلق البنات من الربط ويقول :
|
لـيـا ربــاط حويشيـنـا
يا خيي وشلـك علينـا
|
لـيـا بـربــاط المـلـيـح
وادفعلك كروم صفيح
|
نقطعلك بهن تصريح
وتكـيـف وش الغـنـاة
|
لــيــا رب الـغــنــدور
وادفعلك مئـة حنتـور
|
|
فيما حدثنا الشاعر محمد علي عذيمات الغياث ( أبو قاسم ) حكاية بليغة أخاذة وموجعة فقال بنبرة من تصالح مع الأوجاع أكثر ما تأثرت نفسي بموت زوجتي وكانت غالية على قلبي ففارقتني وأولادنا صغارا فانتقلت إلى رحمة الله في احد أيام الثلج وبقيت يومين بالبيت وابنتي الصغيرة عمرها سنتان أخذت بالبكاء لتنام عند والدتها فجعلتها تنام بحضن والدتها وهي ميتة مما أثار أشجاني وقبل طلوع الفجر بقليل مر ذيب وجاح بعالي الصوت فأجبته بقصيدة ارثي بها زوجتي بدايتها :
|
يا ذيب ياللي توحش القلب بعواك
أظــن حـالـك صـايـرة مـثـل حـالـي
|
انـت عويلـك يــوم فـاتـك معـشـاك
وانــا عويـلـي مــن تـيـتـم عـيـالـي
|
إن كـان أنـت فاقـدن مــن خـويـاك
انـا فـقـدت مــن الخـوايـا الغـوالـي
|
أنــا خـويـك بصـعـوبـات مـســراك
إن كــان تبـغـانـي خـويــا مـوالــي
|
وان كان حظك مثـل حظـي تعـداك
يـا شيـب عنـي مـن مـرار الليالـي
|
|
فالشعر برأيه أمعان في العذاب فلا مهرب منه تماما
كما لا مهرب من الألم .
وأشار إلى انه منذ 50 عاما وأنا اعزف على الربابة وهو وراثة عن آبائي وأجدادي وقد تأثرت كثيرا بجدي عذيمات وهو شاعر معروف لدى البادية ومن أقواله :
يا راكب حمر في ضمر على المصباح من عقب مكمان ـوظلال عقل اللي يرافق الهجن صافي ـلهك البلاد من البعد مثقل شفيان / جبال عالية / ) .
جريدة الرأي 13 / 7 / 2006 م : http://archive.alrai.com/pages.php?news_id=113593
وأشار إلى انه منذ 50 عاما وأنا اعزف على الربابة وهو وراثة عن آبائي وأجدادي وقد تأثرت كثيرا بجدي عذيمات وهو شاعر معروف لدى البادية ومن أقواله :
يا راكب حمر في ضمر على المصباح من عقب مكمان ـوظلال عقل اللي يرافق الهجن صافي ـلهك البلاد من البعد مثقل شفيان / جبال عالية / ) .
جريدة الرأي 13 / 7 / 2006 م : http://archive.alrai.com/pages.php?news_id=113593
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق